المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التفكير - أنماطه - مهاراته – أخطاءه


غازي الغامدي
Apr-01-2009, 01:12 PM
التفكير - أنماطه - مهاراته – أخطاءه


ويقرر بيير (Beyer, 1987) في(عبد الرحمن الأحمد، 1998: ص186) بوضوح أن التفكير يجب أن يدُرس، فهو يقول إن التفكير ليس ناتجاً عرضياً من نواتج الخبرة أو ناتجاً فوريا لدراسة أية مادة بالذات، فمهارات التفكير لا يمكن تطويرها ما لم يبذل مجهود مباشر لتدريسها. وهنا يصبح لزاما على وزارات التربية والجامعات المعنية بتخريج المعلمين تدريبهم قبل الخدمة وأثناء الخدمة على التفكير بأنواعه وأنماطه ومهاراته وكيفية تدريسه للطلاب .

التفكير هو أي عملية أو نشاط يحدث في عقل الإنسان "، ويحدث التفكير لأغراض متعددة منها:
* الفهم و الاستيعاب
* اتخاذ القرار
* التخطيط، أو حل المشكلات
* الحكم على الأشياء
* الإحساس بالبهجة و الاستمتاع
* التخيل
* الانغماس في أحلام اليقظة.
وهو عملية واعية يقوم بها الفرد عن وعي وإدراك، ولا تتم بمعزل عن البيئة المحيطة، أي أن عملية التفكير تتأثر بالسياق الاجتماعي والسياق الثقافي الذي تتم فيه.

أنماط التفكير:
1- التفكير البديهي (الطبيعي)
2- التفكير العاطفي (أو الوجداني)
3- التفكير المنطقي
4- التفكير الرياضي
5- التفكير الناقد
6- التفكير العلمي
7- التفكير ألابتكاري

1- التفكير البديهي (الطبيعي):
وأحيانا يطلق عليه التفكير المبدئي، الأولي، الخام، حيث لا توجد مسارات صناعية للتدخل في أنماط التفكير الأولية.
وتتسم خصائص التفكير البديهي بما يلي:
1- التكرار.
2- التعميم والتحيّز.
3- عدم التفكير في الجزئيات والتفكير في العموميات.
4- الخيال الفطري والأحلام.
5- معرض للخطأ.
6- يحدث بالتداعي الحر للخواطر .

2- التفكير العاطفي:
وأحيانا يطلق عليه التفكير الوجداني أو الهوائي، و يقصد به فهم أو تفسير الأمور أو اتخاذ القرارات وفقا لما يفضله الفرد أو يرتاح إليه أو يرغبه أو يألفه.
وتتسم خصائص التفكير العاطفي بما يلي:
1- السطحية.
2- التسرع.
3- التبسيط.
4- الاستيعاب الاختياري.
5- حسم المواقف على طريقة أبيض وأسود أو صح – خطأ .

3- التفكير المنطقي:
يمثل التحسن الذي طرأ على طريقة التفكير الطبيعي من خلال المحاولة الجادة للسيطرة على تجاوزات التفكير الطبيعي أو الفطري. والصفة الأساسية للتفكير المنطقي أنه يعتمد علي التعليل لفهم واستيعاب الأشياء. و التعليل يعد خطوة علي طريق ” القياس“. ويلاحظ أن وجود علة أو سبب لفهم الأمور لا يعني عن أن السبب وجيه أو مقبول.

4- التفكير الرياضي:
ويشمل استخدام المعادلات السابقة الإعداد والاعتماد على القواعد والرموز والنظريات والبراهين، حيث تمثل إطارا فكريا يحكم العلاقات بين الأشياء.
وعلى العكس من طريق التفكير الطبيعي والمنطقي فإن نقطة البداية تكمن في المعادلة أو الرمز حتى قبل توفر بيانات أن هذه القنوات السابقة (المعادلات، الرموز) ستسهل من مرور المعلومات بها وفق نسق رياضي سابق التحديد.

