المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ظاهرة عزوف العرب عن القراءة ج1...


جآء الأمل
Sep-04-2006, 11:29 AM
ظاهرة عزوف العرب عن القراءةج 1
ضيوف الحلقة: - ماهر الكيالي/ المؤسسة العربية للدراسات والنشر
- مجد حيدر/ دار ورد للنشر
- جاسم سلطان/ مفكر قطري
- عزام التميمي/ أكاديمي مؤلف
تاريخ الحلقة: 27/12/2005- (http://www.aljazeera.net/NR/exeres/EF0462C3-1601-4CCA-93FA-44D73ABBCB23.htm#L1)
عزوف العرب عن القراءة وأولويات القراء



http://www.aljazeera.net/mritems/images/2005/12/28/1_587165_1_3.jpghttp://www.aljazeera.net/mritems/images/2005/12/28/1_587162_1_3.jpghttp://www.aljazeera.net/mritems/images/2005/12/28/1_587163_1_3.jpghttp://www.aljazeera.net/mritems/images/2005/12/28/1_587164_1_3.jpg

عُزوف الجمهور عن القراءة ظاهرة تؤرق كل من يهتم لأمر الثقافة والفكر والمعرفة. وبالرغم من أن الظاهرة تعد حسب شواهد كثيرة عالمية إلا أنها في العالم العربي أخذت منحى لافتا تزيد من خطورته قلة المبادرات الرسمية أو الأهلية الرامية إلى حل هذه المشكلة، نحاول في هذه الحلقة تسليط الضوء على أسباب هذه الظاهرة والإجابة عن التساؤل المشروع إن اعتبرنا هذه الظاهرة سحابة سوداء ظللت واقعنا فمتى وكيف تنقشع عنه؟


عزوف العرب عن القراءة وأولويات القراء (http://alyaseer.net/vb/)



ماهر الكيالي- المؤسسة العربية للدراسات والنشر: في الواقع أنه في معظم دور النشر أصبحت الكميات التي تطبع من الكتاب في تراجع من ثلاثة آلاف نسخة عندما تأسست الدار.. المؤسسة العربية عام 1970، 1969 إلى ألف نسخة في الوقت الحاضر أو ألف وخمسمائة أو ألفين نسخة، يعني هذه الإحصائية واضح فيها إنه رغم التزايد السكاني الكبير ورغم ازدياد الجامعات وازدياد المتعلمين ولكن ككمية تُطبع من الكتاب الثقافي والفكري يعني أخذت يعني تنحسر.
مجد حيدر- دار ورد للنشر: العرب بشكل عام شعوب لا تقرأ هاي أولا يعني أنا أحب أقول لك إياها يعني، من خلال تجربتنا نحن بالنشر من خلال تجربتنا بالترجمة يعني لاحظت شيء أنه هم لا يقرؤون إلا هناك نخب تقرأ حتى بالأجيال الجديدة أنا برأيي لا الأجيال الجديدة تقرأ، تقرأ ولكن بعد فترة تتوقف عن القراءة في مرحلة عمرية يبدو ضغوط الحياة الظروف بتمنعه أو بتبعده عن القراءة وبالتالي بتبعده عن الكتاب وبالتالي بيتكلس مخه وبيصير بعيد عن تيارات العصر الثقافية أو السياسية أو.. أنا برأيي الستينات والسبعينات كانت مرحلة ازدهار للقراءة إذا بدنا نحكي بالمقاييس هاي الستينات والسبعينات كانت مرحلة ازدهار للقارئ، كان في اهتمام أكثر، طموح أكثر، كان المشروع إذا بدنا نسميه المشروع الوطني المشروع الاستقلالي كان مطروح بقوة ما كان في هذه الخيبات اللي بدأت تبدأ بعد الثمانينات يعني هذه النقوصات اللي صايرة وأنا برأيي هذه النقوصات اللي حدثت بالثقافة العربية اللي أنت مطلع عليها وأنا مطلع عليها وكلنا بنعرفها هي أثرت سلبا على القراءة، نحن الآن عم بنحاول شوي نعيد الاعتبار لهذا الشيء، نعيد الاعتبار لشيء اسمه ثقافة جادة قراءة إعادة تقديم الآخر عبر تقديم ثقافته أدبه، ما بدي أقول سياسته السياسة يصطفوا فيها يعني عم بحكي ثقافته لأنه الثقافة مهمة الأدب هو مرآة يعني بالنهاية لثقافة أي شعوب، عبر هذا الشيء نحن عم نحاول أنه نرجع نشد هذا القارئ للكتاب.
مشارك أول: أنا بأحاول أنه أقرأ قدر المستطاع يعني، يعني بتعرف الواحد هلا مع الشغل مع المشاغل كذا بيحاول أنه يعني يخلي دائما في مجال إنه يعني للكتاب في حياته يعني على قدر المستطاع يعني بس هو جزء يعني مهم في حياتي بأحاول إنه يعني أعطيه أكبر قدر ممكن من الاهتمام.
مشارك ثاني: أنا نفسي متابع للقراءة أو مضطر لمتابعتها خصوصا الأشياء الفنية باعتباري بالاعتبارات الهندسية بسبب التقدم المستمر في العلوم والتكنولوجيا الجديدة اللي بتطلع فالقراءة هي الوسيلة الوحيدة للمتابعة، بالنسبة للمعارف العامة طبعا بتقل بالنسبة مع زيادة ضغط العمل لكن بشكل عام الواحد بيحاول يقرأ قدر المستطاع.
مشارك ثالث: إلى حد ما أسعى جاهدا للمحافظة على القراءة لكونها في نظري ضرورة من ضروريات الحياة خاصة في ظل في هذه المتغيرات التي يمر الإنسان بشكل عام والإنسان العربي بشكل خاص، أتمنى بل أرجو من أبناء جيلي الاهتمام بنظرة واعية إلى أهمية القراءة في حياتهم العامة والخاصة.
مشاركة أولى: بأشوف نفسي من أبناء جيلي إنه يعني أحسن منهم شويه يعني لأن هلا كل أغلبية الشباب كله بالفضائيات وبالأغاني وهيك ما بيهتموا كثير يعني بالقراءة.
مشارك رابع: بصراحة هي مش من أولوياتي كوسيلة إعلام مش من أولوياتي يمكن بتيجي في المرحلة الثالثة بعد التليفزيون والإنترنت، بالنسبة لشباب جيلي أنا شايف إنه أنا أعرف ناس بتقرأ ومهتمة بالقراءة لكن أغلب الناس القراءة بالنسبة لهم لا تستهويهم يعني يبفضلوا يحصلوا على معلومات بطريقة ثانية سواء.. في الأغلب بيبقى التليفزيون لأن هو التليفزيون بيدي معلومة موجزة عن الموضوع أو من غير تطويل أو من غير ما يأخذ وقت كثير.


لعل الحديث عن هجران القراءة غير دقيق إذا أُخذ على عمومه ودليل ذلك العدد اللامحدود والمتنوع من الدوريات والكتب والصحف التي تصدر في عالمنا العربي إذاً فالناس يقرؤون ولكن يبقى السؤال ما هي أولويات القارئين اليوم.
جاسم سلطان– مفكر قطري: أنا لن يعني أتكلم عن المزاج العام، المزاج العام حتى في أوروبا اليوم أشهر الكتب اللي موجودة هاري بوتر وهو كتاب يتكلم عن السحر والسحرة، لكن هذا مزاج عام، المزاج العام عادة لا يقاس عليه، لكن هناك مستوى من القراء الحقيقة يعكسون وعي المجتمع نفسه، المناخ العام الذي نتحدث عنة الآن ليس معنياً بالاحتفاء بالكتاب والكتاب الجيد بشكل عام، يعني نحن نستطيع مثلاً أن لحظ في كتاب مثل هاري بوتر أو غيرها من الكتب اللي يقال عنها (Best-sellers) في العالم نجد إن هناك إعلانات متتابعة تستمر لمدة شهور طويلة، قبل صدور الكتاب يقال والله الآن بقي 16 يوم عن صدور الكتاب، بقي أسبوعين عن صدور الكتاب، بقي يوم عن صدور الكتاب، سيصدر الليلة الكتاب، هذا النوع من الزخم الذي يُعطى للكتاب والأهمية التي تعطى تنطبع في أذهان الجمهور حتى غير المهتم يحاول أن يتحصل على هذا الكتاب الذي يسبب مثل هذه الضجة، هذا النوع من الإعلام والاحتفاء بالإنتاج الأدبي ليس موجوداً إلى الآن في مجتمعاتنا التي نعايشها.
"
السبب الرئيسي لقلة الإهتمام بالقراءة مناهج التعليم في البلاد العربية لأنها لا تُخرج متعلماً لديه الرغبة في الازدياد في التعلم
"
عزام التميميعزام التميمي– أكاديمي مؤلف: نحن بالرغم من أننا أمة الكتاب المفروض أن الأمة الإسلامية العربية بالذات أمة الكتاب إلا إنه للأسف ربما نكون من أقل الناس قراءة في العالم. وأنا أظن أن السبب الرئيس في ذلك هو مناهج التعليم، مناهج التعليم في البلاد العربية لا تُخرج متعلماً لديه الرغبة في الازدياد في التعلم وكأن الإنسان يعني إذا حصل على شهادة معينة أو قراءة كمّاً معيناً من الكتب أصبح عالماً، أصبح مثقفاً فيكتفي بذلك. وأظن إنه هذه مشكلة لا يمكن أن تعالج إلا إذا بدأنا بمراجعة مناهج التربية وأساليب التربية في مدارسنا وجامعتنا.
جهاد عامر– مكتبة لبنان: في إقبال عليها كبير الناس خصوصاً النساء يعني بتحب إنها.. تحب نوعية الكتب دية بالذات يعني وكل سنة أي كتاب بينزل عن الأبراج والتنبؤات دي بيتسحب يعني أكثر من أكثر الكتب اللي بتتسحب في المعرض.
مسعد شعير– دار اليقين: الكتاب الإسلامي كتاب فكر عام بيتناول كل قضايا الحياة من منظور إسلامي، يعني الكتاب الإسلامي بيخاطب الصغير، بيخاطب الكبير، بيخاطب السياسي، بيخاطب الاقتصادي، بيخاطب الاجتماعي، بيخاطب كل حاجيات الناس، مش بيخاطب يعني.. مش كهنوت، يعني هناك فرق ما بين إني أتكلم عن كتاب إسلامي بمعنى الكهنوتي، كتاب إسلامي بمعنى الفكر الإسلامي الكتاب اللي ماشي هو كتاب الفكر الإسلامي فيه فكر إسلامي، فكر إسلامي اقتصادي، فكر إسلامي اجتماعي، فكر إسلامي سياسي، فكر إسلامي عام.
محمد يوسف- دار الدعوة للنشر: إحنا في الأصل شعوب متدينة فطبعا طبيعي إن إحنا نقبل على الكتاب الديني، بس جاء ارتباط السؤال عن الدين وعن الإسلام وعن الكتاب الإسلامي خاصة في الآونة الأخيرة ارتباط بالأحداث اللي حاصلة مؤخرا وخاصة يعني بعد أحداث 11 سبتمبر وكده إن قيل إن الإسلام يعني مرتبط بالإرهاب وبعض الأحداث الإجرامية فإحنا طبعا ابتدأنا عن طريق الكتب والكتب الدينية إن إحنا نقدر نقول يا إخواننا الإسلام برئ جدا من الإرهاب يعني فابتدأت الناس تقبل على معرفة الإسلام زي ما حضرتك شايف حتى بعض الكتب كلها بتعرض بعض كتب السيرة وبعض كتب الفقه وبعض الكتب اللي هي يعني بتفرق بين الإرهاب وبين الإسلام وبتعرف الوجه الحقيقي للإسلام وهو دين الحنيفية السمحة يعني.http://www.aljazeera.net/Channel/KEngine/imgs/top-page.gif (http://www.aljazeera.net/NR/exeres/EF0462C3-1601-4CCA-93FA-44D73ABBCB23.htm#)

[فاصل إعلاني]

ماذا يقرؤون؟
الاهتمامات المعرفية وأسباب التخلف الثقافي (http://alyaseer.net/vb/)




مشارك أول: المجالات اللي بأحب أطالع فيها التاريخ الفلسفة الأديان.
مشارك رابع: بأهتم طبعا بالقراءة السياسية خصوصا منطقة الشرق الأوسط بهتم شوية بالراوية ولو إن الراوية دلوقتي صعب جدا إن إحنا.. إن أنا ألاقي روايات جديدة أغلبها روايات من كُتاب قدام لا نجد دلوقتي كُتاب معاصرين وبأحب أوي كمان أقرأ في التحليلات النفسية.
مشارك ثاني: من الناحية الأدبية أو من الناحية الدينية للمتابعة المستمرة وللواحد يعني الدعم اليومي في الحياة يعني يظل يتابع نفس الشيء.
مشارك ثالث: أهتم باللغة العربية وفروعها وكافة فروعها بكثرة بالإضافة إلى مجالات التربية الإسلامية الدينية وتفسير القرآن وما أشبه ذلك.
من المسؤول؟
عزام التميمي: التخلف الثقافي له أسباب كثيرة يعني وهي ظاهرة مرضية مركبة، نحن مررنا بسنوات طويلة من التخلف الحضاري جاءت بعدها الغزوة الاستعمارية التي رسخت وفاقمت من هذا التخلف ثم جاءت الدول الاستبدادية التي لا تسمح بحرية التعبير ولا حرية التفكير ولذلك التعلم والثقافة ليس من مصلحتها وهذا ينعكس في مناهج تعليمية جامدة أو مُجمِّدة. التدخل السياسي في الثقافي يعرقل الثقافي ويشله، فأنا أتصور أن السبب الأساسي سبب الأزمة السياسية التي نعيشها، طبعا هناك عوامل أخرى تتعلق بالفرد، تتعلق بالأسرة، تتعلق بالمجتمع لابد أن تتضافر الجهود لحل الإشكالات في كل مستوى من هذه المستويات.
مجد حيدر: أنا برأيي المسؤول عن هاي المسألة هي وزارات الإعلام والثقافة العربية اللي هي قادرة تجسر هاي الهوة واللي هي قادرة تُفعّل المجتمع وتدعم الكِتاب يعني من خلال تقديمه ومن خلال السماح بتداوله ومن خلال.. أنت عندك رقابات عربية مرعبة يعني أنت ما بتعرف كيف تراقب وكيف ممكن تهين الكِتاب يعني بالإضافة إلى مسألة توصيل الكتاب بين دولة وأخرى الرسوم اللي بتنحط عليه، يعني الكتاب شو بده يتحمل إلا يتحمل القارئ العربي شو بده يتحمل؟ يعني في شيء أنا برأيي في شيء هم مسؤولين عبر ندوات، عبر تقديم الكتاب، عبر تغطيته إعلاميا عبر يعني.. بنهتم نحن مؤسسات خاصة ما لنا هذه الفعالية وهذه القوة المادية إنه نعمل مثل وزارة الثقافة عبر دعم الورق إنه دعم سعر الورق اللي يوميا بيرتفع هذا يعني أنت يعني أنا برأيي في هم المسؤولين قولا واحدا يعني.
ماهر الكيالي: يعني هاي أسباب مركبة مش بس سبب واحد، قد يكون هناك سبب اقتصادي لحد ما، قد يكون زي ما قلنا أنه اليوم في وسائل إلهاء كثيرة القراءة بدها جَلَد وبدها يعني تربية من الصغر، قد يكون أحيانا ما في مكتبات عامة كفاية وما في تزود لهذه المكتبات يعني هاي حقيقة مشكلة إنه الميزانيات المرصودة للمكتبات العامة ميزانيات محدودة جدا واليوم كتب الأطفال وكتب المعارف كثيرة شايف كيف، بس العزوف عنها نتيجة عدم وجود المكان ضيق الحال أحيانا في بعض الدول وفي بعض الدول عدم توفر الكتاب يعني مش دائما متوفر.
مشارك أول: في عدة أسباب يعني في نظري إنه يعني بتساعد على وجود هاي المشكلة، واحدة منها بأتصور نمط الحياة الحديث كثرة الأمور يعني، أيام زمان كان قد يكون الكتاب هو يعني من أسهل وسائل التعلم يعني والإطلاع على الأمور، الآن يعني في كثير جوانب أخرى.. الإنترنت، التليفزيون، الفضائيات المسائل اللي زي هيك فبأتصور هذه يعني خلينا نحكي مع وجه خلينا نحكي الأكثر يعني جاذبية والأكثر يسر وسهولة للناس بالأخذ منه يعني بأتصور أدى إلى عزوف الناس نوعا ما عن الإقبال على الكتب بالشكل يعني اللي كان منتشر في فترة من الفترات.
مشارك رابع: الوقت اللي إحنا فيه مع السرعة وكل وسائل الإعلام اللي طلعت ديات يمكن الناس لم تبق مهتمة قوي أو ليس عندها الوقت الكافي إنها تدور على كتاب وتقعد تقرأ فيه مع إنه أنا شايف إن الكتاب كوسيلة إعلام مهمة لأنه في أي حال من الأحوال محايد مش زي لما تتفرج على التليفزيون حد بيقول لك معلومة أو حد بيوجه لك كلام أنت شايفه، الكتاب بيسيب لنفسك شوية تخيلات، بس أنا شايف إنه الناس ما بتهتمش قوى بالكتب لأنه يمكن الوقت مش كافي.
مشارك ثاني: المسؤولية تقع أول شيء إنه أصلا بالعملية التربوية صار في عزوف من الأهل إنه تربية أولادهم على القراءة أو تعويدهم عليها خصوصا هذا اللي زاد هنا مع العصر الرقمي ووجود الإنترنت صار يعني وسيلة أسرع وأسهل للحصول على المعلومات فهذا السبب الرئيسي للعزوف عن القراءة حاليا.http://www.aljazeera.net/Channel/KEngine/imgs/top-page.gif (http://www.aljazeera.net/NR/exeres/EF0462C3-1601-4CCA-93FA-44D73ABBCB23.htm#)

معرض الكتاب جسرا للتواصل (http://alyaseer.net/vb/)

جاسم صالح الريس- عضو اللجنة المنظمة لمعرض الكتاب القطري: معرض الكتاب يعني سنويا في إقبال كثير من القراء من الطلاب والطلبة، من المثقفين في إقبال شديد جدا يعني على أساس إن الاستفادة مما هو كل شيء جديد في المعرض أو من الكتب الجديدة اللي تصدر سواء كانت ثقافية، علمية، فنية.
ياسر محجوب- باحث في مجال الإعلام: ألاحظ في الفترة الأخيرة المعارض أصبحت تركز على نوعية معينة من الكتب يعني الطبخ، الرياضة، مش عارف بعض الأشياء يعني تحسها خفيفة أو تميل لأنها تكون تجارية، يعني أنا مش عارف يعني يمكن أنا لحالي يعني بس أعتقد أنه الناس اللي تبحث عن مراجع نوعية معينة ومراجع شوية دسمة، مراجع علمية، أصبحت قليلة يعني أصبح الطابع التجاري هو المسيطر على المعارض يعني فيمكن هذه تفيد قطاع يعني من الناس بس يعني في قطاع آخر يعني لا يجد مثل هذه الكتب يعني.
"
عبر مجموعة مستشارين نبحث عن أهم الأعمال في العالم التي لها قيمة ثقافية والتي تقدم جديدا للقارئ العربي، نقوم بترجمتها لتقديمها بصيغة مفهومة
"
مجد حيدرمجد حيدر: نحن كمان من خلال مجموعة مستشارين بالدار نبحث عن أهم الأعمال في العالم والأعمال المهمة التي لها قيمة اللي تحوي قيمة ثقافية، اللي بتقدم شيء جديد للقارئ العربي، اللي بتقدم له يعني بتطور بذهنيته بعقليته من خلالها نحن بنترجمها وبنتعب عليها جدا يعني حتى نقدمها بصيغة أقرب، نحاول أقرب إلى الكمال يعني أكيد ما هنوصل للكمال ولكن في الترجمة أنت بتعرف مشاكل الترجمة كثيرة ونحاول إنه نخلق صيغة جديدة لتقديم شيء للقارئ غير مختصر، غير مبتسر بيرفع من سويته وبالتالي بيخليه على تواصل مع الثقافات الأخرى وخاصة إنه مسألة اللغة يعني عندنا.. هلا الأجيال الجديدة بيجوز بدأت تنتبه للغة أما قبل ما كان في عندنا هذا الاهتمام كنا نحن باسم التعريب والدنيا أنهينا ألغينا إنه هذه لغة العدو ما لازم نقرأ فيها.. ما لازم فاكتشفت أنا هذه المسألة إنه كثير مهمة بالنسبة للأجيال الجديدة إنك لا تقدم لهم هذا الأدب المترجم.
ماهر الكيالي: إحنا في عندنا تنوع كبير في إصدارات الدار السَنة إحنا مصدرين حوالي مائة وستين أو مائة وسبعين عنوان جديد طبعا بالفكر وبالأدب وحتى أطفال وحتى الحكم طبعا يمكن شوي مبكر على أساس إنه مازلنا بالأيام الأولى للمعرض أما أنا تقديري إنها بالعكس بتعمل تواصل، القارئ اللي جاء السنة الماضية بيشوف في إضافة بيحس إنه هذه الدار تلبي بعض رغباته، توفر له رواية جيدة، توفر له مرجع فكري جيد، توفر له موسوعة جيدة وهذه مسؤوليات ومهام دور النشر إنها توفر للقارئ معلومة دقيقة طبعا طباعة كويسة أنيقة وغلاف جيد تحببه للكتاب أكثر وأكثر.
مشارك ثاني: زيارتي للمعرض حافز للقراءة لأنه يعني أنا بالنسبة لي شخصيا أنه آتي أبحث عن عناوين معينة أو مواضيع معينة لكن بنفس الوقت الكتب المعروضة والعناوين المعروضة بتفرض عليك على الأقل قراءة عناوين معينة ممكن تجذبك أو توسع مداركك إنه ممكن أقرأ هذا الكتاب حتى آخذ فكرة معينة عن مواضيع ممكن تكون جديدة علي.
مشارك خامس: إحنا بعدنا شوي بحكم ميولنا للكمبيوتر والحاجات السهلة الإنسان بعد شوية عن قراءة الكتب فابتدأنا نعلم الجيل الصاعد الالتفاف حول الكتاب والرجوع به للكتاب.
مشارك سادس: في حاجات جديدة وحاجات جميلة الواحد بيتحصل عليها من خلال المعرض من هنا بتبقى مش موجودة في السوق بره ننتظرها من السنة للسنة من وقت معرض للثاني يعني.
مشارك رابع: أنا طبعا مبسوط إنه معرض زي هذا يُقام في قطر يعني كانت فرصة كويسة أن أنا أتي أبحث على حبة كتب كنت تابعت حبة كتبت أصدرت يعني من قريب وجئت أبحث عليهم هنا.http://www.aljazeera.net/Channel/KEngine/imgs/top-page.gif (http://www.aljazeera.net/NR/exeres/EF0462C3-1601-4CCA-93FA-44D73ABBCB23.htm#)

الخروج من عنق الزجاجة (http://alyaseer.net/vb/)

