المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مشكلات توثيق العنوان والمؤلف في المخطوط


السايح
Sep-13-2006, 09:33 AM
مُشْـكِلاَتُ تَوْثِيقِ العُنـْوانِ والمـؤَلِّف


تَمْهِيـــدٌ
لفهرسة المخطوطات مشكلاتها الجمَّة التى أدَّت بالباحثين فى ميدان التراث، إلى الانصراف عن هذا الدرب الوعر، الذى هو واحدٌ من أكثر الأعمال مشقة، وأقلها مجداً .. ومع ذلك ، فإن العملية التراثية لاتتم على نحوٍ جاد ، إلا إذا ابتدأت بالفهرسة . ونعنى بالعملية التراثية هنا، مجموعة الخطوات المتراكبة، المتراتبة ، التى تؤدى فى النهاية إلى وعى حقيقى بالتراث ؛ وهى خطوات : الفهرسة، التحقيق والنشر، الدراسة والبحث .. فإذا لم تأخذ العملية التراثية سيرتها وسيرورتها على هذا النحو ، صارت ضرباً فى عماية ! إذ كيف تكون الدراسة والبحث التراثى، من دون اعتمادٍ على نصوص تراثية محقَّقة تحقيقاً علمياً؟ وكيف يكون التحقيق العلمى، من دون التعرُّف إلى الخريطة التراثية الفعلية، من خلال فهارس المجاميع الخطية ؟
ومن هنا، تأتى بداهة البدء بالفهرسة ، وتأتى ضرورة النظر فى مشكلات الفهرسة ، لحلِّها ، ودفع العملية التراثية -بأكملها- إلى الأمام .. ودعمها، لتسير سيراً رشيداً.
ولن نخوض فى هذا التمهيد، فى مشكلات الفهرسة تفصيلاً ، فحسبنا الإشارة إلى مجمل الأمر ، وعَدِّ الآتى :
أولاً : مشكلاتٌ إدارية ترجع فى الغالب إلى تعدُّد الجهات التى تقتنى المخطوطات ، فبعضٌ من المجاميع الخطية بيد أفراد، وبعضها فى مؤسسات .. والمؤسسات بدورها ، بعضها غير حكومى والبعض الآخر حكومى .. والحكومية تتوزَّع فى أغلب البلدان، بين عدة وزارات .. وهكذا . ولذا تخضع فهرسة كل مجموعة خطِّية ، لمعايير ، وموافقات ، تختلف فى كل مرة؛ وترتهن بتفهُّم من بيدهم أمر المجموعة الخطية المراد فهرستها .
ثانيــاً : مشكلاتٌ فنية تتلخَّص فى انعدام التوحيد القياسى لبطاقة الفهرسة، وتفاوت مستوى المفهرسين ، والخلط ما بين القائمة الحصرية والفهرس العلمى ، وصعوبة نشر الفهارس ، وبطء توزيعها .. إلخ .
.. ويلحق بهذا النوع الأخير من المشكلات ، مشكلاتٌ يمكن وصفها بأنها نفسية ! إذ لايلقى المفهرسون تقديراً ، كهذا الذى قد يجده المحقِّقون والدارسون .. مع أن الفهرسة هى الأصل والمنطلق .
* * *
وفى هذه الورقة البحثية ، نلقى الضوء على إحدى المشكلات العملية المتخصِّصة، هى مشكلة توثيق عنوان ومؤلف المخطوطة عند فهرستها .. فنقول والله المستعان :
التَّوْثِيقُ والفَهْرَسَةُ
التوثيق ، هو عمادُ الفهرسة .. ولانبالغ إذا قرَّرنا أن التوثيق هو الفهرسة كلها! ذلك لأن جميع خطوات الفهرسة ، من وصفٍ للمخطوطة ، وذكرٍ لأولها وآخرها ، وإيراد عدد أوراقها ومسطرتها ومقاسها -ناهيك عن عنوانها الصحيح ومؤلفها- هى جميعاً عملياتٌ توثيقية لهذه المخطوطة أو تلك .. ولايخرج عن ذلك، وفقاً لنظام الفهرسة الذى نتَّبعه ؛ إلا خطوة واحدة هى التصنيف باعتبارها الخطوة الوحيدة التى تنصبُّ على مضمون المخطوطة ، بقطع النظر عن كَيانها المادى .
غير أن الاصطلاح (التوثيق) جرى بين العاملين فى ميدان التراث، مصحوباً بدلالة خاصة ، هى تحديداً : توثيق عنوان المخطوطة ، ومؤلِّفها .. وهو أمرٌ كما سنرى ، ليس بالهيِّن .
ولايفوتنا هنا ، أن العنوان أو المؤلِّف هما أول بيانٍ يطالعه الناظرُ فى الفهارس الورقية ، سواءً المنشور منها فى شكل كتاب، أو المرتَّب على هيئة بطاقات .. فكلها ، تبدأ بالعنوان أو بالمؤلف ؛ وفقاً لطريقة الفهرسة التى ارتضاها مَنْ قام ، أو مَنْ قاموا ، بالفهرسة.
ومن المعروف ، أن التوثيق يتم فى أغلب الأحيان ، اعتماداً على مصادر ومراجع تراثية مشهورة ، فإن كان المطلوب توثيق عنوان، كان الرجوع لأعمالٍ مثل كشف الظنون عن أسامى الكتب والفنون لحاجى خليفة، وذيله إيضاح المكنون لإسماعيل باشا البغدادى ، ومن قبلهما الفهرست لابن النديم .. هذا بالإضافة إلى عديد من الببليوجرافيات والبيوجرافيات، التى قد يُستعان بها أيضاً عند توثيق المؤلِّفين ، بعد مصادر مباشرة لتوثيق المؤلف ، مثل معجم المؤلفين لعمر رضا كحالة والأعلام لخير الدين الزركلى وتاريخ الأدب العربى لكارل بروكلمان .. وغير ذلك .
وهناك العديد من الصعوبات التى تصادف خطوتىْ توثيق العنوان وتوثيق المؤلِّف، ولسوف نسعى فيما يلى لحصر هذه الصعوبات - أو بالأحرى: المشكلات- التى قد تصادف الخطوتين . وتجدر الإشارة ، قبل الخوض فى التفاصيل ، إلى نقطتين أساسيتين تتعلَّقان بالقضية التى نحن بصددها .. ونعنى بذلك :

