الموضوع: الثقافة في مصر
عرض مشاركة واحدة
قديم Jul-23-2007, 08:35 AM   المشاركة1
المعلومات

محمد حسن غنيم
مكتبي فعّال

محمد حسن غنيم غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 14959
تاريخ التسجيل: Dec 2005
الدولة: الإمارات
المشاركات: 120
بمعدل : 0.02 يومياً


قلم الثقافة في مصر

الثقافة في مصر
الثقافة لمصر

المكتبات ستعود مجدداً لتحتل شوارع القاهرة الرئيسة... هذا هو الانطباع الذي يخرج به اي متجول في شوارع المدينة التي تحمل فوق ظهرها تاريخاً يمتد أكثر من الف عام ويطوف شوارعها يومياً ما يزيد على 17 مليون نسمة! خلال ايام ستبدأ هذه المكتبات الجديدة زحفها المنتظم لتسترد الشوارع التي غزتها محلات «الالبسة « والاحذية « طوال 30 عاماً هي عمر سنوات الانفتاح الاقتصادي الذي دشنه الرئيس الراحل أنور السادات واعتبره الكثير من المثقفين أولى بوادر «الثورة المضادة».

ويمكن القول إن ثمة غزواً منظماً تقوده المكتبات بغية استعادة قلب المدينة، وهذا الغزو بدأته مكتبة «البلد» التي افتتحت اخيراً وتحتل موقعاً متميزاً أمام صرح الجامعة الأميركية في القاهرة والى جوار مجموعة من المقاهي التي تقدم خدماتها وفق أنظمة الخدمة الاوروبية والاميركية.

صاحب المكتبة ومديرها فريد زهران الآتي من «إرث يساري» يعبر عن نفسه في منشورات دار «المحروسة» التي يديرها منذ سنوات ينوي افتتاح فروع أخرى لهذه المكتبة التي تضم اكثر من خمسة آلاف عنوان في مختلف فروع المعرفة اضافة الى الافلام وأسطوانات «الليزر». وفي السياق نفسه ينوي المترجم طلعت شاهين صاحب دار «سنابل» افتتاح مكتبة تحمل الاسم نفسه على بعد خطوات من ميدان طلعت حرب والى جوار مجموعة من المقاهي الشعبية التي تجتذب جمهوراً غالبيته من الشباب الناشط ثقافياً وسياسياً.

واللافت ان هذا الغزو الجديد للمكتبات يأتي بعد خمس سنوات من نجاح التجربة التي بدأتها مكتبة «الديوان» في حي الزمالك الراقي وهي المكتبة التي رسخت مجموعة تقاليد أكسبت الكتاب جمهوراً جديداً عبر حفلات التوقيع التي أوجدت تواصلاً حميماً بين المؤلف وقارئه فضلاً عن تقديم خدمة «الانترنت» والمشروبات المنعشة في ساحة المكتبة التي تعرض الى جوار الكتاب الاسطوانات المدمجة والافلام على أقراص «دي في دي». وشجع نجاح «الديوان» تجارب أخرى حاولت استنساخ التجربة ولكن في فضاءات مختلفة ومن ابرز تلك الفضاءات مكتبة «آفاق» في شارع القصر العيني و «الكتب خان» في حي المعادي الراقي.

يفسر فريد زهران صاحب «البلد» حماسة بعض المثقفين ورجال الاعمال للاستثمار في هذا النوع من النشاط قائلاً: «اثبتت تجربة «ديوان» ان هناك تعطشاً للكتاب، لكنّ المشكلة الاساسية التي كانت لدى الجميع تتمثل في العجز عن تقديمه في باقة متكاملة من الخدمات». ويتوقع زهران ان تنجح تجربة «البلد» لا سيما انها تجاور مجموعة من المقاهي الغالية الثمن التي يرتادها جمهور جديد من الشباب له توجهات في القراءة تحتاج الى من يستجيب لها، وهذا هو التحدي الذي يجري العمل على مواجهته لجذب هذا الجمهور».

قد يبدو من الضروري الاشارة في هذا السياق الى تجارب أرادت التجاوب على طريقتها مع حاجات هذا الجمهور الجديد والسعي الى معالجة أزمة العلاقة مع القارئ ومنها تجربة «وكالة 15/ 11» التي سعت بحسب تصريح أحد مؤسسيها الصحافي سعيد شعيب الى توسيع دائرة المهتمين بالكتاب وقامت بالتعاقد مع الروائية سحر الموجي للترويج لروايتها الجديدة «نون» بأساليب تسويقية مبتكرة نجحت في بيع الطبعة الاولى (3000 نسخة) في أقل من ثلاثة أشهر وكان من بين هذه الاساليب توجيه أكثر من 30 ألف رسالة SMS في البريد الالكتروني للتعريف بالرواية وصاحبتها وموضوعها وأماكن بيعها والاماكن التي تشهد مناقشات مع المؤلفة وحفلات توقيع فضلاً عن طباعة ملصقات دعائية تم توزيعها في المكتبات والمقاهي التي يرتادها جمهور لا يمكن اعتباره من جمهور الادب التقليدي، وربما بفضل هذه الأسباب مجتمعة نفدت طبعة الرواية بسرعة. غير ان الناقدة عبلة الرويني كانت من الأصوات التي واجهت تلك الاساليب وتحفظت عليها بالقول: «لست ضد الترويج للكتاب لكنني اتحفظ على أسلوب الترويج الذي يجعل الكاتب هو السلعة وليس الكتاب». وتؤكد الرويني مجدداً رفضها إلغاء المسافة المفترضة بين الكاتب والمطرب أو لاعب الكرة وتشدد على ان نجومية الكاتب ينبغي لها ان تبقى في قيمة ابداعه فقط». وتضيف صاحبة «الجنوبي»: ليس ضرورياً ان يكون كل ترويج للكتاب عملاً استعراضياً مشيرة الى دعمها التام للخطوات التي يقودها البعض لافتتاح مكتبات جديدة في العاصمة.

وترى ان العبرة بالاستمرار والقدرة على نقل هذه النشاطات الى خارج المدينة الأم. وتؤكد ان تجربة «ديوان» كانت ناجحة ولكن في حدود فتح الساحة أمام جمهور نوعي جديد هو ممثل لـ «طبقة»، لكن المساعي التي بدأت تظهر لافتتاح مكتبات جديدة في «وسط البلد» هي وسيلة أخرى لمواجهة سبل احتكار الجمهور والرهان على جمهور متنوع هو ذاته جمهور المكتبات التقليدية الشهيرة مثل «مدبولي» والانغلو و «الشروق» ولكن وفق أساليب تسويق مبتكرة من الضروري ان تكون لائقة، كونها تقدم سلعة في خطورة الكتاب وتأثيره.
المصدر
http://www.daralhayat.com/culture/07...1be/story.html
محمد حسن غنيم












التوقيع
محمد حسن غنيم
مركز جمعة الماجد للثقافة و التراث. دبي.
  رد مع اقتباس