عزام التميمي: الظاهر أن هناك عودة إلى الكتاب يعني هذا المعرض والمعارض التي تنظم كل حين في العواصم العربية دليل على أن الكتاب يريد أن يفرض نفسه بعد أن دخلت وسائل المعرفة الحديثة، التقنيات التكنولوجية التليفزيون الإذاعة الآن نتكلم عن الإنترنت الـ (CD) و(DVD) دخلت المضمار بشكل عنيف وجذاب، الكتاب يريد أن يعيد لنفسه الاعتبار، دور النشر بحاجة إلى أن تروج نفسها بشكل أفضل.
"
أعتقد بأنه ستحدث عملية انتقال إلى القراءة الموسعة أو الشغف بالقراءة في مرحلة لاحقة من حالة الأمة
"
جاسم سلطانجاسم سلطان- مفكر قطري: أنا أعتقد إن المستقبل للقراءة يعني بغض النظر عما يقال عن قضية الآن الوسائل الحديثة الكمبيوترات والحواسيب وما إلى ذلك والإطلاع عليها، لكن في اعتقادي إن ستحدث عملية انتقال للقراءة الموسعة أو شغف بالقراءة في مرحلة لاحقة من حالة الأمة، الأمة الآن تتسع قاعدة المعرفة فيها قاعدة القراءة فيها بعض المناطق تتحسن ظروفها الاقتصادية والظروف الاقتصادية تلعب دور كبير في قضية توفير الأوقات وعدم الانشغال بطلب الرزق على حساب الثقافة والفكر والتصورات، أنا أعتقد سنشهد مرحلة لاحقة تتسع فيها قاعدة القراء ويتحسن حتى مستوى الكتاب والذوق العام اللي متعرض للكتاب متفائل جدا بقضية الذي يحدث الآن على الأقل فيما أنا أشاهده هناك انتقال نوعي في مادة الكتاب المعروض وحتى في جودة الكتاب وإخراجه.
مجد حيدر: أي مساحة نشر جديدة أنا برأيي هي بتقدم فسحة جديدة للقارئ وعم تقترب من القارئ النشر الإلكتروني النشر الورقي ما في شيء بيؤثر على شيء صدقني، النشر الورقي هيستمر والنشر الإلكتروني هيستمر، يعني أنا بأعرف إنه في قراء أو غالبية القراء في علاقة غرام بينه وبين مسك الكتاب بينه وبين الورق بينه وبين هاي وفي قارئ بيحب الشاشة، الشاشة أنه يشتغل على الشاشة فهي مسألة يعني مسألة خاضعة لشيء أسمه مزاج شخصي لا بتأثر لا ما بأظن بتأثر يعني.
ماهر الكيالي: إحنا بنضخ العديد من الكتب لنشعر القارئ إنه في تقصير من طرفه بحيث إنه لما بيجي على معرض وبيشوف هذا الكم من الإصدارات بيحس إنه هو فعلا مقصر وعليه كقارئ مسؤولية تجاه نفسه بالدرجة الأولى وحتى يعتبر.. إذا بده يعتبر حاله مثقف أو عصري يا سيدي أو أي شيء ثاني على الأقل طبعا هو مش ممكن يشتري هذا الكم الهائل من الكتب وإنما على الأقل يطّلع بأشوف الكتب بدور النشر هاي الطريقة دور النشر يعني بتحسس القارئ بنوع من الضغط أما هي ما لها يعني أي وسيلة مادية للضغط على القارئ.
مشاركة أولى: مستقبل صراحة مخيف لأنه يعني ما فيه كثير فعلا صحبة للشباب ما بتحسهم صحبة مع الكتاب أو أنه يعني بيحبوا إنه يقرؤوا باستمرار أو إنه يروحوا مكاتب أو أنه يثقفوا نفسهم لا يعني أغلبية الشباب يعني ما بيحبوا مثلا القراءة يعني على طول بيكونوا مثلا يا إما بيتابعوا أغاني بيتابعوا برامج ثانية بحيث إنه أكثر شيء إنه قراءة الكتب وكده ما يعني ما أثارت اهتمام للشباب.
مشارك ثالث: إذا لم يدرك القارئ العربي مسألة خطورة ترك القراءة فإن المسألة تذهب للأسوأ خاصة إنه لاحظ يوم بعد يوم تدني العلاقة بين القارئ العربي وبين الكتاب طبعا ليس القارئ العربي فقط وإنما القارئ بشكل عام ولكن تكمن الخطورة أكثر عند القارئ العربي.
مشارك أول: الموضوع بده صراحة يعني جهود كثيرة تتضافر حتى إنه يعني إعادة العلاقة على ما كانت على سابق عهدها ما بين الكتاب والقارئ يعني بتوجيه يعني إعلامي توجيه في المنزل يعني في البيت يعني إحنا كثير بنلاقي إنه مفهوم التربية حتى اختلف.
مشارك ثاني: بالنسبة للكتاب بشكله الورقي أو شكله المتعارف عليه مع الوقت راح يقل برضه الاعتماد عليه لكن في المستقبل إن شاء الله في وسائل أخرى للمعرفة لنقل المعرفة غير الكتب سواء كانت الإنترنت أو وسائل المعارف الأخرى الموجودة حاليا، لكن الأمل إنه بالأهل يعني المفروض المنزل هو اللي يبدأ إنه تحفيز الأطفال على طلب معرفة جديدة وعلى السعي لجمع معلومات معرفة جديدة بالنسبة لهم.

سمية حسن سيد
Apr-17-2009, 02:25 PM
هدا الموضوع للاسف يدل على المستوى الثقافي للعربي الا يعرف المسلم ان اول امر له اقرأ أقرا أقرا

ابراهيم محمد الفيومي
Apr-18-2009, 09:46 AM
شكرا على الاحاطة اخي الكريم
بارك الله فيك
ويوجد مشاركة عن تنمية القراءة
انظر
http://alyaseer.net/vb/showthread.php?t=18966

ابراهيم محمد الفيومي
Apr-19-2009, 07:30 PM
09/11/2008 04:00:40 م

تدنى الاوضاع التعليمية فى العالم العربي

http://www.alarabonline.org/data/2008/11/11-09/440p.jpg


العرب يقرأون ربع صفحة في السنة!



العرب أونلاين- صالح البيضاني-حذام خريف: أفادت معطيات نشرتها الأمم المتحدة حول عادات المطالعة والقراءة لدى مختلف شعوب العالم ودولها أن معدل ما يقرأه الفرد في طول العالم العربي وعرضه سنويا هو ربع صفحة فقط"!" وأن معدّل ما يقرأه الأمريكي "11" كتابا والبريطاني 8 كتب.

وفي ذات السياق، كشف أول تقرير عربي سنوي عن التنمية الثقافية تعلنه مؤسسة الفكر العربي قريباً عن تدني معدل الالتحاق بالتعليم عربيا، مقارنة بدول العالم، وانخفاض معدل الكتب المنشورة عربياً، وكذا انخفاض معدل القراءة بصورة مؤسفة. ووفقا للتقرير الذي يعلنه رئيس المؤسسة الأمير خالد الفيصل من القاهرة لا يتجاوز معدل الالتحاق بالتعليم في الدول العربية 21.8% بينما يصل في كوريا الجنوبية إلى 91%، وفي أستراليا 72%، وفي إسرائيل 58%.

وأوضح أمين عام المؤسسة الدكتور سليمان عبدالمنعم أن هناك كتاب يصدر لكل 12 ألف مواطن عربي، بينما هناك كتاب لكل 500 إنجليزي ولكل 900 ألماني، أي إن معدل القراءة في العالم العربي لا يتجاوز 4% من معدل القراء في إنجلترا.

في ظل الأوضاع التعليمية المتردية في العالم العربي حيث تتصاعد نسبة الأمية في عديد بلدانه بشكل رهيب، وفي ظل الطفرة الرقمية بغثها وسمينها، ليس من الغريب أن يهبط معدّل ما يقرأه الانسان العربي سنويا الى سطر واحد فقط او بعد ذلك حتى الى كلمة واحدة! وهذا الأمر ينعكس على سوق اصدار الكتب والنشر في العالم العربي الذي يسوده الركود.

تهميش الثقافة في واقعنا العربي
الروائي المصري محمد العشري: ربما تكون تلك الاحصاءات غير دقيقة، لكنها بالتأكيد تشير إلى عدم أهمية الكتاب في حياة المواطن العربي، وعدم الإقبال عليه، خاصة في الوقت الراهن، وهذا التراجع يعود بالدرجة الأولى، إلى تهميش الثقافة في واقعنا العربي.

وما يفعله الإعلام الاستهلاكي الدافع إلى الترفية والتسطيح والعشوائية في كل شيء، وتخلي المؤسسات والهيئات الثقافية عن دورها الفعلي في توفير وخلق مناخ صحي ملائم، وهو ما انعكس بالسالب على الأجيال الجديدة، وجعلها لا ترى أهمية في فعل التثقيف من خلال الكتاب والقراءة، وعدم الترويج للكتاب باعتباره أمر ضروري وحيوي في حياة الإنسان بشكل خاص، والإنسانية بشكل عام.

محاولة التوصل إلى الأسباب الجوهرية التي آدت إلى ذلك الإضمحلال لا يعود إلى العائلة، أو المدرسة، أو المجتمع، أو الفضائيات، أو الظروف، إنما يعود إلى كل تلك العوامل متضافرة ومتداخلة، لأنها منظومة واحدة، تصب في بعضها البعض، وتؤثر في بعضها.

في رأيي أن العلاقة بالكتاب تقوم على أساس الإيمان بدوره في تشكيل العقل والوجدان، وهو ما يخلق صداقة حميمة نادرة، لأن المكتبة هي "صيدلية الروح"، كما كان يسميها الفراعنة القدماء.

بعض الكتب يمكنها أن تشفي من أمراض العصر، وبعضها مُسكّن لِمَ نجابهه في واقعنا الهادر، ولا نقدر على تغييره. منتهى الحلم أن يجرب الإنسان أن يعيش حيوات كثيرة، لا شيء بمقدروه أن يمنح ذلك السحر غير المكتبة والكتاب والقراءة..

فالحياة بين الكتب، هو ما يمنح الجَلَدّ، والقدرة على الاستمرار في الحياة. والوقوف على تراجع القراءة في العالم العربي يمكن رصده بسهولة، لكن الصعب هو وضع حلول يمكنها أن تعيد للكتاب رونقه وحضوره وفاعليته في حياة الإنسان.


د.السيد نجم: أمين سر اتحاد كتاب الانترنت العرب
"بداية لست ممن يتشاءم كثيرا من تلك الاحصاءات .. ربما لاعتقادى بأنها غير دقيقة تماما..

حيث أننا بمصر توجد العديد من المطابع ودور النشر لا علم بأحد بها، حيث أنها غير مسجلة باتحاد الناشرين المصريين أو العرب، كما أن هناك كتب علمية أو تعليمية تدخل فى باب النشر الثقافى، بينما هى كتابات محدود لأغراض محددة بعيدا عن الثقافة. ومع ذلك هذا لا يعنى عندى عدم الاكتراث بتلك الاحصاءات أو تجاهلها، لكن أرى أن يثار السؤال أولا حول ما هو الكتاب المعنى سواء فى المؤسسات الدولية، أو ما نتناقش حوله؟

لعله من المناسب الاشارة الى ذاك المؤتمر الذى حضرته منذ شهور قليلة، بالمجلس الأعلى للثقافة بالقاهرة، لمناقشة الموضوع نفسه.. تحت عنوان "أزمة القراءة".

وقد تحدثت فى ورقتى حول علاقة الانترنت بالقراءة، وكانت المفاجأة، أنه تم عرض احصاء وتقرير حول أزمة القراءة، أفاد أن الأزمة متزايدة فى المرحلة العمرية من 15 حتى 35سنة.. والطريف أننى أكدت أن تلك المرحلة هى نفسها الفئة العمرية الأكثر تعاملا وقراءة على شبكة الانترنت..

وهو ما يعنى أن الشبكة سحب عدد كبير من الكتاب اليها. بل ويتميز هذا الجيل المتعامل مع النت بمهارات ايجابية، تفوق كثيرا القراءة السلبية للكتاب. ومع ذلك يبقى الكتاب الورقى له رونقه وخصوصيته التى يجب الحفاظ عليها.. خصوصا أن شبكة الانترنت أثرت فى العديد من آليات الثقافة والاتصال مثل الصحافة والتليفزيون وحتى السينما، الى حد تهديد بعض الصحف فى فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية بعدم الاصدار والتوقف.

والظاهرة الثقافية فى أوروبا تشير الى أن الكتاب الورقى مازال له مكانته، على الرغم من شيوع التعامل مع الانترنت.. وهو ما يرجع الى النشأة والاعتياد وهو دور الاسرة، ثم مكتبة المدرسة والفصل والعملية التعليمية ذاتها وهو دور المدرسة.. ثم الوعى المجتمعى بعامة .وهى العوامل التى نفتقدها فى مجتمعنا العربى!!

وهنا قد يلزم الاشارة الى عامل هام فى موضوع القراءة، ولا يلتفت اليه البعض، ألا وهو تسويق الكتاب، سواء بين الدول أو داخل الدولة الواحدة.. هنا بمصر أعرف تماما تعطش بعض الأماكن الى الكتب الثقافية أو الدوريات الثقافية، الا أنها لا تصلهم، ربما لأنهم يقيمون فى قرى أو لقصور فى التوزيع داخل المدينة.. ولا يوجد موزع مركزى سواء بالقرية أو المدينة يتاح للمتابع التعامل معه.. وهنا اعتبارات اقتصادية تسويقة ومع ذلك أرى أن الكتاب الالكترونى، والمواد الثقافية المحفوظة على اسطوانات الكمبيوتر يمكن أن تلعب دورا جوهريا وهاما فى حل مشكلة القراءة، خصوصا بالنسبة لمن لا تصلهم المطبوعات الورقية."..

جفاء بين المواطن العربي والقراءة
د. علي محمد زيد – باحث وروائي يمني - عضو فريق الخبراء في منظة اليونسكو"باريس":
ليس ما أطلقتم عليه "الجفاء" بين المواطن العربي والكِتاب سوى مظهر من مظاهر الجفاء العام بين المنطقة العربية والعصر الذي تعيش فيه.

والمظهر الأبرز لهذا الجفاء أن المنطقة العربية تكاد تكون المنطقة الوحيدة التي تتصرف وكأن ما يشهد العالم من تطورات في مجالات مختلفة لا يعنيها. فقد عصفت الديمقراطية بعالم اليوم في حين ماتزال الأنظمة الاستبدادية غالبة على المنطقة العربية.

وحتى بعض الأنظمة التي اضطرت إلى أن تستجيب لبعض الضغوذ الخارجية من خلال السماح بهامش ديمقراطي محدود، تقضي وقتها في العمل للالتفاف على هذا الهامش ومحاصرته لجعله يستجيب لما تحرص عليه من تكريس لتوريث السلطة والوظائف العليا.

وفي مجالات التنمية البشرية على الرغم من أن المنطقة العربية أصبحت أغنى من أي وقت مضى في تاريخها، ما يزال الفقر شائعا، والتعليم متدنيا، والأمية منتشرة. فلم يبق أي بلد في أمريكا اللاتينية في قائمة أقل البلدان نموا، وآسيا تنهض وتسحب معها ما تبقى من بلدان ذات دخل منخفض لتلحق بنهضتها، في حين يصر أقل البلدان نموا في المنطقة العربية على السير في قاع هذه القائمة ولا يضع أي مشروع جدي للخروج من هذا المستوى المتدني.

وعلى الرغم من اتساع دائرة التعليم بفعل التراكم وبحكم مرور الزمن، يكاد التعليم في المنطقة العربية أن يكون الوحيد في العالم الذي لا يستجيب للمعايير الدولية من حيث جودة التعليم، ومن ثم فإنه في الغالب يُخرِّج عاطلين عن العمل، لا يمتلكون المعارف والمهارات المناسبة التي تجعلهم قادرين على منافسة الخبرات القادمة من آسيا ومن غيرها لتستفيد من الثروة العربية الكبيرة.

فما يزال هذا التعليم سطحيا ونظريا وقائما على الحفظ والتلقين، ولا يُفتِّح المدارك، ولا يحفز على التفكير والبحث، ومن ثم لا يرسخ عادة القراءة منذ الصغر.

وما يزال أغلب الجامعات العربية غريبا عن القفزات التي يحققها إنتاج المعارف في العالم المعاصر، لأن هذه الجامعات تُغلِّب الولاء على الكفاءة في اختيار هيئة التدريس ويتحكم في بعضها أجهزة أمن لا علم لها بما يشهده التعليم العالي في العالم من تطور. وتتعامى بشكل مخيف عن غياب البحث العلمي. والنتيجة أنه لا توجد جامعة عربية واحدة تصنف في مستوى متقدم بين جامعات عالم اليوم.

وتغيب المكتبات المدرسية في أغلب المدارس العربية، وإذا وجدت فإن ما فيها من كتب إما غير ملائم لمستوى التلاميذ، وإما لا يُعلِّم التفكير والتحليل والاستنتاج، ولا يُفتِّح المدارك. وبالمثل، يشعر المرء حين يزور مكتبات الجامعات العربية بمدى الفصام بين العرب وتطور المعرفة في عالمهم.

أما عن غياب المكتبات العامة في أغلب المدن والتجمعات السكانية العربية فحدث ولا حرج. وفي حين أن العرب، في الغالب الأعم، لا يشاركون في إنتاج المعرفة بل يستهلكونها كما يستهلكون غيرها من الخيرات المادية، فإن حركة الترجمة ضعيفة إلى درجة لا تصدق، مع أن الترجمة في جميع المجالات خطوة أولى على طريق النهضة في الواقع العربي الراهن، لأنها تسمح بانتقال المعارف والأفكار والحوار معها، وتحفز ملكة الإبداع والإنتاج.

والنتيجة أنك إذا دخلت أي معرض من معارض الكتاب التي تتكرر وتتشابه من بلد عربي إلى آخر صدمتك حقيقة غُربة العرب عن تطور المعرفة في هذا العصر. فالكتاب العلمي شبه غائب بسبب غياب البحث العلمي في الجامعات وفي ما يطلق عليه "مراكز البحوث".

والكتاب المترجم نادر ويكاد يقتصر على ما يكتبه الآخرون عنا ولا يقدم لنا سوى بعض ملامح صورتنا في عيون الآخر. والإبداع الأدبي الذي يستحق هذه التسمية قليل ولا يوجد إقبال عليه بما يشجع تطوير تجارب الكُتَّاب ويعمِّق خبراتهم.

والدراسات النظرية محدودة والكثير منها لا يتفق ومعايير البحث العلمي. وأغلب الكتب المعروضة تسترجع ماضيا غرقنا فيه بحيث لم نعد قادرين على أن نستلهمه لنضيف إليه بصماتنا وإبداعنا وتفاعلاتنا مع واقعنا ومع عصرنا.

والواقع أن هذا كله ليس سوى انعكاس لغياب المشروع العربي المشترك. فمنذ أن أطلقت حركة التحرر العربية بقيادة عبدالناصر خلال النصف النصف الثاني من الخمسينات والنصف الأول من الستينات الحلم بتجاوز الانحطاط وعبور العرب إلى العصر، مايزال هذا المشروع غائبا.

فقد أدى غياب الديمقراطية والتكالب الغربي على المشروع العربي إلى هزيمة 1967 وبداية تراجع هذا المشروع حتى وصلت المنطقة العربية إلى درجة الصفر في كل شيء، إذا استعرنا عبارة رولان بارت عن "الكتابة في درجة الصفر".

فقد انتهى حلم الوحدة العربية ليس إلى استغراق كل قطر عربي في ذاته وابتعاده عن أشقائه فحسب، بل تشظى الكثير من البلدان العربية إلى مكوناتها العرقية والطائفية.

ومن عبث السياسة العربية أن السودان الذي جزء من سكانه غير مسلمين قرر أن يدعو إلى مشروع "إسلامي" وأن يفرضه في حرب مع جزء مهم من مواطنيه انتهت بمواجهة خطر تمزق السودان إلى شظايا.

والعراق الذي جزء مهم وقوي من سكانه غير عرب، لم يكتف بمحاولة تعريب الأكراد بالحرب، بل تعدى ذلك إلى محاولة "توحيد" العراق ببلد مجاور بالقوة، في حرب فجرت المنطقة العربية وكانت بداية الطريق نحو الاحتلال الأجنبي.

واليمن الذي تفاوض شماله وجنوبه على تحقيق الوحدة من خلال التوافق، انزلق بعد أربع سنوات من تلك التجربة، التي كان يمكن أن تقدم أنموذجا لتوحيد عربي يراعي الجميع ويحفظ مصالح الجميع، إلى حرب طاحنة جعلت المواطن الذي طحنته الحرب يجد نفسه في تناقض بين حلمه بالوحدة ومعاناته منها.

وكان من الطبيعي أن يؤدي هذا الغياب للمشروع العربي وللحلم العربي المشترك إلى غياب التنمية المشتركة، وغياب العلم، وتخلف الثقافة، وتراجع الإبداع والإنتاج. ولو لم توحد بين العرب لغة تستعصي على الاندثار لارتباطها بالدين الإسلامي، ومن ثم توفر أرضية مشتركة لازدهار الثقافة العربية، لسار قطار التشظي العربي دون أمل في العودة.

فالمواطن العربي مطحون بهذا الغياب عن واقع القرن الواحد والعشرين، وبالبحث عن فرص العيش، ومهموم بالخوف من الحاضر ومن المستقبل. ولا يكاد يوجد كاتب عربي متفرغ للكتابة والإبداع، لأن من النادر أن يوجد كاتب عربي يعيش على إنتاجه من الكتب.

فأغلب الكتاب على قلتهم لا يطبع أكثر من 1000 إلى 2000 نسخة من أي كتاب يصدره على الرغم من تطور تقنية الطباعة. ومع أن العالم قد أصبح يعيش في مرحلة ما بعد التلفزيون وانتقل إلى الانترنت والنص الرقمي، وجد كثير من المواطنين العرب المهمومين بمشاغل الحياة وبإحباطات الواقع العربي الراهن، أنفسهم يتهالكون على التلقي السلبي ويسترخون أمام شاشة تلفزيون لا يفعل أغلبها سوى تمجيد الحاكمين وتغطية العيوب والقصور في واقع عربي يعيش على هامش عالمه.

وعلى الرغم من أن الانترنت بوابة إلى بحر المعرفة العالمي، فإنها ماتزال محدودة الاستخدام في أغلب البلدان العربية، بسبب الأمية والفقر وانعدام الكهربا وغياب التلفون أو الحاسوب. كما أن الكثير من مستخدميها يميلون بحكم التربية وضعف الثقافة إلى الجوانب السلبية التي لا يخلو منها كل اختراع جديد وكل علم. والأدهى أن دور اللغة العربية في الشبكة مايزال محدودا.

فترقيم الكلمات العربية محدود للغاية، في حين أن غالبية ساحقة من المواطنين العرب لا تجيد اللغات الأجنبية. وهكذا فإن "الجفاء" بين المواطن العربي والكتاب انعكاس لأزمة أعمق تمس مواجهة هذا المواطن لتحديات عصره.

