أخي الفاضل / محمد مكاوي
بداية .. أشكركم على هذه العبارات العطرة ، ولكم أتمنى أن أكون "خادماً" للمعلومات وللباحثين عنها ..
النقطة المحورية التي أود مخاطبتكم فيها .. أن التسويق ليس غولاً ، وليس بيعاً ، وليس مقصوراً على السلع .
وإذا ناقشنا هذه "اللاءات الثلاث" لوجدنا الآتي :
التسويق يضع المستفيد .. أولوية أولى ، في التعرف على احتياجاته ، ثم تصميم السلع والخدمات التي تلبي هذه الاحتياجات مع مراعاة عناصر المزيج التسويقي ، تقديم تشكيلة هذه السلع والخدمات من خلال خطة ترويجية ، ثم يتم تتبع التغذية الراجعة حول تقييم المستفيد والتعرف على مدى رضائه عن تشكيلة السلع والخدمات المقدمة وإلا يتم إعادة التصميم ، والتقديم من جديد ، وهكذا .
عدم تبني التسويق ، كمنهجية علمية ، يتسبب في وجود سلع وخدمات راكدة (الخدمات مثل :ليالي فندقية بدون حجز من السياح، أسرة في المستشفيات دون مرضى ، مكتبات كاملة دون مستفيدين ..إلخ)
عدم تبني التسويق ، بمفهومه الإنساني ، يجعل كل المستفيدين نمطيين ، ولا يتم الالتفات إلى تفردهم وتمايز إلى فئات ثقافية واجتماعية واقتصادية ، وبالتالي لن يتم وضع احتياجاتهم في الاعتبار .
هناك فرق بين التسويق والبيع ، فالتسويق يبدأ قبل أن ننتج السلعة أو الخدمة ، أما البيع فيأتي بعد الإنتاج وينتهي دوره .
التسويق لا يدعو إلى الشراء دوماً ، بل يمكن العكس ، نعم .. يدعو إلى عدم الشراء ، مثلما حدث إبان حرب 1973 وأزمة النفط ، فقد تم تسويق "فكرة" الاقتصاد في استخدام المحروقات، وعليه بدأت جميع الخدمات والسلع تستخدم هذا المدخل التسويقي لتقليل الشراء من النفط .
الموضوع ممتع وطويل .. وله عودة
تحياتي ومحبتي للجميع