منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات - ذاكره الأمه في مخطوطاتنا ...

ذاكره الأمه في مخطوطاتنا

بقلم : خميس البكري

ذاكره مصر الثقافيه في خطر شديد‏، بعد ضياع طاووس المخطوطات بدار الكتب القوميه‏،‏ مخطوط‏(‏ رساله الامام‏)‏ للامام الشافعي‏، ‏ الذي يعود تاريخه الي اكثر من‏1200‏ سنه‏،‏ وتحديدا الي سنه‏200‏ هجريه‏,، وهو مدون بخط تلميذه ابي الفضل الجيزاوي ويعتبره علماء التراث الاسلامي أول رساله في العالم تكتب في الفقه بمنهج اكاديمي في‏70‏ صفحه‏..
‏ واذا كان ثمه سعر لمختلف المخطوطات متعارف عليه‏، فان‏(‏ رساله الامام‏)‏ مخطوط لا يقدر بثمن‏!!‏ ضاع عمدة مخطوطات مصر‏، ولم تحزن عليه قطره من المطر ولا تلوت دوده كسلي كما قال احد الشعراء‏!‏ لم تقم قيامه المثقفين ولم يعلن علماء التراث حاله الطوارئ القصوي بعد ان اغلق باب التحقيق‏!!‏ بمعني انه لا تثرتب علي احد ولا لوم ولا عقاب‏..‏ ولا عزاء للامه في اعز فقيد لديها في تراثها المخطوط‏!‏
والاصل في شان المخطوطات النادره ان يتم الاطلاع عليها من وراء حجاب‏، من وراء جدار زجاجي‏، ‏ والا يتم اخراجها من المخزن‏(‏ في الشديد القوي‏)‏ الا بموافقه كتابيه من مسئول اداري كبير‏.‏
والجديد في الامر انه من المقرر اجراء جرد شامل لتقويم حقيقه ما بحوزتنا من مخطوطات والخوف اكتشاف ضياع ماليس في حسباننا‏..‏ كيف؟
لنسترجع الماضي القريب‏!..‏
لقد كانت دار الكتبخانه الخديويه عامره بوفره المخطوطات التي قيل انها وصلت الي‏185‏ الف مخطوط‏..‏ وللاسف فان كل العاملين علي مر السنين من الاحياء او الذين فارقوا الحياه كانوا يقولون‏:(‏ محدش عارف العدد بالضبط‏!!)‏ ومرت الاعوام حتي كان العام‏1972,‏ وتاكد عند اعداد الفهرس الموحد للمخطوطات وجود‏120‏ الف مخطوط‏(‏ فاين ذهبت‏65‏ الف مخطوط‏)‏ هل فقدت مع عمليه العزال من باب الخلق الي رمله بولاق التي كانت تجمع خلالها المخطوطات بالاجوله ولا يعبا بتناثر محتوياتها هنا وهناك‏!!.‏
‏..‏ وحدث في أواسط التسعينات من القرن الماضي ان تم عمل جرد قومي للمخطوطات كانت نتيجته ان دار الكتب تمتلك‏(‏ بالكاد‏)55‏ الف مخطوط‏!!‏ فاين ذهبت ال‏65‏ الف مخطوط الثانيه؟
وما هو الفاقد الذي سيسفر عند الجرد الحالي ؟ وزاويه اخري للقضيه ليست في الحسبان‏..‏ لقد كانت الدار تمتلك من المطبوعات النادره ما يفوق بعضها احيانا مرتبه المخطوطات‏,‏ وقد هاجر معظمها بالطرق المشروعه او غير المشروعه‏..‏ لافرق المهم انها هاجرت الي اين؟ الله اعلم‏!.‏
المهم الان مواصله التحقيق حينما نكتشف مع الجرد الجديد ضياع مئات او الاف المخطوطات؟‏.‏
واخيرا فان ذاكره الامه يتسلل اليها مرض الزهايمر مع ضياع مخطوطاتنا‏..‏ مرجعيه الاجيال القادمه التي يلمسون فيها تاريخ الفكر بايديهم‏!‏
ما العمل؟ فليتنافس اهل الاختصاص لوضع الحل لهذه المعضله وما اتصوره الان هو ضروره تحرك مجلس الشعب لايفاد لجنه تقصي حقائق لتفتح ما اغلق من ابواب التحقيقات‏،‏ ولتحقق في ضياع‏130‏ الف مخطوط علي راسها دره المخطوطات بلا منازع‏(‏ رساله الامام‏)‏ واتصور ان تبدا هذه اللجنه باستدعاء كل الخبراء الشرفاء ممن احيلوا للمعاش للاستفاده بمعلوماتهم وبخبراتهم‏,‏ كما اتصور ايضا استدعاء الموظفين الذين عملوا في مجال المخطوطات‏,‏ ونقلوا الي اعمال اخري بالدار بعد ان حامت حول بعضهم الشبهات وهم لايزالون في الخدمه‏..‏ واخيرا يقولون ان الحل في انشاء وزاره للتراث‏,‏ واري ان الحل في سيف القانون الباتر ليس فقط لعقاب من اهمل واضاع وسرق‏,‏ ولكن لانقاذ ماتبقي من ذاكره الامه‏.‏

منقول للفائده ..