محمد الناصر مصر – روائي وعضو الهيئة الإدارية لنادي القصة المصري:
لأن الكتاب منتج معرفي، فان أي حالة تسبق انتاجه أو تتلوه، هي عنصر من عناصر عملية انتاجية، ومن ثم فان القراءة والتفكير والابداع،هما عناصر أساسية في عملية انتاج الكتاب.

في رأي ان هذه النسبة المتدنية المتفاعلة مع الكتاب في مجتمعاتنا العربية لا بأس بها، بل أسأل، لماذا نحن العرب نفزع عندما نكتشف ان جانب انتاجي في مجتمعاتنا متدن النسبة، وهو الجانب المعرفي، ونتجاهل جوانب انتاجية أخري اقتصادية وسياسية وغيرها، نسبها أكثر تدنيا من المنتج المعرفي في مجتمعاتنا نحن نعاني من نسبة تدن المنتج المعرفي في وطننا العربي، لأننا مجتمعات متدنية الانتاج بشكل عام، ولأن الانسان العربي لظروف تاريخية يمر بها انسان متدن الانتاجية.

والأخطر أن نوعية المنتج المعرفي الذي يتعرض له يوميا، والذي من مهامه الاساسية خلق شخصية منتجة، يأتي بنتيجة عكسية، ثم نقارن أنفسنا في مجال انتاج المعرفة بمجتمعات نسب الانتاج معرفيا و اقتصاديا وسياسيا فيها مرتفعة للغاية، بل يساهم المنتج المعرفي لديهم في تطوير الشخصية انتاجيا، ومن ثم يصبح ارتفاع نسبة المنتج المعرفي في هذه المجتمعات، المتمثل في جانب منه في الكتاب أمر طبيعي.

اذا نظرنا الى الموضوع من هذه الزاوية، أجد نفسي أحمد الله الذي لايحمد علي مكروه سواه، علي هذه النسبة شديدة التدن، التي لا ترضيني ولاترضي أي مهموم عربي بقضايا الانتاج المعرفي.

عندما كانت الشخصية العربية في عصور الازدهار، شخصية منتجة، كان المنتج المعرفي لدينا عال النسبة، الي أن تلبست الشخصية العربية عفاريت التخلف، التي استطاعت بقدرة قادر أن تجري عملية احلال داخل الشخصية العربية، فاختفت العناصر المحفزة علي الانتاجية، وحلت محلها عناصر حتي العفاريت التي صنعتها تخجل منها.

عبير عاطف - مسئولة القسم العربي بإدارة علاقات الناشرين في بنك المعلومات العربي "اسك زاد ":
في رائيي الشخصي أن هناك العديد من الأسباب والعوامل التي أدت إلى العجز الثقافي عند القارئ العربي بشكل عام والشباب بشكل خاص ولعل من اهم هذه الأسباب أو العوامل العامل الاقتصادي وماترتب علية من ضغوط نفسية فأصبح البحث عن لقمة العيش وتامين المعيشة هو الهم الأكبر.

كذلك تعدد مصادر المعرفة المرئية والمسموعة وعدم التوعية بأهمية ودور القراءة في حياتنا وتغذيتها لعقولنا فأصبح هناك العديد من الوسائل الأسهل والأكثر جاذبية للحصول على المعلومة ولا نستطيع أن نغفل هنا دور الانترنت وتأثيره الكبير علينا جميعا وعلى حياتنا اليومية هذا بالإضافة إلى الظروف السياسية والاضطرابات والحروب التي تشعل الكثير من بلدان المنطقة العربية في الفترة الحالية والتي زاد معها عدم الإحساس بالأمن والأمان.

في الحقيقة إذا بحثنا في هذا الموضوع سنجد أسباب وعوامل ليس لها حصر قد يكون تأثير احدها علينا اكبر من الآخر ولكن في النهاية النتيجة واحدة وفي اعتقادي أن إحساسنا بوجود عجز ثقافي وأدركنا لما قد يصل إلية الأمر إذا ازداد هذا العجز هو أول خطوة لنا على الطريق الصحيح وليبدأ كل منا بنفسه وليدعوا الآخرين.

جميل السلحوت – ناقد وكاتب فلسطيني من القدس:
تشير إحصائيات منظمة التربية والتعليم الدولية " اليونسكو " ومنظمة " اليسكو " العربية إلى أن معدل قراءة الفرد في عالمنا العربي هو ست دقائق في السنة ! في حين أن معدل القراءة في دول أوروبا يعادل عشرات بل مئات أو آلاف إضعاف ما عندنا.

ومع ذلك فإننا نفاخر بأننا أمّة " أقرأ " لأنها أول آية نزلت في القرآن الكريم وكانت خطابا للنبي الأعظم صلوات الله وسلامه عليه، فلماذا أمّة " أقرأ" لا تقرأ ؟

وعندما يدور في خلدي هذا السؤال أتذكر مقولة للأديب المصري الراحل عبد الرحمن الخميسي عندما أجاب على تساؤل في مقابلة صحفية، لماذا كل كتاباتك عن المسحوقين والمعدمين ؟

ألم تعشق امرأة في حياتك ؟؟ ولماذا لم تكتب عن الحب والجمال ؟ فأجاب : " كيف تطلبون من إنسان جائع أن يصف لكم روعة السماء ؟

"فحوالي ربع مواطني العالم العربي أُمَيين، -حوالي سبعين مليون أُمّي- وان كانت الأُمّية تتفاوت بين قطر وآخر، وغالبية مواطني العالم العربي يعيشون ظروفا اقتصادية غاية في الصعوبة، وعشرات الملايين يعيشون تحت خط الفقر، ومع كل الخيرات الموجودة في العالم العربي إلا أن دخل هذا العالم البالغ عدد سكانه حوالي الثلاثمائة مليون يعادل دخل اسبانيا، وهي من أفقر الدول الأوروبية وعدد سكانها ستون مليونا، والكتب التي تترجم سنويا إلى اللغة الاسبانية من لغات أخرى تعادل الترجمات إلى اللغة العربية في ثلاثمائة سنة .

مما يعني أننا نعيش انغلاقا ثقافيا .وأن الكتب التي تصدر سنويا في دولة مثل اليونان تزيد أعدادها عن الكتب التي تصدر في العالم العربي جميعه.
والتخلف الاقتصادي يقود إلى تخلف صحي، والى تخلف في التحصيل العلمي والبحث العلمي . وبالتالي فإن الذي يجد قوت يومه، ويمضي يومه راكضا خلف رغيف الخبز، فإنه بالتأكيد غير قادر على شراء كتاب .

ولا يغيب عن البال قضايا الرقابة على المطبوعات التي قد توصل كاتبا إلى المحكمة والى السجن،كما أن اقتناء بعض الكتب قد يشكل تهمة يحاسب عليها القانون في بعض الدول العربية.

والمشكلة لا تتوقف هنا، فبالتأكيد فإن تربيتنا وثقافتنا لا تدعو إلى ترسيخ المطالعة وقراءة الكتب، والحفاظ عليها بحيث تعمل كل أسرة مكتبة صغيرة في بيتها، نستثني من ذلك مطالعة " القرآن الكريم " وبعض الكتب الدينية، وهي على أهميتها وضرورة تعليمها وتعلمها غير كافية.

ومن المستحيل أن تجد خطيبا في مسجد مثلا يدعو إلى مطالعة كتاب – مهما كانت أهميته – إن لم تكن له علاقة بالشريعة وبالفهم الديني، مع أن الدين الإسلامي - وهو دين الغالبية العظمى في العالم العربي- يدعو إلى تعلم مختلف أنواع العلوم، حتى أن الفقهاء اجمعوا أن جميع المسلمين آثمون إذا وجد علم ما.

ولا يوجد من بينهم من يعلمه، والقرآن الكريم يحثنا على التفكر والتعلم، يقول تعالى " وتفكروا في خلق السماوات والأرض " ويقول صلى الله عليه وسلم : اطلبوا العلم ولو في الصين " ونجد من يعتلي المنابر ويخطب بعدم تعليم البنات، أو الاقتصار غي تعليمهن على مرحلة التعليم الإلزامي على الأكثر، مع أن الرسول الأعظم صلوات الله وسلامه عليه يقول " من كانت له ابنة فأدبها وأحسن تأديبها، وعلمها فأحسن تعليمها كانت له سترا من النار".

وعاداتنا وتقاليدنا الموروثة لا تحث أيضا على القراءة والمطالعة، فنادرا ما نجد على سبيل المثال من يعود مريضا في مستشفى ويهديه كتابا أو أكثر. ونادرا ما نجد واحدا من الأبوين يشتري قصة أطفال لابنه الطفل مثلا.

وهناك قضية مهمة جدا وهي عدم تخصيص نسبة معينة من الميزانية العامة في دولنا العربية للثقافة، فبعض الدول المتقدمة تخصص ما بين 4-7% من ميزانيتها التي قد تكون بالمليارات للثقافة.

ومعروف أن وزارة الثقافة لا تنتج ثقافة وليس من اختصاصها ذلك، لكن عليها واجب رعاية الثقافة، ومن هذه الرعاية دعم دور النشر ليصل الكتاب بسعر زهيد إلى القارئ العادي، وليصل إلى الطلبة وذوي الدخل المحدد قبل غيرهم.

ومن الأمور المحزنة أن نجد كبريات دور النشر العربية - والتي توزع مطبوعاتها في الدول العربية جميعها - لا تطبع أكثر من عشرة آلاف نسخة، ولا تباع جميعها.

مع أن الكتب الجيدة في بعض الدول المتقدمة والتي لا يزيد عدد سكانها على الخمسة ملايين، توزع دور النشر فيها الطبعة الأولى أكثر من مائة ألف نسخة من كل كتاب، ومن المفارقات العجيبة أن ترجمات ودواوين الشاعر الكبير الراحل محمود درويش إلى الفرنسية وزعت عشرات أضعاف، ما وزعته بالعربية، مع أن ترجمة الشعر إلى لغات أخرى تفسد أو تقلل من جماليته.

ما العمل؟
يجب إعادة النظر في طرقنا التربوية ومناهجنا التعليمية، ويجب تخصيص حصة مطالعة على الأقل أسبوعيا لطلبة المدارس، مع تزويد المدارس بكتب تلائم أعمار طلابها، واحتساب علامات للطبلة على ما يقرءون من كتب، كطلب تلخيص كتاب من كل واحد منهم، كما يجب أيضا اعتماد ساعات معتمدة جامعيا ترتكز على الثقافة،وعلى البحث لإجبار الطلبة على القراءة وزيادة معلوماتهم بدلا من أسئلة : " ضع دائرة حول الجواب الصحيح " ويجب تخصيص إعلام موجه ثقافيا للمشاهدين بدلا من أغاني الرقص شبه العاري، ويجب إنشاء مكتبات عامة لتغطي التجمعات السكانية في كل منطقة، وعمل ندوات ومحاضرات حول أهمية المطالعة، ولمناقشة بعض النتاجات الثقافية والعلمية، كما يجب على وزارات الثقافة، والمؤسسات الثقافية أن ترعى الترجمات عن لغات أخرى للاطلاع على الثقافات الأخرى والاستفادة منها بدلا من التقوقع حول الذات .

كما يجب رعاية التعليم الإلزامي لجميع أبناء من هم في سن التعليم، وتوفير العيش الكريم لمن يضطرون لعدم تعليم أبنائهم لأسباب اقتصادية، ويجب القضاء على الأُمّية من خلال البرامج الواعية والهادفة .

ويجب إخراج الثقافة والنتاج الثقافي من " الكولسات " الفردية والحزبية حيث ان البعض يشكلون ما يشبه عصابات " المافيا " في المؤسسات الثقافية، فينشرون لأنفسهم ولمحسوبين، ويحاصرون من لا يوافقهم الرأي .

د. عبد الحميد الحسامي ناقد وأكاديمي يمني:
إن العجز الثقافي الراهن يعود في المقام الأول لغياب المشروع الثقافي لدى الحكومات العربية مما يؤدي إلى ان تصاب كل مفاصل المجتمع اسرة ومدرسة ومؤسسات ثقافية تصاب بالكساح الذي يقعدها عن الحركة ويدعها مشلولة في صحراء البؤس الثقافي المدمر وما يبرز من طفرات او حالات توهج ثقافي فيعود إلى جهود فردية تحاول أن تشق طريقها بصعوبة وتحطيم الطوق المفروض عليها مجسداً في انساق متصلبة تحول دون أي انطلاق حينما نكتشف أنفسنا ونخوض الحياة مسلحين بثقافة المشروع ومشروع الثقافة حينها سنجد أن لدينا القدرة على الانطلاق مثل أي شعوب أخرى.

مصطفى نصر –روائي وناقد مصري:
مشكلتنا مع الكتاب مشكلة قديمة جدا، والغريب أنها تزداد تعقيدا من وقت لآخر، فلاشك أن نسبة القراء تنقص من عام إلى آخر، ومن أهم أسباب ركود الكتاب ؛ الأمية المتفشية في كل البلاد العربية، فمن النادر أن يلجأ طفل إلى الكتاب في بيت لا يعرف القراءة والكتابة، لكن المشكلة في مصر أكثر تعقيدا.

فقد قضت فترة السبعينيات على الطبقة المتوسطة التي كانت تذهب إلى السينما المحترمة وتشاهد المسرحيات الجيدة وتشتري المجلات الثقافية والكتب، كنت أعرف عائلات اعتادت على دخول سينما محترمة مساء كل يوم خميس، وأن تشتري مجلة الهلال ومجلة المختار والعربي كل شهر، وتشتري المجلات الأسبوعية والجرائد – خاصة الأهرام – كل يوم , الآن ذابت هذه الأسر وتاهت مع البحث عن ثمن الغذاء ومتابعة نشرة ارتفاع الأسعار .

هذا غير المستجدات، الأفلام التافهة التي تصنع من أجل الطبقات الجديدة التي تمتلك النقود ولا تحمل فكرا . والوصلة المسروقة من الفضائيات والتي تباع علنا لمعظم البيوت في سائر المحافظات، فتبث أفلاما طوال اليوم، فمن الذي سيفكر في مشاهدة مسرحية جادة، أو قراءة كتاب.

كنا في المدرسة نحرص على الاستعارة من مكتبة المدرسة، وكانت هناك حصصا للمكتبة، والمدرسون يحكون لنا عن العقاد والمازني والفرق بينهما، وعن حسين السيد الذي تفرغ للكتابة لعبد الوهاب.، وعن أشياء كثيرة مازلت أحفظها رغم مرور السنوات الطوال على قولها في الحصص الدراسية .

أين هذا الآن، والمدرسون مشغولون بالدروس الخصوصية، إنهم يتناولون طعامهم في الطريق، حتى لا تفوتهم حصص الدروس المرتفعة الثمن. أسيفكر هؤلاء في قراءة كتاب، أو الحديث عن قراءاته للتلاميذ ؟!

المدرس لا يشرح في الفصل ليضطر التلاميذ لأخذ الدرس عنده، منذ السبعينيات ومعظم المصريين يبحثون عن الثراء من أي طريق، سباق للاغتناء واستغلال الفرص المتاحة، وضياع للقيم والمثل العليا، "وإللي ما يغناش في هذا العهد لا يمكن أن يغتني بعد ذلك".

قبل هذا الوقت كان من النادر أن تجد مدرسا لا يشرح في الفصل، الآن الكل أختار الطريق الأسهل وهو الدروس الخصوصية، واقتنعت الأسر بهذا واستعدت له.

الرابط
http://www.alarabonline.org/index.asp?fname=\2008\11\11-09\440.htm&dismode=x&ts=09/11/2008%2004:00:40%20م (http://www.alarabonline.org/index.asp?fname=\2008\11\11-09\440.htm&dismode=x&ts=09/11/2008%2004:00:40%20م)



http://www.alarabonline.org/index.asp?fname=\2008\11\11-09\440.htm&dismode=x&ts=09/11/2008%2004:00:40%20م

أمينةمصادرتعلم
Apr-24-2009, 04:05 PM
بارك الله فيكم

ابراهيم محمد الفيومي
May-10-2009, 02:08 PM
أزمة الثقة بين القارئ والكتاب
شاكر فريد حسن
المتامل في الحياة الادبية والثقافية في بلادنا يرى انها تعاني العديد من المسائل والقضايا والاشكاليات التي تعيق مسيرتها وتمنع تطورها ،وفي مقدمة ذلك انعدام الثقة بين القارئ وبين الكتاب المحلي . فالقارئ العربي هنا يقبل على شراء واقتناء الكتب وامطبوعات القادمة من الخارج بغض النظر عن مستواها الفني والجمالي والفكري والوجداني ، ونادرا ما يجذب هذا القارئ او يلفت نظره كتابا محليا فيتدكس على رفوف المكتبات ومعارض الكتب.
وباعتقادي ان من بين الاسباب لعدم الاقبال على الكتاب المحلي يعود الى الاراء المسبقة حول الابداع والانتاج المحلي ،ناهيك عن غياب المؤسسات الثقافية الوطنية التي ترعى وتشجع الكتاب المحلي ،كذلك انعدام دور النشر التي تعنى بنشر وتوزيع الكتب المحلية ، اضافة الى الجو الباهت والانفلات والتسيب البعيد عن الادب والابداع الحقيقي وانحسار عادة القراءة . والانكى من ذلك سهولة النشر واصدار الكتب بشكل متتالي من قبل الهواة والمبتدئين ن واغراق السوق وحياتنا بالنتاج الادبي الهش واغث السطحي والهزيل الذي يحد من الوصول الى الارقى ،عدا افتقار حياتنا الثقافية الى نقاد متخصصين ومتمرسين مثابرين يتناولون النصوص2 الجيدة ،التي تستحق القراءة والاهتمام والمتابعة النقدية ، ويسلطون الاضواء العميقة على الاعمال الادبية وكشف نقاط ضعفها ومصادر قوتها ، بالاضافة الى كشف ااضوائها وظلالها وبالتالي ايقاظ ملكة الاحساس الجمالي لدى القراء . كما ان صحفنا واسبوعياتنا المحلية تساهم هي الاخرى في تعميق ازمة الثقة بين القراء والنص الادبي المحلي ،وذلك بنشرها الكثير من النص2وص2 والنماذج الرديئة ، الضعيفة والركيكة ،ان كانت شعرا او نثرا ،وهي نصوص ابعد ما تكون عن روح الادب وجوهر الابداع ،زد على ذلك غياب الاطر الادبية ،والتشرذم الواضح والبارز بين اوساط المثقفين والمبدعين في هذا الوطن وانقسامهم الى قبائل ومجموعات مفككة ومتصارعة لا تخدم الابداع المحلي ،الدافع لمسيرة مجتمعنا الحضارية وبناء الانسان الحضاري العصري , فسقى الله ايام زمان حين كانت حركتنا الادبية والثقافية ذات زخم واصالة وقوة ونقاء روحي ومصدر فخر واعتزاز وايمان مطلق بالقيم وافكار التقدم والتحرر والعدالة الاجتماعية ،وعندما كان الشعراء امثال :راشد حسين ومحمود درويش وسميح القاسم وتوفيق زياد وحنا ابو حنا وسالم جبران وعصام العباسي وشكيب جهشان وغيرهم يكبون قصيدة في صحيفة او مجلة ،او يصدرون كتابا حينئذ كان اهل القلم والادب والثقافة يتناقلون القصيدة ويحتفون بالديوان فيقبل الناس على شراء الديوان والبحث عن الصحيفة او المجلة التي نشرت تلك القصيدة،أما اليوم فقد اختلف الحال وانخفض عدد القراء وتغيرت الاهتمامات واصبح الاهتمام بالكتاب المحلي يقتصر على عدد محدود والابداع هنا في بلادنا .وفي النهاية يبقى السؤال:كيف يمكن تخليص ادبنا من حالة الشلل والجمود والانحطاط والرداءة ،واعادة الثقة بين الكتاب المحلي وما تبقى من قراء بين جمهورنا العربي؟؟!