5- التفكير الناقد:
التفكير النــاقد هو قدرة الفرد على إبداء الرأي المؤيد أو المعارض في المواقف المختلفة ، مع إبداء الأسباب المقنعة لكل رأي.
والتفكير الناقد تفكير تأملي يهدف إلي إصدار حكم أو إبداء رأي.
ويكفي هنا أن يكون الفرد صاحب رأي في القضايا المطروحة ، وأن يدلل على رأيه ببينة مقنعة حتى يكون من الذين يفكرون تفكيرا ناقدا.
ويتم ذلك بإخضاع المعلومات والبيانات لاختبارات عقلية ومنطقية وذلك لإقامة الأدلة أو الشواهد والتعرف على القرائن. ويتم فيه معالجة هذه المعلومات والبيانات لاختبارات عقلية ومنطقية وذلك لإقامة الأدلة أو الشواهد والتعرف على القرائن.
خطوات التفكير الناقد
1- تحديد الهدف من التفكير.
2- التعرف علي أبعاد الموضوع.
3- تحليل الموضوع إلي عناصر ”بما يتلاءم مع الهدف ”.
4- وضع المعايير و المؤشرات الملائمة لتقييم عناصر الموضوع.
5- استخدام المعايير في تقييم كل عنصر من عناصر الموضوع.
6- التوصل إلي القرار أو الحكم.

6- التفكير العلمي:
هو العملية العقلية التي يتم بموجبها حل المشكلات أو اتخاذ القرارات بطريقة علمية من خلال التفكير المنظم المنهجي.

خطوات التفكير العلمي لاتخاذ القرار:-
1- تحديد المشكلة و الهدف من اتخاذ القرار.
2- جمع البيانات والحقائق عنها والتنبؤ بآثارها المحتملة.
3- وضع الحلول البديلة للمشكلة Alternatives
4- تقييم كل بديل من البدائل Evaluation
5- اتخاذ القرار الأنسب الذي يمثل أحسن مسار لتحقيق الهدف في ضوء الإمكانيات والموارد المتاحة.


خطوات الأسلوب العلمي للمعرفة:-
1- الملاحظة .
2- الرغبة في المعرفة ” تساؤل“.
3- وضع الفروض.
4- تحديد أفضل الطرق للإجابة علي التساؤل.
5- اختبار الفروض.
6- الاستنتاج.
7- التعميم الحذر.


7- التفكير الإبداعي:
الإبداع هو النظر للمألوف بطريقة أو من زاوية غير مألوفة، ثم تطوير هذا النظر ليتحول إلى فكرة، ثم إلى تصميم ثم إلى إبداع قابل للتطبيق والاستعمال.
مميزات التفكير الإبداعي
1- تجنب التتابعية المنطقية.
2- توفير بدائل عديدة لحل المشكلة.
3- تجنب عملية المفاضلة والاختيار.
4- البعد عن النمط التقليدي الفكري.
5- تعديل الانتباه إلى مسار فكري جديد
خصائص التفكير الإبداعي :
1- الحرص على الجديد من الأفكار والآراء والمفاهيم والتجارب والوسائل
2- البحث عن البدائل لكل أمر والاستعداد لممارسة الجديد منها.
3- الاستعداد لبذل بعض الوقت والجهد للبحث عن الأفكار والبدائل الجديدة، ومحاولة تطوير الأفكار الجديدة أو الغريبة،
4- الاستعداد لتحمل المخاطر واستكشاف الجديد .
5- الثقة بالنفس والتخلص من الروح الانهزامية.
6- الاستقلالية في الرأي والموقف .
7- تنمية روح المبادرة والمبادأة في التعامل مع القضايا والأمور كلها.
معوقات التفكير الإبداعي:
1- الخوف من الفشل، والخوف من النقد.
2- عدم الثقة بالنفس، (كأن يقول أحدهم : إن طاقتي محدودة، أو لا يمكن أن أغيّر الواقع، أو لا أستطيع مقاومة التيار، أو أنا أطيع الأوامر وحسب).
3- الاعتياد و الألفة.
4- الخوف من المجهول أو من الجديد.
5- المعتقدات ” اللي تعرفه ... – من خرج من داره.... ” .
6- المناخ المشحون بالتوتر، والتخوف، والاستبداد الفكري .
7- الرغبة في التقليد ، والتمذهب، والمحاكاة للنماذج السابقة .


