المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مكتبة الإسكندرية وبشائر جديدة


AHMED ADEL
Sep-09-2006, 04:59 PM
http://www.awu-dam.org/mokifadaby/419/mokf419-039.htm
مكتبة الإسكندرية وبشائر جديدة ـــ (علي المزعل)

لقد لعبت المكتبات العامة على امتداد التاريخ دوراً هاماً وبارزاً في التنمية الثقافية والبشرية، ومع تقدم التقانات الحديثة والتوسع اللامحدود لمختلف فروع المعرفة.. بات وجودها أمراً ضرورياً لأي مشروع نهضوي وثقافي، حتى إن العديد من مدن العالم عُرفت بمكتباتها التي أضحت من المعالم البارزة التي لا يمكن لأي زائر أن يتجاوزها، ...بل إن بعض المكتبات صارت محجاً للمثقفين يقصدونها من بقاع العالم المترامية.‏

وفي الوطن العربي ظهر الاهتمام باكراً في تصنيف الكتب وإنشاء المكتبات ووضعها في خدمة المعرفة بفروعها المختلفة... ولعل من المفيد أن نشير على سبيل المثال إلى أن "أول مكتبة عامة أسست في مكة المكرمة من قبل عبد الحكيم بن عمرو "73 هـــ 692م". وقد عدَّها الدارسون نواة أساسية للمكتبات العامة التي أسست فيما بعد حيث احتوت في تلك الفترة على "شطرنجات ونردات وقرفان "نوع من الألعاب.." وجعل فيها مخطوطات من كل علم، ووضعت في الجدار أوتاد، فمن جاء علق ثيابه على وتد منها، ثم جرَّد دفتراً فقرأه.... أو بعض ما يُلعب به فلعب به مع بعضهم..."‏

"وأول من صنف كتاباً من العرب كان عَبيد بن شَريه 67هـــ ـــ 686م(2).‏

وهو راوية يمني من المعمرين، خطيب من الحكماء الجاهليين أدرك رسول الله (() لكنه لم يسمع منه شيئاً.،... استحضره معاوية بن أبي سفيان من صنعاء إلى دمشق فسأله عن أخبار العرب الأقدمين وملوكهم، فحدَّث، .. فأمر معاوية بتدوين أخباره... فأملى كتابين سمى أحدهما "كتاب الملوك وأخبار الماضين" طبع مع كتاب التيجان وملوك حمير تحت عنوان:‏

عبيد الله بن شريه في أخبار اليمن وأشعارها وأنسابها، والثاني كتاب "الأمثال".‏

إن هاتين الإشارتين تؤكدان العمق المعرفي للعقل العربي الذي تجلى بشكل مستمر بالنزوع الدائم للنهوض الثقافي بأشكاله كافة، ولعل انتشار المكتبات العامة على امتداد التاريخ العربي وفي مختلف أصقاع الوطن العربي الكبير قد شكل تعزيزاً هاماً وإثراءً مستمراً للحالة الثقافية حتى هذه اللحظة.‏

والآن ونحن نعيش عصر التفجر المعلوماتي، ومحاولات القوى المهيمنة طمس الخصوصية الثقافية لشعوب الأرض كافة، تبدو الحاجة ملحة أكثر من أي وقت مضى لتعزيز هذا الاتجاه، وإذا كانت أحلامنا وتطلعاتنا نحو نهوض ثقافي شامل تواجه الكثير من العقبات فإن بعض الملامح الهامة ولاسيما في مجال المكتبات ينبغي الإشارة إليها لتأكيد أهميتها في مستقبل الثقافة العربية.‏

وفي هذا الإطار يمكن الإشارة إلى مكتبة الإسكندرية العملاقة دون الانتقاص من أهمية المكتبات الأخرى في دمشق وبغداد والقاهرة وتونس والجزائر وسائر المكتبات العربية على امتداد الوطن. العربي‏

عندما نقف أمام هذه المكتبة نشعر بالكثير من الدهشة والكثير من الاعتزاز والرغبة الجامحة في ولوج أقسامها بأسرع وقت ممكن حيث لا يمكن لزيارة واحدة أن تفي بالغرض، ومهما بقيت من الوقت في ردهاتها تشعر بأنك محتاج للمزيد.‏

ولعل اللافت في هذا الصرح العظيم هو توظيف كل ما أنتجته التقانات الحديثة من أجل تقديم المعلومة للزائرين والباحثين بأسرع وقت ممكن ودون عناء يذكر، ومن المهم أن تسير إلى بعض الوقائع التي تلقي ضوءاً على هذه المكتبة الهامة ماضياً وحاضراً كما وردت في بعض منشوراتها:‏

1 ـــ تأسست مكتبة الإسكندرية في عهد بطليموس الأول "سوتر" بناء على نصيحة مستشاره ديمتريوس الفاليري عام 288 ق.م.‏