الرابط

http://online.alarab.co.il/view.php?sel=00132731 (http://online.alarab.co.il/view.php?sel=00132731)

ابراهيم محمد الفيومي
May-10-2009, 02:17 PM
لماذا ”أمّة إقرأ” لا تقرأ وإن قرأت فبالأذنين - القراءة من ضرورات الحياة المعاصرة
http://www.jamaliya.com/new/images/up_left.jpgبروفيسور حسيب شحادة (http://www.jamaliya.com/new/show_works.php?writer=بروفيسور حسيب شحادة)09/05/2009لماذا ”أمّة إقرأ” لا تقرأ وإن قرأت فبالأذنين
القراءة من ضرورات الحياة المعاصرة
ا. د. حسيب شحادة *

لفت انتباهي ما قرأته مؤخّراً في صحيفة عربية تصدر في بلاد الاغتراب، بيروت تايمز في أمريكا، ع. 971، 7-14 أبريل 2005 ص. 20، حول نصيب القراءة لدى الإنسان العربي. الحق يُقال إنني أُصبتُ بصدمة شديدة رغم علمي المسبق بالصلة غير الحميمة القائمة ما بين الطرفين المذكورين. يقول الخبر: ”إن معدل ما يخصّصه المواطن العربي للقراءة سنوياً هو عشر دقائق وأن مجمل الكتب التي تصدر في مختلف أرجاء الوطن العربي لا تبلغ الخمسة آلاف كتاب في السنة الواحدة”. ويضيف الخبر ذاته أن عدد الكتب الصادرة في أورويا يصل إلى خمسين ألفاً وفي أمريكا وكندا العدد هو مائة وخمسون ألفا. ووفق إحصائية نشرت في بداية العام 2008 نرى أن معدل قراءة العربي ”كلمة” في الأسبوع. ويهبط معدّل مدّة القراءة السنوية إلى سبع أو ستّ دقائق وفق ما ورد في جريدة لبنانية، وأن 14٪ من اللبنانيين يطالعون الكتب وكل 300 ألف عربي يقرأون كتاباً واحداً. وللمقارنة نقول إنّ معدل زمن القراءة لدى الإنسان الغربي يصل إلى ست وثلاثين ساعة سنوياً، أي 360 مرّة أكثر من العربي.
وهناك إحصائيات تشير إلى أن المعدل العالمي السنوي للقراءة لدى الفرد الواحد يصل إلى أربعة كتب وفي أمريكا إلى أحد عشر كتاباً وفي انجلترا سبعة كتب أما في العالم العربي فرُبع صفحة للفرد. وهناك أربعون بالمائة من الأولاد الذين تتراوح أعمارهم ما بين السادسة والخامسة عشرة غير منخرطين في سلك التعليم. وهناك كتاب واحد لكل ثلاثمائة وخمسين ألف عربي في حين أن النسبة في أوروبا هي كتاب واحد لكل خمسة عشر ألفاً. أضف إلى ذلك أن الثقافة المعلوماتية لدى الأغلبية الساحقة من الطلبة العرب غير بعيدة عن الصفر.
كما وتثير التقارير السنوية عن التنمية البشرية الصادرة عن الأمم المتحدة الرعب والهمّ والإحباطَ في مجال القراءة وحركة النشر في العالم العربي. والنتيجة ذاتها تتجلّى في استطلاعات مستويات الجامعات في العالم حيث مكان الجامعات العربية محفوظ في المؤخرة، في ذيل القائمة الطويلة، بضع مئات. يوازي عدد الكتب المطبوعة مثلاً في إسبانيا سنوياً ما طبعه العربُ منذ عهد الخليفة المأمون الذي قُتل عام 813م وحتى يوم الناس هذا (حوالي اثني عشر قرنا ! !)، قرابة مائة ألف كتاب. أضف إلى ذلك أن ما تستهلكه دار نشر فرنسية واحدة من الورق هي ”باليمار” يفوق ما تستهلكه مطابعُ العرب مجتمعة من المحيط إلى الخليج. كما أن مُجمل الدخل القومي للعالم العربي برمّته لا يزيد عن دخل إسبانيا وحدها وهي من أفقر دول أوروبا. وثمة مقارنة أخرى مُحبطة تبين أن عدد الاختراعات الإسرائيلية سنوياً يصل إلى حوالي 500 في حين أن عدد الاختراعات في كافة الدول العربية الاثنتين والعشرين لا يتعدّى الخمسة وعشرين اختراعا".
ويُشار إلى أن اللغة العربية تأتي في المرتبة السادسة من حيث عددُ الناطقين بها وذلك بعد الصينية والإنجليزية والهندية والإسبانية والروسية. ومن اللافت للانتباه أن عدد الكتب التي تُرجمت إلى العربية خلال ثلاثة عقود، 1970-2000، وصل إلى 6881 كتاباً وهذا ما يعادل ما نُقل إلى اللغة الليتوانية التي يبلغ عدد الناطقين بها قرابة أربعة ملايين انسان فقط ! ويشار مثلا أن اليابان تترجم مليون صفحة سنوياً أما العرب فيترجمون خُمس ما يترجمه اليونانيون. وكان تقرير الأمم المتحدة قد كشف عن وضع تعيس ومزرٍ للترجمة إلى العربية، إذ لوحظ أن العرب لا يترجمون خُمس ما يترجمه اليونانيون. زد إلى ذلك أن الترجمة في كثير من الأحيان سيّئةً مبنىً ومعنىً لتجاريتها وقلة مهنيتها، ولا وجود مثلا لترجمات علمية وفلسفية لجاليلو وديكارت. ومن المعروف أن معظم الأدباء والكتّاب العرب ينشرون نتاجهم دون مراجعة أو تنقيح أحد لا من طرفهم ولا من جانب مدقق لغوي يعمل في دار النشر ولذلك فنسبة الأخطاء والهفوات الطباعية واللغوية المختلفة عالية. ويذكر أن متوسط عدد الكتب المترجمة في العالم العربي هو 4،4 لكل مليون نسمة وفي المجر مثلا يصل المتوسط إلى 519 كتاباً لكل مليون أما في إسبانيا فنجد 920 كتاباً لكل مليون.
هناك قرار حكومي أمريكي يقضي بتدريس العربية منذ المرحلة الابتدائية وكل ذلك على نفقة الحكومة لاعتبار هذه اللغة استراتيجية، لا سيما بعد أحداث الحادي عشر من أيلول العام 2001 والديدن في هذا القرار الجديد هو معرفة لغة العدو وثقافته ودينه وطريقة تفكيره وتعامله مع الآخر ليسهل اختراقُه وزعزعة أركانه داخلياً. والموقف ذاتُه ينسحب بالنسبة لتدريس العربية بشقيها الرئيسين، المكتوبة والمنطوقة، في إسرائيل منذ قيامها وحتى الآن، قلة من النخبة تدرسُها وتتقنها لأهداف أمنية وسياسية في حين أن الغالبية العظمى من اليهود الإسرائيليين لا يحجمون عن تعلم العربية فحسب بل ولا يكنّون لها أي احترام أو تقدير. وفي المقابل، نرى أن عرب البلاد قد غالوا في تعلّم العبرية والسيطرة عليها وكان ذلك في حالات كثيرة على حساب لغتهم القومية ومع هذا فهم ما زالوا مهمّشين في المجتمع الإسرائيلي اليهودي المنطوي على نفسه.
يصل معدل ما يقرأه اليهودي الإسرائيلي سنوياً إلى أربعين كتاباً والأوروبي إلى خمسة وثلاثين في حين أن العربي غالباً لا يعرف الكتاب إلا عند ”كتب الكتاب” كما أن جلّ المتعلمين العرب خريجي الجامعات والمعاهد العليا يُطلّقون الكتب إثر تخرّجهم وولوجهم الحياة الزوجية. وكي تتم قراءة كتاب واحد في العالم العربي لابد من تعاون ثمانين شخصاً. في أواخر الستينيات من القرن العشرين، قال زعيم إسرائيلي، عند اجتماعه مع أعوانه: ما دام العرب لا يقرأون فما من خطر حقيقي يهدد دولة إسرائيل. أضاف آخر وإذا قرأ العرب فلا يفهمون وإذا فهموا فلا يفعلون وعليه فسنبقى نحن المسيطرين المهيمنين على المنطقة رغم قلة عدددنا.
في أكتوبر 2004 عُقد معرض فرانكفورت وهو أكبر سوق للنشر ويضم 6638 من الناشرين، 180 ألف زائر من مائة دولة، 12 ألف صحفي من ثمانين دولة، ثلاثمائة فعالية ثقافية، عُرض ثمانون ألف عنوان جديد. كل هذا في خمسة أيام. في الماضي كان الحضور العربي رمزياً، أما الآن فعرضوا اثني عشر ألف عنوان وكانوا ضيوف الشرف. طباعة رديئة، عدد قليل من المؤلّفات بالإنجليزية، الكتاب الوحيد باللغة الإنجليزية كان في بعض الحالات عن رئيس تلك الدولة أو المملكة أو السلطنة العربية.
يُنفق الألمان قرابة 16 مليار يورو على شراء الكتب سنوياً إلا أن الأمة الجائعة لا يُطربها صوت العنادل ومن الواجب على الحكومات العربية أولا إيجاد الحلول الناجعة سريعاً- لمشاكل الجهل والفقر والمرض. لا بد من علم وحرية تتمتع بهما أغلبية المواطنين الساحقة للوصول إلى الديمقراطية. لا بدّ من التنويه بأن الدخل السنوي الفردي عام 2003 كان في اليمن حوالي 490 دولاراً وفي الجزائر 1720 وفي سوريا 1330 وفي لبنان3990 وفي الجزائر1720 وفي الأردن 7720 وفي الإمارات العربية المتحدة 20217 أما في اليابان فكان 33550 وفي أمريكا 3506.
القراءة هي المهارة الأساسية في عملية التربية المنهجية. وتشير الأبحاث اليوم إلى أن الطفل الذي لا يتعلم أسُس القراءة مبكّراً فليس من المحتمل أن يتعلمها كما ينبغي أبداً. وطفل لا يتعلم القراءة جيداً وبسنّ مبكّرة لن يفلح في مهارات أخرى وفي اكتساب العلم والمعرفة. قبل اختراع التلفزيون والفيديو والانترنت تبوأت القراءة النشاط المركزي في أوقات الفراغ. ومن الملاحظ أن نسبة الذكاء لدى المغرمين بالقراءة أعلى بكثير من تلك المتوفرة عند غير القارئين.
على الوالدين ملقاةٌ مهمةُ غرس بذرة محبة القراءة في أذهان أطفالهم وقراءة الكبير للصغير بصوت مسموع تُعزّز روابط العاطفة بين الطرفين وتساعد في التطور العقلي والعاطفي وتنشّط عضلات العينين وتنمي التركيز. وتوصل القراءة الإنسانَ عادة إلى التعرف على كلمات وعبارات جديدة على الدوام وقد تُصبح هذه العادة في وقت ما ”إدماناً” مرغوباً فيه. وقراءة القصص الجيدة للأطفال حُبلى بالفوائد، إنها أولاً مسلية، تشعرهم بالأهمية، تنمّي فيهم بذرة حب القراءة والتقدم، تنمّي مهارات الإصغاء والتركيز والقدرة على التعبير بثقة ويسر ودقة ووضوح. ولا بدّ من خلق عادة حميدة وهي الصبر وحسن الاستماع وقال من قال: "للإنسان أُذنان ولسان واحد".
هناك شريحة إنسانية عالمية تقدّر بما يتراوح ما بين 4-10٪ تعاني من عجز في القراءة (dyslexia) أي قراءة سيئة حرفياً، والقراءة عملية بصرية يجب أن يصحبها تأمل وخيال. ويشبّه هذا العجز بانتعال حذاء ضيّق جداً والسير به دون انقطاع لساعات والألم شديد جداً. هناك عوامل وظروف عديدة جعلت من عرب اليوم أمّةً لا تقرأ، منها على سبيل المثال لا الحصر: الأمية متفشية في أكثرَ من ثلث العرب، زهاء 100 مليون وذلك وفق التعريف التقليدي للأمية: جهل بالقراءة والكتابة والقيام بعمليات حسابية أساسية تحريرياً؛ الأوضاع الاقتصادية لا تشجّع بل وفي الغالب الأعمّ لا تسمح باقتناء الكتب؛ قلة المكتبات العامة لا سيما في القرى؛ الثقافة العربية في معظمها شفاهية تلقينية أكثر منها بصرية، إنها منصبة على ذهنية التكرار والاجترار ومن المعروف أن ثقافة الانفعال عارضة أما ثقافة العقل فراسخة ودائمة؛ المستوى الثقافي العامّ لا سيما لدى الأمهات لا يشجع على القراءة والمطالعة، منذ الصغر يتحوّل الكتاب إلى نوع مقيت من العقاب، ضعف الطلاب في العربية المكتوبة فهي ليست لغة أم أحد؛ وجود الراديو والتلفزيون والسينما والفيديو والإنترنت والهواتف الخليوية حلّت محل ”خير جليس في الزمان”. زد إلى ذلك أن العربي عادة إذا قرأ فإنه يقرأ إمّا الكتب الدينية أو كتب الجنس ؛ أو كتب الطبيخ والنفيخ. الأمّ العربية الأمية وحتى المتعلمة القادرة على فكّ الحرف تُرضع أطفالها في الغالب الأعمّ روح الغرور والاستعلاء والتفوق على الغير، روح الديكية والتطوّس وهي قوية من الخارج وهشّة من الداخل. بعبارة مختصرة، جُبلت الشخصية العربية عموما على العناد والوهم والمواربة والغلو ونزر يسير من المنطق.
تأمّل هذا البيت:
إذا بلـغ الفطـامُ لنا صبيـّاً تخرّ له الجبـابر سـاجديـنا
أقراص وجرعات ضد مثل هذا المرض العضال، الغرور والتفكير غير المنطقي قد يجدها من يرغب في الشفاء في القراءة الجادة والتدرب على التحليل والاستقراء بتروٍّ وحكمة.
وفي جوٍّ كهذا من السبات الفكري حُرِّم التفكير والإبداع وابتعدت الناس عن لغة العقل والتعقل والعقلانية واتجهت نحو لغة تغييب العقل ولغة الغيب والتحايل والشعوذة والخزعبلات. كل ذلك جرى لصالح الطاعة لرجل الدين والملك مدة عشرة قرون نكراء عجفاء. وفي محيطٍ آسنٍ كهذا ترعرعت تربية الترويض والتدجين والفهلوية والغيبية وتبرير عدم القيام بالواجب التي لم تقبل الرازي والحركة القرمطية وإخوان الصفا والحلاج وابن عربي والسهروردي.
القراءة عادة حميدة لا بد من تشذيبها وتوجيهها وإثرائها في البيت أولاً ثم في المراحل الدراسية اللاحقة لتغدو أصيلة ونابعة من الذات أو كما قال ابن خلدون ”مَلَكة راسخة” بالنسبة لتعلم اللغة. اليوم التعليم الحقيقي بجوهره ذاتي وبدون القراءة صامتةً كانت أو جهرية واستخدام المعجم وكتب القواعد لا يتمّ ذلك. إنها غذاء الروح والعقل والوجدان ووقود الإبداع كما أن الطعام والماء والهواء غذاء البدن. يبدأ الطفل بالتعلم واكتساب التجارب واكتشاف ما حوله بحاسّتي الذوق واللمس وعلى الأسرة غرس محبة الإطلاع على الكلمة المكتوبة النافعة والمسؤولة وحب الاستطلاع وطرح التساؤلات إذ أن السؤال العميق مفتاح خزائن المعرفة وهي بحر لا قعر له. إن الفراغ أبو الرذائل والعمل الإيجابي ذو قيمة ومتعة والذكاء خاضع للوراثة البيولوجية بشكل قابل للقياس والبيئة الأسرية وفي القراءة مثلاً ابتعاد عن سفاسف الأمور وعادة القيل والقال البغيضة المستشرية في المجتمع العربي. أمّة إقرأ لا تقرأ ولا تحب أن تقرأ ومع هذا تُكثر من الثرثرة واللغط والنميمة والمحادثات الجدباء والبيت العربي بدون كتاب أو بكتاب للزينة، وهو بمعية أمية أميين ومتعلمين في الغالب الأعمّ.
ومن المعروف أن بداية الكتابة كانت في سوريا وبلاد ما بين النهرين لدى السومريين والكتابة أهم اختراع بشري دون منازع إلا أنها تبقى بلا قيمة إذا لم تُقرأ. ويشار إلى أن القراءة بصوت مسموع كانت القاعدة المعتمدة لدى العرب في حين أن الأجانب ومنذ الإسكندر الأكبر، على ما يبدو، يفضّلون القراءة الصامتة. ولا شك في أن أفضل طريقة لتحسين التفكير وترقيته هي القراءة.
من الصعب الفصل بين الإبداع والقراءة والتثقيف الذاتي وسعة الأفق، والمراهق المبدع يقرأ سنوياً خمسين كتاباً تقريباً. وتبين سِير عظماء العالم أنهم كانوا منذ الصغر قرّاءً نهمين. لا أملَ في تطوير مهارات الخطابة والكتابة والبحث والحوار بدون الغوص في القراءة والمطالعة لأمهات الكتب والمراجع في شتّى المجالات المعرفية. على القراءة أن تكون وسيلة للمعرفة الحقيقية وليست كما هي عند معظم العرب وسيلة للراحة الذهنية والنوم بعد الظهر، القيلولة.
ذات يوم في التاريخ كان العرب يقرأون للتعلم والتقدم فاخترعوا الكثير مثل النظام العددي، الصفر، والنظام العشري ونظرية النشوء قبل داروين بقرن والدورة في الرئتين ثلاثة قرون قبل هارڤي. كما واكتشف العرب الجاذبية والعلاقة بين الوزن والسرعة والمسافة وذلك عدة قرون قبل نيوتن وقاسوا سرعة الضوء وعلو البحار، اخترعوا الإسطرلاب، ووضعوا أسس الكيمياء و.. و.. و.. و. ومنذ الجاهلية في ”حلف الفضول” كان العرب أيضاً سبّاقين إلى توثيق الحقوق والحريات العامّة واليوم أصبحوا منذ مدة طويلة نموذجاً للاستبداد والكساد والفساد.
ويُحكى أن أبا عليّ إسماعيل القالي، 901-967، صاحب الأمالي، قسا عليه الدهر فأرغمه على بيع بعض كتبه وهي أعزّ ما عنده، فباع نسخة من معجم ”الجمهرة” لابن دريد واشتراها الشريف المرتضى فوجد عليها بخط أبي علي:
أنِستُ بها عشريـن حـوْلا وبعتُها فقد طـال وَجدي بعدَهـا وحنيني
وما كـان ظنّـي أنني سأبيـعهـا ولو خلّدتني في السجـون دُيـوني
ولـكنْ لضعفٍ وافتقــارٍ وصبيـةٍ صغـارٍ عليهم تستهـلّ جفـوني
فقلت، ولـم أملك سـوابـقَ عبـرةٍ، مقــالة مكـْويِّ الفـؤاد حزين:
وقد تخـرج الحاجــات يا أم مـالكٍ ودائــعَ من ربٍّ بهـنّ ضنيـن

ويُحكى أن الفيلسوف ابن رشد، 1126- 1198 لم ينقطع عن القراءة والنظر منذ عَقَل إلا مرّتين في حياته، ليلة وفاة والده وليلة بنائه إلى أهله.
كل هذا بالرغم من أن الإسلام يحضّ على القراءة، إذ أن أول كلمة نزلت منه في القرآن الكريم كانت ”إقرأ”، وفي أمّة ”إقرأ” نجد أن الأميّة متفشيةٌ حتى النخاع. وآيات الحضّ على العلم والمعرفة تربو عن السبعمائة، منها: قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق (العنكبوت، 20، وفي الأحاديث النبوي دحضٌ وحثٌّ على طلب العلم والمعرفة مثل: ”ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهّل الله له به طريقاً إلى الجنة”، ”من يحجب العلم أثم شرعاً”، ”الحكمة ضالّة المؤمن أنّى وجدها فهو أحقّ الناس بها”، ”ساعةُ علمٍ خيرٌ من سبعين ساعة عبادة”؛ مداد العلماء يوزَن يومَ القيامة بدماء الشهداء”؛ إقرأ! وارق”!
كان العرب في العصر العباسي وفي الأندلس يقرأون للتعلم والتقدم والمساهمة في الحضارة الآدمية كما نوّهنا سابقاً واليوم وبكل بساطة وأسف يتعلمون القراءة ومن يقدر عليها لا يزاولها إلا قليلاً فمن أين يأتي التغيير والتطوير للأحسن والأفضل. والقراءة اليوم لا تعني فكّ الحرف فحسب بل وفهم مغاليق الحاسوب والتقنية الحديثة متسارعة التطور والتقدم وغربلة الغثّ من السمين الثمين. وهناك استراتيجيات متنوعة يجب توفرُها قبل الشروع بالقراءة وذلك وفق طبيعة المادة المقروءة فقراءة الشعر غير قراءة القصة والرواية مثلاً. وفي الرياضيات يلعب القول المأثور ”ما قلّ ودلّ” دوراً محورياً. من الممكن قراءة ما بين 20-60 صفحة في رواية خلال نصف ساعة أما في الرياضيات فالحدّ الأقصى ثلاثة سطور. ويقول أهل الرياضيات من أجل فهم شيء ما عليك أولا أن تقرأه ثم كتابته بلغتك أنت ثم تعليمه لغيرك. وأحسن وسيلة لفهم المقروء تبني الفكرة المطروحة.
من البدهي أن العقل يتمظهر باللغة التي تعكس قيمة العقل فهناك علاقة حتمية بين العقل واللغة، والمخّ بدون المطالعة سيتكلّس لا محالة. اللغة والمنطق متحدان، عبر القراءة يحيا المثقف عدة حيوات وتجارب الآخرين وعزوف السواد الأعظم من العرب عن القراءة ظاهرة يجب أن تؤرق كل مهتم بالثقافة والفكر والمعرفة. الواجب لتغيير الوضع ملقىً على وزارات التربية والتعليم والمثقفين الحقيقيين ! دور المعلم المربي منذ روضة الأطفال وحتى الجامعات والمعاهد العليا مركزي ناجع وسريع في تحبيب القراءة والاستقراء في قلوب فلذات أكبادنا وعقولهم لتنمو وتزدهر ! لا بد من عمل دؤوب مدروس وبصمت راهب متصومع لبلورة شخصية حقيقية صادقة أولا وقبل كل شيء مع نفسها، لا ازدواجية أو ثلاثية أو رباعية الأبعاد كما يعرف كل واحد منا. ترى الكثيرين مثلاً ممن يتمظهرون بثوب الدين والتدين والصلاة والصيام و.. و.. إلا أنهم في حقيقة الأمر أبعد الناس عن الدين السمح، أيِّ دينٍ سماوياً كان أم أرضيا. وقد يكون مركز الضاد للتدريب بإشراف الدكتور عبدالله الدنان، رائد تعليم المحادثة بالفصحى منذ نعومة الأظفار على حقّ وجدير بالاعتماد، كما سأحاول تبيين ذلك في مقالة قادمة. ومن نافلة القول، ليس كل متعلم مثقفاً وليس كل مثقف يكون حاصلاً على شهادات عليا. فهناك على سبيل المثال عباس محمود العقاد وحنا مينه وهما خريجا المرحلة الابتدائية فقط.
وقد أصاب نزار قبّاني آن تطرّق لدور الأغنية في شيوع شهرته بقوله: ”لا ريبَ أن الأغنية لعبت دوراً كبيراً في إطلاقي إلى الآفاق، والسبب هو أن الشعب العربي يقرأ بأذنيه...” ولا مندوحة من تطوير علم الببْـليوثِرابّيا، العلاج بالقراءة، وهو علم حديث العهد في العربية ومن الطليعيين فيه يمكن التنويه بمحمد أمين البنهاوي وأحمد بدر وعبدالله حسين متولي وشعبان عبد العزيز خليفة. تراث العرب في معظمه قائم على الشفاهة، العلم في الصدور لا في السطور. طالع مثلاً تاريخ الطبري ذا المجلدات العشرة ترَ أن كلّه منقول من الذاكرة وقلّما ترى الطلاب يقرأون سوى المقررات المدرسية وذلك أيضا على مضض!
احتفلت السويد في العام 2008 بوفاة آخر أمّي فيها و”يحتفل” العرب اليوم بالأمّي رقم مائة مليون ! إذا بقي وضع العرب في جلّ المجالات تعيساً ومأزوماً بهذا الشكل وإيقاع التطور في العالم بهذه السرعة المذهلة فليس من المستبعد أن يصنفهم الغرب بعد قرنين أو أكثر من الزمان ضمن أقرب السلالات البشرية إلى الإنسان القديم! ولا سبيل لنهضة حقيقية بدون نهضة لغوية فاللغة فكر ووجدان والأزمة أزمة إنسان لا أزمة لسان والخطوة الأولى تبدأ والمولود جنين في بطن أمه ولا وجود لحلول سحرية سريعة !