تنمية مهارات التفكير:
أ‌- مهارات الإعداد النفسي.
ب‌- مهارات الإدراك الحسي والمعلومات والخبرة.
ج‌- المهارات المتعلقة بإزالة العقبات وتجنب أخطاء التفكير .
ء – مهارات تطويع العقل للموقف.

أ‌- مهارات الإعداد النفسي
1- الثقة بالنفس وقدرتها على التفكير والوصول إلى النتائج.
2- المرونة والانفتاح الذهني وحب التغيير .
3- الإقرار بالجهل أن لزم ؛ الاستماع إلى وجهة نظر الآخرين (فتأخذ بها أو ترفضها) ؛ استشارة الآخرين .
4- الاستعداد للعدول عن وجهة نظرك ولتغيير الهدف والأسلوب إن لزم الأمر ؛ التريُّث في استخلاص النتائج.
5- تجنب التناقض والغموض ، وسهولة التواصل مع الآخرين بأفكار مُقنعة وواضحة ومفهومة.
ب‌- مهارات الإدراك الحسي.
1- توجيه الحواس حسب الهدف والخلفية العلمية أو الفكرية للموضوع.
2- الاستماع الواعي والملاحظة الدقيقة وربط ذلك مع الخبرة الذاتية ، أي تمحيص الإحساسات والتأكد من خلوها من الوهم والتخيلات.
3- توسيع نطاق الرؤية بالنظر إلى عدة اتجاهات ومن عدة زوايا.
4- تخزين المعلومات وتذكرها بطريقة منظمة واستكشافية : إثارة التساؤلات، استكشاف الأنماط ، استخدام الأمارات الدالة والأشياء المميزة ، اللجوء إلى القواعد التي تسهل تذكر الأشياء.
ج‌- المهارات المتعلقة بتجنب أخطاء التفكير
1- الابتعاد عن التمركز حول الذات.
2- استخدام التفكير للاستكشاف و ليس للدفاع عن وجهة النظر .
3- تجنب القفز إلي النتائج، أو الخلط بين الفرضيات و الحقائق.
4- تجنب التعميم بغير أساس .
5- تجنب المبالغة (التهويل) أو التبسيط الزائد (التهوين).
6- تجنب القولبة.
7- تجنب الأطراف (أبيض/أسود) إذا كان هناك بدائل أخري.
8- معالجة أسباب المشكلات، وليس الأعراض.
9- تجنب أخذ الأمور علي محمل شخصي.
10- تجنب الاستنتاج من التفاصيل و إهمال باقي الموضوع .
11- تجنب التحيز و الاعتياد و الاستيعاب الاختياري.
12- تجنب الانسياق وراء الزحام بغير تحليل.
13- ابحث عن حلول و بدائل غير تقليدية.
14- شجع التفكير ألابتكاري كهدف بغض النظر عن نتائجه.
15- لا تنفي وجود الشيء، لمجرد أنك لا تعلمه.
16- تجنب الاعتماد على الأمثال أو الأقوال المعروفة في اتخاذ القرار دون اعتبار لخصوصيات الموقف .
د – مهارات تطويع العقل للموقف
1- التعرف علي الغرض من التفكير.
2- تحديد نمط التفكير الملائم للموقف و مرحلة التفكير.
3- الاستعداد لتقبل نواتج التفكير .
4- الاستعداد لتغيير نمط التفكير إذا تغير الموقف أو مرحلة التفكير.
5- قبول نواتج التفكير إذا حققت أهدافك في الوقت المحدد .




