مكتبية سابقة
Oct-20-2007, 09:39 PM
الاصلاحات في الكتابة العربية :
اشتهر العرب بالفصاحة والبلاغة ، وتلك كانت موهبة إلهية وفطرة فطرهم الله عليها ، اي انها غير مكتسبة بالتعليم . ومن هنا كان لدى الذين يجيدون القراءة والكتابة منهم قدرة ذاتية على تمييز الحروف المتشابهة دون وضع علامات عليها ؛ إذ لم يكونوا في الواقع بحاجة إلى وضع تلك العلامات .
ولما ظهر الإسلام واخذ ينتشر خارج بلاد العرب واختلط العرب بالأعاجم أخذ اللحن في الفاظهم يتفشى بينهم فخشي على القرآن الكريم الذي هو دستورهم وعماد دينهم ، مما دفع بعض الغيورين المخلصين من العرب إلى البحث عن حلول يحمون بها لغتهم ويصلحون بها ألسنة الناس عن القراءة خاصة أولئك الذين دخلوا الاسلام من غير العرب فكانت النتيجة اصلاحات ثلاثة ادخلت على الكتابة العربية تتعلق بشكلها واعجامها :
الاصلاح الاول : هو الشكل اذ سبق الإعجام . والمقصود بالشكل هو ضبط الكلمات بالحركات لتنطق وفقاً للغة العرب الصحيحة .
وتشير المصادر إلى ان أبا الاسود الدؤلي المتوفي 69هـ هو واضع اساس الشكل للأحرف العربية بأمر من زياد بن ابيه والي البصرة في عهد معاوية بن ابي سفيان . فاستحضر أبو الاسود كاتباً تم اختياره من مجموعة رجال احضرهم له زياد بن ابيه بناء على طلبه فأمر ذلك الكاتب بأن يتناول المصحف وان يأخذ مداداً يخالف لون المداد الذي كتب به المصحف وقال له : إذا رأيتني فتحت شفتي فضع نقطة فوق الحرف ؛ وهذه النقطة هي الفتحة ( س 0 = سَ ) وإذا خفضتها عند أخر الحرف فضع النقطة تحته ؛ وهذه النقطة هي الكسرة ( س. = سِ ) فإذا ضممتهما فاجعل النقطة بين يدي الحرف أي إلى جانبه فيكون هذه هي الضم ( س0 = سُ ) ثم قال : فإن اتبعت شيئاً من هذه الحركات بغنة فانقط نقطتين إحداهما فوق الاخرىوالمقصود بالغنة التنوين ( ً ، ٌ ، ٍ )
الاصلاح الثاني : التصحيف وهي الحرف على غير حقيقته ولقد افزع التصحيف الحجاج بن يوسف الثقفي والي العراق من قبل عبد الملك بن مروان الذي امر بإدخال الإصلاح الثاني وهو الاعجام على الكتابة العربية . والاعجام او نقط الحروف هو تمييز الحروف المتشابهة بالرسم ووضع علامة عليها لمنع اللبس . فقام نصر بن عاصم الليثي المتوفي 89هـ ويحي بن يعمر الوسقي العدواني المتوفي 129هـ بوضع نقط على الحروف المتشابهة لتمييزها عن بعضها فلكي يميز بين الباء والتاء والثاء وضعا نقطة تحت الباء ونقطتين فوق التاء وثلاث نقاط فوق الثاء . وللتفريق بين الصاد والضاد أهملت الاولى ووضعا نقطة فوق الثانية وهكذا فعلا في بقية الحروف المتشابهة .
