واقع المقروئية بالوطن العربي
|
الأسرة والمدرسة هما المتحكمتان في نسبة المقروئية
الناشر محمد الطاهر فرفي الأسرة والمدرسة هما المتحكمتان في نسبة المقروئية اعتبر الناشر محمد الطاهر فرفي أن أصل مستوى المقروئية الحالي يرجع إلى الأسرة بالدرجة الأولى، لتليه المدرسة في الدرجة الموالية، مبرزا أن تشجيع الأسرة لطفلها وترغيبه في مطالعة الكتاب من شأنه المساعدة على الرفع من مستوى ونسبة المقروئية، شأنها في ذلك شأن المدرسة. وأشار فرفي إلى أن هناك عزوفا عن قراءة الكتاب من قبل كل الشرائح العمرية، وعلى مستوى العالم العربي عموما، وأرجع ذلك لجملة من الأسباب، بدءا من كثرة وسائل الإعلام البديلة، على غرار الفضائيات التي جذبت العقول والأنظار، وأضحى كل الوقت مخصصا لها، فكان فيضا مهدورا هباء، إضافة إلى عدد الصحف الصادرة يوميا، واهتمام الناس بأشياء أخرى يرونها أكثر أهمية من الكتاب. وعارض المتحدث كل من يتحجج بالقول إن غلاء الكتاب هو ما أدى إلى العزوف عن اقتنائه، وبذلك تراجع نسبة المقروئية في العالم العربي، مردفا ''لا أفهم بما يقارنون غلاءه، ورغم أنني لا أحب اعتبار الكتاب مجرد بضاعة، إلا أننا اليوم أمام واقع يفرض مقارنة هذا الأخير بسلع أخرى، فبأي سلعة يقارنون غلاءه؟، ومن هذا المنطق أؤكد أن الكتاب ليس غالي الثمن''. وطالب محمد الطاهر قرفي وزارة التربية بجعل المطالعة مادة إجبارية، وأساسية في المقرر التربوي كبقية المواد الأساسية، مضيفا ''لما كنت تلميذا متمدرسا، كنا مطالبين بتلخيص الكتاب الذي نقرأه، وتقديم بطاقة تقنية له، ولكن المدارس اليوم تغيب فيها المكتبات، إضافة إلى انعدام حصة للمطالعة''. |
يجب اقتناء كتاب للطفل بدل لعبة لرفع نسبة المقروئية
رئيس اتحاد الناشرين السودانيين عبدالرحيم محمد مكاوي يجب اقتناء كتاب للطفل بدل لعبة لرفع نسبة المقروئية وصف رئيس اتحاد الناشرين السودانيين عبدالرحيم محمد مكاوي، في تصريح لـ ''الخبر''، المقروئية في العالم العربي بالضعيفة، مؤكدا على أن السبب الأساسي في ذلك يرجع إلى تربية الطفل انطلاقا من المنزل فالمدارس التعليمية. كيف هو حال المقروئية في العالم العربي؟ بكل صراحة، واقع المقروئية في العالم العربي معروف، والكل يعلم بأنها ضعيفة مقارنة بالإحصاءات التي تسلط الضوء على مستوى المقروئية في العالم. ولكن ما السبب الذي جعل من نسبة المقروئية ضعيفة حسب رأيك؟ بالنسبة لي التربية من الأساس هي السبب الرئيسي في ضعف المقروئية في العالم العربي، فعدم تربية الأطفال في البيت وبعدها في المدرسة على القراءة، وترغيبهم في المطالعة منذ الصغر، إضافة إلى عدم تربية حس وشغف الاطلاع على الكتب، جعل التعود على القراءة غائبا، فهذا الفعل مهم جدا، إذ أنه وبدلا من شراء لعبة للطفل يفضل اقتناء كتاب، وغياب كل هذه الأمور هو ما عاد بالسلب على العالم العربي في مجال المقروئية. - هناك من يقول بأن الأمة العربية لا تقرأ، وهناك من يقول بأن الأمة العربية لا تحب القراءة، فما رأيك؟ لا يمكن إطلاق هذا الحكم على عواهنه، فقط نقول إن الأساس والأهم هو تعوّد الشخص على القراءة، وبذلك سيظل قارئا، وبذلك الحكم على مقروئية الأمة العربية مرتبط بالتعود على هذا الفعل منذ الصغر. أتساءل عن الأسباب التي جعلت من المقروئية في العالم العربي ضعيفة؟ واحد من النواقص الشديدة التي أدت إلى ضعف المقروئية هو غياب حصص المطالعة في المدارس، فأنا أذكر لما كنت متمدرسا كانت هناك حصة أسبوعية تسمى ''حصة المكتبة''، يطلب فيها منا تلخيص الكتاب الذي نقرأه، ونناقش فحواه، أما الآن فهذا الأمر غير موجود عند الأمة العربية، وأريد أن أشير هنا إلى أن مستوى الدخل الفردي لم يؤثر كثيرا في الأمر، وهي مجرد حجج واهية، فنحن كنا أفقر ولكن كنا نقرأ. وكيف حالها عند أشقائنا في السودان؟ ..(يضحك).. حالها شبيه بحال المقروئية في العالم العربي كله. |
المقروئية بالوطن العربي في تراجع.. وهناك قطيعة مع الكتاب الجميل
الروائي والكاتب الحبيب السايح المقروئية بالوطن العربي في تراجع.. وهناك قطيعة مع الكتاب الجميل يرى الكاتب والروائي الحبيب السايح أن واقع المقروئية بالدلالة الاصطلاحية للقراءة والمطالعة في الوطن العربي تشهد تراجعا مستمرا، مشيرا إلى تواجد قطيعة تكاد تكون كلية وشاملة مع الكتاب الجميل، في وقت تحضر مقروئية محصورة في كل ما له علاقة بالدّين. وأرجع المتحدث سبب إقبال القراء على قراءة الكتب الدينية دون غيرها من الكتب الأخرى إلى هروبهم من واقعهم الذي يعيشونه، للبحث عن جملة الأشياء التي يحلمون بها، خاصة عندما يجدون أنفسهم في مأزق، مواصلا ''لأن الكتاب الحضاري والفكري والفلسفي قُطع عنهم، ولم تعد لهم به علاقة''. وأعاد الروائي سبب انحسار المقروئية في الجزائر خاصة، وفي الوطن العربي عامة، إلى جملة من الأسباب على غرار نوعية الكتاب، وكذا نوعية الورق الذي يطبع فيه الكتاب، والتصور الموضوع له، وحتى غلافه، وغلاء تكلفته، ما يؤثر سلبا على المقروئية. وأضاف الحبيب السايح بأن خزائن المدارس الابتدائية في السبعينيات كانت مملوءة بالكتب من قصص الخيال العلمي ومن الروايات ذات المواضيع الاجتماعية، وكذا من القواميس، فيما تضم مكتبات المتوسطات والثانويات مختلف أصناف الكتب المعرفية والأدبية والفنية واللغوية، مضيفا ''وهو أمر لم يعد موجودا اليوم، في ظل غياب الآليات البيداغوجية التي من شأنها تنمية الفكر عند الطفل''. وقال الكاتب بأن مسألة إعادة الاعتبار للقراءة والمطالعة في حدها الفردي أو العمومي، تتعدى دور النشر والموزع المكتبي، مردفا ''بل هي تتعدى درجة الكاتب نفسه وقيمة ما يكتبه، إلى وظيفة مؤسسات الدولة ذات الصلة بتعميم القراءة والمطالعة في اتجاهيها العمودي والأفقي''. كما شدد الحبيب السايح على ضرورة تدخل الدولة من أجل رفع نسبة المقروئية في الجزائر، وذلك من خلال دعم الناشرين بتخفيض أعباء الضرائب، وذلك بناء على دفتر شروط محدد، إضافة إلى إنشاء فضاءات خاصة للمطالعة، وجعل المدرسة المنبر الأول للحث على القراءة. واعتبر المتحدث أن التذرع باتهام الصورة لفراغ التلميذ والطالب، واستحواذ الافتراضي على عالمهما، بديلا عن واقعهما، لا يعفي الدولة أبدا من مسؤوليتها تجاه تكوين إنسان جزائر الغد، مبني على الواقعي والمحسوس. وطالب الروائي الحبيب السايح بإنشاء مكتبات متخصصة، يديرها محترفون في ميدان الكتاب وإعادة تسويقه، لإعطاء بعد آخرا لفعل القراءة. |
الساعة الآن 02:18 PM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لـ : منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات
المشاركات والردود تُعبر فقط عن رأي كتّابها
توثيق المعلومة ونسبتها إلى مصدرها أمر ضروري لحفظ حقوق الآخرين