التفكير - أنماطه - مهاراته– أخطاءه


أنماطالتفكير:
التفكير العلمي
التفكير التجريبي
التفكير المجرد
التفكير التحليلي
التفكير التركيبي
التفكير المادي
التفكير المطلق
التفكير المنطقي
التفكير الفلسفي
التفكير الناقد
التفكير الإبداعي
التفكير ألتشعبي
التفكير التجميعي
التفكير ألاستنتاجي
التفكير الاستقرائي
التفكير الفعال
التفكير غير الفعال
التفكير الوظيفي
التفكير التأملي
التفكير العملي
التفكير التبريري
التفكير العاطفي
التفكير الحدثي التخميني
التفكير الجدلي
التفكير البرجماتي النفعي
التفكير الإحصائي
التفكير الشمولي
التفكير العقلاني
التفكير الكمي
التفكير النوعي
التفكير المغلق أو المتحجر
التفكير المثالي

مهارات التفكير:
مهارة الأصالة
مهارة الطلاقة
مهارة المرونة
مهارة التوضيح أو التوسع
مهارة العزو أو الوصف
مهارة تحمل المسؤولية
مهارة الوصول إلى المعلومات
مهارة تدوين الملاحظات
مهارة التذكر
مهارة إصدار الأحكام أو الوصول إلى حلول
مهارة تحديد العلاقة بين السبب والنتيجة
مهارة إدارة الوقت
مهارة التصنيف
مهارة تنمية المفاهيم أو تطويرها
مهارة طرح الفرضيات واختبارها
مهارة الاستنتاج
مهارة تقديم الدليل
مهارة المقارنة والتباين أو التعارض
مهارة شد الانتباه أو ضبط الانتباه
مهارة التنبؤ
مهارة حل المشكلات
مهارة تحديدا لأولويات
مهارة طرح الأسئلة أو المسألة
مهارة تطبيق الإجراءات
مهارة وضع المعايير
مهارة التفكير بانتظام
مهارة عرض المعلومات مهارة التتابع
مهارة الملاحظة النشطة
مهارة التنظيم المتقدم
معارة عمل الأنماط المعرفية واستخدامها
مهارة الإصغاء النشط
مهارة التعميم
مهارة عمل الخيارات الشخصية





لمزيد من التفصيل عناوين المراجع في الأسفل

أخطاء في التفكير:
العجز عن التفصيل
وهم الحياد الكامل
الخلط بين النظام المفتوح والنظام المغلق
اللجوء إلى الحل الوسط
الاهتمام بالصغير المباشر
الفكر يشوه الواقع
الصواب الوحيد
ضعف حساسية العقل نحو النسبية
الفكر المتصلب
الفرار من مواجهة الحقائق
التفكير السلبي
العجز عن تقديم تفسيرات متعددة
تفكير المسار الواحد
شدة التمسك بالقديم
مجاوزة التفكير في الواقع إلى التفكير النظري
الوثوقية الزائدة
التفكير الانتقائي
التهويل
الاعتزاز بالإمكانات الشخصية
التفكير التبريري
التعميم
التفكير المبسط
الاهتمام الاستثنائي
التفكير العجول
رؤية الأشياء من وجهة نظر خاصة
الانخداع بالصدق الشكلي
ضعف القدرة على التجريد
اللغة والانفعالات




1- تدريس مهارات التفكير - د- جودت سعادة
2- خطوة نحو التفكير القويم ( ثلاثون ملمحا في أخطاءالتفكير وعيوبه أ-د- عبد الكريم بكّار - دار الإعلام - الطبعة الأولى- 2002


(الدار الالكترونية للمعلم)

المسآفـر
Apr-01-2009, 07:23 PM
بارك الله فيكم أخي غازي على الموضوع الهام والذي يحتاج إلى بلورته وتوظيفه في مناحي الحياة والعمل على اكساب الطلاب مهارات التفكير بأنواعه
ولأهمية ذلك تضمنت مادة المكتبة والبحث وحدة في التفكيربإعتبارها سباقة في التركيز على هذه المهارات.
وفقكم الله لكل خير ونفع بعلمكم