الاصلاح الثالث : نتيجة لاختلاط الاعجام بالشكل لان كليهما يستخدم النقط مما سبب اللبس لكثير من القراء فظهرت الحاجة إلى حل يريح الناس من هذا اللبس فصار الوراقون يضعون نقط الاعجام بنفس المداد الذي يكتب به الكتاب وهو في الغالب الاسود ويضعون نقط الشكل بمداد مختلف كالأحمر مثلاً ، هذا التعديل لم يدم طويلاً لانه لم يقض على المشكلة تماماً عدا أن وجود نوعين من النقط وإن كانا بمدادين مختلفين كان فعلاً امراً معقداً ومجهداً لا للكتاب والنساخ فقط بل للقراء ايضاً . من هنا كان لابد للبحث عن حل جذري وسليم للقضاء على هذه المشكلة فكان الاصلاح الثالث الذي تم على يد الخليل بن احمد الفراهيدي في العصر العباسي الاول . فقد قام الخليل بوضع طريقة جديدة للشكل لايحتاج الكاتب او الناسخ معها إلى استعمال مدادين مختلفي اللون . هذه الطريقة تقوم على إبدال نقط الشكل الذي وضعها أبو الأسود الدؤلي بعلامات ثمان هي : الفتحة والكسرة والضمة والسكون والشدة والمدة والهمزة والوصل . واصطلح على ان تكون الفتحة ألفاً مبطوحة فوق الحرف والكسرة جرة مماثلة للفتحة ولكن تحت الحرف . اما الضمة فواو صغيرة فوق الحرف . فإذا كان الحرف منوناً كررت العلامة مرتين فوق الحرف او تحته . اما علامة السكون فدائة صغيرة فوق الحرف والشدة سيناً صغيرة تكتب فوق الحرف . وقد اختير للهمزة عين صغيرة وللوصل رأس صاد لطيفة .
اما شكل العلامات فهي كالتالي : َ للفتحة ، ِ للكسرة ، ُ للضمة ، ْ للسكون ، ّ للشدة ، ء للهمزة ، صـ للوصل . وهذه العلامات هي التي سار عليها الناس وقتنا الحاضر .
وبفضل الله ثم بفضل الشكل والاعجام اللذان ادخلا على الكتابة العربية بجهود غيورين وعلماء مخلصين تمكن العرب ولله الحمد حتى الآن المحافظة على لغتهم العربية وخطهم العربي من اللحن والتصحيف . وصدق سعيد بن حميد الذي قال : من سلك طريقاً بلا إعلام ضل ، ومن قرأ خطاً بلا إعجام زل .
المصدر : المخطوط العربي وشئ من قضاياه . عبد العزيز بن محمد المسفر .
اشتهر العرب بالفصاحة والبلاغة ، وتلك كانت موهبة إلهية وفطرة فطرهم الله عليها ، اي انها غير مكتسبة بالتعليم . ومن هنا كان لدى الذين يجيدون القراءة والكتابة منهم قدرة ذاتية على تمييز الحروف المتشابهة دون وضع علامات عليها ؛ إذ لم يكونوا في الواقع بحاجة إلى وضع تلك العلامات .
ولما ظهر الإسلام واخذ ينتشر خارج بلاد العرب واختلط العرب بالأعاجم أخذ اللحن في الفاظهم يتفشى بينهم فخشي على القرآن الكريم الذي هو دستورهم وعماد دينهم ، مما دفع بعض الغيورين المخلصين من العرب إلى البحث عن حلول يحمون بها لغتهم ويصلحون بها ألسنة الناس عن القراءة خاصة أولئك الذين دخلوا الاسلام من غير العرب فكانت النتيجة اصلاحات ثلاثة ادخلت على الكتابة العربية تتعلق بشكلها واعجامها :
الاصلاح الاول : هو الشكل اذ سبق الإعجام . والمقصود بالشكل هو ضبط الكلمات بالحركات لتنطق وفقاً للغة العرب الصحيحة .