أولاً :
هناك طائفة من المخطوطات لاتخضع للمعايير التقليدية للفهارس ، ولا للنظم المتعدِّدة للفهرسة .. وهى بالتالى ، لاتثير مشكلات فنية فيما يتعلق بتوثيق العنوان والمؤلف ؛ فمن ذلك المصاحف .. فقد توجد المستنسخات القرآنية كاملة أو غير كاملة ، وفى كلتا الحالتين لاتواجه المفهرس أية صعوبات فى التوثيق ! فحسبه أن يذكر الملامح والصفات التى يجدها فى كل مخطوطة، وبداية ونهاية كل نسخة غير كاملة .. ويضع ذلك كله فى قائمة مستقلة . ومن الأفضل أن تنفصل هذه القائمة عن بقية الفهرس ، وتوضع بأوله، تبجيلاً وتشريفاً لمحتواها .. ويدخل فى هذا الباب ، بقية الكتب السماوية : الأناجيل، والتوراة .
وقريب مما سبق ، كُتب الصِّحَاح .. إذ تستلزم فهرستها -بالإضافة إلى الوصف - ذِكْرَ العناوين التى تكون فى الغالب الأعم ، مشهورة .. أو وَضْعَها تحت عنوان تقديرى فضفاض ، هو : أحاديث شريفة . وقد يُذكر معها راويها، أو جامعها ، من دون إشارةٍ إلى المؤلِّف وإلا صار الأمر سخيفاً ومضحكاً، كأن يُقال : أحاديث شريفة لسيدنا محمد بن عبد الله ( .
ولامجال فى الحالتين السابقتين ، للكلام - بالطبع- عن نسخة بخط المؤلِّف ! ولكم يتندَّر د. محمود الطناحى ، بين التراثيين ، بأن أحدهم طلب منه يوماً، مخطوطة قرآنية .. بخط المؤلِّف .
ثانيــاً :
إن الصعوبات ، أو المشكلات ، التى سنذكرها فيما يأتى .. ليست من قبيل التصوُّرات النظرية ، أو التأمُّلات فيما يمكن أن يصادفه المفهرس عند توثيقه العنوان والمؤلف . وإنما هى نتاجُ خبراتٍ عملية ، ومواقف عاينَّاها أثناء فهرستنا لما يقرب من ثمانية عشر ألف مخطوطة، موزَّعة على مكتبات : جامعة الإسكندرية (1690 مخطوطة) رفاعة الطهطاوى (1481مخطوطة) بلدية الإسكندرية (قرابة 6000 مخطوطة) مسجد أبى العباس المرسى (قرابة 2700 مخطوطة) بلدية دمنهور (266 مخطوطة) مسجد المحلى برشيد (104 مخطوطة) المعهد الدينى بطنطا (3000 مخطوطة) المسجد الأحمدى بطنطا (2700 مخطوطة) .. ولا يزال عملنا جارياً فى فهرسة مجموعات خطية أخرى ، كمجموعة المعهد الدينى بالإسكندرية (1785 مخطوطة)
مُشْكِلاَتُ تَوْثِيقِ العُنـْـوَانِ
لعل من أبرز المشكلات التى تواجه المفهرس عند توثيق العنوان ، ما ينشأ من عجلة المفهرس واطمئنانه إلى المشهور المتداول من عناوين ، قد تكون مـوهومـة .. وقد يجدها المفهرس على غلاف المخطوطة المفهرسة ، فيتدعَّم وَهْمُـهُ ! والأمثلة على هذا الأمر ، فى تراثنا ، كثيرة . فقد اشتهر - مثلاً - لابن خلدون المقدمة .. وإن هى إلا الجزء الأول ، أو المجلد الأول، من كتاب كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر فى أيام العرب والعجم والبربر .
وقد مرت علينا واقعة من هذا الباب ، فى المخطوطة رقم 1964/د بمكتبة بلدية الإسكندرية ، وهى التى تضم متناً من أشهر متون الحديث الشريف، هو مقدمة ابن الصلاح .. بيد أن عنوانها الصحيح هو كتاب معرفة أنواع الحديث ! وهو العنوان الذى اختاره ابن الصلاح لكتابه .. إذ المخطوطة المذكورة ، من إملاء مؤلّفها ، وسُمعت عليه ، وأجازها .. وبـآخرهــا وأولهــا
سماعه وإجازته - وعنوانها الصحيح - غير أن الكتاب عُرف من بعد ، ونُشر، بعنوان : مقدمة ابن الصلاح !
وقد تواجه المفهرس مشكلةٌ فى توثيق العنوان ، إذا اشتمل هذا العنوان على كلمة غريبة أو غير عربية ، مما يمكن معه أن ينصرف الذهن عن العنوان الصحيح .. فقد يجد المفهرس مخطوطةً على غلافها ألف باء وسط تملكات وقراءات وساعات ونقول كثيرة ، فلا ينتبه إلى أن ذلك هو عنوان كتاب ابن الشيخ البَلَوى (أبى الحجاج يوسف بن محمد بن عبد الله الأندلسى ، المتوفى 604هجرية) الذى جعله بعنوان ألف باء مما صُنع للألباء .. وقد مرت علينا منه نسختان بمكتبة رفاعة الطهطاوى ، الأولى تضم الجزء الأول فقط، والأخرى تضم جزئيه ؛ وكلتاهما محفوظة بمجلدٍ واحد بالمكتبة تحت رقم 21/أدب .
ومن الكلمات غير العربية ، والغريبة ، التى صادفناها أثناء فهرسة مخطوطات رفاعة ، ما ورد فى عنوان المخطوطة رقم 69/أدب، حيث كتب الناسخُ عنوانَها : دستيجة المقتطف .. ولأن الكتاب لم يرد فى كشف الظنون، ولا فى غيره، فكان لابد من توثيق هذا العنوان، ووَضْعِه على النحو الصحيح بالرجوع إلى المعاجم الفارسية التى عرفنا منها أن صواب الكلمة - وبالتالى العنوان- هو : دَسْتَجَةُ المقتطف من بواكير الحدائق والغرف .. يقول السيد أدى شير فى معجمه الشهير : دستجة كلمة فارسية معرَّبــة ، تعنــى الحـزمــة