ابودانة الزهراني
Apr-07-2009, 01:07 AM
التفكير... ومهارات التفكير


ما هو التفكير؟
التفكير أمر مألوف لدى الناس يمارسه كثير منهم ، ومع ذلك فهو من اكثر المفاهيم غموضاً وأشدِّها استعصاءً على التعريف . ولعلَّ مردَّ ذلك إلى أن التفكير لا يقتصر أمرُه على مجرد فهم الآلية التي يحصل بها ، بل هو عملية معقدة متعددة الخطوات ، تتداخل فيها عوامل كثيرة تتأثر بها وتؤثر فيها . فهو نشاط يحصل في الدماغ بعد الإحساس بواقع معيَّن ، مما يؤدي إلى تفاعلٍ ذهنيٍّ ما بين قُدُرات الذكاء وهذا الإحساس والخبرات الموجودة لدى الشخص المفكر ، ويحصل ذلك بناءً على دافعٍ لتحقيق هدف معين بعيداً عن تأثير المعوقات .

يتضح لنا من هذا العرض أن التفكير عملية ذهنية لها أركان وشروط ، وتدفعها دوافع ومثيرات ، وتقف في طريقها العقبات . كما نلاحظ تعدد الجوانب وكثرة العوامل المتداخلة والمؤثرة والمتأثرة بالتفكير ، ولعلَّ هذا ما يُفسّر كثرة التعريفات الواردة على التفكير ، وكثرة التقسيمات المتعلقة به وبعملياته ونواتجه .
بناءً على ذلك يمكن صياغة التعريف التالي للتفكير:
التفكير عملية ذهنية يتفاعل فيها الإدراك الحِسّي مع الخبرة والذكاء لتحقيق هدف ، ويحصل بدوافع وفي غياب الموانع .

حيث يتكون الإدراك الحسي من الإحساس بالواقع والانتباه إليه ؛ أما الخبرة فهي ما اكتسبه الإنسان من معلومات عن الواقع ، ومعايشته له، وما اكتسبه من أدوات التفكير وأساليبه ؛ وأما الذكاء فهو عبارة عن القدرات الذهنية الأساسية التي يتمتع بها الناس بدرجات متفاوتة . ويحتاج التفكير إلى دافع يدفعه ، ولا بد من إزالة العقبات التي تصده وتجنب الوقوع في أخطائه بنفسية مؤهلة ومهيأة للقيام به .

يلجأ الناس في محاولتهم فهم التفكير أو العقل إلى مصادر ثلاثة هي :

أ- الفلسفة
ب- علم النفس
جـ- علم الأعصاب

ولكنهم يهملون عن عمد مصدراً آخر على جانب كبير من الأهمية والفائدة ، أو يتجنَّبونه عن غفلةٍ واستحياء ، ألا وهو :
د- الفكر الإسلامي
والمتمثل في الكتاب والسنة وآثار الصحابة والكم النوعي الهائل من الفكر الذي نشأ لخدمتها جميعا ، مثل علوم القرآن والحديث واللغة وعلم الفقه وأصوله وغيرها . لقد آن الأوان لنفض الغبار عن هذا المارد الفكري العملاق لتقديمه بديلا فكريا لما هو موجود ، ليُزيل الظلمة الحالكة والتخبط الفكري الذي يَلُفُّ العالم اليوم ، وليعيد إلى الناس الطمأنينة والسعادة الأبدية المنشودة . إن في هذا المصدر العظيم كنوز تحتاج إلى التشمير عن السواعد ، واستنهاض الهمم ، من أجل العمل الجاد المُثمر للكشف عنها ، والعمل بها ، وتطبيقها ، وتقديمها سائغةً للشاربين .

