المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أول أصدقائي .. أعزهم ، وأخلصهم ، وأوفاهم !!


kaym
Jun-17-2006, 12:48 AM
للذاكرة في مواقف كثيرة ، إعجاز وتحدي ، ونبش وهرش، وبحث في أقصاها عما تحجبه ، حينما يأتيك السؤال فجأة!!
هذا..أنا أمام سؤال عن الكتاب في حياتي!!
مازلت اذكر مجالس العلم التي يعقدها الوالد- علية رحمة الله -بعد صلاة المغرب ، في مجلسنا الطيني العتيق ، وأنا صغير لا افقه شيئا مما يقولون ، أو يقرؤون!!وتتكرر هذه الحالة أمامي كثيرا، في بيتنا، أو في بيوت أقاربي ، فكانت مرحلة أولى لمرافقة الكتب - خاصة- أمهاتها.
أدخلت الكتاب في مرحلة مبكرة ، قبل الدخول إلى المدارس النظامية ، وعايشت الكتب الأصولية في الشريعة عن قرب، ورأيت الاعتناء بها،علما وعملا ، فكانت مرحلة ثانية لتأكيد أهمية الكتاب في حياتي.
تكونت فيما بعد مجموعة لابأس بها من الكتب لدى والدي-رحمه الله - وقد عرفت قيمتها- آنذاك- فأرتبها واعتني بها، مما أهلني لان أكون ضمن اللجنة الطلابية، التي تدير المكتبة في المدرسة الابتدائية، وهي مرحلة ثالثة، أحببت بعدها الكتاب حقيقة، فقرأت القصص، في تلك المكتبة، رغم صغرها، وتواضع إمكانياتها،ألا أنها مهمة لدي.
في السنوات ذاتها، غادر خالي البلاد، في بعثة طويلة ، امتدت إلى خمس سنوات، فأوصتني جدتي-رحمها الله- خيرا بكتب ابنها الغالي، وقد احتلت دولابا كبيرا، يغلب عليها الطابع العسكري ، ولكن حينما نبشتها وجدت بعض الكتب الإبداعية،مثل: ماجدولين، الفدائيون الثلاثة وغيرهما.
المرحلة الخامسة دخولي المعهد العلمي بالرياض،وهو معهد يعنى بالتعليم المعتمد على كتب التراث الأولى ، والمصادر الرئيسة في العلوم الشرعية، واللغوية ، والأدبية، وبعض العلوم الحديثة- هذا قبل تغيير المناهج وتطويرها- التي تجعلك على صلة دائمة بالكتاب: قراءة، وبحثا، وإهداء، وتبادلا، من قبل إدارة المعهد، في المناسبات،التكريمية للنشاطات،التي اعتبرها أهم واحب الأعمال بعد الدراسة، لهذا تكونت لدي بعد المراحل الأولى، مكتبة اعتز بها كثيرا، كان الوالد - رحمه الله- من غرس في بدايات حياتي هذا الحب للكتاب ، بل وواصله في إهداء ته ، كل ما سنحت فرصة لها، ولن أنسى في هذا المقام، حادثة طريفة، حيث كنا في الحج ورأيت مكتبات منتشرة حول الحرم وكل الكتب المعروضة فيها تنحصر في التراث والشريعة ، وهي مشهورة في هذا التخصص، وبما أنى قد عايشتها ورأيتها كثيرا، لم تجذبني، فتركتها، ولم ادخل فيها، واكتفيت بالوقوف في الخارج ، رغم حرص والدي على زيارتها كلما زرنا الحرم ، وفي حي المعابدة، وجدت مكتبة حديثة، فدخلت فيها واشتريت كتبا حديثة، دواوين وروايات ومجاميع قصصية، وحين عدت للسكن ورأى هذه المجموعة،أخرج من حقيبته كتابا ، وقال هذا أهم من الكتب التي اشتريتها، وقد كان عنوانه: تاريخ الخلفاء للسيوطي ولم أدرك هذه الأهمية، إلا بعد مرحلة من العمر وتكرار قراءته كثيرا، بل والرجوع إليه في بعض الأبحاث والدراسات. ارجع إلى دور المعهد العلمي في هذه المرحلة ، حيث لم يمض وقت طويل في المرحلة الثانوية من المعهد إلا وقد ضممت إلى الطلبة المشرفين على المكتبة، وهي من اكبر المكتبات في الرياض - آنذاك - وهي قليلة.
وسنحت فرصة مسائية للتعاون مع اللجان العاملة في تأسيس المكتبة المركزية بجامعة الإمام محمد بن سعود في اختيار الكتب وترتيبها ، بعد تقسيمها وفرزها ، مما جعلني اكمل العيش مع الكتاب و أهله ، والعمل من أجله في محطات كثيرة .
حينما أقبلت المرحلة الجامعية، لم يخطر في ذهني إلا دراسة الأدب وفنونه ، بعد معايشة للشعر والقصة والرواية على وجه الخصوص، من الأدب عامة، ولكن لظرف خاص ، بحثت عن أقسام أخرى ، وعلمت أن قسم المكتبات والمعلومات يتمنى من خريجي الثانوية الدخول فيه!! ، فكانت مرحلة ومحطة جديدة علي ، حيث مكثت أربع سنوات ، لاهم فيها إلا الكتاب ، ولا أكل إلا مع الكتاب، ولا نوم إلا مع الكتاب!!! ، ولم يعد الكتاب بالنسبة لي هذه الأوراق المجموعة بين دفتين ، بل تجاوزها إلى عالم واسع ، تاريخه ، إنتاجه ، صناعته، تسويقه، كيفية اقتناءه ، ونوعية المقتنين ، ثم انتقلت إلى عالم التعامل الفني مع الكتاب ، وهو واسع، خاصة أنى أتعلم في الصباح، و أطبق في المساء ، حيث عملت متعاونا مع مكتبة كلية الملك فهد الأمنية، ومحررا قبل ذلك مع المجلة الرائدة : عالم الكتب . وتدرجت هذه السيرة مع الكتاب، إلى المصغرات الفيلمية للكتاب ، كانت هذه المرحلة برفقة علماء اجلاء:محمد عبد الفتاح الحلو، محمد أنور عمر، محمد ماهر حمادة،يحيى الساعاتي،محمود الشنيطي،سعد الهجرسي،ناصر السويدان،أحمد المهندس،عبد الستار الحلوجي،مصطفى حلاوة وغيرهم رحم الله الأموات منهم، ومتع الله من بقى منهم في حياته.
هذه المحطات كونت في داخلي، مأوى متكامل للكتاب، وصاغت عقلي وقلبي عاشقا، وهائما في خدمته، لهذا عملت ناشرا من خلال كتبي، ومن موقعي السابق في جمعية الثقافة والفنون،ومكتبة أرعاها كل صباح في عملي الرسمي، ومنظما لمعارض كتب، بل ومتابعا للمعارض المحلية والدولية، ومتابعا لأخباره في الصحف اليومية والدوريات بأنواعها ، ومقتنيا لكل ما هو متجانسا مع ميولي ، فزادت المكتبة منذ الكتاب الأول، لتصل إلى الآلاف، وتتسع المساحة المخصصة لها،من دولاب إلى الدور الثالث في بيتي، ويأتي الإنترنت أخيرا ليصطادني إلى عالمه الواسع ، فأرى كيف سخرت هذه الخدمة للإنسان، واقرر مختارا الدخول إليه لخدمة الكتاب كذلك، واحمد لله نجحت في هذه المهمة، فأصبح الراصد،ملجأ لكل القراء والباحثين الجادين، هذه جوانب ، وفي الجانب الآخر، صنع مني الكتاب ببليوجرافيا ينقب ويترصد لأي كتاب يصدر عن ومن حياتنا الأدبية ، وينشر القوائم والمصادر والمراجع التي تفيد الباحثين ، والدارسين ، ويهمه كل سنة نشر ما أستجد في هذا العالم.

