المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صحيفة 26 سبتمبر .... حكاية مواطن مع الوثائق ..


جآء الأمل
Aug-23-2006, 06:42 AM
حكاية مواطن مع الوثائق (http://www.26sep.net/newsweekarticle.php?sid=24117)

صحيفة 26سبتمبر
محمد علي الشهاري
مر عام بالكامل منذ بدأت صحيفة «26 سبتمبر» بنشر صفحة تحت عنوان «عام الوثائق» بالتعاون مع المركز الوطني للوثائق هدفت إلى التوعية بأهمية الوثائق ونشر الوعي الوثائقي والثقافة الوثائقية بين القراء وخلق نوع من التواصل والتقارب بين القارئ والمركز الوطني للوثائق وهذا بمناسبة عام الوثائق 2005م ولازلت أتذكر أول زيارة لي إلى المركز الوطني للوثائق وكان الهدف إعداد خطة عمل للتغطية الصحفية لعام الوثائق والاتفاق على خط سير الصفحة والموضوعات الوثائقية التي سيتم نشرها وأتذكر أني لم أكن أحمل في جعبتي حتى معنى لكلمة وثائق ورغم أن الصحفي يجب أن يكون على إلمام - ولو كان بسيطاً - بالموضوع الذي يريد الخوض فيه إلا أن رغبتي لفك طلاسم شيء اسمه الوثائق هو مادفعني للقيام بمتابعة وتحرير صفحة عام الوثائق وكان أول درس تعلمته في أول يوم زيارة لي إلى المركز أن الوثائق ليست معنى فقط بل أيضاً ومبنى والوثائق أنواع ولها خطوات للحفظ والأرشفة وهناك أدوات معينة للحفظ وشروط مناسبة لعملية التوثيق .. أشياء كثيرة وعالم متشعب يصلح لأن يكون علماً قائماً بذاته.
> > >
إلى العام 4002م كنت أعتقد أن المركز الوطني للوثائق (شوية) كراسي وماسات وغرفة أو غرفتين تحتوي على كم من الأوراق والوثائق (المكركبة) فوجدت تقسيماً وتنظيماً وترتيباً للإدارات والأقسام وحتى الوثائق نفسها مرتبة ومأرشفة حسب الأهمية والتاريخ والحدث وحينها اكتشفت كم كنت جاهلاً (بعلم الوثائق) جهلي أو جهل أي مواطن بالوثائق وأهميتها التاريخية سببه عدم اكتراثنا بالشيء القديم لذا فأية وثيقة نجدها هنا أو هناك أو نمتلكها في مخازن وخزائن الآباء والأجداد غالباً إن لم يكن مؤكداً فمصيرها الإهمال والتلف وأحياناً كثيرة الإتلاف المتعمد من هنا تولد شعور لدى الجميع بعدم أهمية الوثائق لأنها تمثل ذاكرة وتاريخاً لايخصنا ولم نكن معاصرين أحداثه وتفاصيله ولسنا بحاجة للاحتفاظ بتفاصيله ووثائقه، من هنا جاءت المهمة الصعبة والجبارة للمركز الوطني للوثائق لحفظ وأرشفة الوثائق من جهة والتوعية بأهمية هذه الوثائق من جهة أخرى.
وفي بداية تغطيتي لعام الوثائق اجريت حواراً مع الاخ رئيس المركز ولمست منه الطموح والجد والارادة لفعل شيء يخدم الوثائق والعمل الوثائقي من اجل ان يكون عام 2005م عاماً للوثائق وحافلاً بالكثير من الفعاليات والانشطة التي كانت مميزة بحق وبشهادة الكثير وذلك رغم الامكانيات المتواضعة التي رصدت لهذه الفعاليات.
> > >
هناك قصة طريفة تكشف فداحة الجهل بأهمية الوثائق بطلها المواطن الفلسطيني محمد حماد الذي اكتشف مع زميله محمد الذيب آثار ومخطوطات البحر الميت والتي أصبحت تعرف الآن بـ (لفائق قمران) ففي العام 1947م ذهب (محمد حماد 12 سنة) و(محمد الذيب 01 سنوات) للرعي في وادي قمران ووجدا كومة من الحجارة بينها فتحة تؤدي لحفرة بعمق ثلاثة أمتار ومساحتها حوالى عشرة أمتار ومملوءة بأزيار الفخار وكل زير عليه غطاء حينها تأكدا أنهما لقيا كنزاً من الذهب خصوصاً وأنهما كانا يسمعان من الحكايات أن الاقدمين يخبئون الذهب في أزيار وجرار وعندما بدأ محمد الذيب بفتح الأزيار وجد جلود غزلان ملفوفة وعليها كتابة ولأنهما أميان - لاحظوا كلمة أميان - اعتقدا أن الذي وجداه هو سحر أو نوع من الأحجبة أو ماشابه ذلك وبعد ثلاثة أشهرتقريباً من الاكتشاف أعلم محمد الذيب أمه بالأمر فأخذت المخطوطات إلى رجل متعلم