عرض مشاركة واحدة
قديم Sep-26-2006, 08:23 AM   المشاركة9
المعلومات

مسعود محمد الشريف
مكتبي جديد

مسعود محمد الشريف غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 20510
تاريخ التسجيل: Sep 2006
الدولة: السعـوديّة
المشاركات: 9
بمعدل : 0.00 يومياً


إضاءة الفهرس العربي الموحد -- هل هو ضرورة أم هدر أموال عامة؟

بسم الله الرحمن الرحيم

لربما أتت مشاركتي متأخرة بعض الشيء ولكن رأيت أنه من الواجب علي أن أساهم برأيي حول الموضوع الأساسي المطروح للمناقشة في هذا الباب وهو: الفهرس العربي الموحد -- هل هو ضرورة أم هدر أموال عامة ؟

في البداية أود أن أشير الى أن سعادة الدكتور/ صالح المسند سبق وأن وجه لي سؤال حول رأيي في مشروع الفهرس العربي الموحد خلال مداخلة تكرم بها في نهاية جلسة شاركت فيها وكان يرأسها سعادة الأخ الأستاذ/ فيصل المعمر ضمن فعاليات مؤتمر المكتبات والمعلومات السعودي الذي تم انعقاده في مطلع هذا العام في جامعة الملك سعود. وعلى ما يبدو أن صراحتي لم تعجب الدكتور صالح المسند حيث همس لي بعد الجلسة بأن دولوي لا يؤخذ به لانه أتى من قبل شخص غير متخصص !

فيما يلي توضيح مبسط لرأيي حول مشروع الفهرس العربي الموحد.

بكل تقدير واحترام لجميع من شاركوا في مشروع الفهرس العربي الموحد، بصراحة جاء المشروع متأخر جداً وتكلفته حتى الآن تعتبر إهدار صارخ للمال العام ولا توجد في الحقيقة ضرورة له في ظل توافر التقنيات الحديثة التي تتسابق كل يوم في تقديم وسائل ربط المكتبات في شبكة مكتبات إئتلافية Cossortia تتيح لكل عضو فيها الوصول الى فهارس مكتبات الأعضاء الآخرين والنسخ منها وتبادل المواد فيما بينها بسهولة ويسر. كان الأجدر أن يتم التركيز في صرف جزء من هذه الأموال على أتمتة مكتباتنا من الداخل أولاً ليتسنى ربطها الكترونياً في شبكة وطنية لتساهم عندها كل مكتبة بدورها في إثراء الفهرس الوطني الشامل من خلال مقتنياتها الفريده.

ما الفائدة من صرف تلك الأموال الطائلة لبناء فهرس عربي موحد اذا كانت معظم مكتباتنا مازالت مهملة ولا تملك أبسط وسائل التقنية الحديثة لتوصيف أوعيتها وبالتالي إتاحة مقتنياتها المتخصصة للآخرين ؟ ماهي القيمة المضافة من مشروع فهرس موحد يصرف عليه كل هذه الأموال مقارنة بخيار بناء شبكة وطنية يتم تأسيسها مبدئياً بربط فهارس المكتبات السعودية الرئيسية (مثل فهرس جامعة الملك سعود ممثلاً للمكتبة الأكاديمية، فهرس مكتبة الملك فهد الوطنية ممثلاً للمقتنيات الوطنية ومتنوعات التراث المحفوظة، فهرس مكتبة الملك عبدالعزيز مثلاً للمكتبة العامة، فهرس مكتبة وزارة التربية والتعليم ممثلاً للمكتبة التربوية والمدرسية، وفهارس مكتبات أخرى محلية متخصصة سبق أتمتتها) ربطها فهارس تلك المكتبات المؤتمتة اليوم الكترونياً لتكون بداية لبناء فهرس إئتلافي الكتروني جامع لأكثر من 90% من التسجيلات الببلوغرافية للعنوان العربي في المملكة ؟ كم من الوقت والتكلفة المطلوبة لتجهيز قوائم الاستناد لرؤوس الموضوعات والمؤلفين المعمول بها حالياً في مكتبة الملك فهد الوطنية للاستخدام من قبل المكتبات السعودية، بعد تنقيحها وحذف مكرراتها وبناء علاقاتها ثم إتاحتها لجميع المكتبات الأعضاء في شبكة المكتبات الائتلافية الوطنية للاستخدام الفوري والمساهمة بعد ذلك في التطوير والتحسين والإثراء ؟

