عرض مشاركة واحدة
قديم Dec-12-2009, 10:24 AM   المشاركة4
المعلومات

ابراهيم محمد الفيومي
مشرف منتديات اليسير
أخصائي مكتبات ومعلومات
 
الصورة الرمزية ابراهيم محمد الفيومي

ابراهيم محمد الفيومي غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 31463
تاريخ التسجيل: Jun 2007
الدولة: الأردن
المشاركات: 2,507
بمعدل : 0.41 يومياً


تعجب

معرض بيروت العربي الدولي للكتاب: عاصمة الحرية لا تأكل من ثمارها


من التحضيرات لمعرض الكتاب (مروان طحطح)
زينب مرعي



التميّز هو باختصار ما يتوقّعه الجميع من «معرض بيروت العربي الدولي للكتاب» في دورته الـ 53، وذلك لسبب بسيط هو أنّ هذه الدورة من المعرض الأعرق عربياً، تدخل في سياق احتفالية «بيروت عاصمة عالميّة للكتاب 2009». المعرض الذي ينطلق غداً في «بيال»، برعاية رئيس الحكومة اللبنانيّة سعد الحريري ويستمر حتى 24 كانون الأول (ديسمبر)، يُعدّ نقطة الذروة في تلك الاحتفاليّة الطنّانة، فهل يرقى المنظّمون في «النادي الثقافي العربي» و«نقابة اتحاد الناشرين في لبنان» إلى مستوى التحدّي، ويجتازون هذا «الامتحان التاريخي»؟
يرى رئيس النادي الثقافي العربي، عمر فاضل، أنّ هذا المعرض أسهم في إعطاء بيروت، صفة «عاصمة للكتاب» منذ انطلاقته عام 1956، كونه معرض الكتاب العربي الأول في العالم العربي وكون بيروت هي «عاصمة النشر» فيه، بسبب تقدّمها التقني والفنّي في مجال الطباعة والإخراج والعناية بالكتاب. ويضيف فاضل: «منذ نصف قرن، أضاء المعرض على هذا الوجه لبيروت وركّز عليه، وبهذا المعنى، فإنّ ترافق المعرض مع احتفالية «بيروت عاصمة عالميّة للكتاب» ليس بالأمر الجديد، إنّما يعبّر عن الواقع».
هذه التوأمة بين الاحتفاليّة والمعرض، تمخّضت عن «ملتقى الروائيين العرب» (راجع المقال أدناه) الذي يملأ مساحة ثلاثة أيام من برنامج المعرض من 15 إلى 17 الجاري. يجمع الملتقى عدداً من الروائيين، من مختلف أنحاء العالم العربي، بينهم: إملي نصر الله، رشيد الضعيف، واسيني الأعرج، محمد برادة، الياس خوري... ليشاركوا في ندوات تعالج مواضيع عدّة مرتبطة بالرواية. هذا الملتقى إضافة إلى نشاط ثانٍ هو عبارة عن مسابقة في المطالعة تطال طلاب المدارس وتوزّع جوائزها خلال المعرض هما ثمرتا هذا التحالف.
استقبلت دور النشر أولى بشائر هذا التعاون بفتور بالغ. مدير «دار الفارابي» جوزف بوعقل يرى أنّ «ملتقى الروائيين يعني الكتّاب، لا دور النشر... كما أنّنا كـ«دار الفارابي» لم نشعر حتى الآن بأننا معنيون باحتفاليّة «بيروت عاصمة عالميّة للكتاب» ولم نشارك في الموضوع». مدير المبيعات والتسويق في «دار النهضة» ربيع مرعي يعلّق على ملتقى الروائيين بقوله «الرواية لا تختصر الكتاب». أمّا عما قدّمته «بيروت عاصمة عالميّة للكتاب» للناشرين من زخم في حركة المبيع أو دعم مباشر، فيجيب: «لا تعليق».
مديرة «دار الآداب» رنا إدريس، وإن كانت تنظر بعين الاستحسان إلى ملتقى الروائيين، إلا أنّها تملك تحفّظات على «بيروت عاصمة عالميّة للكتاب»: «يتبيّن لنا الآن أنّ ميزانيّة الاحتفاليّة لم تكن كافية، أو أنّ هذه الأموال لم تصرف بالشكل الصحيح. المهم أن يكون هناك تقويم للمشروع في ختام هذه السنة للاستفادة منها مستقبلاً». خالد المعالي، صاحب «دار الجمل»، يقول بدوره إنّ «بيروت عاصمة عالميّة للكتاب» لم تلتفت إليه، بل تمّ رفض المشروعين اللّذين تقدّم بهما إلى اللّجنة المعنيّة بالموضوع. مشروعه الأول كان مقترحاً احتفائياً بالشاعر سركون بولص، إذ يقول المعالي إنّه أراد أن ينشر أجزاءً من أعمال بولص الكاملة، إضافة إلى تخصيص جائزة شعريّة باسمه. إلا أن المشروع رُفض، «مع أنني لم أطلب منهم سوى التغطية الإعلامية للمشروع». كذلك تم رفض مشروع المعالي الثاني الذي يقضي بدعوة الكاتب السوري المقيم في ألمانيا رفيق شامي لإحياء أمسيات أدبيّة في بيروت. وللعلم، فإن أعمال شامي مترجمة إلى 26 لغة، كما أنّ مبيعات كتبه في ألمانيا تخطّت منذ عام 2006 مليون نسخة.