* جامعة هلسنكي



الرابط

http://www.jamaliya.com/new/show.php?sub=5148 (http://www.jamaliya.com/new/show.php?sub=5148)

ابراهيم محمد الفيومي
May-11-2009, 09:39 AM
http://www.raya.com/site/images/alrayaPrinterIcon.jpg (http://www.raya.com/site/topics/printArticle.asp?cu_no=2&item_no=441963&version=1&template_id=20&parent_id=19)3 آلاف كتاب فقط حصيلة إصدارات الدول الإسلامية سنوياًhttp://www.raya.com/site/images/spacer.gifخلال محاضرة بجامع حمد بن خالد.. د. البكر:

كتب - أحمد فال:
كشف الدكتور خالد البكر خلال محاضرة ألقاها بجامع حمد بن خالد ضمن محاضرات الموسم الثقافي الثاني والثلاثين عن أن الأمة الإسلامية بما فيها الدول العربية تطبع سنويا ما مجموعه ثلاثة آلاف كتاب فقط ، وهو ما يعكس مدى التدهور المعرفي وعدم الاهتمام بالعلم الذي وصلت إليه الأمة ، مؤكدا أن ثلث سكان العالم العربي أميون لا يكتبون ولا يقرؤون جاء ذلك خلال محاضرة ألقاها الدكتور البكر تحت عنوان القراءة وأزمة الوعي ، ابتدأها بالحديث عن مكانة العلم في الإسلام ، وكيف أن أول مانزل من القرآن كان قول الله تعالى : " اقرأ باسم ربك الذي خلق.. الآية ".
ففي الصحيحين وغيرهما - وهذا لفظ البخاري - من حديث عائشة رضي الله عنها، قالت "أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء، وكان يخلو بغار حراء، فيتحنث فيه - وهو التعبد الليالي ذوات العدد - قبل أن ينزع إلى أهله ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها، حتى جاءه الحق وهو في غار حراء، فجاءه الملك فقال: اقرأ. قال: ما أنا بقارئ. قال: فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني، فقال: اقرأ. قلت: ما أنا بقارئ، فأخذني، فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني، فقال: اقرأ. فقلت: ما أنا بقارئ، فأخذني، فغطني الثالثة، ثم أرسلني، فقال: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ...). فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلّم يرجف فؤاده..."
وقال إن الدراسات أثبتت أن الطفل العربي لا يقرأ إلا ما يعادل 6 ورقات في السنة والشباب من نصف صفحة إلى نصف كتاب في حين أن شباب الدولة الغربية يقرأ أكثر من 30 كتابا ، بل أن أمة الإسلام التي كان أول ما نزل عليها دعوة إلى القراءة تجد ثلث سكان العالم العربي فيها أميين وعلى الجانب الأخر تجد الغرب يهتم بالقراءة ويقيم مشروعات القراءة في أوروبا لتعود أطفالها على القراءة.
ومن عناية الغرب بالكتب والإصدارات قال نضرب مثلا بإصدار سلسلة هاري بوتر والتي طبع منها 350 مليون نسخة والعجيب فيها أن النسخة الجديدة في وقت إصدارها يوقظ الآباء أبناءهم ليقفوا أمام المكتبات ليظفروا بها ، فهل هذا موجود في بلادنا العربية.
ولننظر إلى العملاق الكبير الصين فهي تعمل على طباعة وترجمة كل كتاب يصدر في أمريكا في خلال ثلاثة أيام من صدوره ، في حين أن اكبر الدور العربية لا يترجم فيها إلا 400 كتاب في السنة ، والكيان الصهيوني أكثر من 30 ألف كتاب سنويا ، بل ويغلب على ترجمات العرب الجانب القصصي.
الاتحاد السوفييتي بعد أن أطلق قمره الصناعي الأول قامت الدنيا ولم تقعد في أمريكا كيف سبقونا فأطلقوا صيحتهم أمة في خطر وأعادوها لما علموا أن خريج الجامعة في اليابان وكوريا الجنوبية أفضل من خريج الجامعة في أمريكا أي أن الريادة ستكون لهم بعد ذلك فاجتمعوا لتحسين والتجويد والمساعدة.
أما قراء العرب فمنهم من يقرأ للعلم الشرعي أو الثقافي أو الحوار أو يقرأ ليشعر بنفسه وآخر لا يبحث إلا عن كل مخالفة ، أما عن من نبحث وعن أي قارئ نريد نحن نبحث عن القارئ المبدع وهو الذي إذا مارس القراءة مارسها من باب الإبداع والتطوير وتجديد الأفكار فيتجدد مع الكتاب ويقرأ ما بين السطور من الباب الإيجابي الجيد فبذلك يتخرج كاتب جديد مبدع.
وفي سياق متصل يلتقي رواد جامع حمد بن خالد بعين خالد مع فضيلة الشيخ محمد الدويش ومحاضرة بعنوان المراهقة.. أزمة أو فرصة وذلك ضمن الموسم الثقافي ال32 الذي سيختتم الأسبوع القادم بمحاضرة لفضيلة الشيخ حسن الحسيني.

الرابط
http://www.raya.com/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=441963&version=1&template_id=20&parent_id=19 (http://www.raya.com/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=441963&version=1&template_id=20&parent_id=19)

ملوكة
May-13-2009, 12:32 PM
شكرا علي هذه المعلومات

ابراهيم محمد الفيومي
May-19-2009, 10:30 AM
مكتباتنا تعجّ بالكتب القديمة المكرورة... لماذا لم تعد القراءة تشكل احتياجاً حقيقياً للإنسان؟ 2009-05-19 |
التعطش للقراءة مصطلح فقد من مجتمعنا إلا عند القليل. ولأن القراءة قبل أن تكون سلوكاً، هي فعل ثقافي يومي يمارسه الإنسان لرفع مستوى أفكاره إضافة إلى أنه يفتح مدارك العقل بجمل وعبارات خصبة ويجعل صاحبه قادرا على الأقل على تثقيف الجيل المحيط به، حتى لا يستمر تصنيفنا ضمن دول العالم الثالث.
http://alwatan.sy/newsimg/2009-05-19/57256/ma_191255735.jpg
آخر الدراسات تشير إلى أن الناشرين العرب ينشرون سنوياً كتاباً واحداً لكل ربع مليون شخص في العالم العربي، مقابل كتاب لكل خمسة آلاف شخص في الغرب، أي مقابل كل كتابين يصدران في العالم العربي هناك مئة كتاب يصدر في الغرب.
وإن إسرائيل وحدها تنتج سنوياً بين 25 إلى 30 ألف كتاب، وهو ما يعادل إنتاج الدول العربية مجتمعة.
أما الطفل العربي فيُكتب له أسبوعياً كلمة واحدة وصورة واحدة.
ما السبب؟... لم هذه الانعطافة الكبيرة؟
وما المسار الذي سنسلكه لنغير معادلة (باتت القراءة مملة)؟

العزوف عن القراءة والنفور من المكتبات سواء العامة أم الخاصة واضح لدى الجميع وخصوصاً عند شريحة الشباب، هذا ما أكدته الباحثة الاجتماعية هدى الخطيب التي قالت: إن قنوات المعرفة باتت محصورة فيما يتلقاه الشخص بتأثير مؤثرات خارجية لا إرادية، وأصبح العقل مهيأ لاستقبال ما سيوجه إليه من معلومات دون النظر إلى ماهيتها، أو مصدرها، أو فائدتها، أو أثرها وهناك أسباب كثيرة لعل أهمها الظروف المعيشية الصعبة التي دفعت بقسم كبير من الشباب للاتجاه بأفكارهم نحو السعي إلى تأسيس مستقبلهم المهني وحياتهم وخاصة في ظل الظروف الاجتماعية الراهنة في وطننا العربي.
السيدة هدى تشير أيضاً إلى أن الموضوع تربوي، فأنت عندما تؤسس طفلك منذ البداية على حب القراءة، ويعتاد على سماع قصة يومية منك أنت تقرؤها له سوف يؤدلج بشكل طبيعي لتغدو القراءة جزءاً من حياته.
الأستاذ محمود شاهين مدرس لغة عربية يقول: إن السرد القصصي والقراءة أسلوبان فاعلان لتنمية الخيال عند الأطفال وتمكينهم من التعرف إلى بيئتهم وتعزز تأثير الوالدين على الأبناء ذلك التأثير الذي سيؤدي في النهاية إلى تنمية حس عميق ومستمر وحب التعليم والقراءة.

القراءة وأسعار الكتب
عندما يطرح موضوع القراءة تطرح قضية ارتفاع أسعار الكتب، ولكن في الحقيقة تجد أن ثمن الكتاب لا يتجاوز ثمن تذكرة السينما في معظم دور العرض التي تحقق الملايين هذا ما رد به الكاتب محمد سحيم الذي أرجع المشكلة إلى غياب الإحساس بأن القراءة تشبع احيتاجاً حقيقياً للإنسان بينما البعض يؤكد أن هجران القراءة يعود فعلاً إلى ارتفاع أسعار الكتب التي يفضل احتواؤها.
آراء حول تراجع القراءة

الآنسة مها سلطان تعمل في وسط الإعلام تؤكد أن هناك عاملين أساسيين للقراءة الأسرة والمدرسة، والقراءة عملية مكتسبة وليست وراثة، فحين ترى أن أسرتك تهتم بالقراءة فمن الطبيعي أن تعكف لممارسة ذاته السلوك ذاته إضافة إلى دور الأهل بفتح حلقة نقاش مستمرة مع الطفل وهذا عامل كبير يدفع الفرد للعيش مع القراءة قصة حب طويلة الأمد.
مها سلطان تؤكد أن مجتمعنا حالياً يفتقد إلى المدارس التي تهتم بتشجيع القراءة.
فالمعلم لم يعد كما في القدم فغدا همه أن يقدم درسه ويغادر قاعة الصف بينما في الماضي كان المعلم تربوياً وتعليمياً في آن معاً، إضافة إلى افتقادنا للمكتبات العامة التي توفر القراءة المجانية.
ففي أميركا مثلاً تجد مكتبة الكونغرس التي تشرع أبوابها لكل الناس، وفي كل ولاية هناك ما يسمى (مكتبة عامة) وهي توفر أهم وأروع الكتب، أما نحن في دمشق فليس لدينا إلا المكتبة الظاهرية التي أكل الدهر وشرب على كتبها، إضافة إلى موقعها في دمشق القديمة فهو يحتاج إلى دليل سياحي للوصول إليها.
أما مكتبة الأسد فرغم أننا نعتبرها إنجازاً وطينا إلا أن نظام الإعارة فيها كارثة حقيقية، فأنت تطلب الكتاب اليوم، يصلك بعد (ثلاثة أيام) هذا إن لم يكن معاراً أضف إلى أن الصحف لا تصل يومياً بل تكون من الأسبوع الماضي، ما جعل المكتبة تقتصر على طلاب الجامعات فقط الذين يستخدمونها (مكرهين) لأن لا خيار لهم لإنجاز حلقات البحث أو مشروعات التخرج، ومن ثم بات للطالب دوام إضافي غير جامعته حيث يقيم في المكتبة كي ينجز بحثه وعندما يتخرج في الجامعة ينسف من مخيلته وذاكرته سنوات طويلة من الانتظار على نوافذ المكتبة.
أما إذا تحدثنا عن الوسيلة الأقل تكلفة والأكثر توافراً سواء للطالب أم للقارئ العادي فإنه يتجه إلى ما يسمى ثقافة الأرصفة، وحتى ثقافة الأرصفة باتت تعاني من أزمات أبرزها هبوط مستوى الكتب أو المجلدات لتقتصر على موضة الأبراج- الطبخ- أو كيف تكسبين زوجك في عشرة أيام أو كيف تصيغ رسالة غرامية، حتى هذه الثقافة التي يسخر منها فئة المثقفين زادت أسعارها أسوة بغيرها، وإن وجدت بين أكوام الكتب ما يفيد يكن الورق مصفراً وبالياً (مهرهر). عبير المصري طالبة جامعية ترى أن مكتباتنا لا ترفد بروح كتابية جديدة فكل كتبها قديمة جداً وتخصصية جداً إضافة إلى مناهجنا التعليمية التي غدت تقليدية وكلاسيكية إلى أبعد حد فهي لا تعطي طلابنا أفقاً أو حتى تدفعهم للتساؤل، وهذا سبب كبير لتراجع القراءة.
الدكتور عرفان ماضي باحث في شؤون الأدب العربي والإسلامي عبّر عن خيبة أمل كبيرة من عزوف مجتمعنا عن القراءة وأوضح أن العزوف عن القراءة بات ظاهرة تستحق الاهتمام والتركيز من جهتين: من جهة أن القراءة والبحث هما طريق الأمم إلى النهضة والتقدم، وأن ضمورهما يؤدي إلى التخلف، ومعلوم أن «الأمة التي لا تقرأ تموت قبل أوانها» ومن جهة ثانية القراءة مأمور بها شرعاً، فالله عز وجل في أول خطاب وجهه إلى الإنسانية كان هو الأمر بالقراءة، وذلك في قوله تعالى: «اقرأ باسم ربك الذي خلق» وهذا واجب ومسؤولية كبيرة تقع على عاتق المجتمع والمدرسة والأسرة.
للقراءة أهمية لا تحصر فقيام الحضارات ونشوؤها قام على الاطلاع والبحث، هذا كان رأي العديد من الطلاب الجامعيين ولكنهم اختصروا الأزمة بكلمتين (الإنترنت يوفر علينا جهداً ووقتا طويلاً) فأنت في كبسة زر تصل إلى أقاصي الأرض وتحصل على المعلومة التي تبحث عنها دون عناء وجهد ودون أن تكون مضطرا لقلب عشرين كتاباً أو أن تضيع بين صفحاته، إضافة إلى أن هناك بعض مواقع الإنترنت التي توفر لك الاطلاع على أحدث وأهم الكتب الصادرة أو حتى منذ عقود.

خاتمة
إذا الوضع ينذر بالتدني والانحطاط، أو هو كذلك ومن ثم يرسم صورة قاتمة لكل مؤسسات المجتمع بدءاً بالأسرة ثم المدرسة والإعلام.
على حين يرى آخرون واقعاً مختلفاً أنه يتطور ويتحسن نسبياً ولكنه بحاجة إلى مزيد من الجهد.
وفي وقت بات فيه الإنسان أحوج ما يكون إلى المعرفة نظراً إلى التداخل الحضاري بين شعوب العالم في ظل العولمة التي نعيشها، نرى أن الحاصل هو عكس ذلك.
فهل الخطأ يكمن في العزوف عن القراءة كمصدر رئيس من مصادر تلقي المعلومة أم إن الخطأ هو في حصر فكرة الثقافة في قناة واحدة هي القراءة فقط وإغفال مسألة أن تطور الحياة يعني بالضرورة تطور وسائل التلقي ليشمل ما هو أبعد من القراءة؟
السؤال الذي نطرحه يدور حول ضمور الوعي الثقافي، وتدني مستوى الاتجاه إلى القراءة والانجذاب إلى الكتاب.
ونترك باب السؤال مفتوحاً:
من المسؤول عن هذا الإحجام الذي تشهده الساحة الثقافية؟
هل الوضع الاقتصادي أم سطوة الانشغال بالحياة المادية عن الحياة العقلية؟


الرابط
http://alwatan.sy/dindex.php?idn=57256

ابراهيم محمد الفيومي
May-25-2009, 11:23 AM
وائل نعمة
القارئ العراقي أكثر القراء في المنطقة العربية مهتما ومتعطشا للقراءة الا ان سياسة النظام السابق عملت على حجر المنجز الثقافي والابداعي ووضعت القارئ في الاقامة الجبرية بين كتب لايمكن ان تمر من تحت يد السلطة دون ان تنقحها او تمنعها لانها تخالف التوجهات الفكرية والايدلوجية للنظام، ومنها من كان يكتب بيد ازلام السلطة نفسها وهي تجير لمصلحة النظام وتوجهاته ما دفع القارئ والمثقف العراقي الى هجر القراءة بعد ان اصبحت لونا واحدا وتحمل منطقا واحدا وبذلك عزل النظام المثقف عن زاده وعزله عن ارتباطه بالعالم العربي والعالمي، بينما نجد الآن بعد عام 2003 أنواعاً مختلفة من الكتب والمجلدات والدوريات، وقد فتحت عهدا جديدا من القراءة ووضعت القارئ في وسطها حتى ينتقي مايراه قريبا لاختصاصه ولميوله وبالتأكيد ان الاحداث التي مر بها العراق خلال السنوات الست الماضية قد تركت اثرها على اتجاهات وميول القارئ.
علاء الدين إسماعيل صاحب مكتبة الرباط الواقعة في شارع المتنبي والذي يزخر بآلاف الكتب يقول: بعد سقوط النظام السابق أصبح هناك توجه كبير للكتب وللقراءة بشكل ملفت للنظر وحتى في الدول العربية المجاورة قامت دور النشر وخاصة في مصر بفتح معارض للكتاب وعقدت صفقات مع المكتبات العراقية حتى تدفع بالكتب الى داخل العراق.
ومن جهة أخرى رفع الحظر الذي كان مفروضا على دخول بعض الكتب الينا ودخلت الى العراق كتب كنا نسمع بها ولا نراها، ويضيف علاء الدين بأن الاتجاهات والميول كانت مولودة منذ زمن ولكن قد اجلت احلامها بسبب عراقيل كانت مفروضه من النظام السابق ولكنها سرعان ما اخذت موقعها من جديد واقدم القارئ على إشباع ميلوه الفكرية وتوجهاته دونما خوف، واستدرك كلامه بالقول: رغم اعمال العنف وشلالات الدم التي كانت تسأل من قبل العصابات الاجرامية والتي قد اربكت القارئ وجعلته متحيرا ومنشغلا مع هذه الاحداث الاانه استطاع ان يتعدى هذه المرحلة وهناك شواهد شاخصة امامنا فشارع المتنبي بعد ان هدم وكاد ان يختفي هذا المعلم الثقافي المهم رجعنا نحن وانتم نلتقي من جديد ونتجاذب اطراف الحديث حول ماذا يقرأ العراقي الآن.
أشار علاء الدين بالقول: من سنة 2006 لاحظت اقبالا كبيرا من القارئ العراقي على كتب اللغة العربية في كل مجالاتها الشعر والنثر والنحو وحتى المعاجم العربية وليس فقط القارئ يتجه الى الكتب القديمة وانما ايضا يتجه الى الحداثة فتجده يقرأ لكتاب حداثويين في اختصاصات اللغة العربية وتشكل الكتب التي تختص باللغة العربية 40 بالمئة من مبيعاتنا.
ويضيف ان هذا الاتجاه مستمرا الى هذه اللحظة ولكن مايلحظ من تغيير في اتجاهات القارئ هو ماكان مطلوباً في 2006 من الكتب الدينية من فقه وفتاوى وقصص انبياء وسير خلفاء وقد خفت وتيرتها منذ اكثر من سنة بعد ان خصصنا في مكتبتنا وحدها 20 مكانا للكتب الدينية، وعن باقي أنواع الكتب قال صاحب المكتبة هناك اهتمام واضح بدأ منذ فترة ومازال مستمرا هو الاهتمام بالكتب التاريخية مثل كتب التاريخ الإسلامي إضافة الاهتمام بالتاريخ الاوربي والتاريخ الأمريكي وليس اهتمام القارئ منصباً فقط على التاريخ الإسلامي، وأيضاً تحظى كتب الفلسفة وعلم النفس اقبالا وخصوصا من الشباب,فيما النساء فأكثر من يرتاد مكتبتنا من النساء هن باحثات ويبحثن عن كتب اختصاص للدراسات العليا,اما الاخريات فيبحثن عن الروايات والاكثر الروايات العاطفية.
انقلاب القارئ
صاحب مكتبة الضياء للباحث نوري عبد الرزاق يصف حالة التغيرات بتوجهات القارئ العراقي من قراءات سلفية في عام 2006 من امثال الكتب التي تضم فتاوى محرضة وبعض الكتب غير المنصفة وغير المعتدلة والتي قد أثرت الشارع العراقي بالعنف وقد اثرت على عقول الشباب وابعدتهم عن الوسطية والاعتدال ما اثار ردة فعل من الدين نفسه لدى الاوساط الشبابية والاوساط المثقفة بسبب هذه الكتابات وحديتها وعدم تقبلها لمشاريع مختلفة عنها,حيث حدث الانقلاب وذلك بتوجه القارئ الآن الى كتب في الحداثة والعولمة والفكر السياسي والاقتصاد والابتعاد عن الكتب الدينية غير الوسطية،ويصنف التوجهات حيث يقول أن في البدء كان هناك اهتمام وبيع لعموم كتابات ابن تيمية في سنة 2006 و2007 وقبلها كان رواج الكتب التي تتحدث عن حياة صدام وأسراره ودمويته ومعظمها كتابات تخلو من المصداقية لانها غير مدعومة بوثائق ومن بعدها اتجه القارئ الى كتابات تتحدث عن اسرار سقوط بغداد وتراجع الجيش العراقي, ولكن الانقلاب حدث في 2008 حدث بدأ القارئ يبتعد عن كتب فتاوى الموت والتي تصدر من مؤسسات متطرفة دينيا و يبحث في كتب سياسية تتحدث عن الليبرالية والحرية وحقوق الانسان والكتابات التي تتحدث عن اليات المجتمع المدني وكيفية بنائه والكتابات التي تتعلق بالانتخابات، ويضيف: هناك اهتمام بالكتب التي تبحث في الشخصية العراقية وهذا يتضح من الاهتمام بكتابات علي الوردي والتي تتحدث كتاباته عن الشخصية والمجتمع العراقي، هذا إضافة الى اهتمامات القراء بقراءة الكتب التي تتحدث عن التاريخ الاوربي رغبة من القارئ بالتعرف على تجارب تلك الامم ومامرت به من صراعات وحروب وكيف استطاعت ان تتجاوز محنها وتصل الى ماوصلت اليه من رقي وتقدم، واشار الباحث نوري الى ان المراهقين في الآونة الأخيرة بدأ ينصب اهتمامهم في كتب تتحدث عن رموز وطنية امثال جيفارا ويحاولون التشبه به وكأنها ازمة انتماء او ازمة قدوة فالمراهق يبحث عن شخصية تمثل المقاومة الشريفة النظيفة ويحاول ان يتأثر بها ويجعلها قدوة له وبعضهم الاخر يبحث في شخصيات مثل ستالين ولينين ونابليون ومحاولة اكتشاف شخصيات هؤلاء القادة التي غيرت أسماؤهم مجرى التاريخ،ولكن هذا لايمنع ان بعض المراهقين مازالوا يبحثون عن الكتب الجنسية الرخيصة وكتب تقدم المتعة المبتذله واشار الباحث الى ان هذا سببه قلة الاهتمام في المدارس بالارشاد على قراءة الكتب واختيار نوعية الكتاب. وفيما يتعلق بالفئات العمرية الكبيرة فهي تبحث عن التراث البغدادي والعراقي مثل كتابات علي الوردي ومذكرات بعض السياسيين الشيوعيين وكتب تتحدث عن حياةعبد الكريم قاسم ونوري السعيد وزمن الملكية، والنساء لا يبحثن عن الكتب لغرض الدراسات والبحوث فهن يبحثن عن كتب الطبخ والعناية بالبشرة والشعر وتربية الاطفال وبعض المجلات التي تتحدث عن الموضه والفنانين وكتب الابراج التي اصبحت شائعة الآن ويعزو سبب هذا الى ان المشاكل التي تعيشها المرأة العراقية خصوصا في الوقت الحاضر جعلتها تحاول الهرب منها بقراءة الابراج وماقد يخفي لها المستقبل في امل ان يكون القادم أفضل.
مصنفات متغيرة
وهناك من يرى بأن القارئ العراقي مازال متأرجحا وان الفترة الماضية لم تعط دليلا واضحا على ميول القارئ العراقي لانه كان نهما متعودا على القراءة وخصوصا الكتب التي لم تكن موجودة في العراق هذا ما يراه احد الموجودين في مكتبة عدنان وهو حاتم شكر رجل أربعيني يبحث بين الكتب وعيونه تكاد لا تستقر على نوع واحد حيث يقول:اني لا اجد غايتي وضالتي في نوع واحد من الكتب فقد بقيت سنين طويلة اسمع بكتب عن طريق الراديو تعرض في معارض عالمية وكانت لي رغبة كبيرة في قراءتها واليوم وجدتها ووجدت الأكثر منها واني لا اعرف ماذا اقرأ ومن اين ابدأ ولذلك ارى من غير المعقول ان نحدد للقارئ العراقي ميولا واتجاها واحدا ولكن اعتقد ان السنين القادمة ستكون كفيلة بتحديد الميول،بينما صاحب المكتبة محمد سلمان قال: بحسب خبرتي في مجال الكتب في شارع المتنبي فأني ممكن ان اصنف القراء الى ثلاثة اصناف فهم العلمانيون,المتدينون,والباحثون عن التسلية وقد ظلت هذه المصنفات ثابتة ولكن ما حدث بعد التغير هو دخول كتب كثيرة وعناوين مختلفة جعلت القارئ يخرج من هذا التصنيف ويقفز فوق المحظورات ويطلق العنان لفكره ويأخذ من الكتب ما يراه قريبا منه،
وأشار أيضاً الى ان سبب أقدام الكثير من القراء الى تداول الكتب الدينية في تلك الفترة أي قبل سنة او سنتين فكان لها أسبابها فأن هذه الكتب هي كغيرها كانت ممنوعة وليس من اليسير الحصول عليها فما بالك أنهى توفرت بشكل كبير وبأسعار رخيصة لان إيران ومصر وسعودية ترسل لنا هذه الكتب وهي مدعومة من قبلهم لذلك تكون أسعارها رخيصة،بينما الكتب الفلسفية والأدبية فإنها غالية لانها لا تحظى بما تحظى به الكتب الدينية من دعم ولذلك فأسعارها غالية ولولا النسخ لما كان من اليسير شراؤها.
فيما يقول جمال ساهي صاحب مكتبة المحاكم المختصة ببيع الكتب القانونية بأن في سنوات محاكمة صدام حسين ورجال النظام السابق بدأ المواطن الاعتيادي بالبحث عن كتاب قانون العقوبات العراقي حتى يكون متواصلاً مع المحكمة في قراراتها وحتى ينظر مسبقا ماذا تعني هذه المادة وتلك حتى يصدر عليه الاحكام مسبقا,وعلى العموم فأن عملنا يتعلق بالطلاب والمحامين وهم دائما يأخذون المتون وقوانين الاحوال الشخصية،ولكن عند انفتاح العراق على العالم وبدأ الكلام حول جلب شركات استثمار بدأ البعض بأخذ كتب تتعلق بقوانين الاستثمار وكتب العقود القانونية وأيضاً شروط المقاولات الهندسية وهذا كله متعلق بحركة العمل والبناء والاسثمارات في العراق.
وللعشاق والباحثين عن الرسائل والمسجات نصيب في القراءة حيث يفترش علي جاسم هذه الكتب على الارض وتلاقي رواجا عند الشباب والمراهقين ويقول بان بيع هذه الانواع من الكتب بدأ بعد دخول الموبايلات حيث كنا في السابق نبيع كتباً مثل كيف تكتب الرسالة على الورق والآن أصبحت الرسائل مسجات على الموبايل ومعظمها اشعار رومانسية وغزلية تأخذ من مواقع الانترنيت وتوضع بالكتب على شكل مسجات،ويقول بأن البنات ايضا يأخذن من هذه الكتب بالاضافة الى الاهتمام بكتابات الابراج وخصوصا كتاب ماغي فرح الذي يتحدث عن الأبراج، كما ان للأطفال أيضاً نصيب فهناك مجموعة من الكتب والقصص الملونة التي تشهد اقبالا على شرائها ومنها التي تصدر عن دار ثقافة الاطفال العراقية مثل مجلتي والمزمار وبعضها يصدر من دول عربية والتي هي اكثر رواجا وهي مجلة سبيس تون وهي مجلة شهرية ويأتي معها قرص ليزري وفيها الوان جميلة وقصص,بالاضافة الى قصص ابطال الكارتون من سوبر مان وبات مان وغيرها، وقد كان أبو سالي وأم سالي يقفان بالقرب منا حيث كانت سالي ترغب بالقصص الملونة وانتهزا الفرصة بالحديث عن الكتب فأكد أنهما من رواد شارع المتنبي وخصوصا يوم الجمعة وهما دائماً يشتريان الكتب رغم ان اهتماماتهما مختلفة فأبو سالي محامي ويبحث عن كتب القوانين والادب وام سالي خريجة تجارة وتبحث عن كتب الدينية والروايات وكتب فن الطبخ وتربية الاطفال وكتب الزراعة.
الكتب الدينية
في شارع المتنبي تجد مكتبات تختص بأنواع معينة من الكتب دون سواها وحسام صاحب مكتبة الطبري قد اختص بالكتب الدينية يقول: نعم الإقبال كبير على الكتب الدينية ومازال هذا الإقبال، وان أكثر المواضيع الدينية التي تحتويها الكتب والتي تشهد إقبالاً من القارئ الكتب التي تتحدث عن التاريخ الإسلامي وعن قصص وسير الخلفاء وطبعا كان في 2006 الاقبال اكثر على كتب الفتاوى المتعلقة بالمذهبين السني والشيعي على حد سواء،ولكن بعدها في السنوات التي تلتها ازداد الطلب على الكتب التاريخية الدينية، وأيضاً هناك مجموعة كتب من تأليف د.إبراهيم الفقي والتي تتحدث عن بناء الشخصية والتي تشهد إقبالاً.
بينما يقول طلال أبو احمد صاحب مكتبة طلال والتي أيضاً تختص بالكتب الدينية بأن التغير في مواضيع الكتب الدينية، ففي السنوات السابقة كانت التوجهات الى كتب الفتاوى ولكن الآن الأكثر مبيعا هي كتب الفتاوى المعاصرة هذا ما يتعلق بالكتب التي تتكلم عن الفتوى،اما مواضيع الكتب الأخرى فأن القارئ يتجه الآن الى كتب التاريخ التي تتناول فترة حكم للأمويين والخلفاء العباسيين.
القراءة انعكاس للواقع
وبين هذا الكم الهائل من الكتب اختار القارئ العراقي مايلائم المرحلة فان قراءاته انعكاس للوضع القائم في العراق وها هو يبحث عن مقومات المجتمع المدني والابتعاد عن التطرف والبحث في احياء الشخصية العراقية واعادة بنائها ويبحث في حقوقه حتى يعرفها ليدافع عنها امام السلطة ويبحث عن حقه في الانتخابات وفي واجباته تجاه وطنه.
الرابط