أم حبيبـة
Jun-17-2006, 05:25 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


استاذ/ خالد

اهلا بك

تدرج رائع باسلوب خطير بكلمات معبرة


بارك الله لك و فيك:)

د.محمود قطر
Jun-22-2006, 10:58 PM
أخي الفاضل
تحية واحتراماً

جزاك الله خيراً على هذا العرض الشيق لرحلتك مع الكتاب ، هذا الصديق العزيز، أتمنى عليك أن تحول هذه الرحلة ، ألى "وقفات" ، وفي كل وقفة نسمعك وأن تروي تفاصيلها بكلماتك الصادقة والمعبرة ، لنستفيد من خبراتك وتجاربك مع "الكتاب" .
تحياتي ومحبتي للجميع

وصال المجد
Jun-26-2006, 09:46 PM
الأخ الفاضل kaym

للكتاب قصة وقصة من أروع القصص معه
لا حرمك الله مصاحبة خير صديق


جزاك الله خيراً على هذا العرض الشيق لرحلتك مع الكتاب ، هذا الصديق العزيز، أتمنى عليك أن تحول هذه الرحلة ، ألى "وقفات" ، وفي كل وقفة نسمعك وأن تروي تفاصيلها بكلماتك الصادقة والمعبرة ، لنستفيد من خبراتك وتجاربك مع "الكتاب" .
تحياتي ومحبتي للجميع

وهذا ما آمله منك أستاذنا الفاضل