المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الكتاب في العالم الاسلامي


هدى العراقية
Jul-10-2006, 07:57 PM
الكتاب في العالم الإسلامي

بقلم/ إبراهيم غرايبة
يتضمن هذا الكتاب مجموعة بحوث كتبها علماء بارزون من الشرق والغرب عن الكتاب في الحضارة الإسلامية، ويظهر اهتمام المسلمين بالكتب، ويتحدث عن الرواية الشفهية وأثرها في التراث المكتوب، وعن دور المرأة في صناعة الكتاب، والتحول من الكتاب المخطوط إلى المطبوع، وحركة النشر في العالم العربي الحديث، ومعاجم التراجم في الثراث العربي، وغيرها من الموضوعات.

http://www.aljazeera.net/mritems/images/2004/3/24/1_214523_1_3.jpg
غلاف الكتاب-اسم الكتاب: الكتاب في العالم الإسلامي


-تحرير:جورج عطية

ترجمة:عبد الستار الحلوجي

-عدد الصفحات: 325

-الطبعة: الأولى 2003
-الناشر: المجلس الوطني للثقافة والفنون، الكويت

من المخطوط إلى المطبوع
مر الكتاب في العالم الإسلامي بمرحلة ازدهار عظمى في القرون الأولى من تاريخ الإسلام، وقد توفر عدد هائل من العلماء والنساخ والوراقين نهضوا في مهمات تدوين العلوم وتوثيقها ونشرها بجد ومثابرة ودقة.
وقد واجه الكتاب مرحلة الطباعة بقدر من الارتباك، فقد نشأت الطباعة في الغرب، واحتاجت إلى خبرات لم تكن متوافرة في البداية في العالم الإسلامي، وكانت تجربة طباعة القرآن الكريم في الغرب غير مشجعة، فقد كانت قبيحة مليئة بالأخطاء جعلت المسلمين ينفرون من الطباعة ويعتقدون بحرمتها.
ومع الانتقال إلى الطباعة كانت الخبرات الإسلامية في تدقيق المخطوطات وإعدادها قد تبخرت مع تراجع الحاجة إليها، ولم يقتبس المسلمون الخبرات الفنية الغربية التي نشأت مع الطباعة ورافقتها في تدقيق النصوص وإعدادها للطباعة والنشر.
واستمر الانتقال من عصر المخطوطات إلى المطبوعات في العالم الإسلامي فترة طويلة امتدت قرونا عدة، وهي الفترة الممتدة مابين القرن الخامس عشر ومنتصف أو نهاية القرن التاسع عشر.
ورافق عملية الطباعة تحولات سياسية واقتصادية وعلمية وثقافية ولغوية كبيرة ومؤثرة، فقد أصبح الكتاب متداولا، ونشأت الرقابة على الكتب المطبوعة لأنها تحولت إلى أداة اتصال وتأثير، وتطور الخط العربي وقواعد الإملاء والكتابة وأدوات الترقيم.
وعندما ظهرت الطباعة كان هناك ملايين الكتب المخطوطة، وخضعت عمليات تحويل المخطوطات إلى كتب مطبوعة لسياسات عدة مثل التجارة والتداول وقرار السلطة السياسية ورأيها، وتغيرت ثقافة العصر أيضا تبعا لما يتاح طباعته وليس ما يكتب بخط اليد بلا حدود أو رقابة.
وما زالت عملية التحول من المخطوط إلى المطبوع مستمرة، وفي الوقت نفسه فقد دخلت إلى عالم النشر تطورات تقنية جديدة تمثلها المعلوماتية والكتاب الإلكتروني المتوقع أن يقضي على الكتاب المطبوع والمخطوط معا، وبالطبع فقد كان الكتاب يتعرض لمنافسة أخرى في الاتصال والتأثير تمثلت في الإذاعة والتلفزيون.
فارس الشدياق رائد الطباعة العربية الحديثة

