[عبدالكريم بجاجة]

تحية طيبة أخي أبوفيصل، و تحية طيبة للجميع؛
لقد ذكرت في دراساتي السابقة كل المقاييس الخاصة بإدارة الأرشيف والتي صدرت عن المجلس الدولي للأرشيف و المنظمةالدولية "أيزو- ISO"؛ و أهمها:

1- مقياس خاص بتسيير الأرشيف الجاري و الوسيط داخل المؤسسات التي أنتجته قبل تحويله إلى الأرشيف الوطني :
(ISO 15489-1/2: Records Management)
2- تقنين المعالجة العلمية للأرشيف، أي الوصف الأرشيفي:
(Norm ISAD-G)
3- تطبيق توجيهات آخر دليل خاص بإدارة الأرشيف الإلكتروني، صدر عن المجلس الدولي للأرشيف سنة 2005، و تكفلت شخصيًا بتعريبه سنة 2006:
"الوثائق الإلكترونية: مرشد الأرشيفيين"
“Electronic records: A Workbook for Archivists”

يرجع للأرشيفيين المهنيين تطبيق هذه المقاييس، و يجب عليهم التعاون مع قسم تقنيةالمعلومات فيمايخص المقياس الثالث المتعلق بالأرشيف الإلكتروني. و لكن يجب عليهم، قبل القيام بهذه التطبيقات العلمية، تهيئة الأرضية المناسبة: أي تنظيم الأرشيف المبعثر غير القابل لأي مقياس علمي دون ترتيب أولي. توجد شركات أجنبية تقترح تطبيق المقياس الأول "أيزو"، شريطة أن ينظم الأرشيف قبل أي عمل علمي كما أسلفنا. و من جانبي، لا أثق بهذه الشركات إذا لم تضم أرشيفيين مهنيين في طاقمهم. كما توجد شركات تقترح برامج تصوير رقمي للأرشيف، و لكن دون أخذ بعين الاعتبار إنشغال الأرشيفيين: حفظ الأرشيف الإلكتروني في المدى الطويل. تتعامل هذه الشركات مع الأرشيف، كما تتعامل مع البضائع و الأدوية و قطع الغيار: تستعمل تقنية "البار كود-Barre Code" لفهرسة الأرشيف المصور باستعمال المكان الجغرافي أين يوجد فيه الأرشيف؛ ينجر عن هذه الطريقة إزالة كل النظام، مع الخصائر المالية، كلما حول الأرشيف من المكان الذي كان يوجد فيه عند عملية التصوير الرقمي إلى مكان آخر، بل حتى إلى مبنى أو مدينة أخرى!
خلاصة القول: يجب أن تتم كل العمليات الخاصة بالأرشيف تحت مراقبة الأرشيفيين المهنيين. إذ لم يوجد، يجب تكوينهم.
عبدالكريم بجاجة.