المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مشروع يمني طموح لحفظ مخطوطات المكتبات الخاصة


يوسف العتيق
Sep-17-2006, 12:31 PM
الاخوة الكرام ، لفت نظري الحديث عن التراث الخطي في اليمن وقد سعدت في فترة سابقة أن أجريت حوارا صحفيا مع احد الباحثين اليمنين المتميزين في هذا المجال ، وهو السيد محمد الهاشمي ، وفيه جواب على استفسارات كثيرة في هذا المجال وأترككم مع الحوار :
الوراق في حوار مع الباحث في المخطوطات اليمنية محمد الهاشمي
الهاشمي: لدينا الكثير من المخطوطات التي تهم دارسي التاريخ اليمني والعربي
حاوره: يوسف بن محمد العتيق:
سعدنا في وراق الجزيرة بأن حل علينا ضيفاً الأستاذ السيد محمد الهاشمي من أبناء محافظة صعدية في الجمهورية اليمنية الشقيقة، وكانت زيارته للسعودية لتعريف الباحثين والمراكز البحثية بمشروع علمي عملاق قام عليه الأستاذ الهاشمي وهو حفظ التراث الخطي اليمني على أقراص الحاسب الآلي ليستفيد أكبر عدد ممكن من الباحثين منها باليمن وخارجها. وقد التقى الهاشمي بالباحثين ومسؤولي المراكز البحثية الكبرى في العاصمة الرياض مثل مكتبة الملك فهد الوطنية ومركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية ومكتبة الملك عبد العزيز العامة. وحرصاً منا في وراق الجزيرة ليتعرف أكبر عدد ممكن من الباحثين على هذا المشروع الثقافي الضخم كان لنا هذا الحديث المختصر مع السيد محمد الهاشمي:
نبذة عن المشروع
(1) نأمل في إطلاع القارئ على نبذة عن هذا المشروع؟
نحمدك اللهم ونستعينك ونستهديك، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطاهرين وصحابته الراشدين.
بداية أشكر الجزيرة ووراقها على إتاحة هذه الفرصة، وحرصهم على التواصل الثقافي بين شعوب الأمة العربية والاسلامية، وخصوصاً الرابط الثقافي بين الشقيقتين السعودية واليمن.
اليمن مخزون ثقافي ينهل منه الجميع، ويكفي أن ننظر إلى متاحف العالم ومراكز الدراسات والبحوث والمكتبات العامة والكثير من المكتبات الخاصة وهي تحوي المخطوطات اليمنية، والتراث اليمني الذي حافظ عليه أهل اليمن من عاديات الزمن.
لقد سلم اليمن بحمد الله من الكوارث التي أودت بالتراث الإسلامي إلى الضياع، مثل ما حدث في بغداد على يد هولاكو، وما حدث في القاهرة لمكتبات الفاطميين التي كانت تحوي من التراث الإسلامي الكثير.
ولقد ساهم أبناء اليمن بانفتاحهم على الجميع على الحفاظ على التراث الإسلامي بدون تحيز، وكذلك شغفهم بالعلم جعلهم يرحلون إلى جهات عدة لاستنساخ الكتب، وأذكر من ذلك الرحلة التي قام بها من صعدة القاضي محمد بن اسحاق العبدي، والتي شملت الأماكن المقدسة، والعراق، والشام، وإيران وأفغانستان والهند، وهي من رحلات القرن الحادي عشر الهجري. وقد سبقها رحلات أخرى لمثل زيد بن الحسن البيهقي وأحمد بن الحسن الكني والقاضي جعفر بن أحمد بن عبد السلام المدفون في صنعاء في (سناع).
ضياع تراثنا جعلني أفكر في حفظه
(2) كيف بدأت الفكرة؟
لقد كان يحز في نفسي وأنا أشاهد كتب التراث تذهب سدى إهمالاً، وضياعاً، فعملنا على تصوير البعض منها (copy)ولكن الكثير من مالكي الكتب لا تعجبه هذه الطريقة لما يحصل للمخطوط من تمزق، بل بعضهم لا يسمح بخروج المخطوط من المنزل.
وبعد البحث عن طريقة مناسبة وجدنا أن التصوير رقمياً أفضل فكان أن بدأنا بدايات متواضعة ومن دون سابق خبرة ولكن مع العمل وصلنا بحمد الله الى نتائج جيدة.
فكانت البداية من مكتبتنا والتي عرَّفناها بمكتبة آل الهاشمي، وهي تحوي ما يقارب (200) مخطوط وهي تحوي جميع كتب الأسرة.
ثم مكتبة السيد محمد عبد العظيم الهادي، ونشكر له جهوده التي بذلها في جمع هذه المكتبة الرائعة، وحتى وإن كان أكثرها مصوراً، فهي تحوي كتباً نادرة دفع في سبيل تصويرها أو اقتنائها الغالي والرخيص.
ثم مكتبة السيد العلامة مجد الدين بن محمد بن منصور المؤيدي، وهي أنفس المكتبات في صعدة وتحوي كتباً نادرة وقيمة.
ثم مكتبة العلامة عبد الرحمن شائم، وهي مكتبة نفيسة رائعة ومكتبة آل الغالبي، وفيها كتب كثيرة عن المخلاف السليماني، وضمد وصبيا، مثل تفسير عاكش الضمدي وغيره، وذلك بحكم الرحلات العلمية والصلات التي تربط العلماء من آل الغالبي مع العلماء هناك.
ومكتبة جامع الإمام الهادي وقد تعرضت للسرقة مرتين.
ومكتبة العلامة محمد بن الحسن العجري، ومكتبة آل العنثري، ومكتبة آل سهيل.
وفي صنعاء تم تصوير مكتبة السيد العلامة محمد بن محمد المنصور، وهي أنفس مكتبة خاصة في صنعاء، ومكتبة العلامة محمد الذاري، والمكتبتان قد جرى فهرستهما من قبل الباحث والمحقق عبد الله الحبشي الموجود حالياً في (ابو ظبي).
وقمنا بالاشتراك مع مؤسسة الإمام زيد الثقافية بتصوير مكتبة بيت إبراهيم في سناع، ومكتبة العلامة نديم عبادي.
أما بقية مكتبات صنعاء الخاصة، وشهارة، وحوث، وذمار فقد قامت المؤسسة بتصويرها والمرحلة الثانية من هذا المشروع سيتم ادخال المكتبات التي صورتها مؤسسة الإمام زيد الثقافية ضمن هذا البرنامج.
كذلك الأخ الباحث القدير عبد السلام الوجيه - شفاه الله تعالى - له اليد الطولى في فهرسة مخطوطات اليمن في المكتبات الخاصة، ومعجم المؤلفين الزيدية، وهو من خيرة من أسهم في هذا المجال، وفي حفظ التراث وتطويره، وهو يعمل حثيثاً في هذا المجال.
