المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عرض كتاب مكتبة المعرفة


محمد حسن غنيم
Jan-21-2007, 08:57 PM
الكتاب : مكتبة المعرفة/المؤلف د. مجبل لازم المالكي

مع اتساع دائرة التطورات التكنولوجية المتلاحقة، وتنامي حجم مصادر المعلومات الإلكترونية بمختلف أشكالها، وازدياد حاجة المؤسسات المعلوماتية إلى تحديث معلوماتها وتطوير مقتنياتها وخدماتها، فضلًا عن تنوّع احتياجات الباحثين والدارسين للحصول على معلومات غزيرة ومتنوعة- ظهرت جملة من الاتجاهات الحديثة لمواكبة عصر المعلومات، ومنها «المكتبات الرقمية».

هذه المكتبات تشكل مؤسسات ونظم قواعد بيانات ضخمة تحتوي على مختلف مصادر المعلومات المخزّنة، ونظم الاسترجاع الشاملة التي تعالج ببراعة البيانات الرقمية عبر الوسائط المتعددة (نصوص، صور، أصوات، رسوم ثابتة ومتحركة)، وتدعم المستفيد في تعامله مع المعلومات المتوافرة على شبكات المعلومات المختلفة، ومنها الإنترنت.

من الخيال إلى الحقيقة
يوضح د.المالكي، بدايةً، أن الهدف الشامل للمكتبات الرقمية يتمثل في العمل على تطوير طرق جمع مصادر المعلومات الإلكترونية (من الكتب والمراجع والدوريات والنصوص المترابطة) وخزنها وتنظيمها واستخدامها، وذلك لإشباع الاحتياجات المعلوماتية المتزايدة.
ويشير إلى أنه خلال العقود الثلاثة الأخيرة، ساعد عدد من التكنولوجيات الحديثة في تحويل حلم المكتبة الرقمية إلى حقيقة. ومن هذه التكنولوجيات: ظهور الحاسبات الرقمية، وعمليات الاختزان الرقمي للمعلومات، وانتشار الشبكات المتطورة بمختلف أنواعها، وولادة شبكة الإنترنت العالمية وتطورها. كما أن المرونة في عرض المعلومات للمستفيدين بطرق متنوعة جعلت المكتبة الرقمية مفضّلة وشائعة ومستخدمة، خصوصًا بعد ظهور نظم النصوص والأشكال والرسوم والحركة والصوت ولقطات الفيديو كواجهة بيانية للمستخدم، حيث تسمح هذه النظم بالاسترجاع غير المتسلسل للمعلومات من خلال توليفة من (النصوص/ الصور/ الأصوات) التي تدعى «العقد». ويتم الربط بينها بما يسمّى «الوحدات» أو «الروابط»، ما يتيح للمستفيد (في رحلة الملاحة الإلكترونية) استرجاع المعلومات بشكل مفصّل ومرئي ومسموع.
إلى ذلك، أسهم الإطار التنظيمي المؤسسي، وظهور هيئات واتحادات المكتبات الرقمية، في تقييم أدوات هذه المكتبات ومشروعاتها، وإقامة ورش العمل والأبحاث والتطبيقات الخاصة بالمكتبة الرقمية.

المكتبة والاكتفاء الذاتي
ورغم ما تقدمه المكتبات الرقمية من خدمات للمستفيدين، إلاّ أنها ما تزال تعاني بعض الصعوبات، وتواجه عددًا من التحدّيات، منها: ثورة المعلومات التي تفرز كل يوم (بل كل ساعة) كميات هائلة من المعلومات (بحيث إنه لا يمكن لأية مكتبة رقمية في العالم أن تدّعي لنفسها الاكتفاء الذاتي مهما بلغت إمكاناتها البشرية والتنظيمية)، توفّر بدائل منافسة للمكتبات الرقمية (كالإنترنت مثلًا)، قضايا ملكية مصادر المعلومات وإتاحة الوصول إليها عبر اتفاقات الترخيص وما في حكمها، إنشاء المكتبات الافتراضية (وهي المكتبات التي تشكل المصادر الإلكترونية الرقمية كلّ محتوياتها، ولا تحتاج الواحدة منها إلى مبنى، وإنما لمجموعة من الخوادم وشبكة تربطها بالنهايات الطرفية للاستخدام)، تخزين واسترجاع الأطروحات الجامعية الإلكترونية، إدخال حقوق المؤلفين في الشبكة ووضعها بصورة ملائمة تحت تصرف المستفيد.
ويرى الباحث أن بناء هذا النمط من المكتبات ليس سهلًا، بل يحتاج إلى تكاليف باهظة، بالإضافة إلى الجهد المبذول والوقت المستغرق في وضع التصاميم ورقمنة مصادر المعلومات، والمشكلات الفنية والتقنية، ومشكلات حقوق التأليف والملكية الفكرية، ونقص الخبرة لدى القوى العاملة..

