المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حوار مع فيلسوف المكتبات


محمد حسن غنيم
Dec-07-2006, 07:26 AM
فيلسوف المكتبات
عربياً و عالمياً

هو صاحب صولات وجولات في فلسفة علم المكتبات، وأحد رواد علم الببلوجرافيا ، وصاحب نظرية الذاكرة الخارجية ، و مجموعة كتب علم المراجع، وحديث المساء والسهرة ، ضيفنا هو د. سعد الهجرسي أستاذ علوم المكتبات والتوثيق والمعلومات بالجامعات المصرية والعربية عضو الجمعية المصرية للمعلومات والمكتبات والأرشيف ، الجمعية الأمريكية للمكتبات (ALA) ويسعد شبكة الأخبار العربية "محيط" أن تلتقيه في حوار عاجل .



في البداية.. إلى أين وصل العرب والمصريون مكتبيا؟

سأعطي لك مثلا صغيرا كتاب ينبغي أن يكون له أهمية في ذهن المصريين للزعيم المصري أحمد عرابي "كشف الستار عن سر الأسرار" وسر الأسرار المقصود به الثورة العرابية ، وهو كتاب هام ويؤرخ لمرحلة هامة للغاية ، تخيلوا هذا الكتاب غير موجود بدار الكتب المصربة ! ، على الرغم من ذلك تجده ومئات الوثائق والكتب الهامة بمكتبة الكونجرس الأمريكية ، إذن لابد لنا أن نعترف بالتقصير ونحاول أن نطور من إمكانياتنا .

ماذا وجدتم بشأن حفظ المعلومات بالولايات المتحدة ؟

أنا مصري وكنت أتمنى لو تطورت المكتبات المصرية ، مكتبة الكونجرس نموذج للمكتبة التي تهتم بالبحث وتحتفظ بالمؤلفات ، أي شيء تبحث عنه سوف تجد عنه الوثائق والكتب ويمكن أن تكون بين يديك نسخ منها في دقائق، ولذا لابد من تدعيم مقتنياتنا والحفاظ على ثرواتنا.

كان يجب أن تجمع المكتبة القومية كل ما ينشر عن البلد من داخلها وخارجها ، فعلى سبيل المثال مصر لابد أن يكون بدار الكتب مادة كاملة عن كل ما ينشر عن مصر من الداخل والخارج ويكون له ترجمة ، وبذا حينما أكون بحاجة لمعلومات دقيقة شاملة عن شأن ما لا أضطر للسفر للخارج .

ما هي أفضل المشاريع المكتبية العربية والعالمية في رأيك ؟

مكتبة الإسكندرية أنا شخصيا أرى أن أمامها طريق طويل جدا حتى تصلح للمقارنة مع مكتبات الولايات المتحدة وباريس ولندن، لأن عمرها قصير وتمتاز بالفعل بشكلها وتقنياتها المتطورين، ولكن ليست حتى الآن كما أعلن د. اسماعيل سراج الدين مدير المكتبة مرآة للمصريين على الخارج ومرآة للخارج على مصر ، ونتمنى أن تصل بالفعل لهذا المستوى.

أما عن المشروعات المكتبية العربية الجيدة فيمكننا أن نذكر في هذا المجال مكتبة مبارك على الرغم من صغر حجمها أنها من المكتبات الجيدة ، وتحوي العديد من الإصدارات القيمة .

كيف يمكن للمكتبات أن تستفيد من شبكة الإنترنت؟

بالنسبة لشبكة الإنترنت نجد فيها النشر المفتوح الأونلاين للكتب ، ولابد أن ترتبط أي مكتبة بهذه النافذة المفتوحة التي تكمل ما بالكتب لكل من يبحث وينقب عن معلومة أو يرغب في معرفة الجديد كل يوم، والإنترنت لابد أن يتواصل معه كل إنسان في أي مرحلة عمرية لأنه مصدر جيد للمعرفة والإطلاع.

