المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عادة القراءة:--


صناع الحياة
Feb-20-2007, 03:53 PM
دراسة عادة القراءة من اصعب الامور لانها تتصل بالجانب العقلى ونحن الان لسنا فى موقع التربويين والمختصين لدراسة مكونات ومكنونات هذه العادة ولكننا ناتى عليها كظاهرة من اين ينبغى ان تبدا معالجتها وما مدى انتشارها.
ان ما يؤكده التربيون ان مرحلة ما قيل الدراسة مرحلة حاسمة فى تكوين عادة القراءة.ولكن كيف تبدا؟البداية الاولية فى رياض الاطفال حيث لها الفضل فى ادخال الكتاب الى حياة الطفل ليس فى هذه المرحلة كاداة تعليمية ,ولكن بها يكتشف الطفل نفسه ثم يكشف العالم من حوله بواسطة الصور والتصوير او بواسطة الرسم والرسوم .هذه الممارسة الاولية الجماعية شكل من اشكال ممارسة القراءة الاولية.
ثم تاتى المرحلة الثانية لممارسة القراءة وتكون فى شكل اخر هو القراءة بلغة مكتوبة متدرجة مع عمره,ومتى يكون الطفل قد بدا السيطرة على وسائل التعبير,ومن ثم يكون تدريجيا قادرا على الرجوع الى الكتب للحصول على الاجابات المرغوبة,وللتعبير عن حاجاته بالكتابة.
وعادة القراءةفى مرحلة الطفولة والشباب يدعمها النظام التعليمى بالمدارس والمعاهد التعليمية وسواها. فالمناهج الدراسية بقدر ما تلزم الطالب بالقراءة للتحصيل العلمى ,فهى تغرس فيه الميل للقراءة الحرة,سواء من باب التغير عن قراءة المناهج المقررة او لزيادة وتوسيع المعلومات والترويح.
ومن نتائج الدراسات ان القراءة تتعطل عندما تنتهى الدراسة المنظمة لعدم وجود داعم او باعث جاد للقراءة .فمن المعروف ان السن التى تفقد عندها او تضعف على الاقل ترتبط ارتباطا بينا بمرحلة الدراسة ,فكلما قصرت الفترة كلما كانت سن التوقف مبكرة,لذا كان الطلبة اكثر استمرارا فى القراءة فىكل مكان.
ورغم هذا يظل خطر العزوف عن القراءة ماثلا مجرد انتهائهم من الدراسة.وفى دراسة للمعهد الفرنسى ان نسبة العازفين عن القراءة فى سن ما بين 15 و19 كانت 18%.بل ايضا هناك اراء تشير الى انه حتى الاشخاص ما بعد هذه السن وفى وضائف عليا من خريجى الجامعات يقراون اقل من هؤلاء الذين فى الوظائف المتوسطة.
واعداد القادرين على القراءة اعداد هائلة خاصة فى مجتمعنا المعاصر وبصفة اخص فى الدول المتقدمة لكن نسبة كبيرة منهم عازفون عن القراءة لاسباب كثيرة كما يذكرونها.
ففى دراسة اجريت فى ايطاليا سنة 1972 بين مختلف المجتمع اتضح ان 31%لم يقراوا كتابا واحدا,وان 40%ليسوا قراء جيدين. وفى هولندا 40%ليسوا بقراء ولا يحبون القراءة. وفى فرنسا 53%ليسوا بقراء ايضا.
والقراءةتتم لاغراض عديدة فكثير من الدراسات التى قامت بها بعض دور النشر الكبرى والمهتمين بالكتاب والثقافة فى مجتماعاتهم بينت انالبعض يقرا للبحث عن المعلومات , والبعض للتثقيف الذاتى والتسلية او الترويح بل ايضا للهروب من كل شيئ يجرى حوله .والقراءة عند بعض الناس هى عادة متاصلة تعتبر جزءا من حركتهم ونشاطهم اليومى.فهو جهد اختيارى له قيمته واعتباره.
واذا كانت القراءة انواعا فليس من الضرورى وجود فئة لكل نوع فالشخص الذى يقرا للتسلية قد يقرا لغرض اخر جاد.فقد ينتقل القارئ من هدف الى هدف اخر بعد قراءته لكتاب ما وهذا امر كثير الحدوث. فلغرض التحقيق من معلومة او الحصول على ما هو اوفى واوسع مما قراه او الاتصال ما قراة بموضوع اخر شيق , نجد القارى يستمر ويتوسع فى مجال القراءة.
ويتبين لنا مما تقدم ان هناك قراءة عريضة .فالقراءة العريضة هى الاكثر انتشارا مثل قراءة الصحف اليومية فى الدول المتقدمة مثلا.اما القراءة الغرضية او ذات الدافع المحدد فتنتشر اكثر بين قراء الكتب الجادة وبين رواد المكتبات العامة.
ان عملية الاختيار هى التى تميز الغرضية فالقارئ الجيد لا يقرا ببساطة اى شيئ لكنه يقرا نوعا من الموضوعات وهذا افضل انواع القراءة الغرضية لانها فى هذه الحالة قراءة تخصصية رفيعة وايجابية بالكامل.
ان التحول من عدم القراءة الى القراءة هو الخطوة الاولى وتتولاها عادة عمليات التعليم النظامى سواء بدات فى رياض الاطفال كما سبقت الاشارة الي ذلك او فى مرحلة متقدمة من العمر كما هو الحال فى برامج محو الامية ولكن التحول الى القراءة الغرضية هو المشكلة واول شيئ يصادف امر التحول فى مادة القراءة السن والوضع الاجتماعى والمستوى التعليمى,وكلها عوامل متداخلة تبرز معا عند اختيار مادة القراءة .وتكمن الافادة فى التشجيع على القراءة منذ الطفولة وفى بذل الجهود المتواصلة لمحو الامية وفى المناشط الهادفة الاخرى ولكن يجب ان تتوفر الكتب التى تروقهم وتناسبهم حسب كل فئة وانقطاع.
وعموما فان عادة القراءة وتنميتها تلقلا بكواهلها على الاسرة والسلطة الحاكمة فى البلاد وعلى رجال الفكر فيها ومن بينهم الناشرين بل ايضا على جميع افراد المجتمع من حيث توفير مادة القراءة وتنميتها بمختلف الاشكال والانواع واذا لم تتكاتف جهود هؤلاء فان عادة القراءة لن تنمو بل تتردى وتموت فى المهد بانقطاع من تعلمها بعد اتقان وجهود واموال وانتظار طويل والنتيجة لهذا دوام التخلف واستمرار المعاناة والمراوحة فى نفس المكان.
المرجع:
الناشرون ونشر المطبوعات/احمد القلال.-ط1.-بنغازى:جامعة قاز يونس,1989م

nanamoon
Feb-21-2007, 02:18 AM
اخى فى الله
صناع الحياة
بصراحة الموضوع موجز وجميل ويتحدث فى الموضوع دون سرد مطول لكنة فعال وفعلا مفيد
بارك الله فيك وجزاك الخير كلة
اختك فى الله