والإناء الكبير من الزجاج .
ومن العناوين الغامضة التى وجدناها ، ومن الممكن أن يجدها أى مفهرس، ما رأيناه على غلاف المخطوطة رقم 338/ جعفر ولى، بالمكتبة المركزية لجامعة الإسكندرية ، حيث كُتب : سلكوتى على المطول ! وبعد توثيقها ظهر أنها : حاشية السيالكوتى (عبد الحكيم بن شمس الدين محمد الهندى، المتوفى 1067 هجرية) على شرح التفتازانى المطول على تلخيص المفتاح للقزوينى .. والمفتاح هنا، هو كتاب مفتاح العلوم للسكَّاكى .
ومما يوقع المفهرسين، فى مشكلات التوثيق، وأوقعنى كثيراً، تداخلُ عناوين المؤلَّفات التراثية فى شتى الفروع والفنون والمعارف .. فمن كتابٍ له أكثر من عنوان ، إلى عنوانٍ واحد لعدة كتب ! ومن أمثلة تَعدُّد العناوين للنص الواحد :
* السنوسية الصغرى/ أم البراهين للسنوسى (فى علم الكلام)
* بدء الأمالى / قصيدة يقول العبد للأوشى الفرغانى (فى علم الكلام)
* الكواكب الدرية فى مدح خير البرية / البردة للبوصيرى (فى المدائح النبوية)
* الرامزة / الخزرجية لضياء الدين الخزرجى (فى عروض الشعر)
* المقصد الجليل فى علم الخليل / نهاية الراغب فى شرح عروض ابن الحاجب للإسنوى (فى عروض الشعر)
* قصيدة ابن فرح / منظومة غرامى صحيح لابن فرح الإشبيلى (فى الحديث)
* السمرقندية / رسالة الاستعارات للسمرقندى (فى البلاغة)
* الخواص الكبير / المقالات الكبرى / الرسائل السبعية / الجامع لجابر بن حيان (فى الكيمياء)
* تدارك أنواع الخطأ الواقع فى التدبير / دفع المضار الكلية عن الأبدان الإنسانية لابن سينا (فى الطب)
والعجيب ، أن بعض مشاهير المؤلفين القدامى ، لم يترفَّقوا بمن سيأتى بعدهم من المفهرسين ! إذ نراهم يتعمَّدون ازدواج العنوان .. وهو ما وجدناه فى مخطوطة الشيخ عبد الرؤوف المناوى المحفوظة بمكتبة رفاعة الطهطاوى تحت رقم 61/ فقه، التى يقول فى ديباجتها : الحمد لله الذى مَنَّ بتيسير تحبير تحرير تنقيح الشريعة .. وبعد .. فشرعت فى ذلك مستعيناً بالرؤوف الرحمن، وسميته إحسان التقرير فى شرح التحرير ، ويحسن أن يُسمى فتح الرؤوف الوهاب بشرح تنقيح اللباب! ومما يزيد فى المشكلة، أن الكتاب هو شرح مختصر زكريا الأنصارى لكتاب تنقيح اللباب لأبى زرع ، الذى هو مختصر كتابين لإمام الحرمين أبى المعالى الجوينى ، كلاهما يحمل عنوان لباب الفقه.. وقد خرجنا من هذا الالتباس ، بتوثيق وضبط العناوين معاً، ووَضْع أحدهما فى الترتيب الألفبائى للعناوين التى يضمها الفهرس والآخر على شكل إحالة إلى العنوان الأول .
وها هو ناظمٌ متأخر ، أعنى عبد العزيز الأنصارى الفرغلى (المتوفى 1216 هجرية يعمد إلى متنٍ نحوىٍّ مشهور ، هو قَطْرُ الندى وبَلُّ الصدى لابن هشام الأنصارى ، فينظمه فى قصيدة كُتبت إحدى نُسخها الخطية بعنوان نظم قطر الندى .. ونسخة أخرى من القصيدة ذاتها ، عنوانها غيث الندى ! وكلتا النسختين ، كُتبت فى حياة المؤلِّف .
أما وجود عدة نصوص تراثية تحت عنوانٍ واحدٍ بعينه ، فهذا ما يكثر وقوعه، حتى يكاد يستعصى على الحصر .. وإذا نظرنا فى كشف الظنون لرأينا عديداً من الأمثلة على ذلك . وقد صادفتنا هذه المشكلة من التداخل، فى كافة المكتبات التى فهرسناها، وكانت بعض الحالات أكثر إشكالاً ومجلبة للحيرة، مثل مخطوطة مسجد أبى العباس المرسى المحفوظة تحت رقم 1042/ تصوف، وبياناتها تدل على أنها وسيلة المبتدى ودليل المنتهى وأنها النصف الثانى من الجزء الرابع من كتاب البحر الزاخر ، ليوسف الطوسى ؟! واتضح عند التوثيق، أن هناك أكثر من كتاب بالعنوان نفسه ، منها : البحر الزاخر (فى تجريد كتاب السراج الوهاج) البحر الزاخر (فى الفروع على مذهب الزيدية) البحر الزاخر (فى فقه الإمامية) البحر الزاخر (الحاوى لعلوم الأوائل والأواخر) البحر الزاخر (فى تاريخ العالم وأخبار الأوائل والأواخر) البحر الزاخر (والفلك الدائر فى علم النبى الطاهر ) .. وهكذا، ولكم طال عكوفنا على هـذه البحــار حتى رجحَّنا البحر الزاخر المقصود .