المواطن الأوروبي لديه تهم القراءة من الكتاب والعربي لا يقرأ إلا ليلة الامتحان.. هل لعوامل طبيعية أم مكتسبة؟

بالنسبة لمسألة اختلاف المواطن العربي عن الأوروبي في التعامل مع الكتاب فنجد العربي يتعامل مع الكتاب غالبا في أوقات الدراسة وفي أوقات الإمتحانات والكتب المقررة فحسب، وثقافة التعامل مع الكتاب غائبة عن أغلب الشرائح ، نجد أن المواطن الأوروبي يحب الكتاب لذاته وربما يسير في الشارع أو تجده في وسيلة المواصلات حاملا بيده كتاب، وعن السبب يقول د. الهجرسي أنه توجد عوامل طبيعية تؤثر في هذا الأمر منها ارتفاع درجة الحرارة في بلدان الشرق والميل للطعام والكسل أحيانا ولدى البعض .





بينما المواطن في الدول الغربية الباردة إذا لم يتحرك فسوف يموت لأن الجو لا يحتمل الجلوس وعدم الحركة ولذا تجدهم أكثر نشاطا منا ، وأكثر ميلا للثقافة ، وطبعا تدني المستويات الاقتصادية للمواطن العربي بعامة ساعد في عدم رغبته في اقتناء الكتب ، كذلك التعليم الذي أثر فالتعليم في الدول الأوروبية يعتمد على تحريك العقل والبحث أكثر من عندنا بمراحل ، وكل ذلك على الرغم من أن النهضات بدأت من العالم الإسلامي في كافة العلوم ونقلت العلوم إلى أوروبا التي كانت تعيش في عصور الظلام ، وليس دائما العناصر الطبيعية تؤثر في تعاطي المجتمع مع الثقافة ودرجة تقدمه فمن ضمن الأمثلة المضيئة ماليزيا وهي الآن في مصاف الدول المتقدمة على مستوى العالم .

تحدثت أ/ نجلاء ياسين الحاصلة على درجة الماجستير وأخصائية المكتبات والمعلومات بمكتبة جامعة القاهرة عن بعض العقبات في تعليمنا العربي والذي يؤثر على تفكيرنا في الحياة والعمل وفي كل شيء، على سبيل المثال الطالب في مصر لا يعرف ما هو الفهرس حتى يبحث عن أي موضوع في المكتبة أو في الكتاب الذي يحمله ، فإذا طلب منه المدرس أن يجيبه على سؤال معين لا يتمكن من استخراجه بمفرده من الكتاب ، وتغيب عنه مهارات البحث عموما ، وتتسائل أين حصة المكتبة التي كان يطلب منا فيها إعداد بحث منذ أن كنا صغار عن موضوع ما نختاره أو ينتقيه لنا مدرس الحصة ونقوم بالبحث عن الكتب المناسبة في المكتبة المدرسية ونكتب الموضوع المطلوب ، هذا مهم جدا لإنه يعلمنا مجموعة هائلة من المهارات الهامة منها البحث والاستيعاب والتحرير والعرض الجيد وادراك مدى اهمية المعلومة التي نتعرض لها وهل هي ما نبحث عنها أم لا .

تتابع أ/ نجلاء من ضمن سلبيات تعليمنا أننا لا نعود الطالب منذ الصغر على الاعتماد على النفس عكس ما يحدث في الخارج فالمعلومات أمامك وكل ما نطلبه هو الاستفادة منها وليس حفظها إضافة لأنه يجرب بنفسه كل ما يقال له في معامل وعبر رحلات استكشفاية ، ويوافقها في الرأي د/ سعد ، فالأم تقوم بكل شيء للطفل وتظن أنها بذلك أما مثالية ، وهذا عكس الصحيح ، لابد أن نعود أطفالنا منذ الصغر على التفكير واتخاذ القرار ، ومن سلبيات هذا الأمر ما نراه في الجامعة من أن الطالب لا يستطيع التأقلم مع المواد التي تتطلب طبيعتها البحث في المكتبات وإعداد الأبحاث العملية المطلوبة لأنه يفاجأ لأول مرة بأن المطلوب منه ليس حفظ المادة فحسب.