http://www.alrafidayn.com/index.php?option=com_content&view=article&id=8540:2009-05-24-09-39-01&catid=7:opinion&Itemid=52

amar mekhiber
May-25-2009, 12:53 PM
شكرا على مووضعك القيم و المفيد اختى جاء الامل واشكر اخي ابراهيم على الكم الهائل من المعلومات واحي فيه روح البحث لقد اطلعت على موضوعك السابق حول القراءة ...
ولكن اري وحسب راي الشخصي ان العزوف عن القراءة تتحمله الحكومات وسياساتها وكذا المثقفين ودورهم في المجتمع ...وتبقي مسؤوليتنا نحن المختصين في المكتبات و المعلومات في التشجيع على القراءة وايجاد الطرق العلمية الكفيلة بذلك ...فنحن نملك العلم بل حزائن العلم فهل نتركها حبيسة الجدران والحزائن حبيسة اجهزة الاعلام الالي ؟ أم نوصلها ونشجع على الاستفادة منها... .
..يبقى السؤال كيف ؟ الجواب لا يجيب عليه الا المختص في علم المكتبات و المعلومات ....

ابراهيم محمد الفيومي
May-25-2009, 01:04 PM
شكرا على الاضافة اخي الكريم
تقبل تحياتي
بوركت يداك

ابراهيم محمد الفيومي
May-30-2009, 02:02 PM
ازدهار المقاهي وافتقار المكتبات!
كتب محمد بن إبراهيم الشيباني :


أليست هذه امية يوم تزدهر المقاهي وتفتقر المكتبات الىالرواد؟ فليذهب الواحد منا ولو لمرة واحدة الى تلك المقاهي.. فماذا سيجد؟ مجموعات كبيرة متوزعة (ربعاً او فرادى) وبشكل يومي، وقد يكون طوال اليوم، اي ليس في المساء فقط وانما حتى في الصباح او بين المساء والصباح. وصارت المقاهي ملتقى لعقد الصفقات المتنوعة بالخير أو بالشر. وشابهت بذلك المقاهي التي كانت وما زالت في مصر والعراق والشام، حيث اولئك لا مكان عند اكثرهم في بيوتهم، فالضيافة والاتفاقيات والزيارات فيها، ورواد هذه المقاهي عندنا وللاسف ليسوا من كبار السن الذين، على سبيل المثال، اقعدتهم الحياة بالامراض والبطالة والشيخوخة، وانما هم من فئة الشباب، طلاباً وموظفين. ولم يقتصر هذا الامر على الذكور، وانما شمل الاناث. فقد غصت المقاهي بهن وصرن يزاحمن الشباب في تدخين الشيشة، وصارت عندهن من ضمن «البرستيج» الوجاهة او العادة او سد وقت الفراغ.. وأعلم ان هناك كثيرات من الطالبات والموظفات من تحرص على المقهى وتوابعه كالشيشة وغيرها.. حيث قذارة الفم والملبس والسمعة.. كما تحرص على اهم شيء في حياتها ان كان هناك شيء مهم في حياتها! حاول ان تسأل المقهويين عن العلم والقراءة والثقافة ان عرف الاغلب الجواب، ولكنهم مثل غيرهم يفتون في الدين واصوله وفروعه بأسرع من الصوت وبجهل مطبق لا مثيل له.. المكتبات العامة باتت مهجورة وموحشة لانقطاع الرواد عنها، والسبب في هذا التجهيل والصدود وضعف التوجيه والبرامج المستديمة.. واذا تكلمت عن فئة شباب المقاهي، ولا اعني هنا التعميم، فهناك منهم من يمتلك ثقافة عامة ولكنه عطلها في هذا الهراء المسمى المقهى. وما احسن من قال: بالقضاء على امية الحروف، نضع الحجر الاساس للقضاء على الامية الثانية وهي اشد خطورة واسوأ مضاعفات.
ان الفتى الذي نشأ وهو يحسب المطالعة جزءاً من حياته اليومية، هو نواة للعالم المستكشف، والاديب المنتج، والمخترع الماهر، والصانع الحاذق والمصلح البناء.. في المدرسة الابتدائية ثم في المعاهد الثانوية والجامعات، ننشئ رجال المعرفة، كما ننشئ المواطنين الصالحين.. والله المستعان.

http://www.alqabas.com.kw/Article.aspx?id=504475&date=30052009

ابراهيم محمد الفيومي
Jun-27-2009, 11:01 AM
والعزوف عن ارتياد المكتبات العامة 9 مـوظفـين في خدمة قارئ واحد! ...

http://www.alqabas.com.kw/Temp/Pictures/2009/06/25/712a0e8c-08c1-4e35-9b3a-5488cc0994ec_main.jpg إحدى المكتبات وقد بدت خاوية على عروشها

كتب علاء الدين علي:
أعز مكان في الدنا سرج سابح
وخير جليس في الحياة كتاب
لا تبدو النصيحة التي يتضمنها هذا البيت الشعري ذات فاعلية في واقعنا اليوم، فالاحصاءات العالمية بشأن نسبة القراءة في أمة «اقرأ» تبدو مخجلة، إذ لا يتجاوز نصيب الفرد من القراءة في وطننا العربي أكثر من صفحة كتاب طوال العام.
ورغم أن المكتبات تلعب دوراً بارزاً في تنمية ثقافة الإنسان المحب للاطلاع وتساعد الباحث والطالب في الاستزادة مما تحويه من كنوز في شتى صنوف العلم والمعرفة، ورغم أن الدولة دائما تحمل شعار حماية الثقافة وتنمية المجتمع، فرممت المكتبات القديمة وشيدت مكتبات جديدة، ورغم معرض الكويت الدولي للكتاب الذي يقام في كل عام، ورغم ورغم، فإن شيئاً لم يتغير وظلت نسبة القراءة على ما هي عليه، وفشل المشروع الوطني للثقافة.
«القبس» جالت في إحدى المكتبات لترصد حالة الركود المعرفي والثقافي، ولم يكن مفاجئاً أن بدت المكتبات خالية كأنها أماكن عزل.
الهدوء القاتل عمّ أرجاء المكان، طاولات الاطلاع خالية، ورفوف الكتب الثابتة بلا حراك.. هذا هو المشهد الرئيسي لأغلب المكتبات في البلاد.
ويقول أمين مكتبة خيطان جابر الظفيري إن نشر الثقافة مسؤولية الدولة، وهذا الأمر على قدر كبير من الأهمية، لأننا في مواجهة عصر العولمة.
وعن عدد الموظفين الذين يعملون في المكتبة، أجاب الظفيري بأنهم 9 موظفين، خمسة منهم للفترة الصباحية والأربعة الآخرون للفترة المسائية، وتتفاوت رواتبهم بحسب نوعية العمل، وعندما سألته: أليس عدد الموظفين كبيرا على المكتبة لاسيما أنها من ميزانية الدولة، رد الظفيري: العدد ليس كبيرا مقارنة بحجم العمل المجهد!
وحول الكتب القديمة وتنقيتها لتساير الزمن، ألمح الظفيري الى أنه بالفعل يوجد تنقية لتلك الكتب، مشيدا بوعي لجنة البحث والتدقيق.
التربية وزارة طاردة للمكتبات
طالب عبداللطيف العلي وهو احدأمناء المكتبات، بتغيير المسمى الوظيفي لهم الى مسمى أخصائي معلومات، حيث يظلون على مسمى أمين مكتبة أول الى سن التقاعد.
ودعا الى اقرار كادر خاص فيهم، مؤكدا ان هناك احتياجا للعلاوات التي نحصل عليها، وحتى علاوة غلاء المعيشة محرومون منها بسبب وجود كادر أقل من العلاوات الرسمية.
وذكر العلي أن هناك شيئا في علم المكتبات يُسمى بــ«خدمة الهاتف» حيث يقوم أمين المكتبة بتلبية طلب المتصل عبر الهاتف ويحضر للسائل أي معلومة يريدها، وكان هذا الأمر مرهقا جدا لنا.
وفي النهاية ختم العلي بأن آمال الأمناء معلقة على اهتمام الوزارة ببناء المكتبات وتحديثها وتفعيل دور النظام الآلي فيها، وتكثيف الدورات التدريبية للأمناء وتخصيص كادر فني لتحفيرهم على البقاء، لتجنب عزوفهم عن العمل فيها.
حالتها يرثى لها
لا يبدو أن حال مكتباتنا تسر زائرها، طالبا كان أو باحثا أو شخصا عاديا، حيث أكد عمر ابراهيم، الطالب بمعهد قرطبة الديني، الوحيد الذي قابلناه في المكتبة، إن حالة المكتبة يرثى لها، فالنظام الآلي ضعيف، مضيفا: أنا لا أدخل المكتبة إلا لتصوير بعض المعلومات التي أستقيها من الكتب الموجودة.
وعقب ابراهيم بأن الانترنت أصبح كالمكتبة المتنقلة وأفضل بكثير من الذهاب الى المكتبات العامة، مستدركا: لاأحب وضع المكتبات في الكويت، فالكتب قديمة وبعضها عفا عليها الدهر.

خلال الجولة في المكتبة، لفت انتباهنا ملصق على مطفأة الحريق يشير الى أنه جرى فحصها من الجهات المعنية، وعند التدقيق على تاريخ الفحص تبين أنه منذ يوليو 2005!

الرابط
http://www.alqabas.com.kw/Article.aspx?id=512224&date=25062009 (http://www.alqabas.com.kw/Article.aspx?id=512224&date=25062009)

قواسمية عبد الغني
Jul-01-2009, 02:13 PM
السلام عليكم
شكرا اخي على الموضوع القيم ...
ورغم ان الانسان العربي فعلا لا يحب القراءة ... ولا يعرف قيمتها ... الا ان الكثير من اللوم او العتاب يعود بالدرجة الاولي الى المكتبة والمسييرين ... فهناك باحثين وهناك الكثير من يبحث على معلومات ... وربما لتعقد النظام الداخلي للمكتبة او لمركز المعلومات تجده يتهرب من هذه المكتبات لانه يعتقد انها لا توفر له ما يبحث عنه ... سواء من معلومات او من جو ...
وعلى العموم ... في اعتقادي الشخصي ان الانترنيت ... او الكتب الالكترونية وممييزاتها من سرعة ودقة واقل جهد ودون عناء التنقل هي اهم اسباب خلاء المكتبات من الرواد ...

وفعلا موضوع رائع يستحق تتدخل الاساتذة الكرام للتوضيح اكثر حول هذه الاسباب
اشكرك مرة اخرى اخي ابراهيم وبالتوفيق ان شاء الله

ابراهيم محمد الفيومي
Jul-01-2009, 03:43 PM
شكرا لمرورك اختي الفاضلة ولاضافتك
الموضوع يحتاج الى دراسة مستفيضة
تقبلي تحياتي

ابراهيم محمد الفيومي
Aug-08-2010, 09:04 AM
رواد المكتبات العامة تراجعوا %90 فأصبحت مهجورة وفقد الكتاب قيمته ودوره الرائد


.. أمة لم تعد تقرأ


2010/08/06 10:17 م
[/URL] (Alwatan)

المكتبات العامة كانت تستقبل 200 قارئ يوميا قبل 10 سنوات واليوم لا يتعدون 10 أشخاص
الانترنت والفضائيات والتكنولوجيات الحديثة سحبت البساط من المكتبات
مطالبة بمشروع قومي للحث على القراءة حتى لا يموت المجتمع
الغرب يقرأ في كل مكان وفي كل وقت ونحن في واد والكتاب في واد آخر


كتب فهد اللوبان:

أجمع أمناء المكتبات العامة على ان المجتمع الكويتي مجتمع لا يقرأ، ويعزف عن القراءة بشكل واضح، وأن المكتبات العامة أصبحت مهجورة، وأشاروا الى التراجع الكبير في أعداد القراء والباحثين عن المعلومات، فقبل 10 سنوات كان رواد المكتبات العامة يصل الى حوالي 200 قارئ يوميا، أما اليوم فان أعداد من يدخلونها لا تتجاوز 10 أشخاص في اليوم الواحد، بانخفاض يصل الى أكثر من %90.
وقال أمناء المكتبات العامة لـ «الوطن» ان أسباب تراجع القراءة لدى الشعب الكويتي تعود الى ظهور منافسين أقوى من الكتاب مثل الحاسوب والانترنت ووسائل الاتصال الحديثة والفضائيات والتكنولوجيا بشكل عام، مما جعلهم ينسون الكتاب ويهملونه اهمالا كبيرا.
وطالبوا الجهات المسؤولة في الدولة بعمل مشروع قومي للقراءة يناسب جميع الأعمار لجذب المواطنين إلى القراءة وحثهم عليها مما يعيد للكتاب وللمكتبة دورهما الرائد، كما طالبوا مؤسسات الدولة وجمعيات النفع العام بالعمل على توعية المجتمع بأهمية القراءة، حيث ان المجتمع الذي يقرأ هو مجتمع حي، أما المجتمع الذي لا يقرأ فهو مجتمع ميت.
وقارنوا بين مجتمعنا والمجتمعات الغربية موضحين ان الغرب يقرأ في كل مكان وفي كل وقت، حتى في الطائرة أو في القطار فان الكتاب لا يفارق أيديهم، بينما مجتمعنا لا يعبأ بالقراءة أبدا، وأشاروا الى ان تدني مستوى القراءة يؤدي الى تدن في الثقافة، ويتبعه انحدار في الأخلاق.


الرابط
[URL]http://www.alwatan.com.kw/ArticleDetails.aspx?Id=46976 (http://alyaseer.net/vb/#)

ابراهيم محمد الفيومي
Aug-08-2010, 09:06 AM
العزوف عن القراءة مشكلة وحل


كتب أحمد عبدالرحمن الكوس
2010/08/07 08:53 م

مسؤولو المدارس والمكتبات عليهم دور في الترويج للمطالعة

التقرير الذي نشرته «الوطن» بالامس حول القراءة في الكويت وتراجع نسبة الطلاب والمراجعين الى %90 يعكس لنا الواقع الاليم في شتى الدول العربية حيث اصبحت هذه القضية سمة للعرب.
ومن المؤسف ان تكون الكويت في ذيل قائمة قلة القراءة في العالم وقد اجاد الاخ جاسم المبارك مسؤول المكتبات العامة بالعاصمة في تشخيص الداء والدواء قائلا: «ان الكتاب اصبح مهملا الآن للاسف الاديب والعالم يُنسيان ولكن لاعب الكرة والفنان لا ينسى».
وارجع الاسباب الى الحكومة والتربية والاعلام، وهناك من اشار الى ظهور الانترنت ووسائل التكنولوجيا الحديثة التي ادت الى عزوف المواطنين عن دخول المكتبات العامة، ولاشك ان الحكومة تتحمل هذه المشكلة التي تؤثر تأثيرا بالغا في الابناء والشباب وكل ابناء المجتمع الذين يحتاجون الى العلم والثقافة في هذا الزمن الذي يتطور وتتسارع فيه المعلومات بالثواني في شتى العلوم وتتقاذف المطابع بالكتب في كل دقيقة وساعة لتوفر لنا احدث المعلومات وكل جديد في العلوم.
ونتساءل اين اثر وزارة التربية ومسؤولي المكتبات عن خطط القراءة وتوعية وغرس القراءة في نفوس ابنائنا منذ الروضة والابتدائي الى الجامعة من خلال المتخصصين في مجال القراءة واصول القراءة وكسر الحاجز النفسي لمشكلة القراءة التي يعاني منها كثير من الطلاب والمواطنين، وحاليا هناك بعض المتخصصين في مجال القراءة السريعة في اوروبا ويحق لنا ان نفخر ببعض المتخصصين الذين دربوا الآلاف من ابناء الكويت كالأستاذ الدكتور جمال الملا والدكتور يوسف الخضر حيث ركزا في دوراتهما على اصول القراءة السريعة والقراءة التصويرية والتغلب على السرحان اثناء القراءة وقلة الاستيعاب ومشكلة بطء القراءة وكيفية التغلب على الملل في القراءة، ونأمل ان تستعين بهما وزارة التربية لوضع منهج واستراتيجية عامة مدتها عشر سنوات على الاقل لمعالجة هذا الخلل ولخطورته على الاجيال الحالية والقادمة.
ولنقارن بين المدارس الحكومية والمدارس الخاصة حيث تفرض المدارس الخاصة قراءة قصة يوميا على طلابها في المدارس منذ مرحلة الابتدائي فتوضع القصة بغلاف بلاستيك ومعها كتاب رسمي من المدرسة تطلب من ولي الامر الاهتمام بقراءة القصة واستيعابها لانه في اليوم التالي سيتم سؤاله عما استفاده من القصة فتصوروا معي خلال العام الدراسي يكون الطالب قد انجز قراءة اكثر من 200 قصة تقريبا.
ثم ان المدارس ومسؤولي المكتبات عليهم مسؤولية كبيرة في تفعيل المكتبات العامة في المدارس والمناطق بحيث تكون فيها دورات ثقافية وعلمية وادبية وترويج احسن القصص القديمة والجديدة، كل ذلك من خلال النشرات والكتيبات التعريفية والمسابقات الدينية والادبية ورصد مجموعة كبيرة من الجوائز النقدية والعينية للفائزين والمشاركين وعلى جمعيات النفع العام الاهتمام بحل هذه المشكلة والتعاون مع وزارة التربية والاعلام والاوقاف لتشجيع الابناء على القراءة ووضع الحلول الناجعة لها.