وفى مكتبة بلدية الإسكندرية ، كانت هناك رسالة لمؤلف مغمور ، هو مصطفى بن السلطان أحمد خان ، كان عنوانها النجوم الزاهرة (فى حوادث مصر والقاهرة) يتداخل بالتشابه مع : النجوم الزاهرة (بتلخيص أخبار قضاة مصر والقاهرة) لسبط بن حجر ، النجوم الزاهرة (فى أخبار ملوك مصر والقاهرة) لابن تغرى بردى ، النجوم الزاهرة (فى الجيب بغير مُرى ولا دائرة) لمحمد الخليلى ، النجوم الزاهرة (فى السبعة المتواترة) لابن عبد الله المقدسى .
وللإمام الغزالى ، وللديرينى -كلاهما- كتابٌ بعنوان : المقصد الأسنى فى شرح أسماء الله الحسنى .. وللخطيب التبريزى ، وللعبيدى ، -كلاهما- كتابٌ بعنوان : الكافى فى علمىْ العروض والقوافى.
وقد يأتى تداخل العناوين ، المربك للمفهرسين ، بفعل عمليات الشرح والتحشية والاختصار ، كما هو الحال فى هذه المجموعة من الأعمال متداخلة العناوين : تحفة الراغبين فى بيان أمر الطواعين لأحمد رشيد الرومى (نسخة بلدية الإسكندرية رقم 3590/ج فنون منوعة) الذى هو مختصر كتاب بذل الماعون فى فضل الطاعون لابن حجر العسقلانى، والذى اختصره أيضاً جلال الدين السيوطى فى كتاب بعنوان ما رواه الواعون فى أخبار الطاعون ثم لخص المنـاوى نفس الكتاب ! ووضع البيلونى كتاباً آخر بعنوان : خلاصة ما يحصــل عليه الساعون فى أدوية الوباء والطاعون .
ومما قابلناه من هذه النوعية ، تداخلاتٌ كثيرة تتعلق بالمخطوطة رقم 60/ فقه بمكتبة رفاعة الطهطاوى بسوهاج ، وعنوانها الكوكب المنير على فتح القدير بشرح تيسير التحرير ، للرشيدى (حسين بن سليمان الشافعى ، المتوفى 1205 هجرية) حيث : التحرير فى أصول الفقه ، لابن الهمام الحنفى المتوفى 861 هجرية، شرحه أمير بادشاه البخارى شرحاً ممزوجاً عنوانه تيسير التحرير وعلى الشرح حاشية بعنوان فتح القدير والمخطوطة المفهرسة هى حاشية على حاشية الشرح ! ويتداخل مع ذلك - ويُربك - مؤلفاتٌ فقهية أخرى تتشابه عناوينها مع هذه الشجرة من المتن والشروح والحواشى؛ منها فتح القدير للعاجز الفقير وهو شرح ابن الهمام الحنفى ، نفسه، على الهداية فى فروع الفقه، للمرغينانى .. ومنها التحرير فى شرح ألفاظ التنبيه وهو شرح النووى على كتاب التنبيه فى فقه الشافعية ، للشيرازى .
أما أعظم عملية تداخل وإرباك ، فهى التى تقابل المفهرس عند توثيق عناوين مخطوطات الشروح والحواشى والتقييدات التى طالما وضعها العلماء - على امتداد القرون- على كتاب مفتاح العلوم للسكَّاكى، ومختصره تلخيص المفتاح للقزوينى، وشرح المختصر : المطول للتفتازانى .. ولطالما عانيتُ من توثيق (شجرة المفتاح) هذه ، حتى أننى رسمتها بالفعل على شكل شجرة من العلاقات بين النصوص ، فساعدنى ذلك على تحديد موقع الحواشى والشروح. ولهذا الأمر تفصيل يطول ، ويخرج عن الغرض المبتغى هنا؛ وربما نعود إلى تفاصيله، وإلى أمثاله، فى عملٍ بحثى آخر نجعله بعنوان: أشجار المؤلفات العربية.
وقد يجد المفهرس مشكلات فى توثيق العنوان، بسبب إعادة المؤلِّف تحرير ما كتبه، وتعديله ؛ بحيث يختلف النصُّ من مخطوطة لأخرى ، مع أن كافة مخطوطات الكتاب تحمل العنوان نفسه .. مما يوقع المفهرس المدقِّق فى الحيرة ، إذ يصادف عدة نسخ بعنوانٍ واحدٍ واختلافات كثيرة . ولانعنى هنا -فقط- الاختلاف بين المسودة والمبيضة ، وإنما - أيضاً - الاختلاف فيما بين المبيضات المزيدة .. ومن أبرز الأمثلة على ذلك ، ما وجدناه أثناء فهرسة مخطوطات بلدية الإسكندرية، حيث كانت هناك إحدى عشر نسخة من رسالة سبط الماردينى (محمد بن محمد بن أحمد الدمشقى، المتوفى 907 هجرية) الشهيرة الرسالة الفتحية فى الأعمال الجيبية وفيما بين النسخ اختلافاتٌ عديدة ، بسبب إعادة المؤلِّف صياغة رسالته، وتعديلاته الكثيرة التى أجراها على فصولها العشرين .