مشكلتنا هي أننا دائما مع الخيار الأسهل وليس الأفضل ، وليس لدينا قيمة الاعتماد على النفس ، ومن جهة اخرى من المفترض أن يدرس الطالب مناهج البحث في الصف الأول الجامعي حتى يتعود الطالب الجامعي على التفكير العلمي في كل شيء .

ما هي أحدث نشاطاتك التي تقوم بها ؟

بالنسبة لأحدث كتبي هي "المكتبات وبنوك المعلومات بمجمع الخالدين وحديث المساء" وهي خلاصة أكثر من 20 جلسة داخل مجمع اللغة العربية و حديث المساء والسهرة بالإذاعة المصرية ، وأنا أقوم بالتدريس لطلابي بكلية الآداب جامعة القاهرة وهذا هو أهم نشاطاتي.



نبذة عن د. سعد

الأستاذ الدكتور سعد محمد الهجرسي أستاذ علوم المكتبات والتوثيق والمعلومات بالجامعات المصرية والعربية ، وهو حاصل على ليسانس ممتازة دار العلوم في اللغة العربية والتاريخ الإسلامي بالقاهرة 1952 ، وقد حصل على دكتوراه مكتبات ومعلومات من رتجرز بالولايات المتحدة الأمريكية 1961 كما حصل قبلها على ماجستير من نفس الجامعة 1959 .


يعمل كأستاذ غير متفرغ بقسم المكتبات بكلية الآداب جامعة القاهرة منذ عام 1992 ، وقد عمل كأستاذ ورئيس قسم بجامعة الملك سعود من عام 1986 وحتى 1992 م .


حصل على العديد من الاوسمة والنياشين ومظاهر التقدير منها شهادة تقدير من الجمعية الأمريكية للمكتبات (ALA) بمؤتمرها السنوى "كليفلاند" (1961)، ومن كل من المدرسة الملكية للمكتبات (RSL) فى "كوبنهاجن" (1968)، الجمعية الأمريكية للمكتبات (ALA) بمؤتمرها السنوى فــى "ســان فرانسيسكو" (1975)، الاتحاد الدولي لجمعيات المكتبات (IFLA) بالاجتمــاع السنوي فــى "سيول" (1976)، حصل على درع جامعة الأمام محمد بن سعود الإسلامية فى الرياض (1977) ، وكل من جامعة الفاتح فى طرابلس الغرب (1979) ، حاز شهادة تقدير من مكتبة الكونجرس ( LC) فى واشنطن (1986) ، ووسام العلوم والفنون من رئاسة الجمهورية فى القاهرة (1988) .

كانت له جهود بارزة ومنها أنه كان المقرر العام لمؤتمر الإعداد الببليوجرافي للكتاب العربي بالرياض (1973)، مؤتمر تنظيم الوثائق والميكروفيلم بالقاهرة (1974) ، مؤتمر استخدام الحاسب الإلكتروني فى الأعمال الببليوجرافية للوطن العربي بالخرطوم (1975) ،خبير فى مجمع اللغة العربية مع لجنة ألفاظ الحضارة (1980 - 1985)، ممثل مصر فى ندوة "بودابست" بشأن المعايير الموحدة للمعلومات (1981)، منشئ ورئيس تحرير مجلة "عالـم الكتب والمعلومات" بالهيئة المصرية العامــة للكتاب (1984 - ....)، مقرر اللجنة العلمية الدائمة للمكتبات والوثائق (1975 - 1986، 1998-...)..

عضو الجمعية المصرية للمعلومات والمكتبات والأرشيف ، الجمعية الأمريكية للمكتبات (ALA).
المصدر: شبكة الأخبار العربية
محمد حسن غنيم

