المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مذكرات ارشيفي


هدى العراقية
May-28-2007, 08:50 PM
مذكرات أقدم موظف في دار الكتب والوثائق العراقية
في كل كتاب حكاية ولكل كتاب ايضا حكاية ولكن حكايات كل هذه الكتب معها حكاية دار الكتب والوثائق بكل ما تضمه جوانحها يمكن ان تلتقطها من احاديث السيد كامل جواد عاشور وهو من اوائل موظفي هذه الدار والامناء على كنوزها. وقد عدنا معه الى شهر تموز قبل (33) عاما حيث كانت البداية .. يقول :
بدات العمل في المركز الوطني للوثائق وكان هذا اسمه انذاك في تموز عام 1974 وقد شغلت حينها منصب معاون مترجم في قسم العلاقات غير اني تدرجت في اشغال مناصب وظيفية عدة منها مترجم وملاحظ وبعدها شغلت منصب مدير حتى الان. وعن ذكرياتي التي اشعر بالفرح يغمرني عندما استحضرها فانها تتعلق ببداياتي بالعمل الوظيفي في المركز الوطني للوثائق قبل دمجه مع المكتبة الوطنية وكان يفتقر الى الكثير من الوسائل الفنية والوثائقية والحالة التنظيمية غير متكاملة .. ولكن بوجود مجموعة خيرة من الموظفين الجيدين جرى تنظيم عمل المركز واعادة ترتيب الوثائق وتنظيمها وتسهيل مهمة الباحثين في الحصول على المعلومات وتوفيرها بشكل اسهل واسرع.وقد اقتصر العمل في تلك الفترة على الجهد اليدوي ولم يكن المايكروفيلم والحاسوب موجودا لكن سرعان ما تغيرت الامور في بداية الثمانينيات حينما دخل (المايكروفيلم) اذ العمل الفني وتصوير الملفات والوثائق الموجودة في المركز على وفق عصورها وتعود هذه الملفات الى العهود الاتية:
ـ وثائق العهد العثماني
ـ وثائق الاحتلال البريطاني والانتداب
ـ وثائق العهد الملكي او الحكم الوطني
وتدرج العمل في المركز الى ان بدا العمل الفني الفعلي في العهد الجمهوري الاول ثم العهد الجمهوري الثاني واصبحت الملفات بعد ذلك مهياة للباحث والدارس بشكل جيد ومنظم من خلال تبادل العلاقات مع المنظمات الدولية والعربية اضافة الى علاقات المركز مع المراكز ودور الوثائق العربية والعالمية واصبح باب التعاون بين هذه المنظمات والمراكز يسير بشكل جيد من خلال تبادل المعلومات التاريخية والفنية في مجال العمل الوثائقي ويضيف قائلا ان عملية دمج مركز الوثائق الوطني مع المكتبة الوطنية حصل في عام (1987) تحت اسم (دار الكتب والوثائق) وتم تطوير العمل الفني في الدار بادخال اجهزة جديدة للمايكروفيلم والبدء بعملية استخدام الحاسوب ولكن بشكله البسيط وتطور العمل الوثائقي والمكتبي من خلال جلب بعض الخبراء من اساتذة الجامعات العراقية لتقديم المشورة وتنظيم العمل المكتبي والوثائقي اما عملية تعرض الدار للحرق والتدمير مرات عدة .. يقول السيد كامل تعرضت الدار للعديد من الحملات التخريبية وحرق مجموعة من الكتب والوثائق في عقد الثمانينيات فجرى نقل الوثائق والكتب النادرة الى مكان اخر اكثر امانا للحفاظ على هذا الاثر من التخريب والحرق والسرقة وبرغم الاحتياطات التي اتخذت لكن بعض الكتب تعرضت للسرقة والاتلاف من قبل زمر مخربة وتمت اعادتها مرة اخرى الى الدار وكذلك الحال في بداية عام 1990 ايضا تعرضت الدار للمرة الثانية الى عملية تخريب وتدمير تم نقل الكتب والوثائق الى مكان امن ولكن لم تسلم من العبث والسرقة.ولكن الكارثة الاكبر والاخطر هو تعرض الوثائق والكتب النادرة الى التخريب والسرقة والحرق (والحديث للسيد كامل ) في عام 2003 من قبل الزمر المخربة واصحاب الاهداف الخاصة بالرغم من قيام بعض الشرفاء ومحبي العلم وتاريخ العراق ببذل جهود حثيثة للمحافظة على ما تبقى من هذه الوثائق والكتب.
وعن شعوره واحاسيسه وهو يقضي هذه الفترة الطويلة من عمره في الدار ويعيش معها كل لحظاته الحلوة والمرة يقول : ان شعوري وقد مضى علي كل هذا العمر شعور حب عميق لانني فتحت عيني على العمل الوظيفي في هذه المؤسسة العلمية التراثية التاريخية وقد بذلنا انا وزملاء العمل الجهود من خلال حب العمل الوثائقي في الوزارات والدوائر التابعة للدولة حيث تاتي الى المركز مجموعات كبيرة من الوثائق الحيوية المهمة التي تشكل جزءا كبيرا من تاريخ العراق وحضارته .املي علينا ضميرنا المهني انا وزملائي وحبنا لتراثنا بذل الجهود لهذه الدار وللتاريخ والحضارة كاننا نحافظ على بيوتنا وأشيائنا الخاصة والذود من اجلها وصيانتها .. والحمد لله استطعنا ان نوجد هذا التراث الكبير والكم الهائل من الوثائق والمعلومات بالرغم من تعرض الدار للعديد من النكسات والازمات التي تفوق ارداتنا وقد حصلنا على كتب شكر من جهات مختلفة في الدولة


متابعة : قسم العلاقات والاعلام في دار الكتب والوثائق
المصدر : صحيفة المشرق
العدد : 976
التاريخ : 27/5/2007