الرابط
http://www.alwatan.com.kw/ArticleDetails.aspx?Id=47110&WriterId=59 (http://www.alwatan.com.kw/ArticleDetails.aspx?Id=47110&WriterId=59)

hanbezan
Aug-13-2010, 04:48 AM
تُعد القراءة عملية بالغة الاهمية لحياة الفرد والمجتمع معا، ولعل مايزيد القراءة شرفا وقدرا أنها أول أمر إلهي جاء به الوحي الامين للنبي الأمي خاتم الانبياء والمرسلين (إقرأ...) ، ولم يقل صلي ، إركع ..اسجد، كل.. اشرب، لكن قال تعالي في أول آيه انزلها على نبيه الخاتم (إقرأ)، وهذا برهان لايقبل جدلا في ان القراءة تفوق كل شيء أهمية وقيمة في الحياة، ولهذا فهي مصدر لكل ثقافة وبها سمي القرآن كلام الله المنزل على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم (المكتوب في المصاحف).

والقراءة منه في التنزيل العزيز (فاذا قرأناه فاتبع قرآنه) اي قراءته. لذلك فان القراءة اكثر الاشياء ربحا في الدنيا والاخرة، يكفي انك في نصف ساعة تقرأ جزء من القرآن الكريم فتنال بعدد حروفه حسنات.

لذا تتضمن هذه الورقه تناول موضوع القراءة كنشاط فكري... من ناحية المفهوم وما له من فوائد تنعكس على المستويين الفردي والمجتمعي في ظل ثورة المعلومات التي تبشر بحضارة جديدة قائمه على القراءة والادراك والاستيعاب للمعلومات، مع الوقوف على انجع الطرق والاساليب لتنمية المهارات القرائية من اجل ان نكون امة قارئة بكل معنى الكلمة .

يتبادر للاذهان في بداية المقام عدة تساؤلات من بين اهمها ما هي المعوقات التي تحول دون الإقبال على القراءة من اجل ان نكون امة قارئة..؟ وكيف للإنسان أن يكون قارئا جيدا في هذا العصر المعلوماتي ؟ لعل السؤال الاصح ما ماهية القراءة في حد ذاتها ...؟ حيث أن القراءة لا تعني أن تعرف الحروف والكلمات والنطق فحسب، وإنما تعني الفهم والتمثل والاستيعاب والنقد والاستنتاج والتحليل والموازنة ومعرفة ليس ما بين السطور فقط بل معرفة المعاني البعيدة والغايات.

لذا توصف القراءة بأنها استخلاص للمعنى من المادة المطبوعة أو المكتوبة، أو القدرة على فك رموز المعاني من الأشكال المكتوبة، وتتضمن القراءة سلسلة متكاملة من المهارات الثانوية مثل الإحاطة بنظام الحروف الهجائي وعلاقة بعض الحروف مع بعضها لتشكل صوتاً لغوياً آخر . كما تتضمن أيضاً المهارة الذهنية والحركة الآلية الخفيفة للعين، وقد يواجه القارئ في بعض اللغات مثل الإنجليزية صعوبات في تطبيق بعض المهارات السابقة ، ومن الصعوبات ايضا التي قد يواجهها القارئ الصغير هي العلاقة بين الصوت والشكل الكتابي حيث لا يوجد علاقة ثابتة بينهما في اللغة الإنجليزية.

اذ ان إختلاف اتجاه القراءة والكتابة من لغة إلى أخرى قد تشكل عائق او صعوبة، حيث القراءة باللغة العربية من اليمين إلى اليسار على العكس اللغة الإنجليزية، لذا ينبغي على القارئ ألا يبدأ بأي شكل من القراءة قبل التعود على المادة المقروءة، فالقارئ الصغير كمبتدئ لا يتوقع منه قراءة كلمات لم يسمعها أو يرددها عدة مرات .ويجب ألا تأخذه النشوة بالقدرة على القراءة في البداية للإستمرار في مختارات أصعب .وبدلاً من ذلك لابد أن يعطى مواد متدرجة تبدأ بالصور مرتبطةً بجمل سهلة ثم المقاطع أو الفقرات القصيرة ومن المهم أيضاً أن يكون محتوى المفردات له علاقة ببيئة واهتماماته تلميذا كان او طالبا .وكلما تقدم القارئ في تعلم اللغة ، يتطور معه مستوى المادة المقروءة . وهناك مسألة ينبغي الاهتمام بها لتطوير مهارات القراءة وتنميتها، كتدريس آليات قراءة الحروف الهجائية، اتجاه القراءة (يمين ، يسار)، الوقفات ، سرعة القراءة ، والأصوات الخاصة بكل لغة ...الخ، كلها مسائل غاية في الاهمية. سيكون لنا معها عودة لاحقا بشكل اكثر تفصيلا .

تُعد القراءة من مهارات الاستقبال فالقارئ يعمل على تفكيك الرسالة التي يريد الكاتب أن يرسلها إليه. وعملية تفكيك الرسالة من الأهمية بمكان ذلك أن الرسالة تشتمل على عواطف ومشاعر وأحاسيس وفكر ومعان وغايات بعيدة. ومن هنا فإن القراءة الجيدة والقراءة الفعالة والقراءة الناقدة التي من خلالها يستطيع المرء أن يفرق بين البخس والثمين، بين ما يلائم المجتمع وما لا يلائمه، بين ما ينعكس عليه خصبا ونماء وما ينعكس على المجتمع في الوقت نفسه خصبا ونماء.

وتتفـق معظـم الدراسـات على طبيعة القـراءة بانها عمليـة تكويـن المعنـى من نصوص مكتوبـة وهي عمليـة معقــدة تتطلب توافـق عــدد من المصادر المترابطــة للمعلومـات، ويمكـن تحليـل القـراءة الى مهـارات فرعية مثـل التمييـز بين الحـروف وتعـرف الكلمـات فان اداء المهارات الفرعية كل على حــده لا يشكــل عملية القــراءة ويمكـن الـقــول ان القراءة تحــدث فقط عندما تجتمع الاجزاء معا في اداء متكامل سلس .

وازاء على ذلك فان نجاح القراءة يتطلب مرانا لفترات زمنية طويلة مثله في ذلك مثل اكتساب المهارة في عزوف الالات الموسيقية، وقد يكون للنص اكثر من تفسير واحد ويعتمد التفسير على الخلفية المعرفية للقارئ، وعلى هدف القراءة وعلى السياق الذي تتم فيه القراءة، كيف تحدث عملية القراءة ؟ ان وجهة النظر الشائعة هي ان القراءة عملية فيها تنطق الكلمات فيتم فهم معانيها ثم تتجمع معاني الكلمات فتشكل معاني العبارات والجمل وترتبط معاني الجمل معا فتنتج معاني الفقرات، وفي ضوء هذا المفهوم ينظر الى القراء على انهم دائما يبدءون من اسفل يتعرفون الحروف ثم يتعاملون مع الكلمات والجمل الى المستويات الاعلى حتى يفهموا اخيرا معنى النص .

لاشك في ان القراءة عملية تشترك فيها المعلومات المستقاة من النص والمعرفة السابقة التي يمتلكها القارئ لانتاج معنى ما، لذا فان القارئ غير المتمرس قد يعتمد اكثر من اللازم اما على تحليل النص حرفا حرفا او كلمة كلمة واما على معرفته السابقة عن موضوع النص وهذا ما نلاحظه على بعض الاطفال حينما ينهكون انفسهم في قراءة النص كلمة كلمة واحيانا حرفا حرفا بعد حرف بهدف إصررهم على نطق الكلمات بصورة صحيحة لدرجة انه يفوتهم جانب المعنى، وفي القراءة الجهرية يميل الاطفال الى الوقوع في اخطاء عديمة المعنى، فاحيانا ما يفشل هولاء الاطفال في استخدام، ما قد يكون لديهم من معرفة عن الموضوع ويفكرون فقط فيما يحاولون قراءته.

لذا يصدق القول المأثور بان الكتاب خير جليس وخير صديق. حيث يتواصل مع الإنسان عبر الكلمة المقرؤة، فهي تفتح للإنسان مجالا للتخيل ومجالا للابتكار والإبداع في حين أن الصورة تفتت ملكة الخيال. وملكة الخيال، كما نعرف علميا، هي التي تقف وراء أهم الإنجازات العلمية والأدبية والفنية فإذا مات الخيال عند الإنسان مات الفن والشعر والتصوير والعلم أيضا. لذا يجب أن نزاوج لا أن نعوض شيئا بشيء آخر.

لذا فان القراءة ليست هوية فحسب، بل انها اساس التقدم الحضاري ولعل هنا تكمن المشكلة ومدى معاناة الكتاب من العزوف عن قراءته، اذ تكشف الدراسات الحقائق المخجله ان متوسط ساعات القراءة في احدى الدول الاوربية يصل الى 200 ساعة سنويا، بينما تنخفض هذه الساعات وتتقلص الى 6 دقائق سنويا للفرد العربي!، وقد قامت احدى الباحثات بدراسة قبل 3 سنوات على احد مراكز التدريب النسائية بالسعودية حول القراءة واستخدام المكتبة الموجودة بالمركز وكانت النتائج مذهلة ان اكثر من 41% من المتدربات طوال سنوات التدريب لم يداخلن المكتبة، و70% يقرأن فقط ما يطلب منهن ومعظمها تكون مناهج دراسية، وان 66% قراءاتهن تقتصر على المواضيع العامة من المجلات (النسائية) والصحف المحلية، و71.6% يعتقدن ان الاستمتاع هو الهدف الرئيسي من وراء القراءة.

تبدأ القراءة في المنزل وبدرجات متفاوتة، حيث يعتمد الاطفال على المنزل في اكتساب المعرفة قبل الذهاب الى المدرسة، تلك المعرفة التي تضع الاساس للقراءة فالاطفال يكتسبون مفاهيما عن ادراك الاشياء والاحداث والافكار والمشاعر كما يكتسبون ألفاظا شفهية للتغبير عن هذه المفاهيم ويكتسبون ايضا أساسيات النحو للغة الشفهية. وبدرجات متفاوته يكتسب الاطفال معرفة معينة عن اللغة المكتوبة قبل ذهابهم الى المدرسة بل ان بعض الاطفال يتعلمون القراءة في المنزل ويتعلم كل الاطفال تقريبا شيئا ما عن القوالب القصصية وعن كيفية الاسئلة والرد عليها وعن كيفية تعرف عدد يقل او يكثر من الحروف والكلمات.

فكلما استطاع الاطفال اكتساب معرفة اكثر في المنزل كلما زادت فرصتهم للنجاح في القراءة مستقبلا، فعلى سبيل المثال فهم القصص البسيطة يمكن ان يعتمد بدرجة كبيرة على امتلاك المعارف العامة فالاطفال الذين قاموا برحلات وقضوا أوقاتا في المنتزهات العامة وزاروا المتاحف وراوء الحيوانات بالتاكيذ سيكون لديهم خلفية معرفية مرتبطة بالقراءة المدرسية، الا ان الخبرة الواسعة وحدها ليست كافية ، فالطريقة التي يتحدث بها أولياء لاطفالهم عن خبرة ما تؤثر على نوعية المعرفة التى يكتسبها الاطفال دون ادنى شك، اذ ان محتوى العبارات التقريرية والاستفهامية والطريقة التي تصاغ بها تؤثر على ما يتعلمه الاطفال مستقبلا من الخبرة ، كما ان الاسئلة التي تثير التفكير تنشط النمو العقلي الذي يحتاجه الطفل للنجاح في عملية القراءة .

كما ان الاطفال الذين يتحدثون باستفاضة مع أولياء امورهم في المنزل احاديثا تجعلهم يفكرون في خبراتهم يتعلمون صناعة المعنى من الاحداث ويتمتعون بمزية لاحقة في تعلم القراءة، الا ان اكثر انماط التعليم المنزلي تأثيرا يتخذ شكلا مغايرا لمايتم داخل المدرسة، واكثر الانشطة اهمية لتكوين المعرفة المطلوبة للنجاح النهائي في القراءة يتخذ شكل القراءة الجهرية للاطفال ويتم ذلك على وجه الخصوص في السنوات ما قبل الدرسة وتكون تلك القراءة اكثر ما تكون فائدو عندما يكون الطفل مشاركا فعالا ينخرط في المناقشات عن القصص التى يسمعها ويتعلم تعرف الحروف والكلمات والحديث عن معاني تلك المفردات.

لذا فانه من المفيد جدا استخدام الوسائل التعليمية التقليدية مثل السبورة الطباشيرية والورقة والقلم الرصاص فهي ذات أهمية بالغة في تعلم الاطفال القراءة، وعندما قورن الاطفال الذين تعلموا القراءة قبل ذهابهم الى المدرسة، باقرانهم الذين لم يتعلموا القراءة قبل الالتحاق بالمدرسة، وجد ان الذين تعلموا القراءة مبكرا يجيدون بصورة اكبر استخدام السبورة الطباشيرية والورقة والقلم الرصاص، كما ان كمية الكتابة التي ينجزونها اكثر، حيث تعطي الكتابة الاطفال طريقة للتدريب على العلاقات بين اشكال الحروف واصواتها، ويمكن استخدام سبورة الحروف عند تعليم صغار الاطفال الذين لم يكتبوا بعد بالقلم الرصاص كما ان هذا النشاط يمكنه ان ينمي معرفة الارتباط بين شكل الحرف وصوته.

ويمكن للاباء ان يؤثروا في تعلم اطفالهم من برامج التليفزيون التي تعلم اطفال ما قبل المدرسة القراءة أضافة لبرامج الكمبيوتر حيث تزود بعض الحزم التعليمية الاطفال بخبرات جديدة ، الا ان اولياء الامور يلعبون دورا ذا اهمية لا تقدر في ارساء اساس تعلم القراءة فولي الامر اول مرشد للطفل في عالم شاسع غير مألوف كما انه اول مراقب لما تعنيه الكلمات بالنسبة للطفل ولكيفية التعبير عن الاشياء بالكلمات وهو كذلك اول معلم في كشف النقاب عن ذلك العالم السحري للغة المكتوبة واخيرا فهو المصدر الدائم للطفل الذي يمده بالايمان بان الطفل بشكل ما عاجلا ام اجلا سوف يصبح قارئا جيدا
وهنالك عدة عوامل توثر ايجابيا او سلبيا على وجود الرغبة وابداء الاستعداد القرائي منذ بداية المراحل العمرية للفرد من بين اهمها مايلي :ـ

1- العوامل العقلية مرتبطه بالنمو والنضج ارتباطا وثيقا.
2- العوامل الجسمية تتعلق بالحواس السمع والبصر والنطق .
3- عوامل الانفعالية تعني الاستجابة للمواقف بفعاليه، لان الاستقرار الانفعالي سمة بارزة من سمات الشخصية السوية من اجل اكتساب قدرة متميزة على الانتباه والتركيز بشكل تمكنه من التحليل والنقد البناء.
4- العوامل البيئية تتضمن مجموعة الخبرات والتجارب التي يحصل عليها المتعلم والتي ترتبط بصورة مباشرة بظروف معيشته والطرق التعليمية المختلفة التى توفرت له.

لاشك ان العوامل السابقة تتيح تكوين الشخصية السليمة وصقل المهارات والقدرات وتنمي القاموس اللغوي شاملا المعـانٍ والمفاهيم المختلفة، وتزيد من الحصيلة المعرفيه المعلوماتية، وبالتالي تتولـد الرغبة المستمرة في ممارسة القراءة، وتوظيف الخبرات المكتسبه في حـل المشاكل، وتكوين المواقف اتجاههـا، ومواجهة التحديات. لان التنشئة السلمية على وجه الخصوص للقارئ الصغير تعمل على صقل قدراته القارئية واكسابه مهارات التعليم الذاتي، والبحث الفردي عن المعلومات من اجل ايجاد حلول للمشكلات .

لاشك انه عند التدريب وصقل مهارة القراءة، يلاحظ تعلق الاطفال بمادة القراءة، مثلما يتعلق السمك بسنارة الصياد. ولعل الهدف من ذلك زيادة نسبة الاطفال الذين يقرؤون باستفاضه واستمتاع ظاهر، شريطة ان لا يكون ذلك في قوالب روتينية او مهام مدرسية، لانه ستتحول العملية الى ملل. حيث اوضحت نتائج احد الدراسات ان معظم الاطفال يحبون القراءة، ولكن معظمهم لا يحبون الانشطه التى تقدم في حصص القراءة داخل المدرسة، ولعل هذا له علاقة وثيقة بالدافعية التى سبق التنويه عنها، اذ ان التحفيز والدافعية من قبل المعلمين في تقديم دروس متنوعه من شأنه دفع الاطفال الى حب القراءة وتنمية المهارة القرائية اسرع من غيرهم، ولعل هذه المهارة والشغف بالقراءة تكون من خلال المعلمين الذين لديهم قناعة بان التدريس عملية انتاجية لكنها تتسم بعنصري الصداقة والدعم النفسي للمتعلمين بالدرجة الاولى.

حيث تنتقل الفعالية للتلاميذ عن طريق الحديث او الفعل، بان كل فرد يستطيع تعلم القراءة اذا ما انتبه وطبق ما يقوله المعلم بنفسه مثلا، كما ان للتشجيع دورا كبيرا حيث يأتي من تميز تلاميذ عن غيرهم، فالمديح يعطى كاعتراف لنجاح يحققه تلميذ معين دون غيره، خصوصا وان تنمية مهارة القراءة غالبا تأخذ شكل الشرح واسداء النصح والمساندة اثناء الممارسة للقراءة، وهكذا فانه في ظل برنامج للقراءة حسن الاعداد، فان اتقان مهارات جزئية ليس هدفا في ذاته، بل وسيلة لتحقيق غاية كما يوجد توازن صحيح بين التدريب على المهارات الجزئية والتدريب على المهارة الكلية.

ومن الجدير بالذكر ان القارئ الماهر، يبدو انه لا يتعرف الكلمات غير المالوفه عن طريق التطبيق السريع الذى يحكم العلاقات بين الحروف واصواتها، لكن بدلا من ذلك يتراء من نتائج البحوث انه يتعرف عليها عن طريق مقارنتها بكلمات معروفة، فمثلا نطق كلمة "كضى" غير حقيقية ينطقها لمعرفته لنطق كلمة "مضى"، لذا فان مهارة القراءة يجب تنميتها حتى تصبح آلية تلقائية تتطلب القليل من الانتباه الواعى، حتى يتوفر انتباه القارئ لتفسير النص بدلا من تعرف الكلمات واحيانا يكون القارئ غير المتمرس غير قادر على التركيز على المعنى أثناء القراءة، ذلك ان مهارة التعرف لديه ذات مستوى متدن. وهو يوجه معظم انتباهه لنطق الكلمات حرفا بعد حرف وقطعة بعد قطعة، وحتى القارئ الجيد يظهر قدرا اقل من الفهم لما يقرأ عندما يجبر على الاهتمام بالظواهر السطحية للمادة القرائية.

ويتبين من نتائج الدراسات ان الطفل المتوسط في الصف الثالث، يمكنه ان يقراء قصة لا يعرفها من قبل قراءة جهرية، بحوالي 100 كلمة في الدقيقة، وفيما يتعلق بالقاري الضعيف في نفس الصف تبلغ سرعته من 50 الى 70 كلمة في الدقيقة، وطبقا لرأي فريق من الباحثين فان معدل السرعة هذا الاخير، يعد بطئ لدرجة انه يعوق الفهم حتى بالنسبة للمادة القرائية السهلة، كما انه من المؤكد لا يترك للقارئ اية امكانية لتنمية قدرات استيعابية جديدة. وينبغي تعليم الطفل بان هنالك اهدافا مختلفة للقراءة، وان عليه ان يغير من طريقته للقراءة تبعا لتلك الاهداف، فعلى سبيل المثال ان نمط القراءة بهدف الاستمتاع لا تتطلب فهما تفصيليا للنص، بينما قد تتطلب ذلك بهدف الاستعداد للامتحان.
وقد ترجع عدم قدرة القراء الضعاف على التحكم في القراءة بطريقة مناسبة، الى عدم ادراكهم لموضوع مادة القراءة، وان احد مظاهر هذا التحكم هو قدرة القارئ على مراقبة نفسه اثناء القراءة، وملاحظة اوجه الفشل عند وقوعها، وذلك باتخاذ اجراءات تصحيحية وفقا للحصيلة المعرفية، واذا ما اكتشف القارئ وجود قصور في الفهم، يعرف القارئ الجيد ما الذي ينبغي عليه ان يفعله لو واجه مشكله ما اثناء القراءة كان يطلب عون من مصادر خارجية او يقوم بتأجيل التفكير فيها الى حين تتضح اجاباتها في النص ذاته فيما بعد. ولعل هذا ما يؤكد ان القراءة الماهرة ينبغي ان تكون قراءة استراتيجية، وهذا يعني انه على القارئ ان يراقب مدى تقدمه في فهم المادة المقرؤة كما سبق واوضحنا.

وقد كشفت دراسة على ان الاطفال لا يجيدون الاستفادة من المعرفة السابقة، خاصة في البيئة المدرسية وقد يعرفون شيئا عما يتعلق بموضوع القراءة، ومع ذلك لا يستخدمونه عند محاولة فهمهم لنص ما، ويحتمل ان تحدث حالات الفشل تلك عندما يتطلب الفهم الاستفادة من معرفتهم السابقة، وحتى اذا وجد فارق عميق بين تفسير طفل ما للنص والفهم الصحيح للنص كما يدركه القارئ البالغ، فان هذا الفرق يعطى انطباعا ان الطفل لا يفهم المادة القرائية. لذا تنوه البحوث الى انه بصرف النظر عن الاستراتيجيات المستخدمة لتعلم الاطفال المبتدئين القراءة، فان الاطفال الذين يحصلون على اعلى الدرجات في اختبارات فهم المقروء في الصف الثاني، هم الذين حققوا أعلى درجة في تعرف الكلمات بشكل صحيح وسريع أثناء وجودهم في الصف الاول. وعلى الطفل القارئ ان يكون قادرا على تعرف الكلمة بسرعة ودقة، حتى تتآزر هذه العملية بشكل انسيابي مع عملية بناء معنى دلالي للنص.

ان اكثر ما يحتاجه الطفل الذي لديه استعداد كاف للتعلم المنظم للقراءة، هو الخبرة المناسبة باللغة المنطوقة والمكتوبة معا، فهي توفر فرص مبكرة للبدء في تعلم الكتابة، وفي هذا المنعطف يتبادر للادهان تساؤل مهم: متى ينبغي البدء بتعلم القراءة بصورة منتظمة بالتحديد ..؟ لاشك ان الاجابة تجعلنا نتأمل في اهمية القراءة كعملية مستمرة على كافة المراحل العمرية، الا انه باختصار شديد ان الاطفال يمكنهم الاستفادة من التعليم المبكر للغة والقراءة في مرحلتي ما قبل المدرسة ورياض الاطفال كما سبق واوضحنا .