د.محمود قطر
Dec-07-2006, 09:59 AM
لهذا المعلم الأول .. كما أحب أن أصف السيد أ.د. سعد الهجرسي .. ذكريات مضيئة ، له ولكوكبة من الأساتذة الأفاضل من أعضاء هيئة التدريس بقسم المكتبات والوثائق ، منها القصة التالية وكنت قد نشرتها لتوي على الرابط http://alyaseer.net/vb/showthread.php?t=6864
وتحضرني قصة عايشتها كطالب بقسم المكتبات والوثائق بجامعة القاهرة، ولن أنساها ما حييت، لعمق التجربة وخلاصتها ، فقد طلب من السيد أ.د. سعد الهجرسي أن نقترح رقماً من خطة تصنيف ديوي لكتاب بعنوان "الرقص على الجليد" .. وكنا حوالي 35 طالباً ، فقررنا جميعاً وبشكل فوري تصنيفه تحت (الفنون الجميلة 700) .. وللأسف .. كنا جميعاً على خطأ ..!!
فموضوع الكتاب (سياسي) ويتناول الحرب الباردة بين القطبين أميركا وروسيا ، وأراد المؤلف أن يشبه تحركات هؤلاء الساسة براقصي الجليد ..!!
وكان الدرس المستفاد .. ألا نقرر رقماً لتصنيف أي كتاب إلا بالرجوع إليه والإطلاع على فهرسه ، بل وقراءة مقدمته، وقد يصل الأمر لقراءة فصل أو أكثر للوقوف على أقرب رقم تصنيف يمثله ..


جزاه الله عني وعن كل من تتلمذ على يديه واستفاد من علمه ومن خلقه .. كل الخير
تحياتي ومحبتي للجميع

mekawy
Dec-07-2006, 12:38 PM
استاذنا واستاذ الاجيال قطب قطاع المكتبات في البؤرة العربية الدكتور الهجرسي لكم تحياتي واجلالي
من المعروف ان الخلاف في الرأي لا يفسد ودا واني اذ اختلف معك
اولا: في الرأي عن ان الكتاب (سر الاسرار)غير موجود بدار الكتب غير اني لا اجزم بوجودة ولكني اوضح لكم انه من المستحيل ان تحكم على عدم وجود وعاء بدار الكتب الا بعد البحث بمهارة الباحثين المتمكنين اليكترونيا ويدويا فما يحزنني ويحزن الباحث وتنكفئ اثار ذلك على العلم هو قصور البحث الدقيق بدار الكتب فهناك مئات الالوف من اوعية المعلومات غير معروف لها كود او رقم استدعاء الامر الذي يولد اليأس في قلوب الباحثين عن مقتنياتهم ولي تجارب عدة عديدة في الحصول على مقاليد اوعية معلومات ليس لها اي نظام تكويد (يدويا او اليكترونيا) على الرغم من وجودها داخل دهاليز مقتنيات دار الكتب
الامر الثاني : اوافقك الرأي في ان مكتبة الاسكندرية اخذت اكثر من حقها اعلاميا من حقها الطبيعي لان مقياس الجودة معيار الخدمة هو الاساس وهذا المعيار يقوم في الاساس على مدي ملائمة مقتنات المكتبة مع الوفاء بالخدمة والجلي ان مقتنيات مكتبة الاسكندرية لا تساوي 1/1000 بالنسبة لدار الكتب وهذه ليست تكهنات فعمليات الجرد بدار الكتب استغرقنا فيها حوالي ثلاث سنوات ....المقصد ان مكتبة الاسكندرية هي كما وصفها احد اكاديمي المجال بانها اوبرا الاسكندرية حيث انها تخدم في اولا واخيرا قطاع معين من المستقيدين ولي تجارب سخصية في هذا المجال.......
اخيرا
اري ان لقب فيلسوف علم المكتبات تقاسم مع د. الهجرسي وقد نال منه حظاوفيراالدكتور حسني الشيمي الحاضر الغائب في مجال فلسفة علم المعلومات وتقيم الخدمة المعلوماتية
شكرا لكم
نرجو سعة الصدر محمد مكاوي

هدى العراقية
Dec-07-2006, 07:58 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزيل الشكر والتقدير اخي الكريم محمد حسن غنيم على هذه المساهمة نتمنا للفيلسوف علم المكتبات العمر المديد في خدمة علم المكتبات وتقنية المعلومات جزاك الله خير جزاء

تقبل فائق احترامي وتقديري