عرض مشاركة واحدة
قديم Nov-30-2007, 11:33 PM   المشاركة50
المعلومات

darkish
مكتبي جديد

darkish غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 21650
تاريخ التسجيل: Oct 2006
الدولة: مصـــر
المشاركات: 1
بمعدل : 0.00 يومياً


افتراضي ذكريات جميلة من الماضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لقد تلقيت رسالة على بريدي الإلكتروني اليوم عن هذا النقاش في منتداكم المحترم.
وقررت أن أشارك هنا لأول مرة بتجربتي
وقد أحببت وضع خط تحت كلمة تجربتي، لأؤكد أنها "تجربتي" وليست "مشكلتي"، فهي لم تعد تمثل لي مشكلة من أي نوع الآن بعد أن قررت ترك الماضي والمضي قدماً.
وربما تكون هذه التجربة مفيدة لكم ومسلية لآخرين وقد تكون محزنة للبعض. ولكنني أكتبها لكم وعلى شفتيّ ابتسامة لا تنطفيء

لقد تخرجت منذ ستة أشهر فقط من قسم المكتبات والمعلومات من إحدى الجامعات الخاصة في مصر، وجاء ترتيبي الأول على الدفعة بتقدير جيد جداً. وكنت على صداقة وثيقة- ولا زلت - بزميلي اللذبن جاء ترتيبهما "الثاني" و"الثالث" على الدفعة بتقدير جيد لكل منهما.

كنت متأكداً منذ لحظة تخرجي أنني لن أحصل على وظيفة لا في مكتبة الجامعة الخاصة ولا في المكتبات الحكومية. ولهذا لم أفكر أبدا في التقدم لوظيفة كمكتبي. أما زميليّ فقد كافحا وكان لديهما أمل في التعين في الجامعة الخاصة بسبب تأكيدات عميد الكلية ورئيس قسم المكتبات بأن الوظائف في مكتبة الجامعة الخاصة متاحة للخريجين من جامعتنا، ووعودهما بأنه سيتم "خطفنا" في المكتبات فور تخرجنا لأن المناهج التي ندرسها مطابقة لأحدث ما في مجال المكتبات.

ولم يمكث زميليّ كثيراً حتى خاب أملهما وانطفأ كل رجاء داخلهما في الحصول على وظيفة في التخصص بعد رحلة بحث وعناء جريا فيها خلف هذا وذاك من الأساتذة والمديرين ليعودا في كل مرة بخفي حنين ، وعندما حدثاني في الهاتف ليشتكيا لي، نصحتهما بأن يفعلا مثلما فعلت ، وهو أن ينتقيا أفضل "درج" في أنظف مكتب في بيتهما ليضعا داخله الشهادة ومن ثم ينسيا أمرها ويبدآ في البحث عن عمل في مجال آخر.

من جهتي فقد توجهت فوراً إلى أقرب مركز تدريب وبدأت في دراسة لغة C# (سي شارب) ثم دراسة تكنولوجيا ASP.NET و ADO.NET كما تعلمت كيفية برمجة تطبيقات الويندوز باستخدام هذه اللغة C Sharp . ولا أخفيكم بأنني خلال أربعة أشهر من هذه الدراسة قرأت ما يربو على الأربعة آلاف صفحة باللغة الإنجليزية من كتب ومناهج مايكروسوفت حتى أستطيع تشرب هذه الصنعة والتي جعلتني أستطيع حالياً تصميم تطبيقات الوب والويندوز، ولا أخفيكم أيضاً أن ما درسته في هذه الأربعة أشهر الأخيرة فاق كثيراً كل المناهج التي درستها في الكلية على مدى أربعة سنوات كاملة في تخصص المكتبات، حيث لم تكن المادة الواحدة تتجاوز المائتي صفحة، ولم تكن محاضراتها في كل السنة تتجاوز الأربعين ساعة، بينما درست لغة ال" سي شارب" في ما يزيد على ثمانين ساعة في شهرين فقط ناهيك عن المذاكرة المكثفة في البيت والتطبيقات والمشاريع العملية. وبالفعل بدأت عدة شركات تطلبني لأعمل لديها كمطور صفحات إنترنت هذا غير العملاء الذين طلبوا مني تصميم صفحاتهم بشكل خاص.

أما زميليّ فقد فتح أحدهما متجراً لبيع منتجات الألبان وكرس نفسه له، وأما الآخر فهو يعمل حالياً في صيدلية كبائع أدوية، ونسي ثلاثتنا كل شيء عن الفهرسة والتصنيف وتنمية المقتنيات، ولم تعد ذاكرتنا تتجاوز عناوين تلك المجالات، إلا أنني لأكون صادقاً فإن علي أن أؤكد أنني لم أنس بعد قوانين رانجناثان الخمسة .

وعليّ أن أقول بأن هناك عدة أشياء درستها في المكتبات والمعلومات، أفادتني كثيراً في تخصصي كمبرمج. ومنهاعلى سبيل المثال: الأسلوب الهرمي في التصنيف، والتدرج من العام إلى الخاص، إضافة إلى أن دراستي لقواعد بيانات الأنظمة الآلية ساعدتني كثيراً في فهم كيفية بناء قواعد بيانات عملائي وتصميمها بنفسي وسهلت علي دراسة أوامر SQL لأعمل بها في تطبيقاتي.

كما لا أنسى أن هناك أساتذة عظماء قد جلست أمامهم وسمعت صوتهم وناقشتهم أحيانا في أفكارهم وكتبت كلماتهم في كشكولي الذي لا زلت أحتفظ به إلى الآن، مثل الأستاذ الدكتور كمال عرفات نبهان صاحب نظرية الذاكرة الخارجية والذي درسني ثلاث مواد ولم أفوت محاضرة له، والذي عندما كان يبدأ في الحديث ينصت له كل الطلبة وكأن على رؤوسهم الطير من جمال أسلوبه وغزارة حكمته في الحياة عموماً وليس في المكتبات فقط ، والدكتور موريس أبو السعد مدير مكتبة مبارك العامة ( حاليا لم يعد يديرها) والذي لا زلت حتى اليوم متفاجئاً بأنه أعطاني 100/100 في مادته "إدارة المكتبات" وهو الرقم الذي ظننته يوماً من رابع المستحيلات ، والدكتور محمد فتحي عبد الهادي، وغيرهم.

كان التخصص جميلاً وأساتذته علماء بحق، ولهذا أحببته واستطعت بفضل الله أن أتخرج الأول على دفعتي، وفي الوقت الذي كنت أجتهد فيه وأذاكر بكل قوتي من أجل الإمتحان، لم أكن أضع كبير أمل في الحصول على وظيفة بعد التخرج في هذا المجال. ورغم ذلك أكملت المذاكرة واجتهدت قدر إمكاني، ونصيحتي إلى زملائي الذين يعانون من هذا الأمر أن لا ينتظروا الإصلاح السياسي أو الإداري، فالحياة تمضي بسرعة ومسؤولياتها تتزايد، وعليهم أن يبحثوا كما فعلت وفعل زميليّ عن أمور أخرى يحبونها كحب المكتبات أو أشد حباً ليتعلموها حتى يحصلوا على عمل يساعدهم على الزواج والاستقرار وتحمل مصاريف الحياة.

أرجو أن لا أكون قد أطلت عليكم أو خرجت عن الموضوع في هذه الجزئية أو تلك

وتقبلوا فائق تحياتي

والسلام عليكم












  رد مع اقتباس