2 ـــ كان الحريق الأول للمكتبة عام 48 ق.م.‏

3 ـــ كان الحريق الثاني للمكتبة عام 391 ق.م.‏

4 ـــ بدأت فكرة إحياء المكتبة عام 1972 ووضع حجر الأساس عام 1988م، وفي عام 1989 نظمت الحكومة المصرية بالتعاون مع اليونسكو مسابقة عالمية لاختيار أفضل تصميم معماري.‏

وفي عام 1992 بدأت مرحلة البناء التي انتهت في 16 تشرين الأول عام 2002 حيث كان الافتتاح الرسمي.‏

وقد كان بناؤها في الموقع القديم تقريباً وهي من الخارج مصممة على شكل قرص شمس غير مكتمل الإشراق، ينحدر نحو الأمواج ويختفي وراء جدار.‏

والمكتبة بمجملها من تصميم الشركة النرويجية "سنوهتا" التي فازت في المسابقة، ... وقد بلغت تكاليفها الإجمالية /220/ مليون دولار معظمها مساهمات عربية ودولية.‏

تستوعب المكتبة في وضعها الراهن 8 ملايين كتاب وتحتوي على أرشيف للإنترنت وثلاثة متاحف، وهي:‏

ـــ متحف الآثار.‏

ـــ متحف المخطوطات.‏

ـــ متحف تاريخ العلوم.‏

وثمانية مراكز أكاديمية وبحثية، وقبة سماوية وقاعة استكشاف، ومعرضين دائمين، وخمسة معارض مؤقتة، وقاعة للمؤتمرات تتسع لثلاثة آلاف شخص.‏

* وفيها مكتبات متخصصة مثل:‏

ـــ مكتبة الطفل من "6 ـــ 12 عام".‏

ـــ مكتبة النشء من "12 ـــ 18 عام".‏

ـــ مكتبة الوسائط المتعددة.‏

ـــ مكتبة طه حسين لفاقدي البصر.‏

وتتوزع في أرجائها الكثير من قاعات الإطلاع:‏

* قاعة الحاسب الآلي والاتصالات التكنولوجية الحديثة والعلوم الطبيعية، والرياضيات والتجارة، والقانون والاقتصاد والإدارة، والمعارف العامة، والفنون والثقافة، واللغات والآداب، والفلسفة والديانات، والتاريخ والجغرافية، والخرائط والمخطوطات والكتب النادرة... الخ".‏

ويوجد فيها مركزان لتصوير الكتب.‏

* والأهداف العامة المعلنة للمكتبة هي أن تكون:‏

1 ـــ نافذة مصر على العالم.‏

2 ـــ نافذة العالم على مصر.‏

3 ـــ تحدياً رقمياً للعصر الجديد...‏

4 ـــ مركزاً لتعليم التسامح والحوار والتفاهم.‏

* وإذا كنا نؤكد اعتزازنا بهذا الصرح الثقافي الهام فإننا نتطلع إلى آمال وبشائر جديدة نتمنى أن تتحقق قريباً ولاسيما تلك الأخبار السارة التي قرأناها مؤخراً من "أن تنافساً سورياً جزائرياً يجري الآن حول شرف احتضان أكبر مكتبة في العالم الثالث تحوي كامل التراث العربي وكامل التراث الأمريكي اللاتيني نظراً لما بينهما من تواشج وتفاعل منذ فجر التاريخ.‏

إن هذا الأمل إذا تحقق سيكون إنجازاً ثقافياً هاماً يضاف إلى مكتبة الإسكندرية ومكتبة الأسد الوطنية وسائر الصروح الثقافية الأخرى.‏

بقي أن نشير في الختام إلى أن التناغم المثير بين عظمة مكتبة الإسكندرية واتساعها وعظمة البحر واتساعه وأسراره يضفي على زيارتها طابعاً خالصاً يظل عالقاً بالروح ربما إلى زمن طويل..‏

الإسكندرية بمكتبتها وقلعتها وبحرها ووجوه أهلها.. منارة تشعل الأمل في استعادة مجد التاريخ العربي من جديد.‏

هوامش:‏

(1) موسوعة (المبدعون الأوائل في الحضارة العربية والإسلامية).‏

* ـــ النشرات الرسمية الصادرة عن المكتبة.‏

(3) منتدى الشرق الأوسط.‏

الأمل
Dec-10-2006, 11:51 PM
يعطيك العافية

الاستاذ سعد
Dec-11-2006, 12:27 AM
الله يجزاك كل خير ومشكور على الجهد الخارق

د.محمود قطر
Dec-11-2006, 09:10 AM
الأخ الفاضل / أحمد عادل
جهد طيب مشكور عليه ، جمعت قيه بين الأمس واليوم ، وأضفت إليه التطلع نحو المستقبل ..
ولزيادة الفائدة من هذا العرض ، أدعوكم للإطلاع على "الصورة الذهنية لمكتبة الإسكندرية" ، وذلك بالضغط على الرابط التالي ..
http://qatr.maktoobblog.com/

تحياتي ومحبتي للجميع