يعد فارس الشدياق من أهم رواد ثقافة الطباعة التي ظهرت أوائل القرن التاسع عشر, رحل إلى مصر وأوروبا وارتقى بالطباعة العربية إلى مستويات عالية وساهم بفاعلية في حركة النشر والتأليف والترجمة
”يعد فارس الشدياق من أهم رواد ثقافة الطباعة التي ظهرت في أوائل القرن التاسع عشر، وقد ولد الشدياق في العقد الأول من القرن التاسع عشر في أسرة مارونية عرفت كثيرا من النساخ والمعلمين ورجال الدين، وكان لأبيه مكتبة أدبية حفلت بالكتب في مختلف الموضوعات كانت جميعها مخطوطة، برغم أن الطباعة عرفت في لبنان عام 1734، وكانت الكتب العربية المطبوعة تستورد من أوروبا منذ القرن السادس عشر، ولكنها جميعها كانت في الديانة المسيحية والطقوس الدينية، وكانت تطبع بأعداد قليلة لاستخدام الكهنة، وأما الكتب العلمية والأدبية فكانت كلها مخطوطة.
عمل فارس الشدياق في النسخ، وقد بلغ درجة عالية من تجويد الخط، ثم رحل إلى مصر واشتغل بالاطلاع على العلوم واللغات والترجمة، ورحل إلى أوروبا واطلع على المكتبات والمتاحف فيها، وأمضى السنوات الثلاثين الأخيرة من حياته في إسطنبول، وتردد في أثنائها على مكتبات المخطوطات، ونشر عدة مقالات في صحيفة الجوائب عن المكتبات ومجموعاتها.
واشتغل الشدياق في الطباعة، وقد عمل عام 1827 في مطبعة الجمعية التبشيرية الإنجيلية في مالطة، ثم انتقل إلى مصر ليعمل في صحيفة الوقائع المصرية التي أنشأها محمد علي، ولعله أول العرب الذين مارسوا مهنة الصحافة، وتعرف في أثناء عمله على طبيعة العمل في المطبعة الحكومية التي أنشأها محمد علي في بولاق، والتي كانت تطبع فيها الجريدة، وفي ثلاثينيات القرن التاسع عشر نشر مجموعة من الكتب التعليمية في الجغرافيا والتاريخ كان قد طبعها في مالطة، وترجم كتبا عن الإنجليزية، وأصدر الطبعة الأولى من كتاب جبريل فرحات "بحث المطالب" في النحو العربي عام 1836 في مالطة، وكان هذا الكتاب أول مخطوط يطبع وينشر على يديه.
وقد ارتقى الشدياق بمستوى المطبعة العربية في مالطة في التدقيق ومراجعة التجارب وأخطاء الطباعة، وإعادة تصميم الحروف الطباعية بثلاثة أحجام بدأ استخدامها عام 1838، ثم دعي إلى تونس للاستفادة من خبرته في النشر والصحافة وفي تأسيس مطبعة حكومية وجريدة رسمية، ثم رحل إلى إسطنبول عام 1860 وعمل فيها رئيسا للمصححين في المطبعة السلطانية، وقضى في إسطنبول ثلاثين عاما، أصدر في أثنائها صحيفة "الجوائب العربية، واستمرت في العمل حوالي ربع قرن، وهي الصحيفة التي حققت للشدياق شهرة واسعة لأنها انتشرت في أرجاء العالم الإسلامي حاملة اسمه وأفكاره.
ونشر أيضا مجموعة من الكتب التي ألفها، مثل: "سر الليال في القلب والإبدال"، وأسس مطبعة الجوائب التي نشرت سلسلة طويلة من الكتب بلغ عددها 75 كتابا، ومع وفاته عام 1887 كان واحدا من أعظم الناشرين والمحررين ومن أعظم كتاب العربية في عصره.
وينسب إلى الشدياق إدخال كثير من التعديل والتطوير في العمل الطباعي، والتجديد فيها، ساهمت في توثيق الكتب وتاريخ نشرها وفهرستها، وإيجاد فهارس للمحتويات، وتمييز العناوين بخطوط مختلفة وكبيرة، وترقيم الصفحات، وتصميمها على نحو أكثر جمالا وراحة للقارئ، ووضع الهوامش في الصفحات وتوسعتها، واستخدام علامات الترقيم، وتجليد الكتب على نحو قياسي.
الكتاب في العالم العربي الحديث