وأخيراً .. فقد تنشأ مشكلات توثيقية بسبب وحدة الباب أو الموضوع المكتوب فيه، مع اختلاف النصِّ والمؤلِّف . ومن أبرز الأمثلة على هذا النوع: كتب الأربعينيات التى طالما وضعها المحدِّثون على مَرِّ القرون، عملاً بالحديث الشريف : مَنْ حفظ على أمتى أربعين حديثاً فى أمر دينها، بعثه الله يوم القيامة فى زمرة الفقهاء والعلماء .. ولأن كثيرين أحبوا أن يُحشروا فى هذه الزمرة الطيبة، فقد امتلأ تراثنا بكتبٍ تحمل - جميعها - عنوان: الأربعين . وفى مكتبة رفاعة الطهطاوى ، وحدها ، المخطوطات التالية : الأربعون (الودعانية) الأربعون (النووية) الأربعون (البكرية) الأربعون (البلدانية) الأربعون (فى فضل الرباط والجهاد) الأربعون (فى فضل الصلاة على النبى () .. وعلاوةً على ذلك، فى مكتبة مسجد أبى العباس المرسى ، يوجد : الأربعون (ليحيى بن نصوح بن إسرائيل) الأربعون (للبركوى) الأربعون فى فضائل رمضان (لسويدان الصغير ) الأربعون فى فضل ليلة النصف من شعبان (لسويدان الصغير، نفسه) الأربعون (للعلمى) .. وفى مكتبة جامعة الإسكندرية ، غير ما سبق : الأربعون (للوهرانى) الأربعون (للمقدسى) .
وهناك ، بالطبع ، المزيد من الأربعينيات فى مكتبات أخرى، وكثيرٌ منها يخلو من اسم جامعها .. مما يعسر معه توثيق عنوان المخطوطة.
مُشْكِلاَتُ تَوْثِيقِ المؤَلِّفِ
وفقاً لطريقتنا فى الفهرسة .. يتم توثيق المؤلف، بعد التثبُّت من صحة نسبة الكتاب إليه ، والرجوع إلى المصادر والمراجع التى ذَكَرْتهُ ، ثم إيراده بعد عنوان مخطوطته ؛ على النحو التالى :
اللقب المشهور به (الكنية ، الاسم الثلاثى ، النسبة ) تاريخ الوفاة المصادر : كشف الظنون - معجم المؤلفين - بروكلمان.
بيد أن ما سبق ، لايجرى دوماً مع المفهرس على نحوٍ بسيط ، وبطريقةٍ آلية سهلة. ذلك أنه فيما عدا المتون المشهورة لكبار المؤلفين - حيث لامشكلة فى معرفة المؤلف وتوثيقه - هناك ما لاحصر له من صعوبات قد تعترض عملية توثيق المؤلف .. بل إن عديداً من المخطوطات ، لمؤلفات غير مشهورة ، لا تذكر- أصلاً- اسم المؤلِّف . وبالتالى ، يتعيَّن على المفهرس ، حتى يوثِّق المؤلِّف المجهول ، أن يعرفه ! وهو أمر ليس بالهيِّن ، فى كثيرٍ من الحالات.
وبالإضافة إلى هذه المشكلة (الأساسية) التى تقابل المفهرس بصدد بعض المؤلِّفين المجهولين ، وهم كُثر .. هناك مشكلات أخرى ، نذكر فيما يلى ما صادفناه منها :
يعرف المشتغلون بالتراث ، أن الحضارة العربية الإسلامية حظيت عبر تاريخها الطويل بعديدٍ من الأُسر العلمية التى اشتغل أفرادها بالعلم والتأليف، جيلاً بعد جيل . ونظراً لوحدة اللقب بين أفراد الأسرة الواحدة، قد يجد المفهرس تداخلاً بينهم ، يعسر معه ضبط وتوثيق الواحد منهم. والأكثر من ذلك، أن تكون الأسرة صاحبة اللقب مشهورة، لكن هذا المؤلف بالذات مغمور .. والمثال على ذلك ، ما وجدناه فى المخطوطة رقم 77/ نحو بمكتبة رفاعة الطهطاوى ، حيث دلَّت يبانات الناسخ على أنها الفوائد الجلية فى شرح منظومة الآجرومية ، لمحمد بن عبد الله الطبرى وكما هو معروف، فإن الطبرى لقبٌ لأسرةٍ علمية شهيرة، ضمَّت على مَرِّ القرون عديداً من العلماء المشاهير، غير أن الطبرانيين ليس من بينهم مَنْ اسمه محمد بن عبد الله .. وكانت غاية توثيقنا له، بعد تفتيش المصادر والمراجع ، هو ذِكْرُ لقبه واسمه ، والإشارة إلى أنه من أهل القرن العاشر الهجرى اعتماداً على معلومةٍ وردت فى المخطوطة، تفيد أنه ألَّفها سنة 976 هجرية .
ويزداد الأمر إشكالاً ، إذا ما انضاف للتداخل فى اللقب تداخلٌ فى موضوع المخطوطة. ومثاله وسيلة نزهة أولى الألباب فى النسخة الخطية المحفوظة ببلدية الإسكندرية تحت رقم 3680/ حساب ، حيث ورد اسم المؤلِّف ولقبه فى المخطوطة: عبد الوهاب بن عبد القادر الأزهرى بن الفرضى .. وهو فى كشف الظنون : محمد بن عبد القادر الأزهرى الفرضى . والمخطوطة الوسيلة هى شرح والده (عبد القادر ) على النزهة التى هى نزهة أولى الألباب فى علم الحساب التى هى -بدورها- مختصر ابن الهائم ، لكتابة : المرشدة !
ومن هذا النوع ، أيضاً ، مخطوطة شرح اللامية (التحفة الوردية) للبيجورى المحفوظة بمكتبة رفاعة الطهطاوى تحت رقم 90/أدب ، فقد جاء اسم المؤلِّف ولقبه فى المخطوطة : إسماعيل البيجورى .. والذين يحملون هذا اللقب ثلاثةٌ، ليس من يبنهم، مَنْ اسمه إسماعيل ! وهم : إبراهيم بن أحمد البيجورى، المتوفى 825 هجرية . محمد بن إبراهيم بن أحمد البيجورى، المتوفى 863 هجرية . أحمد بن محمد بن إبراهيم البيجورى، من أهل القرن التاسع الهجرى ! ومن ثَمَّ ، لم نتمكَّن من توثيق المؤلف ، مع أننا وثَّقنا عنوان المخطوطة (بالرجوع إلى كشف الظنون، وذيله : إيضاح المكنون)