وقد علمت من مراكز البحث السعودية بأن القاضي إسماعيل الأكوع حضر إلى المملكة وألقى محاضرات قيمة حول المخطوطات اليمنية في مركز الملك فيصل ومكتبة الملك فهد ودعا إلى المحافظة على هذا التراث وبين أهميته للعالم الإسلامي، وهو ممن يسهم في هذا المجال بأبحاثه ومؤلفاته.
صورنا المخطوطات داخل المنازل
(3) هل وجدتم عوائق؟ وكيف كان تجاوب الأهالي؟
لقد كان تجاوب أصحاب المكتبات عند تعريفهم بالفكرة رائعاً وخاصة أنه يتم التصوير داخل منازلهم، فعندما يشاهدون التصوير وأنه يتم من دون إلحاق أي أذى بالمخطوط، ويقدرون أننا بتقديمنا نسخاً لهم من مكتباتهم يعطونها الباحثين ومن يريد الاطلاع على تلك المخطوطات مما يضمن لهم حفظ مخطوطاتهم وعدم إعارتها، بل سيكتفون بنسخ المخطوطة على الcd لمن يريد ذلك.
وقد صادفنا القليل من المعوقات، وخاصة من الورثة الذين يجهلون قيمة العلم، ونحن نعمل على تجاوزها بشتى الطرق.
(4) هل في النية تطويرها مستقبلاً؟
نحن عاقدون العزم إنشاء الله تعالى على المضي قدماً والاستمرار في هذا العمل وتطوير البرنامج والتصوير ومواكبة الجديد في عالم التصوير والبحث والفهرسة، والتعاون الكامل مع من يعمل في هذا المجال. أما بالنسبة للبرنامج الذي عملناه للمخطوطات فهو الإصدار الأول، وهو يشمل البحث والفهرسة والطباعة للمخطوطة وعرض صور المخطوط، والبحث داخل المخطوطة وفي الفهرس بطريقة سهلة ومميزة. وقد جرى إدخال (260) cd وبما يعادل أكثر من (200) جيجا بايت تشمل (2000) مخطوطة وجرى تنقية الصور وضغطها بحيث لا تتجاوز (40) جيجاً بايت من دون أن يترك أي أثر على وضوح المخطوطة أو عمل البرنامج. والإصدار الثاني سيشمل الكتب التي تم تصويرها من قبل مؤسسة الإمام زيد الثقافية وسنتلافى إنشاء الله ما غفلنا عنه في هذا الإصدار.
ملحوظة على العمل
(5) لوحظ على البرنامج أن ترتيبه لم يكن بحسب الفنون بل كان عشوائياً ما السبب في ذلك؟
أما بالنسبة لترتيب البرنامج فلم يكن ترتيبه على حسب المواضيع كما ذكرتم، وذلك يعود لطبيعة المخطوطات فالكثير من المخطوطات تكون مشتملة على عدة فنون، وإذا تم فهرستها على الفنون فسيكون تكرارها كثيراً، وخاصة أنه يوجد مجاميع يوجد بها أكثر من (250) كتاباً داخل البرنامج تشمل جميع الفنون، هذا أولاً.
ثانياً : بأننا عندما صورنا لم ننتق من المكتبات ما يهمنا فقط، لأنه يمكن أن الذي لا يهمنا يهم غيرنا من الباحثين، وجرى تفريغها على ال cd أولاً بأول، وجرى ادخالها في البرنامج ضمن محتويات الأقراص لا على الموضوعات، وهذه من الأشياء التي سنحاول أن يكون تطوير البرنامج مستقبلاً شاملاً لها.
(6) هل شملت جولاتكم اليمن بشطريه؟
جولاتنا لم تشمل إلا جزءاً يسيراً من المحافظات بحيث لا يتعدى أربع محافظات من محافظات الجمهورية، وأيضاً لم نستكمل المكتبات داخل هذه المحافظات الأربع نظراً للصعوبات المادية والمعنوية ناهيك عن غيرها.
السعوديون مسرورون
لما شاهدوا
(7) كيف وجدت تجاوب الباحثين والمراكز البحثية السعودية مع مشروعكم هذا؟
لقد سر الباحثون وأهل العلم في المملكة العربية السعودية بهذا العمل، كما سر الباحثون في اليمن وذلك لأن هذا البرنامج يوفر عليهم كثيراً من العناء، ويطلعهم على أشياء لم تكن معروفة من قبل.
أما المراكز البحثية فقد نال البرنامج الاستحسان، ولقينا التشجيع والنصائح، وقد كنت في بداية التصوير قبل أربع سنوات عرضت جزءاً من العمل على مسؤولي مكتبة الملك فهد، فشجعت على هذا المشروع وأعطوني نصائح حول التصوير، وطريقة العمل فجزاهم الله خيراً.
وأود أن أقول الآن بأن كثيراً من المراكز البحثية والمكتبات العامة أصبح التصوير الرقمي من أولويات أعمالها، وصار الجميع يتوق إلى هذا العمل فهو يوفر الكثير ويعمل على الحفاظ على المخطوطات، ويعتبر بحق أفضل من التصوير الفوتوكوبي، وأفضل أيضاً من المكروفيلم.
(8) في الختام ما الذي تودون إضافته؟
أشكر جريدة الجزيرة ووراق الجزيرة على إتاحة هذه الفرصة، وكذلك الأستاذ عبد الله المنيف، والعلامة محمد آل رشيد الذي كان لهم الفضل عليّ بالتواصل مع الباحثين والاجتماع بهم في تلك الأمسية الرمضانية الرائعة التي بث فيها الباحثون والعلماء هموهم، وبحث فيها طريقة التواصل، وتبادل المعلومات، فقد سررت جداً وتعرفت على إخوة لي يهمهم رفعة وطنهم وتطوره، ورفعة اليمن أيضاً وتطوره ولمست منهم الحب الكبير لليمن حكومة وشعباً، وتقديرهم للإرث الثقافي اليمني وإعجابهم به مما يجسد مدى الترابط الثقافي بين علماء اليمن والعلماء في المملكة في الماضي والحاضر، وأن هناك ما يربط الشعبين والحكومتين في المملكة العربية السعودية والجمهورية اليمنية ممثلة بقيادتيهما الحكيمتين بروابط متينة ديناً وثقافة وحضارة. بل وجدت بعض الباحثين والعلماء أمثال العلامة عبد الله المحمس يعرف عن اليمن وجباله وأوديته وقبائله وتاريخه أكثر مما يعرفه أبناء تلك المناطق عن أنفسهم، وأوجه النداء من خلال وراق الجزيرة إلى المحافظة على المخطوطات في اليمن بشتى الطرق المتاحة، ومنها التصوير الرقمي لما فيه من التسهيل على الباحثين والعلماء، ويسرني التواصل الدائم معكم .

وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.

الرابط
http://213.136.192.26/2005jaz/nov/27/wo2.htm

يوسف العتيق
Sep-17-2006, 12:33 PM
السيرة الذاتية للضيف
محمد قاسم عبد الله الهاشمي
- من موالد مدينة صعدة شمال اليمن 1378 ه
- تلقى تعليمه في المراحل من الابتدائي حتى الثانوي بالسعودية
ودرس المرحلة الجامعية باليمن تخصص لغة عربية.
- حقق كتاب الأحكام للإمام الهادي وهو مخطوط في الفقه.
- اشترك في تحقيق كتاب تفسير المصابيح الساطعة للشرفي وحقق بالمشاركة كتاب الإرشاد إلى نجاة العباد للقاضي عبد الله بن زيد العنسي وكتب تراثية أخرى.
ويعمل حالياً على مشروع الاهتمام بالمخطوطات اليمينية ونشرها وطباعتها وهو متفرغ لهذا المشروع العلمي.

هدى العراقية
Sep-19-2006, 07:20 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزيل الشكر والتقدير استاذي الفاضل يوسف العتيق على هذا الطرح المميز جزاك الله خير جزاء

تقبل فائق احترامي وتقديري

يوسف العتيق
Sep-20-2006, 02:01 PM
الأستاذة الكريمة هدى العراقية
تحية طيبة ، وشكرا على الكلمات الطيبة ، وأتمنى أن نجد مثل هذه المشروعات في كل الوطن العربي وعلى رأسه بلاد الرافدين .