بعد وفاة محمد علي أخذ القطاع الخاص زمام المبادرة في الطباعة والنشر، وبدأت تنتشر طباعة الكتب التعليمية للمدارس والكليات، وكان للسوريين دور بارز في صناعة الكتاب والنشر في مصر
”طبع أول كتاب عربي في العالم العربي عام 1706، ولكن طبعت قبل ذلك كتب عربية في الغرب، وقد طبع أول كتاب عربي عام 1514 في إيطاليا، وقد نشأت في مصر ولبنان حركة نشر وتأليف واسعة.
وقد دخلت الطباعة إلى لبنان عام 1610 في دير القديس أنطونيو الماروني الموجود في قزحيا شمال لبنان، وطبع في هذه المطبعة كتاب المزامير الديني، ولم يطبع بعده كتاب آخر إلا عام 1734.
وكان إنشاء المدارس النظامية الجديدة في القرن الثامن عشر من عوامل التأسيس لحركة التأليف والنشر في مجال الكتب التعليمية وبأعداد كبيرة ومتشابهة لأغراض التعليم.
وتعتبر مطبعة عبد الله زاخر أول مطبعة أسهمت في إنتاج الكتب العربية في الوطن العربي، وقد هاجر زاخر من حلب إلى لبنان ليعمل مع البطريرك أثناسيوس دباس، وكان زاخر أول من أنشأ مطبعة عربية تستخدم الحروف المتفرقة عام 1706، ثم أنشأ في منطقة كسروان عام 1723 مطبعة متطورة مستفيدا من خبراته المتراكمة لزيادة وضوح وجمال الحرف والخط في الطباعة، وقد ابتدع شكلين للحروف أكثر جمالا وأقرب إلى الخط النسخي.
وشهد القرن التاسع عشر نشوء دور النشر التي تتولى الإنفاق على مطبوعاتها ودفعها إلى الأسواق، مثل دار المكشوف التي كانت تطبع غالبا في الأدب، ودرا صادر الريحاني (مازالت قائمة حتى اليوم) التي كانت تنشر في القانون والاجتماع والتاريخ والآداب القديمة، ودار العلم للملايين التي تطبع معجم المورد الواسع الانتشار.
وكانت الحرية التي تتمتع بها لبنان وتميزت بها على الدول العربية سببا رئيسا في ازدهار حركة الطباعة والنشر بالإضافة بالطبع إلى عراقة التعليم، فقد أنشئت الجامعتان البروتستانتية (الأميركية) عام 1866، والقديس يوسف عام 1874.
وأما في مصر فقد كانت أول مطبعة عربية فيها قد جلبها الفرنسيون في حملتهم عام 1798، وكان يرافق تلك الحملة خمسون عالما في التاريخ والجغرافيا والطب واللغة.
ولكن البداية القوية والحقيقية للطباعة في مصر كانت عام 1822 عندما أنشأ محمد على مطبعة بولاق، وكان أول مدير لها هو نقولا المسابكي اللبناني الأصل، واعتبرت هذه المطبعة رمزا للتحديث في العالم العربي.
فقد نشرت هذه المطبعة في الفترة بين عامي 1822 و 1842 أكثر من 240 كتابا توزعت على المواضيع العسكرية والحربية والعلوم البحتة والتطبيقية ثم العلوم الإنسانية والاجتماعية.
وبعد وفاة محمد علي أخذ القطاع الخاص زمام المبادرة في الطباعة والنشر، وبدأت تنتشر طباعة الكتب التعليمية للمدارس والكليات، وكان للسوريين (الشوام) دور بارز في صناعة الكتاب والنشر في مصر، مثل مكتبة الحلبي التي أسسها أحمد البابي الحلبي عام 1859، ومكتبة الهلال التي أنشئت عام 1894 وأصدرت مجلة الهلال على يد جرجي زيدان، وقد نشرت الهلال مئات الكتب في مختلف فروع المعرفة، ودار المعارف التي أنشأها نجيب متري، ودار المنار التي أنشأها رشيد رضا، والمكتبة العربية التي أسسها يوسف البستاني.
ومع نهاية القرن التاسع عشر كان قد نشر في مصر حوالي عشرة آلاف كتاب، منها 1762 كتابا في الدين، 2015 كتاب في الأدب، 1372 كتاب في العلوم الاجتماعية، 1092 كتاب في التاريخ، 705 كتاب في الفلسفة، 242 كتاب في العلوم الطبيعية، 372 كتاب دراسي.
وكانت الفترة بين عامي 1920 و1952 فترة التحرر الفكري في مصر، احتلت فيها مكانة عالمية في نسبة التعليم والتأليف والنشر، وشهدت هذه الفترة ظهور كتاب عظام مثل طه حسين، وأحمد أمين، ورشيد رضا، ومصطفى صادق الرافعي، وعباس محمود العقاد، وسيد قطب، وتوفيق الحكيم.
وشهدت هذه الفترة صدور عملين فكريين من أكثر الأعمال إثارة للجدل في تاريخ العالم العربي المعاصر، وهما: "في الشعر الجاهلي" لطه حسين، و "الإسلام وأصول الحكم" لعلي عبد الرازق.

