د.رمضان الصفتى
Apr-24-2009, 12:44 AM
المكتبـات الأكاديميــة الأزهريــــة / تأليف رمضان موسى الصفتى، رضا محمد النجار ؛ تقديم حسنـــى عبد الرحمـــن الشيمـــــى . ـ ط 1 . ـ الأسكندرية : دار الثقافة العلمية ، 2009 .316 ص.
تقديم الأستاذ الدكتورحسنـــى عبد الرحمـــن الشيمـــــى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه
لهذا العمل الذي بين أيديناحكايتان طريفتان تصبان في فهمنا للعلم ودوره.
تدورالأولى حول موضوع العمل حيث جاءني صاحباه على استحياء كل منهما في الجانب الذي يخصه من الدراسة والمقولة واحدة فحواها إن اقتراح دراسة تسجل عن مكتبات الأزهر يرفض الإشراف عليه والسبب أنه لا يوجد فيها ما هو جدير بالدراسة
وكان رأيي أنه لا بأس في وجهة النظر تلك ولكن دعونا نعرف عن قرب تشخيص ذلك الوضع غير الجدير بالدراسة فلا غنى لنا في معالجة أي موضوع عن التعرف على واقع الوضع القائم بحلوه ومره ... إذهبا إلى الواقع أو انزلا إلى الميدان واستجاب الباحثان ومع التفاعل والاحتكاك بالواقع من خلال الدراسة التطبيقية توفر لدينا دراستان أو رسالتان حصلا كلاهما على تقدير الامتياز وها هما صاحباهما يقومان بوفاء متبادل بدمجهما معا حتى تصبح منظوة مكتبات الأزهر إلى حد كبير بين يدي القارئ ، ويصدق التوقع فتكشف الدراسة عن مكنون من مقومات الخدمة، وتجارب تقنية حديثة تهفوإلى التقييم والترشيد ، الأمر الذي تناوله الجزء الخاص بالمكتبة المركزية .
أما الجزء الخاص بمكتبات المعاهد فلا شك أنه يستصرخ المسؤولين أن يعيدوا إلى التعليم فيها مقومات ما يؤكده أولو العلم من ضرورة التحول من التعليم teachingإلى التعلم learning وهو ما أترك تفاصيله للقارئ المكرم، لكني أذكر هنا أنه ما من كيان تعليمي (معهد /مدرسة / جامعة) دون مكتبة إلا وفقد قلبه (المكتبة) الذي يضخ "دماء الفكر" في كافة أنحائه. ثم أكرر ولا أمل دعوا الذاكرة لحفظ كتاب الله وما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونموا التفكير والتقد و التحليل والتخيل والإبداع في فهمهما وفهم ما دونهما.
وإذا كانت هذه حكاية جانبي الدراسة ، فإن صاحبيها لهما حكاية تحمل بعض الشبه معها إذ بدءا الدراسة على استحياء وربما على وجل ، لكنهما بالمثابرة والمصابرة ، أثبتا أن خامتنا البشرية ما زالت بخير ، وأن لدينا من أعماق ريفنا الأصيل زرعا (بشريا) له ثمر .
إن كاتب هذه السطور عبر بإلحاح في أكثر أعماله ومحاضراته أن العلم والأخلاق لا يفترقان. وأحسب أن النجاح الذي تحقق هنا في هذا الكتاب جاء من نجاة صاحبيه من الانفصال النكد الذي يعيشه مجالنا ضمن المناخ العام بين القول والفعل .ولا يسعني إلا أن أكون حامدا شاكرا لله الذي وهب من اختاروني للعمل معهم خلقا قبل علم، وأحسبهم ـ ولا أزكي على الله أحدا ـ من الذين زادهم الله بذلك علما.
حسني عبدالرحمن الشيمي
17ذي الحجة 1429
موضوع الكتاب
تقوم المكتبات فى المعاهد الأزهرية - كما تقوم المكتبات المدرسية بين جدران المدارس ـ لتقديم مصادر المعلومات للتلاميذ والمدرسين والإداريين بالمعهد وذلك لمساندة المناهج والمقررات من جهة ومساعدة التلاميذ فى قراءاتهم التثقيفية والترويحية من جهة أخرى، كما تقدم أدوات العمل المهنية للمدرسين وأمناء المكتبات والإداريين بالمعهد من جهة ثالثة ، وقد يطلق على هذا النوع من المكتبات مثله فى ذلك مثل المكتبة المدرسية اسم المكتبة الأكاديمية من حيث إنها تساعد العملية التعليمية فى المدرسة وتمهد للمكتبة الجامعية .كما أن لهذه المكتبات التي ترتبط بمؤسسات التعليم قبل الجامعي ، على اختلاف مراحله ومستوياته ، جذورها في الحضارة العربية والإسلامية ، حيث كانت المكتبة تشكل أحد المكونات الرئيسية فى المؤسسة التعليمية .