ويتضح في هذا المنعطف اهمية تنمية اللغة الشفهية فهي جزء مهم من النمو اللغوي العام للطفل، وليست كمهارة جزئية منفصلة عن مهارات الاستمتاع والتحدث والكتابة، وتقوم القراءة على اللغة الشفهية خاصة. فلو كان هذا الاساس ضعيفا فان التقدم في القراءة سيكون بطيئا وغير مؤكد، فيجب ان يكون لدى الاطفال حصيلة من المفردات الاساسية على الاقل وقدر معقول من معرفة العالم من حولهم، وقدرة على الحديث عما يعرفون وهذه قدرات تشكل اساس الفهم النص القرائي، اذ انه لاشك في ان كفاءة فهم النص المسموع في مرحلة رياض الاطفال والصف الاول الابتدائي مؤشر جيد على فهم النص المقروء او حتى المكتوب بمستوى طفل الصف الثالث.

ولعل في مستوى ما بعد رياض الاطفال تلعب مكتبة المدرسة دورا بارزا في تنمية وصقل المهارات القرائية لدى الاطفال، حيث يستمتع الاطفال بحصة المكتبة وسماع القصص من معلمة المكتبة مرة بعد مرة، وهذه الحقيقة يمكن استخدامها كمحور ارتكاز لتعلم القراءة للمبتدئين، لذا فان التعليم المبكر يمد الاطفال بالمفاهيم الاساسية عن وظائف القراءة والكتابة وكذلك بمعلومات عن الحروف واصواتها وعن الكلمات، ومن ناحية اخرى بالنسبة للاطفال الذين يلتحقون برياض الاطفال وهم يستطيعون قراءة القصص البسيطة قد لايكون ضروريا تدريس اي من هذه الاساسيات لهـم، وهكـذا فان المبـدأ الرئيسي لاي تدريس جيـد الا وهو تقديـر ايـن يقف كـل تلميـذ والبنـاء فـوق ذلك ذو اهمية مضاعقة بالنسبة لمعلمـي رياض الاطفال. ويضاف لما تقدم انه من بين اساليب تنمية المهارات القرائية تعلم الكتابة، حيث يساعد على تنمية مهارة القراءة.

باعتبار ان الرغبة في التواصل مع الاخرين يعطي حافزا لاستعمل اللغة المكتوبة، واوضحت احد الدراسات التتبعية على الاطفال الذين تعلموا القراءة قبل ان يدخلوا الصف الاول الابتدائي وصف اولياء الامور، هولاء الاطفال بانهم اطفال "الورقة والقلم"، واحيانا يكون تعلم القراءة احد النواتج الفرعية لشغف بالكتابة، وبشكل عام ان الانشطة الكتابية تعطيهم فرصة جيدة بان يوسعوا معرفتهم. كما انه من اساليب تنمية المهارات القرائية الطريقة الصوتية اي تعلم العلاقة بين الحروف والصوات، ولاتستهدف سرد القواعد التى تحكم علاقات الحروف باصواتها، بل الغرض منها هو التعرض لمبدأ الحروف الابجدية والقائل بان هناك علاقات منتظمة بين الحروف واصواتها، لذا ينبغي ان ينظر الى الطريقة الصوتية على انها اسلوب يساعد الاطفال على البداية السريعة في رسم خريطة للعلاقات بين الحروف واصواتها.

وقد يبدو مزج الحروف سهلا بالنسبة للبالغ الذي يعرف فعلا كيف يقرأ، الا انه في الحقيقة خطوة صعبة بالنسبة للعديد من الاطفال، لذا فان تشجيع الاطفال على ان يعطوا كلمات يعرفونها وتكون ذات هجاء مشابه لكلمة تقابلهم لايستطيعون التعرف الفوري عليها فاننا نساعدهم على تنمية استراتيجية يستخدمها الكبار عندما يفسرون كلمات لايعرفونها بمقارنتها بكلمات معروفة لهم من قبل، وتلك احدى نقاط القوة في المدخل الضمني الذي في جوهره يتخذ من الكلمة اساسا له، فان البرامج الصوتية الصريحة تشرح عن طريق الكلمات العلاقات بين الحروف والاصوات .

الا ان التعليم في بعض هذه البرامج يتعزز لو اردت العناية باعطاء كلمات تعمل كشواهد مجسدة وذلك بصورة منتظمة، خلاصة القول ان هدف الطريقة الصوتية هو تعليم الاطفال اساس الابجدية والغاية من ذلك ان تصبح الابجدية ذات قيمة عملية حتى يمكن للقراء الصغار ان يستخدموا بصورة متسقة المعلومات التى لديهم عن العلاقة بين الحروف والاصوات والمعاني للمساعدة في تعرف الكلمات المالوفة. بشكل عام ينبغي ان تكون القراءة الجهرية والصامته كلتاهما هامة للمبتئدين، وينبغي ان تركز دروس القراءة على فهم وتذوق محتوى النص وينبغي على المناقشات التي تتم قبل القراءة والمناقشات وطرح الاسئلة ان تثير مستويات عليا من التفكير لدى الاطفال مع التأكيد على اظهار العلاقات بين المعرفة السابقة لدى الاطفال عن موضوع القراءة ، كل ذلك من شأنه تنمية وصقل المهارات الاطفال وجعلهم قراء مهرة مستقبلا .

وهنالك من يتسأل عن تأثير التليفزيون على القراءة، فقد اوضحت نتائج احد الدراسات بانه لا تأثر سلبا على تعلم القراءة، خصوصا عندما لا تتجاوز اقصى حد عشر ساعات اسبوعيا، فهناك علاقة ايجابية الا انها ضعيفة بين مقدار الوقت الذي يقضيه الاطفال في مشاهدة التليفزيون وتحصيلهم الدراسي بما فيه التحصيل في القراءة، الا انه مع تزايد ساعات مشاهدة التليفزيون يضعف التحصيل بشكل واضح جدا. فيما عدا البرامج المعدة خصيصا لتقديم قيمة تربوية لصغار الاطفال حيث تنمى القراءة بالفعل. لذا فان تزايد الوقت الذي يقضية الاطفال في مشاهدة التلفزيون والتغيرات التي طرأت على حجم الاسرة والحيز المتاح لكل طفل والتحولات في دافعية الناس واهدافهم المعيشية جميعها اسباب تضغف من مستوى التحصيل الدراسي.

وهنالك عدة مداخل لتقويم مستوى الكفاءة في القراءة، من بينها مقارنة التحصيل الدراسي، وقد اوضح مسح للاداء القرائي في خمس عشرة دولة غربية تم اجراؤه منذ عشر سنوات ان الامريكيين لم يحرزو ابدا المركز الاول ولا المركز الثاني في اي اختبار وجاء ترتيبهم في معظم الاختبارات حول او اقل من المتوسط العالمي، وفي مقارنة احدث اجريت بين الطلاب في الولايات المتحدة وفي اليابان وتايوان، ظهر ان اداء الطلاب في مختلف الولايات لا باس به، لكن عدد القراء الضعاف لا يتناسب مع عدد أقرانهم في الدولتين الاخريين.

لابد من العمل على جعل القراءة عملية مستمرة من اجل ايجاد امة قارئة، بناء على إن أول اتصال بين السماء والأرض ثم مع بداية مشارف الرسالة المحمدية على صاحبها افضل الصلاة والتسليم. وهذا ما كان الا تقديرا لقيمة وأهمية القراءة والعلم والمعرفة في كل زمان ومكان، فهى المفتاح الذي بواسطتها تتصل الأفكار وبها يصبح التفكير الإنساني عملية جماعية متصلة ومستمرة، وعن طريقها يمكن نشر الثقافة بين الشعوب.

وتستطيع فيها العقول أن تتفاعل مع بعضها متخطية حواجز الزمان والمكان من اجل خلق حياة افضل لبنى البشر. فمن خلال التعليم بشكلا مستمرا يتمكن الأفراد من تحسين أدائهم فى الأعمال التى يقومون بها بحيث يكون في مقدورهم مواكبة التغيرات التى تطرأ على تلك الأعمال. اذ ان المفهوم التقليدي السائد بإن الفرد بمجرد حصوله على المؤهل العلمي، يصبح مؤهلا لوظيفة ما فانه يكون غير محتاج الى مزيد من القراءة والاطلاع والتعليم، فهذا المفهوم التقليدي لم يعد له سند، فمن اجل أن يكون الشخص فعالا ومقتدرا في مجتمع المعلومات والمعرفة، فانه يتعين عليه الاطلاع الدائم والإلمام التام بكافة ما يستجد من تطورات الحديثة في مجال تخصصه.

لذا فان فكرة التعليم المستمر وتحديث المعلومات والمعارف على مدى الحياة، جاءت نتيجة التطوير والتغيير السريع في تقنيات المعلومات والاتصالات، حيث اصبحت سمة هذا العصر، فهذا النمط من التعليم المستمر من شأنه أن يضمن الرقي بالمستوى الثقافي والفكري وينعكس على الاداء على الوجه السليم، وما شهدته السنوات الأخيرة من تطورات ملحوظة في هذه البرامج "التعليم المستمر" في ضوء انتشار شبكات المعلومات "الانترنت"، يستوجب ضرورة اعتبار التعليم المستمر أحد أهم المحاور الرئيسية في منظومة التقدم الحضاري بالمجتمع والذي يستند عادة على الاطلاع والقراءة بصورة مستمره على مدى الحياة.

الا ان القضية الاكثر خطورة، تتمحور في مدى مقدرة الاجيال الحالية في إجادتها للقراءة والكتابة بصورة تكفي لمواجهة المتطلبات المعاصره والمستقبلية، فالعالم يدخل عصر المعلوماتية، وهو عصر تمثل فيه المعرفة قوة، وما كان يعد مستوى مرضيا لمعرفة القراءة والكتابة ابان العقود السابقة، قد أصبح هامشيا ومرفوضا بحلول هذه الالفية!!!.

ابراهيم محمد الفيومي
Aug-25-2010, 09:34 AM
أمة اقرأ .. لا تقرأ




أ.د. أحمد الشميمري

لست أول من قال هذه العبارة ولن أكون الأخير، فقد أصبحت مقولة شائعة ومثلاً دارجاً بين الأكاديميين والمثقفين، وصارت تتعدى معناها المباشر لتعكس حال من هو أولى بأن يتقن عملاً فلا يحسن إتقانه. والباعث على انتشار هذه العبارة هو المشهد الأليم لحال أمة لا يقرأ أبناؤها، ولا يحبون المطالعة، ويتذمرون من حمل الكتب، فضلاً عن تصفحها والاطلاع عليها. وقد أظهرت إحصائية منظمة التربية والثقافة والعلوم ''اليونسكو'' أن متوسط القراءة الحرة للطفل في الثقافة العامة في العالم العربي لا يتجاوز ست دقائق في السنة مقابل 12 ألف دقيقة للطفل في العالم الغربي. كما أن نصيب مليون عربي من الكتب لا يتجاوز 30 كتاباً مقابل 584 كتاباً لكل مليون أوروبي، كما تشير الإحصائيات إلى أن معدل ما يقرأه الفرد العربي في السنة هو ربع صفحة مقابل 11 كتاباً للفرد الأمريكي وسبعة كتب للفرد البريطاني. ومن ضمن المفارقات بين العالم العربي والعالم الغربي، أن عالمنا العربي يصدر نحو 1650 كتاباً سنوياً، أما في دول الغرب, ولا سيما أمريكا وحدها, فإنها تصدر ما يقارب 85 ألف كتاب سنوياً.
هذه الإحصاءات العامة تنذر بأن مجتمع المعرفة المنشود لا يزال عزيز المنال. وأن الأمة التي لا تقرأ لن تستطيع أن تتلمس خلاصاً لأزماتها، وأن الدونية والتخلف مقترنة بالجهل وقلة الثقافة والاهتمام بالمعرفة. ولطالما نعت العرب حقاً بأنهم لا يقرأون، لكن ذلك لم يحرك ساكناً ولم يغير حالاً.
والأعذار لنا جاهزة والمبررات حاضرة تتعاظم حتى تصل إلى وهم نظرية المؤامرة بأن الساسة يريدون للشعوب أن تغرق في الجهالة كي تبقى كالقطيع سهلة الانقياد. والحقيقة أن المسؤولية في التغيير تشمل الجميع، فالأسرة لها دورها الكبير، والتعليم له أثره العظيم، والمجتمع له تأثيره البالغ، والدولة ومؤسساتها عليها العبء الأكبر. وفي هذه العجالة سأستعرض بعضاً من مشاهداتي للدور الذي تقوم به مؤسسات الدولة في الغرب لتشجيع القراءة والحفاظ على ثقافة الاطلاع وبناء المعرفة. فهناك توجد مكتبة عامة (أي حكومية) في كل حي وليس في كل مدينة، هذه المكتبة بمثابة محور المعرفة والتواصل, والخدمات مخصصة لأبناء الحي يستطيعون الوصول إليها مشياً على الأقدام. تحتوي المكتبة على شتى سبل التشويق للقراءة، وهي مرتبة بشكل بسيط ورحب وواضح, حيث يمكنك أن تتنقل بين الأقسام بكل سهولة, فهناك أركان مخصصة للأطفال مدعومة بألعاب وأدوات رسم ووسائل صوتية ومرئية، وركن آخر لآخر الإصدارات الحديثة، سواء المسموعة أو المرئية أو المقروءة. وفي المكتبة ذاتها تستطيع أن تجد الوسائل الطباعية والتحريرية والتصميم والتصوير المختلفة بأسعار رمزية مخفضة. وهناك ركن آخر لأرخص الكتب التي تباع بأسعار بسيطة، وفيها يتم الإعلان عن الكرنفال السنوي للكتاب حيث تتم المسابقات البسيطة المحفزة للقراءة للأطفال خصوصاً ثم للشباب. حيث يحصل كل من يقرأ ثلاثة كتب على جائزة، فتشمل الجوائز عدداً كبيراً من المستفيدين. ولا يمر أسبوع إلا وهناك نشاط للأطفال في المكتبة. وفي الغرب تهتم المدارس كثيراً بالتواصل مع مكتبة الحي, حيث لا تحرص المدرسة على تكديس الكتب لديها في بيئتها التعليمية لكنها تحيل الطلبة إلى المكتبة التي اعتادوا زيارتها المتكررة منذ الصغر. وهي محور الاتصال والخدمات الحكومية والأنشطة والفعاليات العامة. ومنها يستخرج المواطن والمقيم بطاقات المدينة التي تخوله استخدام أي مكتبة على نطاق الوطن.
لا شك أن هناك جهوداً مبذولة لإحياء الاهتمام بالقراءة مثل المشروع الوطني لتجديد الصلة بالكتاب ومحاولات وزارة الثقافة والأندية الأدبية المتعثرة ومبادرات الجامعات المتواضعة وغيرها من المشاريع، كما لا شك أن الإقبال على القراءة في السنوات القليلة الماضية بدأ يتحسن قياساً بالإقبال الكبير على معارض الكتاب والشراء المتزايد للكتب, إلا أن الجهود المبذولة حتى الآن لا تزال قاصرة عن تعزيز ثقافة القراءة، ومتواضعة أمام الحجم المطلوب لبناء ثقافة مستديمة، وعشوائية في ظل غياب خطة وطنية شاملة. ويأزم ذلك كله قلة الإنفاق العام على كل ما يمت للثقافة بصلة. ويكمن أحد أهم الأسباب أن المسؤولية منحصرة في جهات لا يمكن وحدها أن تقوم بهذا العمل الثقافي الجبار, ففي الغرب تقع على أمانة المدينة (البلديات) مسؤولية بناء المكتبات وتزويدها بالكتب وجميع التجهيزات المطلوبة في حين تسهم الجمعيات غير الربحية والمتبرعون وساكنو الحي بدعم برامجها المختلفة والتبرع للعمل فيها. وتقوم المؤسسات التعليمية بإثرائها بالمعلومات والمطبوعات الحديثة والوسائل المختلفة, كما تقوم كل وزارة بدورها الكبير نحو المساهمة الفاعلة في ترسيخ عادة القراءة, كما تقوم كل وزارة في الوطن بدورها الكبير نحو المساهمة الفاعلة في ترسيخ عادة القراءة والاطلاع لدى النشء. تبدأ تلك المساهمات ببناء المكتبات وملئها بالكتب مروراً بإجراء المسابقات والأنشطة والتوزيع المجاني للمطبوعات والكتب المعرفية المهمة وختاماً بالجوائز التقديرية والتشجيعية. وفوق ذلك كله تقوم وزارة التعليم بمنح معونات مالية لكل طالب, مخصصة لشراء الكتب المرجعية المناسبة لمرحلته العمرية. فوزارة التربية في فرنسا على سبيل المثال تمنح كل طالب بلا استثناء في المرحلة الإعدادية والثانوية كوبونات مالية بقيمة 75 يورو وذلك لشراء المراجع العلمية التي يطلبها المدرس. وعادة ما يراوح سعر الكتاب بين ثلاثة وخمسة يورو. وهو ما تقوم به وزارات التعليم في أكثر من دولة غربية بطرق مماثلة أو شبيهة. كما أن الدول هناك تغدق على دور النشر التي تركز على نشر الثقافة والإنتاج الوطني وتقدم لهم المعونات والامتيازات ودعم السعر كي تشجع على نشر والمعرفة وإتاحة الكتاب للجميع.
عندما تدخل المكتبة في الغرب تفاجأ بأنك في خلية نحل من المرتادين والأنشطة الاجتماعية والشبابية المختلفة التي تمتد من أندية القراءة في مجالات مختلفة إلى مجموعات النقاش، مروراً بالمؤلفين الشعبيين الذين تكمن مهمتهم في مساعدة من يريد أن يؤلف كتباً، فهم يقومون بتحويل أفكاره إلى صيغ سليمة وجمل صحيحة أشبه بتأليف جديد للكتاب بمقابل ثمن رمزي بسيط. وعندما تنوي الاستعارة تفاجأ أن المطلوب منك فقط هو العنوان البريدي حتى ولو كنت أجنبياً زائراً, والأعجب أنه لا يوجد عدد محدود للكتب التي تريد استعارتها فكل ما تستطيع حمله يمكنك استعارته ولمدة شهر كامل.
وعلى الرغم من تعدد مصادر التسلية الحديثة والألعاب الإلكترونية المشوقة والثورة المعلوماتية الرقمية والهيمنة الإلكترونية لشبكة الإنترنت, التي من المتوقع أن تصرف الشباب في الغرب عن القراءة, إلا أن المسوحات الإحصائية تثبت أمراً آخر, فقد ارتفعت نسبة مبيعات الكتب, خاصة تلك الموجهة للأطفال في الولايات المتحدة وأوروبا, ففي أمريكا على سبيل المثال زادت نسبة المبيعات للكتب الموجهة للأطفال بنسبة 8 في المائة خلال عامي 2007 و2008، كما ابتكرت دور النشر طرقاً عديدة للقراءة تتناسب مع الإقبال على شبكة الإنترنت والاتصال التفاعلي مثل الكتاب الإلكتروني والكتب التفاعلية والكتب المسموعة والكتب المرئية وغيرها من الطرق الحديثة المشوقة, التي تبعث وتحفز على القراءة والمطالعة.
أما المؤلف في الغرب فله احترامه وتقديره, وربما وصلت شهرة بعض المؤلفين شهرة كبار المشاهير، وتلتفت دور النشر إليه وتهتم بتوزيع كتبه بطريقة تسويقية منظمة تشمل حفلات التوقيع والدعاية والمؤتمرات الصحافية والمقابلات التلفزيونية والاستضافة الإذاعية. وحفلات خاصة بالمؤلفين وكاتب العام، وقبلها كاتب المدينة، ومسابقة المدينة، ومسابقة المقاطعة، والمشاركة في المؤتمرات والندوات في نفس مجال وموضوع الكتاب، وقد تصل جوائز الكتاب الواحد لأكثر من خمس جوائز من جهات متعددة.
هذه بعض الحقائق التي تفسر لنا معاني الاستعجاب عندما نشاهد الغربي يقرأ في القطار، ويقرأ عند انتظار الحافلة العامة، ويقرأ عند صفوف انتظار الطبيب، ويقرأ في المنتجعات، ويقرأ أمام النهر، فضلاً عن القراءة المستديمة في البيت، فلغرفة الجلوس قراءة، وللشرفة قراءة، ولغرفة النوم قراءة أخرى، ونحن ننعم بالجهالة في سبات عميق.


الرابط
http://www.aleqt.com/2010/08/24/article_433370.html

جيهان أحمد عثمان
Dec-21-2012, 01:33 AM
طرح ممتاز عن القراءة وقد افادنى جدا فى بحثى الذى اعده الان واوافق الاخ الفاضل ان من سيحيى عادة حب القراءة هم اخصائى المكتبات والمعلومات

mfemtway2015
Jan-17-2014, 12:00 AM
موضوع مهم وممتاز بارك الله فيكم


قلعة العاب الفلاش (http://flashgamescastle.com/)
العاب بنات فلاش (http://flashgamescastle.com/girls-games/)
لعبة تلبيس البنت الجميلة (http://flashgamescastle.com/girl-dress-up-game/)
لعبة منزلى الجميل (http://flashgamescastle.com/my-lovely-home/)
قلعة العاب الفلاش (http://flashgamescastle.com/)قلعة العاب الفلاش (http://flashgamescastle.com/)قلعة العاب الفلاش (http://flashgamescastle.com/)لعبة تلبيس توم (http://flashgamescastle.com/tom-dress-up/)
لعبة التلبيس بعد الخروج من البحر (http://flashgamescastle.com/after-beach-dress-up/)
قلعة العاب الفلاش (http://flashgamescastle.com/)
العاب بنات فلاش (http://flashgamescastle.com/girls-games/)
قلعة العاب الفلاش (http://flashgamescastle.com/)
العاب بنات فلاش (http://flashgamescastle.com/girls-games/)
قلعة العاب الفلاش (http://flashgamescastle.com/)

طريق الفردوس
Mar-11-2014, 03:48 PM
بارك الله فيكم



العاب (http://dressupgamesdressupblog.blogspot.com/) .العاب بنات (http://dressupgamesdressupblog.blogspot.com/) . العاب فلاش (http://dressupgamesdressupblog.blogspot.com/) . العاب تلبيس بنات (http://dressupgamesdressupblog.blogspot.com/). العاب بنات تلبيس (http://dressupgamesdressupblog.blogspot.com/). العاب تلبيس بنات (http://dressupgamesdressupblog.blogspot.com/). العاب تلبيس بنات (http://dressupgamesdressupblog.blogspot.com/). العاب بنات تلبيس (http://dressupgamesdressupblog.blogspot.com/). العاب تلبيس بنات (http://dressupgamesdressupblog.blogspot.com/). العاب تلبيس بنات (http://dressupgamesdressupblog.blogspot.com/). العاب بنات تلبيس (http://dressupgamesdressupblog.blogspot.com/). العاب تلبيس بنات (http://dressupgamesdressupblog.blogspot.com/). العاب بنات تلبيس (http://dressupgamesdressupblog.blogspot.com/)العاب تلبيس ومكياج (http://dressupgamesdressupblog.blogspot.com/)