وقريبٌ مما سبق ، ومشكلٌ ، ما يجده المفهرس من تطابق فى أسماء وألقاب المؤلِّفين .. ومثاله ، مخطوطة نتيجة الميقات فيما لعرض اللام من الأوقات وهى منظومةٌ فى المواقيت ، توجد منها نسخة بمكتبة جامعة الإسكندرية - تحت رقم 664/ جعفر ولى- جاء فيها أن المؤلف هو أحمد المرزوقى المالكى وأن تاريخ نسخها كان سنة 1010 هجرية . وعند توثيق المؤلف ، وكمن الإشكال فى الآتى : لم يرد ذكر المنظومة فى كشف الظنون ولا فى إيضاح المكنون وورد فى معجم المؤلفين اثنان باسم ولقب أحمد المرزوقى الأول : أحمد بن محمد المرزوقى الأصفهانى ، المتوفى 421 هجرية . والآخر: أحمد بن محمد بن رمضان المرزوقى المالكى، كان حياً سنة 1281 هجرية .. وقد بدا لنا أنه الأخير ، بيد أن تاريخ نسخ المخطوطة سابقٌ بكثير على التاريخ الذى كان الرجل حياً فيه، وفقاً لما أورده عمر كحالة الذى اعتمد بدوره على البغدادى . وهكذا لم يبق إلا القول بأن هذا المؤلف لم تذكره المراجع ، أو وقع خطأ فى تاريخ حياته ! وفى الحالتين ، لا يمكن توثيقه باطمئنان .
وكثيراً ما تخطأ المصادر والمراجع وهى تترجم للمؤلفين ، مما يسبب للمفهرس بعض المشكلات عند التوثيق .. فعلى سبيل المثال، تذكر مصادر التوثيق أن مؤلف الإنسان الكامل فى معرفة الأواخر والأوائل هو عبد الكريم الجيلانى المتوفى 832 هجرية (أو 820 هجرية) غير أننا نعرف أنه عبد الكريم الجيلى، المتوفى 826 هجرية وقد حقَّقنا سنة وفاته فى أعمال مبكرة لنا، صوَّبنا فيها اضطراب المترجمين له فى سنة الوفاة، وفى صحة اللقب (الجيلى، لا الجيلانى) .. إذ الجيلانى - مثل الشيخ عبد القادر - هو المنتسب إلى جيلان ، أما إذا انتسب الرجل إلى جماعة أو شخصية جيلانية، وكان مولده فى بلد آخـر
غير جيلان، فإنه يلقَّـب بالجيلى .. والعجم يقولون لكليهما : كيلانى !
بيد أن الأمر قد يكون أشد التباساً مما سبق ، وأقل قابلية للتحقيق والتثبُّت، ومن ثَمَّ التوثيق .. ومما صادفنا من ذلك، مخطوطة رفاعة الطهطاوى المحفوظة تحت رقم 42/ تاريخ، التى عنوانها مختصر وفيات الأعيان لابن خلِّكان ولم يُذكر بأولها صاحب المختصر .. ورجَّحنا - استناداً لبعض الإشارات بآخرها - أن يكون صاحب المختصر هو ناسخ المخطوطة عبد الرحمن جوهر بن عبد الحى الذى كتبها سنة 666هجرية . وبالرجوع إلى كشف الظنون، وجدنا حاجى خليفة يشير إلى عدة مختصرات لوفيات الأعيان، ويشير أيضاً إلى أن ابن خلِّكان انتهى من الكتاب سنة 672 هجرية (بعد نسخ المختصر بست سنوات !) .. وهكذا ، صارت أمامنا مشكلة تخرج عن أفق التوثيق، وتحتاج إلى بحثٍ مفرد فى عالم وفيات الأعيان.
ومن ذلك أيضاً ، مخطوطة رفاعة المحفوظة تحت رقم 8/صرف ، وهى رسالة فى المنطق كتبها على الصغير (المتوفى 719 هجرية) بعنوان رسالة فى بيان القضايا الموجَّهات وقد أشار إليه - بوضوح - صاحب معجم المؤلفين، و يوجد مؤلِّف آخر معروف بالاسم واللقب نفسهما .. ولكن فى المخطوطة إشارة نصُّها : وبقية أحكامها ، من التناقض والعكس ، مذكورة فى المطولات، وقد أفردها شيخنا الإمام أحمد الملوى .. إلخ . والإشكال هنا ، أن أحمد الملوى توفى سنة 1181 هجرية ! فهل يشير على الصغير إلى ملوىٍّ آخر غير المشهور ، أم أن مؤلِّف الرسالة تلميذٌ لأحمد الملوى .. وهو بالتالى غير علـى الصغير المشهـور ؟
ويزداد الأمر إشكالاً ومجلبةً لحيرة المفهرس ، إذا دَلَّس الناسخُ .. والنُّسَّاخُ كثيراً ما يدلِّسون :
فى إجازة البدرى الدمياطى (شمس الدين محمد بن محمد الشافعى، المتوفى 1140 هجرية) المحفوظة مخطوطتها بمكتبة رفاعة الطهطاوى تحت رقم 18 / حديث ، ذكر الناسخ أن الإجازة بخط البديرى الدمياطى نفسه، كتبها سنة 1224 هجرية! وكنا قبلها قد فهرسنا مخطوطة للبديرى الدمياطى، محفوظة بجامعة الإسكندرية تحت رقم 51/ عزيز سوريال، عنوانها إتحاف الرفاق وكانت بخط المؤلِّف، كتبها سنة 1139 هجرية ! .. وهو ما يستقيم مع تاريخ وفاته، ويكشف تدليس ناسخ المخطوطة المحفوظة بمكتبة رفاعة الطهطاوى . وليت الأمر وقف عند هذا الحد، إذ لاتزال هناك إشكالات أخرى! فالبديرى الدمياطى ، فى معجم المؤلفين ، هو : الشهير بابن الميت، المتوفى 1131 هجرية .. وهو فى هدية العارفين : المتوفى سنة 1141 هجرية . ولم يوضِّح صاحب معجم المؤلفين ، من أين أتى بهذه الشهرة ! ولم يوضِّح البغــدادى ، من أين استدل على تاريخ الوفاة .. ويبقى على المفهرس - لكـى يوثِّق- أن يحل هذه الإشكالات جميعاً.
