النشر الالكترونى
 

من كان يدرى أنه بمجرد الضغط على زر ستنفتح أمامنا صفحات وصفحات من الكتب والجرائد والمجلات دون تكبد عناء البحث فى المكتبات ومحلات الكتب. أو أن يتم اختصار أرشيف كامل لمؤسسة ما فى بضع صفحات يمكننا الرجوع إليها متى احتجنا ودون مشقة الغوص فى أوراق الأرشيف الكثيرة والقديمة. وقد يصنف هذا فى باب ايجابيات التكنولوجيا الحديثة وعصر العولمة.
فنحن نعيش اليوم عهد ما يسمى "بالنشر الالكتروني" و"الثقافة الرقمية". نشر المعلومات وخزنها بواسطة استخدام التقنيات الحديثة التى توفرها الحواسيب وبرمجيات النشر الالكتروني. ويسهل النشر الالكترونى عملية النشر وهو يتفوق فى هذا على النشر الورقي. فصفحة واحدة على "الواب" يمكن أن تتضمن عديد المواضيع التى قد تتطلب عشرات الصفحات فى النشر العادي. وقد تطورت صناعة الصحف الالكترونية وانتشرت وأصبح التنافس بينها يضاهى التنافس بين الصحف التقليدية.
وفى مجال المنافسة بين النشر الالكترونى والنشر العادى قد تتفوق الصحف والمنشورات الالكترونية لما تتميزبه الصحف الالكترونية من سرعة فى الوصول إضافة إلى ضمان الوصول إلى أى مكان الأمر الذى يصعب على الصحف والمنشورات الورقية التى تتطلب تكاليف باهظة ودور نشر ووسائل نقل وغير ذلك مما يصعب من عملية الانتشار.كذلك يوفر النشر الالكترونى قراءة الأخبار بصفة حينية وبث الملفات المسموعة والمقروءة التى تدعم هذه الأخبار.
ولا يقتصر الانفتاح على الثقافة الرقمية والنشر الالكترونى على النشر الاخبارى والصحف الالكترونية حيث أصبح الاهتمام برقمنة الثقافة يشمل الكتب والمؤلفات. ويتجلى ذلك فى أول خطوة قام بها الأدباء العرب وهى تأسيس اتحاد الكتاب الانترنت العرب.
وتدعو هذه المِؤسسة الثقافية الالكترونية الى أهمية الإلمام بمقتضيات "العصر الرقمي" والتحديات التى يطرحها الانفتاح على الثقافة الرقمية. وتوظيفها لنشر الكتاب العربي. حيث توفر هذه الشبكة "السحرية" للأدباء والكتاب مالا يوفره الورق المطبوع. فالرواية المنشورة "الكترونيا" مثلا قد يرافقها صورة وصوت وحركة وغرافيك تحولها من رواية مقروءة الى مشهدية.
والشاعر يحول القصيدة من حبر على ورق إلى عالم يتضمن كل مقومات المسرح من صوت وصورة وإيحاءات لتصبح القصيدة بصرية سمعية .
وقد أكدت القمة العالمية حول مجتمع المعلومات التى احتضنتها البلاد التونسية -نوفمبر 2005- على دور الثقافة الالكترونية وضرورة الألماما بمتطلبات عصر الانترنات والنشر الالكترونى كخطوة للمضى قدما نحو التقليص من الفجوة الرقمية.
وفى نفس هذا الإطار وسعيا لتوظيف الانترنات فى خدمة الثقافة تبنت المفوضية الأوروبية تمويل المشروع الأورومتوسطى بشأن استحداث موقع "المدينة" على شبكة الإنترنت، يهدف إلى تطوير السياحة الثقافية ببلدان حوضى البحر الأبيض المتوسط -Mediterranean by internet Access-
ويهدف البرنامج إلى خلق بوابة عبور دائمة للسياحة الثقافية فى المنطقة المتوسطية من خلال 9 مواقع إلكترونية خاصة بالثقافة والسياحة فى عدد من دول المنطقة المتوسطية.
رغم مميزاته المتعددة الا ان النشر الالكترونية لا يمكن أن يحل محل النشر الورقى مهما طال الزمن. ويبقى للورق متعته التى تطلق العنان لخيال القارئ فيصور الأبطال ويعيش أحداث القصة مثلما يتصور هو لا مثل ما يفرضه عليه الناشر أومعد الصفحة الالكترونية.