وبطبيعة الحال فالجامعة مؤسسة علمية تربوية ومن ثم تتركز رسالتها في التعليم والبحث وخدمة المجتمع وبذلك فهي المؤسسة الأولى في المجتمع المسئولة عن التفكير المستقل فى شتى قضايا المعرفة . وتعتمد الجامعة في سبيل تحقيق أهدافها على عدة أجهزة تخدم الأغراض التعليمية من أهم هذه الأجهزة المكتبة 0 فعلى الرغم من أن طرق التعليم ونظمه تتغير من جيل إلى جيل إلا أن كل جيل يستخدم المكتبة كوسيلة لتحقيق أهدافه ومن ثم تظل المكتبة هي الحافظ الأكبر للمعرفة 0
ولقد أصبحت المكتبة في عصر التخصص وتعدد قطاعات المجتمع قوة تماسك وترابط واتصال كما تعد جزءاً هاماً من مرافق المؤسسة التعليمية لما تؤديه من خدمات تعليمية وتثقيفية وتربوية متنوعة ، فهي مدرسة داخل الجامعة وهى معلم متعدد التخصصات إلى جانب المعلمين والأساتذة 0
هذا ، ويرى البعض أن الجامعة التي تعجز مكتباتها عن تلبية متطلبات أبحاثهم لا تستحق أن تلقب بالجامعة ؛ من هذا المنطلق تأتي أهمية هذه الدراسة ، والتي تعبر عن توأمة أكاديمية لعملين كانا في الأساس دراستين لنيل درجة الماجستير عن مكتبات المعاهد الأزهرية ، والمكتبة المركزية لجامعة الأزهر ، رؤى دمجهما في هذا الكتاب الذي بين أيديكم ، ليكون بمثابة مرآة لواقع مكتبات المؤسسات التعليمية الأزهرية ، ومن ثم تكتمل صورة منظومة مكتبات المؤسسات التعليمية بمصر .
والكتاب يشتمل على بابين : أولهما عن مكتبات المعاهد الأزهرية ، والآخر عن المكتبة المركزية لجامعة الأزهر ،ويشتمل كل منهما على خمسة فصول تدور حول : ارتباط المكتبة بالنظام التعليمي ، مقوماتها ، مقتنياتها ، العمليات الفنية بها ، والخدمات التي تؤديها للمستفيدين منها ، بالتماثل بين البابين . شاكرين الأستاذ الدكتور حسني عبد الرحمن الشيمي على صدق تقديمه للكتاب ، و الأستاذ الدكتور السيد السيد النشار على تشجيعه على نشره ، سائلين المولى عز وجل أن ينفع به . اللهم آمين
والله من وراء القصد وهو يهدي إلى سواء السبيل
المؤلفان (رضــا النجـــار & رمضـــان الصفتـــى)
تقديم الأستاذ الدكتورحسنـــى عبد الرحمـــن الشيمـــــى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه
لهذا العمل الذي بين أيديناحكايتان طريفتان تصبان في فهمنا للعلم ودوره.
تدورالأولى حول موضوع العمل حيث جاءني صاحباه على استحياء كل منهما في الجانب الذي يخصه من الدراسة والمقولة واحدة فحواها إن اقتراح دراسة تسجل عن مكتبات الأزهر يرفض الإشراف عليه والسبب أنه لا يوجد فيها ما هو جدير بالدراسة
وكان رأيي أنه لا بأس في وجهة النظر تلك ولكن دعونا نعرف عن قرب تشخيص ذلك الوضع غير الجدير بالدراسة فلا غنى لنا في معالجة أي موضوع عن التعرف على واقع الوضع القائم بحلوه ومره ... إذهبا إلى الواقع أو انزلا إلى الميدان واستجاب الباحثان ومع التفاعل والاحتكاك بالواقع من خلال الدراسة التطبيقية توفر لدينا دراستان أو رسالتان حصلا كلاهما على تقدير الامتياز وها هما صاحباهما يقومان بوفاء متبادل بدمجهما معا حتى تصبح منظوة مكتبات الأزهر إلى حد كبير بين يدي القارئ ، ويصدق التوقع فتكشف الدراسة عن مكنون من مقومات الخدمة، وتجارب تقنية حديثة تهفوإلى التقييم والترشيد ، الأمر الذي تناوله الجزء الخاص بالمكتبة المركزية .
أما الجزء الخاص بمكتبات المعاهد فلا شك أنه يستصرخ المسؤولين أن يعيدوا إلى التعليم فيها مقومات ما يؤكده أولو العلم من ضرورة التحول من التعليم teachingإلى التعلم learning وهو ما أترك تفاصيله للقارئ المكرم، لكني أذكر هنا أنه ما من كيان تعليمي (معهد /مدرسة / جامعة) دون مكتبة إلا وفقد قلبه (المكتبة) الذي يضخ "دماء الفكر" في كافة أنحائه. ثم أكرر ولا أمل دعوا الذاكرة لحفظ كتاب الله وما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونموا التفكير والتقد و التحليل والتخيل والإبداع في فهمهما وفهم ما دونهما.