وفى بعض الحالات ، يستحيل توثيق المؤلف ! وذلك حين تسكت عن ذكره المراجع، ولايبقى إلا البحث عن أية معلومة قد تتيسَّر من المخطوطة .. ولدينا مؤلِّف مثل محمد بن يوسف الأنطاكى له فى مكتبة رفاعة الطهطاوى أربع وعشرون رسالة بديعة العناوين، مثل : النفحات فى معرفة الثقات، نظم المسايرة فى مسايرة المطابقة والمغايرة ، نبذة الفوائد فى خرق العوائد ، مختصر اللباب لأولى الألباب فى القدر الأنساب، كنى التصفيق ونعم الرفيق .. إلخ . ومع ذلك، لم يُشر إليه فى أى مصدر توثيقى ، ولم يمر ذكره فى أى مرجع ! وغاية ما استطعناه فى توثيقه، أن ذكرنا أنه: من أهل القرن العاشر الهجرى .. لأن هذه الرسائل ، كتبها مؤلِّفها - بخطه - سنة 961 هجرية .
وقد يكون الكتاب مشهورٌ عنوانه ، ومع ذلك يستحيل توثيق مؤلِّفه .. بل لايمكن معرفة هذا المؤلف أصلاً ! وغالبية المؤلفات التى فى العلوم الخفية من هذا النوع .. فهى مشهورة بعناوينها ، مجهولة المؤلف. غير أن علوماً أخرى، غير خفية، قد تشهد حالات مماثلة ؛ فمن ذلك ، الكتاب الشهير فى علم الصرف: المطلوب فى شرح المقصود .. فالكتابان ، المقصود والمطلوب ، لمؤلف مجهول . يقول حاجى خليفة : المقصود فى التصريف، اختُلف فى مؤلفه ، فقيل للإمام الأعظم (يقصد أبا حنيفة) وقيل لغيره، وجزم المولى محمد بن بير على المعروف ببيركلى، فى شرحه المسمى بإمعان الأنظار، بالأول .. وشرحه بعض العلماء وسماه المطلوب . وقد فهرسنا عدة نسخ خطية من الكتاب، فى عدة مكتبات ؛ ولم نجد فى واحدة منها إشارة واضحة إلى المؤلف أو الشارح .
ومما سبق ، أيضاً ، عدة نسخ خطية من شرح إيساغوجى لأثير الدين الأبهرى ، وهو شرح مشهور لهذه الرسالة المنطقية ، يبدأ بقول الشارح : الحمد لله الواجب وجوده .. افتتح كتابه بالحمد بعد الابتداء بالتسمية ، لأن أداء الواجب من شكر نعمته واجب .. إلخ. وقد فهرسنا من هذا الشرح نسخةً بجامعة الإسكندرية (تحت رقم 326 / جعفر ولى) ونسختان بمكتبة رفاعة الطهطاوى (تحت رقمىْ 6، 19/ منطق ) واجتهدنا فى معرفة هذا الشارح -التى خلت النسخُ الثلاث من اسمه - فلم نتمكَّن من ذلك .. وبقى الشارحُ مجهولاً ، غير موثَّق، إلى حين الوقوع على معلومة عنه - يوماً ما - فى إحدى النسخ الخطية من هذا الشرح .
* * *
وعلاوة على ما سبق ، كله ، قد تصادف المفهرس حالات مشكلة، تحيِّره فى توثيق العنوان والمؤلف معاً .. ولنختم هذا البحث بحالتين من هذا الباب :
فى مكتبة رفاعة الطهطاوى ، تحت رقم 8/ أدب ، مخطوطة الظرائف واللطائف فى المحاسن والأضداد ، للمقدسى (أبى نصر أحمد بن عبد الرازق) وبعد طول بحث من أجل توثيق العنوان والمؤلف ، كتبنا فى هامش الفهرس ما يلى: المحاسن والأضداد عنوان كتاب معروف للجاحظ (راجع : كشف الظنون ص 1609) لكن بداية المخطوطة ، تشير إلى أنها مختصر كتابين للثعالبى، هما : الظرائف واللطائف ، اليواقيت فى بعض المواقيت ..والكتاب الأول غير معروف، أما الكتاب الآخر ففيه تصحيفٌ وتحريف؛ وصوابه اليواقيت فى اللغة لصاحب ثعلب (أبى عمر محمد بن عبد الواحد ، صاحب اللغوى الشهير ثعلب : صاحب المجالس) أما اليواقيت فى علم المواقيت فهو عنوان عدة كتب، لعدة مؤلفين .. ولم نجد من بين الملقَّبين بالمقدسى ، مَنْ تكون كنيته (أبو نصر) واسمه (أحمد بن عبد الرازق) .. فانظرْ فى ذلك كله .
وفى المكتبة ذاتها ، تحت رقم 75/ تاريخ ، مخطوطةٌ مجهولة المؤلف ، عنوانها برهان الكمال وكمال البرهان فى ترجمة خلفاء الزمان وبعد طول معاناة فى توثيق عنوانها ومؤلفها ، كتبنا فى الهامش :
فى عنوان المخطوطة ومؤلفها إشكالٌ . أما العنوان ، فلم نقع عليه فى المصادر . وأما المؤلف، فهو لم يرد فى المخطوطة، وفى السجل القديم للمكتبة ، ذُكِرَ أن مؤلفها (يوحنا مكاريوس) وهو اسم لم نقع إلا على شبيه له فى معجم المؤلفين (13/242) هو : يوحنا أبكاريوس ، مؤرِّخ أديب ، توفى سنة 1306 هجرية . لكن تاريخ نسخ المخطوطة ، سنة 825 هجرية ، وهو أقدم بكثير كما ترى .
.. وبعد ؛ هل يدخل المفهرسون الجنة فى الآخرة ، مثوبةً على معاناتهم فى الدنيا ؟!
المصدر