لقد قُمتُ بصياغة هذا التعريف بناءً على أبحاث علم النفس ، وعلم الأعصاب ، والفكر الإسلامي , وعلى بحث أقوم به حول التفكير في نصوص القرآن الكريم والسنة المطهرة ، نرجو الله أن ييسر نشره قريباً، حيث أُبين فيه تَميُّز القرآن الكريم وسبقه في موضوع التفكير بشكل يمكن اعتباره من قبيل الإعجاز الفكري أو العقلي للقرآن الكريم . كما اعتمدت هذا التعريف في إعداد برنامج لتحسين مهارات التفكير لدى طلاب الهندسة الكيميائية في المختبرات والمعامل , ونُشر هذا البحث في المجلة العالمية للتعليم الهندسي ، المجلد 17 رقم 6

ما هي مهارة التفكير وهل يمكن تَعلُّمها؟

مهارة التفكير هي القدرة على التفكير بفعالية ، أو هي القدرة على تشغيل الدماغ بفعالية . ومهارة التفكير - شأنها في ذلك شأن أي مهارة أخرى - تحتاج إلى:

1. التعلُّم لاكتسابها بالتمرين .
2. التطوير والتحسين المستمر في الأداء .
3. الممارسة والاصطبار على ذلك .

إن تَعلُّم مهارة التفكير أمر مؤكد قائم فعلاً على الرغم من التشكيك المُثار حول ذلك ، والذي مردُّه إلى أن التفكير عملية طبيعية تلقائية يقوم بها أي إنسان . ولكن الإنسان يقوم بعمليات تلقائية كثيرة ومع ذلك فهو بحاجة إلى تعلُّمها وتطويرها ، كما أن فطرة الإنسان لم تعد بمنأى عن التغيير والتحريف حتى في أمور الغرائز . ناهيك عن التعصب والانحياز الأعمى والغشاوات الكثيرة القابعة على منافذ التفكير . وعليه فان الحاجة إلى تعلُّم التفكير وتعليمه تتأكد بأمرين:

1. اعتبار التفكير مهارة , وأية مهارة تحتاج في اكتسابها إلى التعلُّم .
2. أن التفكير عملية معقدة متعددة الجوانب تتأثر بعوامل كثيرة وتقف في طريقها العقبات .

ومما يؤكد صدق هذا التوجه ما تقوم به الكثير من المعاهد المتخصصة والمؤسسات التعليمية من تطبيق ذلك فعلاً على ارض الواقع ، في أماكن مختلفة من العالم . وسوف أبين جوانب مما طبقته بنفسي على طلاب الهندسة الكيميائية أثناء أدائهم التجارب المعملية في المختبرات التعليمية .

تميل معظم التوجهات إلى إدخال التفكير ضمن المناهج لاتخاذه سبيلاُ للتحصيل المعرفي وإنتاج الأفكار . وهذا أمر مُلحّ لا بد أن تتبناه كافة المؤسسات التعليمية وتُدرجه في مناهجها لتواكب التقدم الهائل في التعليم ووسائله ، وليكون لدى المتعلم القدرة على متابعة الكم المتسارع من المعلومات المتدفقة بغزارة . ولكن لا بد من الحرص على أن لا يصير مآل التفكير إلى مادة دراسية لها كتاب مقرر وتُعَد لها الامتحانات . حينها سيفقد التفكير أهميته ومهمته ، ولن يتجاوز كونه معرفة جديدة تضاف إلى لائحة المعارف الموجودة . فإنه مما يُؤخذ على التعليم تركيزه على إعطاء المعلومات وكثرة الواجبات والأعباء الملقاة على المتعلمين ، مما قد يعيق عملية التفكير أثناء التعلُّم بسبب التركيز فقط على تحصيل المعرفة .

غازي الغامدي
Apr-07-2009, 12:02 PM
بارك الله فيكم أخي غازي على الموضوع الهام والذي يحتاج إلى بلورته وتوظيفه في مناحي الحياة والعمل على اكساب الطلاب مهارات التفكير بأنواعه
ولأهمية ذلك تضمنت مادة المكتبة والبحث وحدة في التفكيربإعتبارها سباقة في التركيز على هذه المهارات.
وفقكم الله لكل خير ونفع بعلمكم

المسافر شكرا لك على المرور وفعلا ينبغي تفعيل دروس التفكير التي تضمنها المنهج، والاستفادة من ذلك في جميع مناحي الحياة.