الصعوبات التي تواجه المستفيدين
ولعل أبرز الصعوبات التي تواجه المكتبات الرقمية، هي عدم رغبة المستفيد في استخدام تقنيات المعلومات، بسبب اعتياده على الطرق التقليدية في البحث. كذلك، فإن الكثير من الوثائق الإلكترونية متوفرة بلغات أجنبية، خصوصًا اللغة الإنجليزية، وبالتالي تقتصر الفائدة منها على من يتقنون هذه اللغة. كما أن عملية الضبط والتنظيم لأوعية المعلومات لا تزال تعتمد على لغة التوثيق من خلال نظم التصنيف وقواعد الفهرسة وبعض الأدوات كالكشّاف والمستخلصات. ومن المعلوم أن كثيرًا من الباحثين لا تتوفر لديهم الدراية الكافية بهذه التقنيات، ما يقلّل من كمية المعلومات المسترجعة ونوعها.
وهنالك مشكلات تتعلق بالمواقع على الشبكات الإلكترونية بشكل عام، وبالمواقع العربية بشكل خاص، ومن أهمها: النقص في هذه المواقع، والمشكلات الفنية التي تتعلق بالوصول إلى هذه المواقع والتفاعل معها كتعريب الواجهة أو استخدام المستعرضات المناسبة، مما يستدعي الحاجة إلى تصنيف المواقع وتوصيفها مع بيان نوعية المعلومات التي توفرها وكمّها. كذلك لا يعرف كثير من المستفيدين أيّ أدوات البحث أنسب من غيرها، كما قد يفاجأ المستفيد بحذف بعض المواقع أو غيابها أو تغيير عناوينها دون إشعار مسبّق.
البنية التحتية
تختلف التجهيزات والمعدّات الخاصة بالمكتبات الرقمية، وتتنوع من واحدة إلى أخرى وفقًا لأهداف كل واحدة منها، وأنشطتها وخدماتها وطرق تقديم هذه الخدمات ونوعية الجمهور المستهدف. وبشكل عام، ينبغي توافر أجهزة الحواسيب، وطابعات وكاميرات رقمية، وأقراص ليزر مرنة ورقمية، وأشرطة صوتية، وأجهزة تكييف، ومولّدات كهربائية، وماسحات إلكترونية، وشاشات عرض، وفيديو رقمي.
ولعل من أهم متطلّبات بناء المكتبة الرقمية، بناء مجاميع رقمية وبحجم يمكن أن يجعلها ذات فائدة كبيرة. فـ«الرقمنة» ما هي إلا عملية استنساخ تقنية تمكّن من تحويل الوثيقة مهما كان نوعها إلى سلسلة حرفية أو إلى صورة. ويواكب هذا العمل التقني عمل فكريّ ومكتبي من أجل فهرستها وتمثيل محتوى النص المرقّم.

مصادر المعلومات
تتنوع مصادر المعلومات الإلكترونية التي تحتويها المكتبات الرقمية بحسب التغطية والمعالجة الموضوعية والجهات المسؤولة عنها ونوعية المعلومات المتاحة. وتعدّ مصادر المعلومات الإلكترونية واحدة من أهم التطورات المؤثرة في المؤسسات المعلوماتية، خصوصًا بعد انتشار استخدام الإنترنت بين طبقات المجتمع المختلفة. وتشمل مصادر المعلومات الإلكترونية التي يمكن أن تقتنيها هذه المكتبات: ملفّات المعلومات الخاصة بالمجتمع، أبحاث علمية وأوراق المحاضرات والمذكّرات، المعاجم اللغوية، دوائر معارف إلكترونية منوّعة، ملفات النصوص الكاملة، قواعد البيانات الإلكترونية، ملفّات موسيقية، ملفّات رقمية، دوريات إلكترونية، وكتب إلكترونية.
تجدّد مستمر
لقد أضفت عملية التحوّل في الشكل من المكتبة التقليدية إلى المكتبة الإلكترونية (أو الرقمية) أبعادًا كثيرة على المكتبات الرقمية، وأبرزت تحولًا في طبيعة شكل هذه المكتبات والشكل الذي تصل فيه خدماتها للمستفيدين، والإجراءات التي تحتاج إلى القيام بها لتكون مكتبات عصرية يستفيد منها الجميع، لأن تسارع ثورة المعلومات والتطور المستمر للتكنولوجيا الجديدة ولّد لدى المستفيدين احتياجات جديدة، وغيّر في الهياكل التنظيمية في بيئة المكتبات الإلكترونية، ما أدى إلى بروز ممارسات مهنية جديدة.
ويلاحظ المتابع المستفيد مدى التطور الذي أحدث على هذه الهياكل، وعلى المستويات المختلفة؛ فعلى المستوى الإداري ظهرت مسمّيات وظيفية جديدة لم تكن موجودة سابقًا، مثل: مدير موقع المكتبة على الإنترنت، ومسؤول الخدمات المرجعية الرقمية، ومفهرس المواقع.. وعلى المستوى التقني أصبحت المكتبة عبارة عن مجموعة من أجهزة الحاسبات والخدمات، وشبكة داخلية موصولة بالعالم الخارجي، ومصادر معلومات إلكترونية وغيرها من المواد والأدوات التي غيّرت في أسلوب العمل في المكتبة الرقمية.
أما على المستوى الفني، فقد تحوّلت غالبية عمليات عرض المعلومات واسترجاعها في المكتبات الرقمية، إلى التعامل بأسلوب الفهرسة الآلية، والتعامل بكل الأشكال والأدوات الفنية التي تتيحها البرامج الرقمية.