شهدت الفترة بين عامي 1920 و1952 تحررا فكريا واسعا في مصر، وظهر كتّاب عظام مثل طه حسين وأحمد أمين ورشيد رضا ومصطفى صادق الرافعي وعباس محمود العقاد وسيد قطب وتوفيق الحكيم

قائمة الدراسات والباحثين
وتضمن الكتاب مجموعة من البحوث لعدة مؤلفين، ولم يكن سهلا أن يحيط العرض بها جميعا، وهذه قائمة بالبحوث والمؤلفين:
من عصر المخطوطات إلى عصر المطبوعات/ حسن مهدي، أستاذ الدراسات العربية والإسلامية بجامعة هارفارد
عالم الكتاب: عالم بلا نهاية/أستاذ لغت الشرق الأدني بجامعة ييل.
الرواية الشفيهة والكتاب في التعليم الإسلامي/ أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة جورج واشنطن.
التورية بالكتب في الآداب الإسلامية/ آن ماري شيمل، أستاذة الثقافة الإسلامية بجامعة هارفارد.
معاجم التراجم، أستاذ لغات الشرق الأدنى وحضارته بجامعة شيكاغو.
الكتاب في التراث النحوي/ رمزي بعلبكي، أستاذ اللغة العربية بالجامعة الأميركية ببيروت.
دور المرأة في فن الخط العربي/ صلاح الدين المنجد، عالم ومحقق، كان مديرا لمعهد المخطوطات بالجامعة العربية.
الرسوم التوضيحية في المخطوطات العلمية الإسلامية وبعض أسرارها/ ديفيد أ. كنج، أستاذ التاريخ بجامعة غوته.
رحلة مخطوط ملكية/ برسكيلا سوسك، أستاذة الفنون الإسلامية بجامعة نيويورك، ود. فلز تشغمان، أمينة مكتبة متحف طوبقابو سراي باسطمبول.
فارس الشدياق والانتقال من ثقافة النسخ إلى ثقافة الطباعة في الشرق الأوسط/ جيوفري روبر، ببليوغرافي بمكتبة جامعة كامبريدج.
الكتاب في العالم العربي الحديث/ جورج عطية، رئيس قسم الشرق الأدنى بمكتبة الكونغرس.
التوسع في التعليم العالي وأثره في الفكر الديني في المجتمعات العربية المعاصرة/ ديل ف. إيكلمان، أستاذ الإنثروبولوجيا والعلاقات الإنسانية بكلية دارتماموث.

المصدر:الجزيرة

me12
Jul-10-2006, 08:20 PM
يعطيك العافية أختي الكريمة
على هذا النور وهذا العطاء المستمر
وهذا النشااااط الدائم وهذا العمل الرائع
كما نقدم لك الشكر على الكتاب القيم للغاية
مع التحية والتقدير