غازي الغامدي
Apr-07-2009, 12:04 PM
التفكير... ومهارات التفكير


ما هو التفكير؟
التفكير أمر مألوف لدى الناس يمارسه كثير منهم ، ومع ذلك فهو من اكثر المفاهيم غموضاً وأشدِّها استعصاءً على التعريف . ولعلَّ مردَّ ذلك إلى أن التفكير لا يقتصر أمرُه على مجرد فهم الآلية التي يحصل بها ، بل هو عملية معقدة متعددة الخطوات ، تتداخل فيها عوامل كثيرة تتأثر بها وتؤثر فيها . فهو نشاط يحصل في الدماغ بعد الإحساس بواقع معيَّن ، مما يؤدي إلى تفاعلٍ ذهنيٍّ ما بين قُدُرات الذكاء وهذا الإحساس والخبرات الموجودة لدى الشخص المفكر ، ويحصل ذلك بناءً على دافعٍ لتحقيق هدف معين بعيداً عن تأثير المعوقات .

يتضح لنا من هذا العرض أن التفكير عملية ذهنية لها أركان وشروط ، وتدفعها دوافع ومثيرات ، وتقف في طريقها العقبات . كما نلاحظ تعدد الجوانب وكثرة العوامل المتداخلة والمؤثرة والمتأثرة بالتفكير ، ولعلَّ هذا ما يُفسّر كثرة التعريفات الواردة على التفكير ، وكثرة التقسيمات المتعلقة به وبعملياته ونواتجه .
بناءً على ذلك يمكن صياغة التعريف التالي للتفكير:
التفكير عملية ذهنية يتفاعل فيها الإدراك الحِسّي مع الخبرة والذكاء لتحقيق هدف ، ويحصل بدوافع وفي غياب الموانع .

حيث يتكون الإدراك الحسي من الإحساس بالواقع والانتباه إليه ؛ أما الخبرة فهي ما اكتسبه الإنسان من معلومات عن الواقع ، ومعايشته له، وما اكتسبه من أدوات التفكير وأساليبه ؛ وأما الذكاء فهو عبارة عن القدرات الذهنية الأساسية التي يتمتع بها الناس بدرجات متفاوتة . ويحتاج التفكير إلى دافع يدفعه ، ولا بد من إزالة العقبات التي تصده وتجنب الوقوع في أخطائه بنفسية مؤهلة ومهيأة للقيام به .

يلجأ الناس في محاولتهم فهم التفكير أو العقل إلى مصادر ثلاثة هي :

أ- الفلسفة
ب- علم النفس
جـ- علم الأعصاب

ولكنهم يهملون عن عمد مصدراً آخر على جانب كبير من الأهمية والفائدة ، أو يتجنَّبونه عن غفلةٍ واستحياء ، ألا وهو :
د- الفكر الإسلامي
والمتمثل في الكتاب والسنة وآثار الصحابة والكم النوعي الهائل من الفكر الذي نشأ لخدمتها جميعا ، مثل علوم القرآن والحديث واللغة وعلم الفقه وأصوله وغيرها . لقد آن الأوان لنفض الغبار عن هذا المارد الفكري العملاق لتقديمه بديلا فكريا لما هو موجود ، ليُزيل الظلمة الحالكة والتخبط الفكري الذي يَلُفُّ العالم اليوم ، وليعيد إلى الناس الطمأنينة والسعادة الأبدية المنشودة . إن في هذا المصدر العظيم كنوز تحتاج إلى التشمير عن السواعد ، واستنهاض الهمم ، من أجل العمل الجاد المُثمر للكشف عنها ، والعمل بها ، وتطبيقها ، وتقديمها سائغةً للشاربين .

