عادة ما تمر مشاريع الحوسبة في المكتبات بتخطيط مسبق وبترجمة فعلية للحاجيات من خلال ما يسمى بكراس الشروط الذي تحدد فيه المكتبة متطلباتها وحاجياتها سواء المتعلقة بالحواسيب Hardware أو المتعلقة بالبرنامج الآلي Softwareلحوسبة إجراءات المكتبة. ولا أعتقد أن المكتبات تغفل هذه المرحلة المهمة من مسار الحوسبة، إلا أن التخطيط دائما يصطدم بعقبات أولها:
- مادية: المبلغ المالي الجملي المخصص للحوسبة: فرغم الدور المتميز الذي تلعبه المكتبة سواء في مؤسسة، أو في جامعة، أو في مركز علمي، الخ إلا أن متخذي القرار دائما ينظرون بعين الشك والريبة ويقللون من شأن مرافق المعلومات رغم تشدقهم الدائم بقيمة المعلومة ودورها في اتخاذ القرار.
لذلك دائما تكون القيمة المالية المعتمدة للمشروع مهمة عند التخطيط، وكثيرا من الأحيان يتم اختيار نظام آلي للمكتبة لايلبي احتياجاتها إلا أن ثمنه يكون مناسب لاعتمادات المكتبة.
- تنظيمية: رغم التخطيط المنظم للمشروع دائما تكون هنالك مشاكل تعترض شركات النظم، وفي بعض الأحيان رغم علم المكتبة ببدأ الدورة التدريبية المخصصة للنظام الآلي الجديد إلا أنها لا تسعى إلى توفير قاعة للدورة التدريبية أو تجهيزها.
- بشرية: غياب الكادر المختص في المكتبات وغير الملم بالحوسبة، ففي بعض الأحيان لا يستطيع موظف من موظفي المكتبة حتى التعامل مع الفأرة أو فتح الحاسوب، وهو ما يجعل توريد نظام آلي للمكتبة غير مجد. وأنا أقترح دورات تدريبية للموظفين في المعلوماتية وعلم المكتبات قبل التفكير في الحوسبة.
تعتبر الحوسبة مهمة لتطوير المكتبات العربية، إلا أن ذلك يمر بالضرورة بخطوات مسبقة لتحضير الأرضية الصلبة، وحسب اعتقادي من أهم الخطوات هي:
- توفير الكادر المتخصص في علوم المعلومات والملم بتكنولوجيات المعلومات والاتصال،
- السعي إلى معالجة رصيد المكتبة من فهرسة وتصنيف حسب المعايير المعمول بها،
- السعي إلى حوسبة الفهرس حتى من خلال ملفات أكساس أو إكسال والعمل على إدخال كافة البيانات المتعلقة بالفهرسة: هذه المرحلة مهمة في مجال توريد نظام آلي للمكتبة لأنها ستساهم في الاستفادة من البيانات التي سبق إدخالها وستزيل عب إدخال البيانات من جديد في النظام الآلي المورد.
ملاحظة: رغم سعي العديد من المكتبات إلى حوسبة الفهرس من خلال ملفات أكساس وإكسال إلا أن العديد منها لا تقوم بإدخال كافة البيانات فكثير من المكتبات تقتصر على إدخال العنوان والمؤلف والواصفات فقط، كما تكون البيانات في بعض الأحيان غير مهيكلة ومنظمة فمثلا يتم إدخال الناشر وسنة النشر ومكان النشر في خانة واحدة دون الفصل بينهما حتى بفواصل و هو ما يجعل الموظفين يقومون بتعديل البيانات من جديد في النظام الآلي بعد توريدها من النظام القديم. لذلك أدعو المكتبات التي لازالت تدخل بياناتها على ملفات أكساس أو غيره إلى هيكلة البيانات وتنظيمها بحيث تستفيد منها يوما ما إذا قامت بتغيير البرنامج.
هذه بعض الملاحظات أسوقها على سبيل الذكر لا الحصر متمنيا تطور ورقي المكتبات العربية.
|