عرض مشاركة واحدة
قديم Apr-28-2011, 09:28 PM   المشاركة2
المعلومات

دفتر كشكول
مكتبي مثابر

دفتر كشكول غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 105522
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: السعـوديّة
المشاركات: 27
بمعدل : 0.01 يومياً


افتراضي

الاخ قوة مدفونة

انتا ابحث عن اثر بر الوالدين وبناء عليه اعكسه على المجتمع

لأنه البر يشكل اسرة قوية وبدوره يتعكس على المجتمع

---
وبر الوالدين يُخرج للمجتمع شخصًا سويًا متوافقًا اجتماعيًا. وعلاقة الابن بالجماعات الأخرى خارج دائرة الأسرة كجماعة المدرسة، أو العمل أو اللعب تعتمد على هذا التوافق الاجتماعي الذي يحققه الانتماء إلى الجماعة المرجعية وهي الأسرة.
إن معايير التوافق الاجتماعي قد تختلف من جيل إلى جيل ومن مكان إلى مكان فما يعتبر اليوم توافقًا اجتماعيًا قد لا يصير غدًا توافقًا اجتماعيًا، وجيل اليوم هو غير جيل الأمس، وغير جيل الغد اللهم إلا إذا كان التوافق الاجتماعي مُعاملَ ثبات لا مُعاملَ تغيير. وقد ثبت في المجتمعات العربية أن أجيال الآباء والأبناء لا تختلف كثيرًا في إثبات حقوق الوالدين على الأبناء، واعتبار بر الوالدين توافقًا اجتماعيًا وعقوقهم ليس توافقًا اجتماعيًا؛ بل إن هذا الباحث وغيره من الباحثين أرجعوا التفكك الاجتماعي في المجتمعات الغربية ـ وبدأ حديثًَا يظهر في المجتمعات التقليدية ـ إلى تفشي ظاهرة عدم التوافق الاجتماعي الذي يؤدي إلى الشعور بعدم الانتماء الاجتماعي، ويشعر الفرد بعدم جدوى الحياة وعدم وجود معنى لها عنده وعند كثير من الأفراد الذين فقدوا التوافق الاجتماعي، نتيجة لانقطاع صلتهم بجماعة مرجعية أساسية كالأسرة. بل إن علاقة الفرد بغيره من الأفراد أو الجماعات لا تقوم إلا إذا توافر له هذا الأساس الاجتماعي.
فالأسرة هي أساس البناء الاجتماعي الذي بدونه لا يكون بناء ولا اجتماع، ولا يقوم البناء في الهواء أو دون أساس. فدور الأسرة هو الأساس الذي لا يكون بناء بدونه، وهذا يصح في المجتمعات الإسلامية، كما يصح في المجتمعات غير الإسلامية فهذا هو أساس المجتمع الإنساني. إنه بفضل الحياة في الأسرة يتكون لدى الفرد الروح العائلي والعواطف الأسرية المختلفة وتنشأ الاتجاهات الأولى للحياة الاجتماعية المنظمة، فالأسرة هي التي تجعل من الطفل حيوانًا مدنيًا وتزوده بالعواطف والاتجاهات اللازمة للحياة في المجتمع وفي البيت. وبر الوالدين هو الذي يحفظ للأسرة كيانها ويجعلها تقوم بوظيفتها الاجتماعية خير قيام. كما أن بر الأولاد والبنات من قبل الوالدين هو روح الأسرة وريحانها إذ أنهما ينشئان الأسرة إنشاءً، ويغرسان في أبنائهما الفضائل الخلقية ويعلمانهما الآداب الاجتماعية والتقاليد والأعراف السائدة في المجتمع. وهما في الإسلام اللذان يُهوّدان الطفل أو يُنصّرانه أو يمجّسانه. فبناء عقيدة الطفل على الدين الإسلامي الحنيف الذي هو دين الفطرة يبدأ وينتهي عند والديه. فإذا كانا صالحين متدينين جنى طفلهما ثمرة التقوى والتربية الطيبة وآتت تربيتهما أُكُلها. وإن جانبا الفطرة وعدَّلا في فطرة طفلهما كان ذلك الغرس وبالاً عليهما، ولن يكون عاقبة ذلك إلا العقوق والنفور بين الوالدين والأبناء، وكان ذلك أيضًا معولاً هدامًا من معاول نقض البناء الاجتماعي الإسلامي. فلكي يقوم البناء الإسلامي الاجتماعي سليمًا معافى لابد أن تقوم الأسرة بوظيفتها الاجتماعية المنوطة أولاً بأعناق الآباء والأمهات، وذلك بإحسان تربية الأبناء والبر بهم وتهذيبهم حتى يقدموا للمجتمع أحسن ما عندهم نبتًا صالحًا قابلاً للعطاء والنماء. وينبغي على أجيال الأبناء والبنات ألا يفرطوا في السمع والطاعة وتلقي ما عند الآباء والأمهات بصدور منشرحة ونفوس سمحة سهلة هينة لينة، وأن يستعدوا للعطاء في قابل أيامهم كفاء ما قدم الآباء، ولن يستطيعوا أن يعوضوا آباءهم وأمهاتهم عشر معشار ما قدموا لهم في سالف أيامهم












  رد مع اقتباس