لقد قُمتُ بصياغة هذا التعريف بناءً على أبحاث علم النفس ، وعلم الأعصاب ، والفكر الإسلامي , وعلى بحث أقوم به حول التفكير في نصوص القرآن الكريم والسنة المطهرة ، نرجو الله أن ييسر نشره قريباً، حيث أُبين فيه تَميُّز القرآن الكريم وسبقه في موضوع التفكير بشكل يمكن اعتباره من قبيل الإعجاز الفكري أو العقلي للقرآن الكريم . كما اعتمدت هذا التعريف في إعداد برنامج لتحسين مهارات التفكير لدى طلاب الهندسة الكيميائية في المختبرات والمعامل , ونُشر هذا البحث في المجلة العالمية للتعليم الهندسي ، المجلد 17 رقم 6

ما هي مهارة التفكير وهل يمكن تَعلُّمها؟

مهارة التفكير هي القدرة على التفكير بفعالية ، أو هي القدرة على تشغيل الدماغ بفعالية . ومهارة التفكير - شأنها في ذلك شأن أي مهارة أخرى - تحتاج إلى:

1. التعلُّم لاكتسابها بالتمرين .
2. التطوير والتحسين المستمر في الأداء .
3. الممارسة والاصطبار على ذلك .

إن تَعلُّم مهارة التفكير أمر مؤكد قائم فعلاً على الرغم من التشكيك المُثار حول ذلك ، والذي مردُّه إلى أن التفكير عملية طبيعية تلقائية يقوم بها أي إنسان . ولكن الإنسان يقوم بعمليات تلقائية كثيرة ومع ذلك فهو بحاجة إلى تعلُّمها وتطويرها ، كما أن فطرة الإنسان لم تعد بمنأى عن التغيير والتحريف حتى في أمور الغرائز . ناهيك عن التعصب والانحياز الأعمى والغشاوات الكثيرة القابعة على منافذ التفكير . وعليه فان الحاجة إلى تعلُّم التفكير وتعليمه تتأكد بأمرين:

1. اعتبار التفكير مهارة , وأية مهارة تحتاج في اكتسابها إلى التعلُّم .
2. أن التفكير عملية معقدة متعددة الجوانب تتأثر بعوامل كثيرة وتقف في طريقها العقبات .

ومما يؤكد صدق هذا التوجه ما تقوم به الكثير من المعاهد المتخصصة والمؤسسات التعليمية من تطبيق ذلك فعلاً على ارض الواقع ، في أماكن مختلفة من العالم . وسوف أبين جوانب مما طبقته بنفسي على طلاب الهندسة الكيميائية أثناء أدائهم التجارب المعملية في المختبرات التعليمية .

تميل معظم التوجهات إلى إدخال التفكير ضمن المناهج لاتخاذه سبيلاُ للتحصيل المعرفي وإنتاج الأفكار . وهذا أمر مُلحّ لا بد أن تتبناه كافة المؤسسات التعليمية وتُدرجه في مناهجها لتواكب التقدم الهائل في التعليم ووسائله ، وليكون لدى المتعلم القدرة على متابعة الكم المتسارع من المعلومات المتدفقة بغزارة . ولكن لا بد من الحرص على أن لا يصير مآل التفكير إلى مادة دراسية لها كتاب مقرر وتُعَد لها الامتحانات . حينها سيفقد التفكير أهميته ومهمته ، ولن يتجاوز كونه معرفة جديدة تضاف إلى لائحة المعارف الموجودة . فإنه مما يُؤخذ على التعليم تركيزه على إعطاء المعلومات وكثرة الواجبات والأعباء الملقاة على المتعلمين ، مما قد يعيق عملية التفكير أثناء التعلُّم بسبب التركيز فقط على تحصيل المعرفة .



شكرا لمشرفنا الرائع رانجاناثان على الإضافة ولقد قرأت الموضوع وأستفدت منه، وأتمنى أن يستفيد منه الأخرين
لا حرمك الله الأجر

سعد الدوسري
Apr-10-2009, 10:22 AM
بارك الله فيكم جميــعاً