وتشير المصادر إلى ان أبا الاسود الدؤلي المتوفي 69هـ هو واضع اساس الشكل للأحرف العربية بأمر من زياد بن ابيه والي البصرة في عهد معاوية بن ابي سفيان . فاستحضر أبو الاسود كاتباً تم اختياره من مجموعة رجال احضرهم له زياد بن ابيه بناء على طلبه فأمر ذلك الكاتب بأن يتناول المصحف وان يأخذ مداداً يخالف لون المداد الذي كتب به المصحف وقال له : إذا رأيتني فتحت شفتي فضع نقطة فوق الحرف ؛ وهذه النقطة هي الفتحة ( س 0 = سَ ) وإذا خفضتها عند أخر الحرف فضع النقطة تحته ؛ وهذه النقطة هي الكسرة ( س. = سِ ) فإذا ضممتهما فاجعل النقطة بين يدي الحرف أي إلى جانبه فيكون هذه هي الضم ( س0 = سُ ) ثم قال : فإن اتبعت شيئاً من هذه الحركات بغنة فانقط نقطتين إحداهما فوق الاخرىوالمقصود بالغنة التنوين ( ً ، ٌ ، ٍ )
الاصلاح الثاني : التصحيف وهي الحرف على غير حقيقته ولقد افزع التصحيف الحجاج بن يوسف الثقفي والي العراق من قبل عبد الملك بن مروان الذي امر بإدخال الإصلاح الثاني وهو الاعجام على الكتابة العربية . والاعجام او نقط الحروف هو تمييز الحروف المتشابهة بالرسم ووضع علامة عليها لمنع اللبس . فقام نصر بن عاصم الليثي المتوفي 89هـ ويحي بن يعمر الوسقي العدواني المتوفي 129هـ بوضع نقط على الحروف المتشابهة لتمييزها عن بعضها فلكي يميز بين الباء والتاء والثاء وضعا نقطة تحت الباء ونقطتين فوق التاء وثلاث نقاط فوق الثاء . وللتفريق بين الصاد والضاد أهملت الاولى ووضعا نقطة فوق الثانية وهكذا فعلا في بقية الحروف المتشابهة .
الاصلاح الثالث : نتيجة لاختلاط الاعجام بالشكل لان كليهما يستخدم النقط مما سبب اللبس لكثير من القراء فظهرت الحاجة إلى حل يريح الناس من هذا اللبس فصار الوراقون يضعون نقط الاعجام بنفس المداد الذي يكتب به الكتاب وهو في الغالب الاسود ويضعون نقط الشكل بمداد مختلف كالأحمر مثلاً ، هذا التعديل لم يدم طويلاً لانه لم يقض على المشكلة تماماً عدا أن وجود نوعين من النقط وإن كانا بمدادين مختلفين كان فعلاً امراً معقداً ومجهداً لا للكتاب والنساخ فقط بل للقراء ايضاً . من هنا كان لابد للبحث عن حل جذري وسليم للقضاء على هذه المشكلة فكان الاصلاح الثالث الذي تم على يد الخليل بن احمد الفراهيدي في العصر العباسي الاول . فقد قام الخليل بوضع طريقة جديدة للشكل لايحتاج الكاتب او الناسخ معها إلى استعمال مدادين مختلفي اللون . هذه الطريقة تقوم على إبدال نقط الشكل الذي وضعها أبو الأسود الدؤلي بعلامات ثمان هي : الفتحة والكسرة والضمة والسكون والشدة والمدة والهمزة والوصل . واصطلح على ان تكون الفتحة ألفاً مبطوحة فوق الحرف والكسرة جرة مماثلة للفتحة ولكن تحت الحرف . اما الضمة فواو صغيرة فوق الحرف . فإذا كان الحرف منوناً كررت العلامة مرتين فوق الحرف او تحته . اما علامة السكون فدائة صغيرة فوق الحرف والشدة سيناً صغيرة تكتب فوق الحرف . وقد اختير للهمزة عين صغيرة وللوصل رأس صاد لطيفة .
اما شكل العلامات فهي كالتالي : َ للفتحة ، ِ للكسرة ، ُ للضمة ، ْ للسكون ، ّ للشدة ، ء للهمزة ، صـ للوصل . وهذه العلامات هي التي سار عليها الناس وقتنا الحاضر .
وبفضل الله ثم بفضل الشكل والاعجام اللذان ادخلا على الكتابة العربية بجهود غيورين وعلماء مخلصين تمكن العرب ولله الحمد حتى الآن المحافظة على لغتهم العربية وخطهم العربي من اللحن والتصحيف . وصدق سعيد بن حميد الذي قال : من سلك طريقاً بلا إعلام ضل ، ومن قرأ خطاً بلا إعجام زل .
المصدر : المخطوط العربي وشئ من قضاياه . عبد العزيز بن محمد المسفر .