إلى جانب الدور اللبنانيّة التي بلغ عددها 176، يشارك السنة في المعرض حوالى 40 ناشراً عربيّاً من مصر والأردن وسوريا وتونس والبحرين. كما تشارك أربع دول عربية رسمياً، هي: المملكة العربية السعوديّة، الإمارات العربية المتحدة، سلطنة عمان والكويت، إضافة إلى 22 مؤسسة ثقافية أجنبية أو ذات طابع دولي. عدد الدور المشاركة من العالم العربي سجّل ارتفاعاً عن السنوات الماضية، وازدادت المساحة التي يشغلها المعرض بنسبة 30 في المئة تقريباً، كما يقول عمر فاضل. ويعزو رئيس «النادي الثقافي العربي» الأمر إلى الأجواء السياسية والأمنيّة الهادئة التي ينعم بها لبنان في هذه المرحلة.
الدور العارضة بدورها تتفاءل خيراً بالهدوء الحالي، وتتوقّع أن يُترجم الأمر في المعرض بازدياد عدد الزوّار من البلاد العربية، وخصوصاً بعض دور النشر الخاصة وتجّار الجملة الذين ينعشون الوضع بدنانيرهم، بما أنّ معظم الناشرين يؤكّدون استحالة الاعتماد على البيع الفردي في «معرض بيروت العربي الدولي للكتاب». صحيح أن بيروت تتغنّى بكونها «عاصمة النشر» ورائدة الحرّيات في العالم العربي، إلا أنّ «الإسكافي حافي» كما يقول المثل. جوزف بوعقل يرى «أنّ بيروت بعدد سكّانها مقارنة مع العالم العربي، لا يمكن أن تكون السوق الأوسع للكتاب. لكن إذا حلّلنا الموضوع ونظرنا في نسبة المتعلّمين عندنا مقارنة بالدول الأخرى، فيجب أن تكون بيروت أكثر من يقرأ».
الشاعر والناشر العراقي خالد المعالي يدحض سريعاً هذه النظريّة، ويقول لو تناولنا الموضوع وفق نسبة السكّان وكلفة المشاركة في المعارض، لتبيّن لنا أنّ السعوديّة هي أكبر سوق للكتاب حالياً. توافقه الرأي مديرة العلاقات العامة والتسويق في «دار الساقي» هناء بسمة، وتضيف أنّه إلى جانب السعوديّة، تشكّل أبو ظبي ومصر الأسواق الأوسع لبيع الكتاب في العالم العربي. «أمّا بيروت فلا تشكّل أكثر من 10 في المئة من مبيعاتنا». ويفاجئنا ربيع مرعي بأن السوق العراقيّة هي الأفضل بالنسبة إلى «النهضة»، رغم الأوضاع الصعبة التي يمرّ بها هذا البلد.
باختصار، الحقيقة التي يعرفها الجميع، هي أن معرض بيروت، «الأعرق في العالم العربي» ليس الأهم على مستوى المبيع. يقول خالد المعالي «إنّ معرض بيروت متواضع من جهة الإقبال والاهتمام المحلّي به بسيط». يوافقه الرأي ربيع مرعي. إذ يقول إنّ معرض بيروت بالنسبة إليهم هو لعرض الكتب فقط. هكذا فإنّ بيروت نفسها، المتخفّفة من الرقابة المسلّطة على البلاد العربيّة الأخرى، لا تستفيد من وفرة حرّياتها بل يبدو أنّها تخفّفت من القرّاء أيضاً. وضع القراءة في العالم العربي لا يمكن إلا أن ينعكس سلباً على دور النشر. فتراها حذرة في وصف حالها وحال النشر أيضاً. إذ إنّ معظم الناشرين يحاولون الالتزام بمعدّل سنوي لإصداراتهم، من دون زيادة أو نقصان.
يرى جوزف بوعقل أنّ الأرقام تعبّر عن حال الدور. «معظم دور النشر العربيّة الكبرى تصدر 1500 نسخة من عنوان معيّن (لعالم يبلغ تعداد سكّانه 303,6 ملايين نسمة). إذا نجحنا في بيع الكميّة كلّها، نكون قد غطّينا تقريباً كلفة الإصدار، وخصوصاً أنّ الإصدار بكميّات قليلة مكلف أكثر منه بكميّات كبيرة». أسباب كثيرة، بعضها معلوم وآخر مجهول، تعتبر دور النشر أنّها خلف انحطاط وضع القراءة في العالم العربي. المناهج المدرسيّة، وضع المجتمعات العربيّة ومشاكلها السياسية والاجتماعيّة، نسبة الثقافة، قدرة الشراء واتجاه الشباب نحو الإنترنت. ومع أنّ أكثر من ناشر يرى أنّ حجّة الإنترنت باطلة، بدليل موقع الكتاب في الغرب، رغم الانتشار الواسع للشبكة العنكبوتيّة والكتاب، إلا أنّ رنا إدريس تقول: «ربما أوروبا التي تعاملت مع زحف التكنولوجيا قبلنا، استطاعت أن تستوعبه، وتمكنت حتّى الآن من الحفاظ على مكانة الكتاب. لكن لنرَ كم سيأخذ العالم العربي من الوقت لاستيعاب هذه الطفرة. صحيح أن علينا اليوم أيضاً أن ندمج بين الكلمة المكتوبة ووسائل الميديا الأخرى».