أمين المكتبة
إن المكتبيّ، بطبيعة عمله، على علاقة مباشرة مع المستفيدين، لتلبية حاجاتهم، ولأن المكتبة الإلكترونية تمثل المحرك الأول لمتطلّبات البحث في الوقت الراهن، فقد ألقى ذلك على عاتق الأمناء مسؤولية حلّ المشكلات التي تواجه المستفيدين، والعمل على تعزيز مهاراتهم، وتوفير برامج لتنمية قدراتهم في التعامل مع التقنية والمعلومات.
ومن هنا، تقع على كاهل أمين المكتبة الرقمية المهامّ التالية: العمل على مساعدة المستفيدين وتوجيههم إلى بنوك ومصادر معلومات أكثر استجابة لاحتياجاتهم، تدريب المستفيدين على استخدام النظم الإلكترونية المختلفة، تحليل المعلومات وتقديمها للمستفيدين، إنشاء ملفات بحث وتقديمها عند الطلب للباحثين والدارسين، إنشاء ملفات معلومات شخصية وتقديمها عند الحاجة، البحث في المصادر غير المعروفة للمستفيد وتقديم نتائج البحث له. ومثل هذه المهامّ تتطلّب استعدادًا خاصًا من أمين المكتبة الرقمية، ومعرفة تامة بمصارد المعلومات المقروءة آليًا، وكيفية استغلالها بشكل فعال، والقدرة على صياغة استراتيجيات البحث، ومعرفة شاملة بكيفية استخدام وسائل الاتصال المختلفة لتلبية متطلّبات المستفيدين من المعلومات الإلكترونية.

تطوير المكتبات
مما لا شك فيه أن واقع المكتبات ومراكز المعلومات في الوطن العربي، يختلف عمّا هو سائد في الدول المتقدّمة التي تحظى فيها مؤسسات المعلومات بالرعاية، والاهتمام والدعم المتواصل لتحديثها وتطويرها. وعلى الرغم من ذلك، فإن هنالك تحوّلًا ملحوظًا في العديد من المكتبات ومراكز المعلومات في الوطن العربي نحو حوسبة أعمالها وإجراءاتها المكتبية، وتطوير آفاق الخدمة المكتبية لتزويد المستفيدين بمهارات البحث. فضلًا عن وجود العديد من المشروعات الخاصة بتنمية مقتنيات هذه المكتبات، وبناء شبكات المعلومات الوطنية، والدخول في النّظم والبرامج التعاونية على المستويين المحلي والدولي، واستخدام التكنولوجيا المعاصرة في عمليات تخزين المعلومات واسترجاعها.
ولتحقيق مزيد من التطور في المكتبات الرقمية العربية، فإن هنالك جملة من الأمور ينبغي الالتفات إليها، ومنها: إعداد البرمجيات المناسبة لحوسبة أعمال المكتبة ومقتنياتها، بناء شبكة معلومات وطنية وتطوير مجالات التعاون مع نظم وشبكات المعلومات العالمية في مختلف المجالات، تدريب أمناء المكتبات لتحقيق استثمار أفضل لتكنولوجيا المعلومات، تدريس تكنولوجيا المعلومات ومهاراتها الأساسية في المدارس والجامعات لمحو الأمية المعلوماتية في التعامل مع التكنولوجيا وتطبيقاتها، تطوير قواعد البيانات المخزّنة على الأقراص المتراصّة «السي دي»، منح المستفيدين فرص النفاذ إلى إمكانات الشبكة العالمية الإنترنت، تطوير المجموعات المكتبية باستخدام المعلومات الإلكترونية كالدوريات الإلكترونية، تأمين صيانة البرمجيات والشبكات والتجهيزات الإلكترونية وتطويرها، عقد المؤتمرات والندوات والحلقات النقاشية وإشراك العاملين في المكتبة الرقمية فيها، بالإضافة إلى مشاركة ذوي الاختصاصات العالية في حقل المعلوماتية لتطوير القدرات والكفاءات وخلق بيئة تعليمية مناسبة.

