المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المكتبات تستقبل النسخة العربية من «ناشيونال جيوغرافيك»


د.محمود قطر
Jan-17-2007, 07:47 AM
http://www.asharqalawsat.com/2007/01/17/images/daily.401997.jpg
القاهرة: أيمن حامد
كلما ثار النقاش حول التأخر العلمي للعالم العربي في مواجهة القفزات الهائلة التي يشهدها العالم باطراد، كان بعض العلماء والمفكرين يستدلون في شواهدهم الكثيرة على عمق الهوة المعرفية بين الشرق والغرب بأن المجلة العلمية الأبرز في العالم لم تصدر حتى الآن باللغة العربية رغم صدورها بـ31 لغة عالمية أخرى. غير أن «ناشيونال جيوغرافيك» وفي مطلع العام الجديد، كانت على موعد مع ليل القاهرة في أمسية باردة شهدت الانطلاقة الدافئة والمبهجة الى حد كبير للنسخة العربية عبر شركة «نهضة مصر للطباعة والنشر» والتي احتضنت المولود الجديد في عالم المطبوعات العربية.


في مثل هذا الشهر قبل مائة وتسعة عشر عاما، وتحديدا في عام 1888، قام عدد من العلماء والمستكشفين الأميركيين بتأسيس هذه المؤسسة غير الحكومية بهدف حث المجتمع العالمي على حماية ورعاية الكوكب الذي يعيشون فيه وإثراء المعرفة الجغرافية العلمية ونشرها. ومنذ ذاك الوقت تمكنت «ناشيونال جيوغرافيك» من نشر المعرفة الجغرافية والعلمية عبر أساليب ووسائل متنوعة كان أبرزها الدورية الرسمية للمؤسسة والتي تجتذب ما يزيد على 40 مليون شخص شهريا من مختلف بلدان العالم، فضلا عن القناة التلفزيونية التي يشاهدها مئات الملايين يوميا وتبث بأكثر من 27 لغة.
تيرنس أدامسون، الرئيس التنفيذي للمؤسسة، عبر في القاهرة عن سعادته برؤية النسخة العربية لـ«ناشيونال جيوغرافيك»، معتبرا أن الأمر كان بمثابة حلم استغرق وقتا طويلا ، الا أنه تحقق في نهاية الأمر بعد مفاوضات جادة مع دار النشر المصرية التي استطاعت في النهاية أن تنال حق طبع ونشر الدورية في مصر وشمال أفريقيا على أن تتبعها مفاوضات حول منطقة الخليج لاحقا. وعن علاقة «ناشيونال جيوغرافيك» بمصر وثقافتها قال أدامسون إنها العلاقة الأهم من بين العلاقات التي تربطنا بشعوب العالم المختلفة، إذ تمتد جذورها الى ما يزيد على مائة عام عندما نشر أول مقال حول الحضارة المصرية في ناشيونال جيوغرافيك في عام 1901. كما أنتجت أيضا فيلما ناجحا بعنوان «أسرار مصر» والذي تم تصويره بنظام آيماكس(IMAX) ولعب الفنان المصري عمر الشريف دور البطولة فيه، وساهم هذا الفيلم في إثارة خيال مشاهديه تجاه مصر وحضارتها وقد تجاوز عددهم مئات الملايين في جميع أنحاء العالم، الأمر الذي أدى بالكثير منهم الى زيارة مصر لمشاهدة تراثها الضخم من خلال منتوجات «ناشيونال جيوغرافيك» المختلفة حول مصر وحضارتها.
ومن ناحيته عبر محمد أحمد إبراهيم رئيس مجلس إدارة نهضة مصر عن سعادته بالتعاون مع مؤسسة عريقة بحجم ناشيونال جيوغرافيك تتمتع بثقل ثقافي وعلمي بارز. وكشف عن البدء في إنشاء موقع إلكتروني علمي مشترك مع المؤسسة الأميركية. وقال إبراهيم أن المحتوى العربي لـ«ناشيونال جيوغرافيك» سيشهد كتابات عربية خالصة لعلماء ومفكرين عرب بارزين، كما أنه سيحتوي على مختلف المواد التي تصدرها الدورية الأميركية للاطفال «ناشيونال جيوغرافيك فور كيدز» و«ناشيونال جيوغرافيك إكسبلورر» وذلك لزيادة مساحة الجذب لدى القراء الأطفال والشباب على حد سواء.
وحمل غلاف العدد الأول القناع الأثير للملك المصري توت عنخ آمون، وجاءت الافتتاحية بتوقيع السيدة سوزان مبارك، وتنوعت الموضوعات بين علوم الفضاء، مثل العالم الأميركي راي فيلارد عن اكتشافات المرصد هابل وما قدمه للعلم من معلومات جديدة فضلا عن تصحيح كثير من الاعتقادات الخاطئة، ونجح هابل في التقاط الصور للعواصف فوق كوكب زحل واكتشافه لأجسام ثلجية وراء كوكب بلوتو الذي لم يعد الآن آخر المجموعة الشمسية بحسب كاتب المقال. وفي مقالة عن توت عنخ آمون يكشف العالم المصري زاهي حواس أسرارا جديدة تتعلق بوفاة الملك الغامضة. وفي تحقيق شائق تثير عالمة الحيوان الين الكسند نيومان السؤال عن الحب عند الحيوان، وهو السؤال الذي تجيب عنه عبر استعراض لنماذج من الفيلة والقطط والقرود والدلافين. وبعدها يكتب جيمي كيفل عن أساطير التشاؤم وخرافات القطة السوداء والرقم 13 وإمساك الأخشاب لإبعاد سوء الحظ والتشاؤم من المرآة المكسورة كونها تعني المشاكل حيث يورد كيفل حقائق تتعلق بتلك الخرافات ومصدرها في التاريخ الإنساني مما يبدد العديد من الشكوك التي تثار حولها. وينتهي العدد الأول من «ناشيونال جيوغرافيك» العربية بإجابات عدد من مشاهير الفن الأميركي على تساؤل غريب طرحته عليهم المجلة ألا وهو: لو كان من الممكن أن تصبح حيوانا فماذا تفضل أن تكون؟ الحسناء جنيفر أنستون قالت إنها تفضل أن تكون قردا، وبررت ذلك قائلة إن القردة تشبه البشر كثيرا ولديها عواطف مثلنا، إضافة الى مرحها الدائم وأن كل ما تفعله هو التأرجح من شجرة الى شجرة أخرى ولا تحمل هما لمظهرها أو ما ترتديه من ملابس، إنها تستمتع بحياتها حقا! وقال دانيال رادكليف بطل سلسلة أفلام «هاري بوتر» إنه يفضل البومة «لأن مظهرها يوحي بأنها تفكر بعمق ولن يكون هناك شيء آخر أفعله سوى الرقود في العش وملاحظة كل ما يدور من حولي». وقالت الممثلة الأميركية كاميرون دياز إنها تريد ان تكون دولفيناً لأن الدلافين تسبح في المحيط الواسع وهذا يمنح شعورا بالحرية والانطلاق.

المصدر : الشرق الأوسط
http://www.asharqalawsat.com/details.asp?section=54&article=401997&issue=10277