أصدرت دار الآداب هذه السنة 42 عنواناً، من بينها «حيوات متجاورة» لمحمد برادة، «سوناتا لأشباح القدس» لواسيني الأعرج، كما تعيد إصدار كتب ليلى بعلبكي «أنا أحيا»، و«سفينة حنان إلى القمر، و«الآلهة الممسوخة» (راجع صفحة 9). أمّا «دار الفارابي» فأصدرت 166 عنواناً، بينها سلسلة كتب للأطفال، من 30 عنواناً، للشاعر حسن عبد الله، والرواية الأولى باللّغة العربية بحسب بحث شربل داغر، «واي ... إذن لست بافرنجي (1859)» لخليل الخوري. وبالنسبة إلى بوعقل، فإنّ تردّي أوضاع المطالعة والمناخ البيروقراطي العام، ومنع الكتب السائد في الدول العربيّة، لا تشجّع على الإبداع، إنّما تدفع بالكاتب إلى التجميع بدل الخلق.
«دار النهضة» التي تتشارك جناحها مع وكالة «أخبار اليوم» (القاهرة)، كعادتها أيضاً تصدر 125 عنواناً، من بينها ديوان «اعترافات امرأة» للشاعرة حنان السريس، وكتاب وC. D «العاشقات» للشاعرة السعودية مي ابراهيم كتبي. «دار الساقي» أيضاً تحافظ على رقمها السنوي في الإصدار مع 60 عنواناً، من بينها «بطاقة لشخصين» للشاعر عباس بيضون، و«نانسي ليست كارل ماركس» لحازم صاغيّة. وحدها «دار الجمل» سجّلت ارتفاعاً هذه السنة في عدد إصداراتها فبلغت 80 إصداراً، بينما كانت الدار تصدر عادة من 30 إلى 50 عنواناً في السنة.
يعيد المعالي سبب هذه الزيادة إلى انتقاله من ألمانيا إلى بيروت وإشرافه بنفسه على عمل الدار. ومن بين إصدارات دار الجمل «الآن والغد، في الاقتصاد والسياسة» للباحث العراقي مهدي الحافظ وديوان «ليل واحد في كل مكان» لسنان أنطون. وما زالت كتب السياسة والرواية أكثر الكتب مبيعاً وفق دور النشر. إلى جانب «بيروت عاصمة عالميّة للكتاب»، تتخلّل المعرض هذه السنة، نشاطات ذات طابع فلسطيني فولكلوري تندرج ضمن احتفالية «القدس عاصمة الثقافة العربية 2009»، كالأمسية الفنيّة لفرقة حنين، ومهرجان الفولكلور الفلسطيني. تقام في المعرض ندوات عدة تنظّمها إدارة «النادي الثقافي العربي» مباشرة أو دور النشر. وتتقدّم «دار النهضة» على الجميع هذه السنة، إذ تنظّم ثلاث ندوات مرتبطة بإصداراتها طبعاً. يقول ربيع مرعي: «الدار تختار مواضيع الندوات وفق حاجة السوق. وهي مرتبطة بكتبنا لأنّها تمثّل قناعاتنا».
من جهته، يوضح عمر فاضل أنّ «النادي الثقافي العربي» منفتح على اقتراحات دور النشر كلها، شرط أن تخدم هذه المقترحات الثقافة ووحدة الثقافة الوطنية في لبنان، وإبقاء المعرض بعيداً عن السياسة. يكرّم المعرض هذه السنة ناشر جريدة السفير طلال سلمان، والناقد محمد دكروب، والمؤرّخ وليد الخالدي والفنان أنطوان كرباج. كما يُكشف النقاب عن اللائحة القصيرة لجائزة «بوكر» العربية، الأمر الذي يضيف حيويّة على المعرض برأي رنا إدريس، «بما أنّ «بوكر» هي الجائزة الوحيدة التي تساعد على بيع الكتاب».
معظم الناشرين الذين التقيناهم يتوقّعون دورة عاديّة، مشابهة للسنوات الماضية... لكنّهم مع ذلك يذهبون إليه «البيال» بروح متفائلة، مفضّلين التريّث في إصدار أحكامهم، على أن تبيّن التجربة الميدانيّة واقع السوق وحركة النشر... فالأرقام دائماً لها الكلمة الأخيرة.

الرابط
http://al-akhbar.com/ar/node/168841












التوقيع
إن الكل يموت ويذهب صداه
الا الكاتب يموت وصوته حي
  رد مع اقتباس