وإذا كانت هذه حكاية جانبي الدراسة ، فإن صاحبيها لهما حكاية تحمل بعض الشبه معها إذ بدءا الدراسة على استحياء وربما على وجل ، لكنهما بالمثابرة والمصابرة ، أثبتا أن خامتنا البشرية ما زالت بخير ، وأن لدينا من أعماق ريفنا الأصيل زرعا (بشريا) له ثمر .
إن كاتب هذه السطور عبر بإلحاح في أكثر أعماله ومحاضراته أن العلم والأخلاق لا يفترقان. وأحسب أن النجاح الذي تحقق هنا في هذا الكتاب جاء من نجاة صاحبيه من الانفصال النكد الذي يعيشه مجالنا ضمن المناخ العام بين القول والفعل .ولا يسعني إلا أن أكون حامدا شاكرا لله الذي وهب من اختاروني للعمل معهم خلقا قبل علم، وأحسبهم ـ ولا أزكي على الله أحدا ـ من الذين زادهم الله بذلك علما.
حسني عبدالرحمن الشيمي
17ذي الحجة 1429
موضوع الكتاب
تقوم المكتبات فى المعاهد الأزهرية - كما تقوم المكتبات المدرسية بين جدران المدارس ـ لتقديم مصادر المعلومات للتلاميذ والمدرسين والإداريين بالمعهد وذلك لمساندة المناهج والمقررات من جهة ومساعدة التلاميذ فى قراءاتهم التثقيفية والترويحية من جهة أخرى، كما تقدم أدوات العمل المهنية للمدرسين وأمناء المكتبات والإداريين بالمعهد من جهة ثالثة ، وقد يطلق على هذا النوع من المكتبات مثله فى ذلك مثل المكتبة المدرسية اسم المكتبة الأكاديمية من حيث إنها تساعد العملية التعليمية فى المدرسة وتمهد للمكتبة الجامعية .كما أن لهذه المكتبات التي ترتبط بمؤسسات التعليم قبل الجامعي ، على اختلاف مراحله ومستوياته ، جذورها في الحضارة العربية والإسلامية ، حيث كانت المكتبة تشكل أحد المكونات الرئيسية فى المؤسسة التعليمية .
وبطبيعة الحال فالجامعة مؤسسة علمية تربوية ومن ثم تتركز رسالتها في التعليم والبحث وخدمة المجتمع وبذلك فهي المؤسسة الأولى في المجتمع المسئولة عن التفكير المستقل فى شتى قضايا المعرفة . وتعتمد الجامعة في سبيل تحقيق أهدافها على عدة أجهزة تخدم الأغراض التعليمية من أهم هذه الأجهزة المكتبة 0 فعلى الرغم من أن طرق التعليم ونظمه تتغير من جيل إلى جيل إلا أن كل جيل يستخدم المكتبة كوسيلة لتحقيق أهدافه ومن ثم تظل المكتبة هي الحافظ الأكبر للمعرفة 0
ولقد أصبحت المكتبة في عصر التخصص وتعدد قطاعات المجتمع قوة تماسك وترابط واتصال كما تعد جزءاً هاماً من مرافق المؤسسة التعليمية لما تؤديه من خدمات تعليمية وتثقيفية وتربوية متنوعة ، فهي مدرسة داخل الجامعة وهى معلم متعدد التخصصات إلى جانب المعلمين والأساتذة 0
هذا ، ويرى البعض أن الجامعة التي تعجز مكتباتها عن تلبية متطلبات أبحاثهم لا تستحق أن تلقب بالجامعة ؛ من هذا المنطلق تأتي أهمية هذه الدراسة ، والتي تعبر عن توأمة أكاديمية لعملين كانا في الأساس دراستين لنيل درجة الماجستير عن مكتبات المعاهد الأزهرية ، والمكتبة المركزية لجامعة الأزهر ، رؤى دمجهما في هذا الكتاب الذي بين أيديكم ، ليكون بمثابة مرآة لواقع مكتبات المؤسسات التعليمية الأزهرية ، ومن ثم تكتمل صورة منظومة مكتبات المؤسسات التعليمية بمصر .
والكتاب يشتمل على بابين : أولهما عن مكتبات المعاهد الأزهرية ، والآخر عن المكتبة المركزية لجامعة الأزهر ،ويشتمل كل منهما على خمسة فصول تدور حول : ارتباط المكتبة بالنظام التعليمي ، مقوماتها ، مقتنياتها ، العمليات الفنية بها ، والخدمات التي تؤديها للمستفيدين منها ، بالتماثل بين البابين . شاكرين الأستاذ الدكتور حسني عبد الرحمن الشيمي على صدق تقديمه للكتاب ، و الأستاذ الدكتور السيد السيد النشار على تشجيعه على نشره ، سائلين المولى عز وجل أن ينفع به . اللهم آمين
والله من وراء القصد وهو يهدي إلى سواء السبيل
المؤلفان (رضــا النجـــار & رمضـــان الصفتـــى)