السير نحو المستقبل
ستشهد المكتبات ومراكز المعلومات في المستقبل القريب تحوّلًا كبيرًا باتجاه التكشيف الرقمي للمعلومات، وتطوير تقنيات البحث في المكتبات الرقمية، وإحداث تغييرات جوهرية في أنماط الخدمة المكتبية للحصول على المعلومات المختلفة لتطوير الركائز الأساسية لهذه المكتبات، وتعزيز مكانها ودورها لدى مختلف فئات المستفيدين، وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية في ظل التطورات المذهلة والسريعة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات بعيدة المدى. ومن المتوقّع خلال الأعوام المقبلة، أن تحلّ المكتبات الرقمية (بشكل كامل) محلّ المكتبات التقليدية، خصوصًا في ظل التطور المتسارع للمكتبات الافتراضية.
وأخيرًا، لا بدّ من الإشارة إلى أن الكتاب قام في منهجه العام على تحليل المعلومات وتصنيفها ومناقشتها بالاعتماد على التعداد الرقمي، والرسوم التوضيحية. ورغم التكرارات التي يمكن تلمّسها في بعض المواقع، إلا أن الباحث، حافظ (إلى حدّ كبير) على التسلسل المنطقي في طرح الأفكار والتدليل على صحتها.

المصدر: http://www.almarefah.com/article.php?id=1385
محمد حسن غنيم

هدى العراقية
Jan-21-2007, 10:22 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزيل الشكر والتقدير اخي الكريم محمد حسن غنيم على هذا الطرح المميز جزاك الله خير

مع فائق الاحترام والتقدير

د.محمود قطر
Jan-21-2007, 11:05 PM
الأخ الفاضل / محمد حسن غنيم
من الموضوعات التي فرضت نفسها على الساحة المهنية ، موضوع المكتبة الرقمية ، ولم يأت هذا الفرض من فراع ، بل من حزمة التطويرات التي أدخلتها المكتبة الرقمية بدءً بحجم مبنى المكتبة وتأثيثه ، ومروراً بطبيعة أشكال المقتنيات ، وكيفية ضبطها فنياً ، ووصولاً إلى القائم بتقديم خدماتها .. فلم تعد المهارات الفنية هي كل ما يلزمه فقط ، بل يلزمه أيضاً مجموعة من المهارات الحاسوبية واللغوية والعلمية ..إلخ .
بل إمتد التطوير إلى الاسم الذي يُطلق عليه ، فلم يعد هو (أمين المكتبة) كما يسميه د. المالكي في كتابه الذي عرضتم له..

أمين المكتبة


إن المكتبيّ، بطبيعة عمله، على علاقة مباشرة مع المستفيدين، لتلبية حاجاتهم، ولأن المكتبة الإلكترونية تمثل المحرك الأول لمتطلّبات البحث في الوقت الراهن، فقد ألقى ذلك على عاتق الأمناء مسؤولية حلّ المشكلات التي تواجه المستفيدين،


بل أصبح يسمى ..
أمين المكتبة المحسبة Cyberlibrarian أو أمين المعلومات Cybrarian :



هو الاسم الذي يمكن إطلاقه على مكتبي المستقبل ، فأمين المكتبة التقليدي يكون محاطاً بالكتب، أما أمين المكتبة المحسبة أمين المعلومات فيكون بجانب الحاسب الآلي حيث يتصل بمختلف شبكات الاتصال الإلكترونية المتداخلة في جميع أنحاء العالم لتجميع المعلومات



أشكركم على العرض .. وعلى إتاحة الفرصة للتعليق ..
تحياتي ومحبتي للجميع

me12
Jan-21-2007, 11:11 PM
الأخ / محمد حسن غنيم
يعطيك العافية على هالروائع وهالجماليات المعلوماتية
بدينا نحس بنشوة القراءة من جديد يسعدك ربي