لكنه لم يستطع قراءة المخطوطات فأخذوها إلى إسكافي سرياني فوضعها في جراء المسامير ليرسلها لأحد الرهبان وبعد شهرين عرض عليهم الإسكافي عشرة دنانير أردنية ليستغل الجلود في ترقيع الأحذية ولكن المخطوطات وصلت لرجل الدين الذي تبين أنه مطران السريان الارثوذكسي فأعطاهم أربعين ديناراً وتغيرت الأمور لم يعد الإسكافي إسكافياً بعد أن عرفت حقيقة بيضة الديك التي تجيء في العمر مرة واحدة وفي أغلب الأوقات لا تجيء وأضاعها هذه المرة المواطنان -الاميان- دون أن يعلما أن البيضة التي وجداها كانت مدفونة منذ أكثر من ألفي عام.
مخطوطات البحر الميت هذه والذي يقال إنه لو تم دراستها قد تقلب تاريخ البشرية جزء منها هرب عن طريق رجل دين وتجمعت لدى الاثري والسياسي الإسرائيلي إيفال يدين والجزء الآخر تم حفظه في المتحف الفلسطيني بالقدس المعروف باسم «متحف روكفلر» وبعد الاحتلال عام 1967م نقلت المخطوطات وآثار أخرى هامة إلى «متحف الكتاب» في القدس الغربية.. هذه القصة قد تحدث لأي شخص وما أكثر الأوراق القديمة التي نجدها ثم نرميها أو نمزقها عندما نرى أنها قديمة أو تحوي كلاماً غير مفهوم والأمية التي جعلت المواطنين الفلسطينيين في عام 1947م يتصرفان ذلك التصرف قد تجعل مواطن العام 2006م أو حتى 2060م يتصرف نفس التصرف لذا أجدها مناسبة لأدعو المركز الوطني للوثائق وكافة الجهات المعنية لتكن الأعوام القادمة هي أعوام للوثائق وألا يقتصر عام الوثائق على 2005م فقط والتوعية الوثائقية والإعلام الوثائقي والثقافة الوثائقية هي ما نحتاج إليه في قادم أيامنا.
> > >
أجمل الذكريات هي التي تترك فيك لحظاتها الإحساس بالمتعة والفائدة معاً فقد كنت إلى ما قبل هذا العام أمزق أية أوراق قديمة أجدها هنا أو هناك و كانت حكايتي تشبه حكاية المواطنين الفلسطينيين محمد حماد ومحمد الذيب وكثيراً ما كنت أندم على ما مزقت وأتلفت من أوراق اكتشف أني في أمس الحاجة إليها لكن بعد فوات الأوان، ولكن الآن عرفت معنى الوثيقة وأهميتها و أنها ذاكرة التاريخ وذاكرتي للمستقبل وخلال العام الوثائقي وفعاليته الاعلامية التي عشتها لحظة بلحظة لن أنسى الجهود المتميزة التي قام ويقوم بها كوادر المركز الوطني للوثائق وعلى رأسهم عاشق الوثائق والأب الروحي لها القاضي علي أحمد أبو الرجال وقناديل المركز الذين يضيئون أعماله الاستاذ علي طواف وكيل المركز والاستاذ علي الجوبي مدير عام الرقابة والتفتيش والاستاذ فؤاد الشامي مدير عام الشؤون القانونية والمسؤول الاعلامي لفعاليات عام الوثائق والأستاذ نبيل العلفي مدير عام الشؤون الإدارية والمالية والأستاذ عبدالله العمري مدير عام الوثائق والاستاذ خالد العمري مدير عام المحفوظات الجارية والوسطية وكل العاملين في المركز والذين شكلوا فريقاً واحداً.. وماكان لعام الوثائق وللتوثيق عموماًأن ينجح لولا جهودهم المتميزة ولهؤلاء جميعاً أقول: مزيداً من النجاح .. وكل عام وأنتم بخير.

منقول .............
الرابط http://www.26sep.net/newsweekarticle.php?sid=24117

أحمد حسن (المعلوماتى)
Aug-23-2006, 03:54 PM
الأخت العزيزة/ جآء الأمل

فمن لقبك نستمد أعمالك الجميلة التى تشرقين بها علينا

كل يوم، مثل الشمس التى تبث التجديد فى الإنسان كل يوم


تقبلى تحياتى

أحمد حسن

هدى العراقية
Aug-23-2006, 06:15 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزيل الشكر والتقدير اختي جاء الامل على هذه المساهمات القيمة والمفيدة خدمة للوثائق والمخطوطات جزاك الله خير جزاء


تقبلي تحياتي

اختك
هدى

جآء الأمل
Aug-24-2006, 03:34 AM
شكر لكل من الأخ أحمد حسن ولأخت : هدى
مشكورين على مروركم الذي يسعدني ولكم مني التوفيق
:)