منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات - التدليل الزائد و الشخصية القوية……… أمران لا يجتمعان

تصرفات بسيطة نقوم بها بدافع الحب تتحول إلى أداة تهدم و تحطم جزء هام من شخصية أبناءنا و هدوء أسرتنا ،و بعد نلوم أنفسنا و نشعر بالندم بعد فوات الأوان …. و من هذه التصرفات،ما يسمى التدليل .
فمن المعلوم بداهة أن قلب الأبوين مفطور على محبة الولد و الرحمة به و الشفقة عليه و الاهتمام بأمره ، فعند ولادة الطفل يكون محاط بالأب أو الأم و الأهل و الكل يبذل قصارى جهده ، لإسعاد هذا الطفل، وقد ينسى المربي "الأب،الأم" أحياناً من فرط حبه لابنه ، فيدلله دلالاً يفقده شخصيته،ويحوله إلى شخص لا يمكن الاعتماد عليه ،بل يثير المشكلات لأهله عند بلوغ سن المراهقة و يبدأ الأهل في الشكوى من هذا المراهق،يعد ذلك بأنه لا يستطيع تحمل المسؤولية .
و التدليل يعني:تلبية كافة طلبات الابن و احتياجاته و رغباته مهما كانت صعوبتها أو أهميتها ،و في أي وقت كان ، و هذه الاستجابة ، و على هذا الشكل من طرف الأهل يجعل الطفل يشعر بأنه شخص مجاب الطلبات و الأوامر ، و كما قلت سابقاً ، كثيراً ما يحول هذا التدليل الزائد إلى قسوة من طرف الأهل عندما يتعرض هذا الطفل في السنوات اللاحقة إلى أي فشل أو إحباط،و عندها يحاول الأهل التغير من تصرفاتهما و أسلوب تربيتهما فلا يستطيع هذا الطفل أن يكون في مستوى توقعات الأهل لذلك ،
فإن الافراط في التدليل يؤذي إلى:
1. عدم قدرة الابن على تحمل المسؤولية لأن جميع طلباته مجابة .
2. تحطيم دافع الإنجاز و المثابرة لدى الابن فيصبح اتكالياً ، لا طموح حقيقي يدفعه لإنجاز أهدافة .
3. يصبح الابن متحكماً في أبويه ، و هذا يساعد على تحطيم هدوء الأسرة و استقرارها .
4. مشاعر الغرور و التكبر لدى الابن، تصبح مسيطرة عليه و تكراره لعبارة "أبي لا يرفض لي طلباً" "أمي لا تقول لي لا أبداً" وهذا ما ينعكس على علاقة الطفل بالمدرسة على وجه الخصوص .
5. يتحول الابن المدلل إلى شخص غير قادر على التكيف الاجتماعي لأنه دائماً يتوقع من أصحابه أن يكونوا في خدمته و طوع أمره ، لهذا نجده دائماً وحيداً فعلاقته الاجتماعية تكون سطحية جداً.
6. عدم قدرته على تحمل الإحباط حتى و إن كان في أدنى درجاته فهو لا يستطيع أن يتحمل كلمة لا عزيزي المربي:
لا تجعل مشاعر الحب و العطف تجاه ولدك تتحول إلى أداة هدم لشخصيته فما عليك إلا أن تلجأ إلا إلى التوازن لكي تساعده على أن يتعلم أن هناك صعوبات يجب أن يواجها في الحياة دون خوف ،و دون لجوء إلى الأهل في كل مشكلة تواجهه و لكي يتعلم أيضاً القدرة على اتخاذ القرار و لا يبقى دائماً متردداً و آلا يثق بنفسه أبداً .