أنا لا أقول أن مستوى التسجيلات الببلوغرافية أو الاستنادية المجمعة من المكتبات المحلية المشار اليها عالية سوف يكون بمثابة النموذج المثالي لتسجيلة العنوان العربي ولا أقول أنها لن تحتاج الى جهود إضافية لتقنين حقول تلك التسجيلات لتواكب معايير المارك على أكمل وجه، ولكن كم من الوقت والتكلفة ياترى نحتاج لرفع مستوى الدقة بما لا يزيد في مجمله، حسب رأينا، عن 5% عن ماهو متوفر اليوم في تلك التسجيلات ؟ وحيث أنه لا توجد وسيلة لبناء فهرس الكتروني لاي مكتبة سعودية ناشئة أو ترغب في الأتمتة الا البدء في إدخال تسجيلات أوعيتها من الصفر، مما يدفع الكثير من مكتباتنا ومراكز المعلومات في القطاعات الحكومية لدينا خاصة الى العدول عن فكرة الأتمتة من أصله.. أليس من الأجدر أن نوجه المال العام لأتمتة مكتباتنا أولاً ومن ثم ربطها في شبكة وطنية ائتلافية تتيح التسجيلات الببلوغرافية والاستنادية (المولدة للمكانز) والموجودة حالياً في فهارس المكتبات القيادية لدينا (مثل مكتبة الملك فهد الوطنية وجامعة الملك سعود ومكتبة الملك عبدالعزيز العامة) لإتاحة فرصة البحث والجلب على الخط ومن ثم النسخ مباشرة من تلك التسجيلات لبناء فهارس مكتباتنا الناشئة الكترونياً في وقت وجيز؟

وإذا كان هناك أي شكك في قدرة بروتوكول الزي 39.50 على ربط فهارس نظم المكتبات الحديثة في شبكة وطنية ائتلافية للمكتبات ، أود أن أضيف معلومة هنا في هذا الاتجاه. شركات صناعة النظم الآلية المتكاملة للمكتبات، مثل سيرسي داينكس و في تي إل اس و تريبل آي، والتي كانت تقوم بنفسها على تطوير برمجيات دعم بروتوكول الزي 39.50 وما لحقه من تحسينات ضمن مبادرة الباث بروفايل Bath Profile ضمن نظمها، توقفت اليوم هذه الشركات عن التطوير لبرمجيات دعم البوتوكول لتستعين بتقنيات البحث الموحد أو البحث الشامل Federated Search ومحلل الروابط Reference Linking (OpenURL) واللذان يغطيان ضمن التوصيلات المقدمة فيها على توصيل الزي 39.50. هذه دلالة صريحة على نضوج البروتوكول في بناء الشبكات الائتلافية للمكتبات حيث وصل مستوى البروتوكول من التقنين والاعتمادية لدرجة أن شركات صناعة معالجات البحث الشامل (مثل ميوزGlobal Search Muse وسنترل سيرش Central Search و ويب فيت Webfeat) تبنته وأصبحت تتسابق على ضبطه لتصبح فهارس المكتبات رافداً أساسياً لاثراء بوابات المعرفة العالمية.

باختصار اسمحوا لي بالقول أنه لو توفر للمكتبات ومراكز المعلومات السعودية جزء مما تم صرفه ماليا على مشروع الفهرس العربي الموحد حتى اليوم لكان في المستطاع أولاً أتمتة جميع المكتبات السعودية التي لم تدخلها التقنية المتطورة بعد وهي اليوم في معزل عن وصول الباحث الكترونياً، وعلى وجه التحديد المكتبات العامة والحكومية والمدرسية والمتخصصة، وذلك بواسطة أحدث النظم الآلية للمكتبات. وثانياً ، لكان في المستطاع بناء بوابة وطنية الكترونية شاملة تضم بين جنبيها فهرس مكتبات عربي إئتلافي Library Consortia مكوناً من فهارس كافة المكتبات السعودية والعربية المؤتمتة بل و أراشيفها الرقمية ان توافرت.

نعم في المستطاع تنفيذ ذلك وأكثر بجزء مما تم صرفه على هذا المشروع الذي يأتي بعد أن انتقت الحاجة لفكرة الفهرس الموحد في ظل التطور التقني الذي نعيشة اليوم في بناء البوابات الجامعة لجميع مصادر المعرفة الداخلية والخارجية والمتضمنة لفهارس المكتبات، وبعد أن أصبحت تكلفة اقتناء جهاز خادم لتشغيل النظام الآلي للمكتبة في متناول الجميع بعد أن كانت تكلفة الخوادم قبل عشرون عاماً هي أحد المحفزات الأساسية للتفكير أصلاً في فهرس موحد جامع لتسجيلات فهارس المكتبات المتعددة على جهاز مركزي واحد يشترك في استخدامه الجميع.












  رد مع اقتباس