http://www.ziedan.com/research/maao.asp

أحمد أبو خليل
Nov-09-2006, 05:43 PM
طالب من كلية دار علوم كنت أبحث عن كتاب البحر الكامل في تاريخ الغلام والأوائل والأواخر ولم أجده إلا عرضا في مقالكم أرجوا موافاتي بمكانه( دار النشر) ......... ولكم جزير الشكر
بريدي الإلكتروني [URL="a_abookhalil@yahoo.com"]

عبده الحلو
Mar-03-2013, 01:00 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت اعمل بحث عن نشاءة الشبكة العنكبوتية ودورها في خدمة المكتبات
وفي الحقيقه انا احتاج لبعض الكتب في هذا الموضوع
وارجوا المساعدة
مع خالص الشكر

anameri
Mar-09-2013, 06:08 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت اعمل بحث عن نشاءة الشبكة العنكبوتية ودورها في خدمة المكتبات
وفي الحقيقه انا احتاج لبعض الكتب في هذا الموضوع
وارجوا المساعدة
مع خالص الشكر

و عليكم السلام

تفضل بعض الروابط:

http://informatics.gov.sa/articles.php?artid=203

http://informatics.gov.sa/articles.php?artid=501

http://www.geologyofmesopotamia.com/usingtheweb.html

http://cutt.us/DwIH

http://alyaseer.net/vb/showthread.php?t=32460

بالتوفيق لك