عرض مشاركة واحدة
قديم Jan-20-2008, 01:41 PM   المشاركة8
المعلومات

د.محمود قطر
مستشار المنتدى للمكتبات والمعلومات
أستاذ مساعد بجامعة الطائف
 
الصورة الرمزية د.محمود قطر

د.محمود قطر غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 13450
تاريخ التسجيل: Oct 2005
الدولة: مصـــر
المشاركات: 4,379
بمعدل : 0.65 يومياً


افتراضي

معرض القاهرة الدولي للكتاب
ثقافة مفتوحة.. ومشاركة بلا قيود!


كعادة معرض القاهرة الدولي للكتاب كل عام تُثار العديد من التساؤلات حول إقصاء الفكر الإسلامي من فعاليات المعرض، فضلاً عن إقصاء أصحاب الفكر الإسلامي، وخاصة من المعتدلين، أو المقبولين على الأقل في الأوساط الرسمية، على الصُّعُد السياسية والإعلامية والثقافية بمصر.
إلا أنه يبدو أن الدورة المرتقبة، التي ستنطلق يوم 23 يناير الجاري، ستأخذ طابعًا مغايرًا في هذا السياق؛ فالمسئولون عن المعرض يخبرون بأن أصحاب الفكر الإسلامي غير ممنوعين على الإطلاق من المشاركة في فعاليات المعرض المختلفة، وليسوا ممنوعين كذلك من المشاركة.


وحسب تصريحات المسئولين أنفسهم، فإن فعاليات المعرض ستركز على كل ما يتعلق بالكتاب، "وعليه فإذا كانت هناك كتب تتعرض لهذا الفكر، فإنه يمكن مناقشتها بموضوعية، بعيدًا عن أي شكل من أشكال الإقصاء"، وفق ما قرره د.ناصر الأنصاري، رئيس هيئة الكتاب، الجهة المنظمة للمعرض.
وعلى هذا النحو ينفي الأنصاري أن يكون المعرض قد تبني سلفًا أي موقف من أي شخصية مصرية أو عربية تتبنى فكرًا؛ "إذ إن الثقافة تقوم على التنوع والاختلاف والتضاد، وهو ما يثريها", على حدّ قوله.
وعلى هذا النحو، يكون مسئولو المعرض قد وضعوا أيديهم على ما يُثار كلَّ عام حول إقصاء تيارات سياسية بعينها، وفرض تيار أحادي مكانها، ليكون المعرض- وفق تصريحات القائمين عليه- معرضًا لجميع التيارات الفكرية والثقافية والسياسية، دون إقصاء لأي تيار سياسي أو فكري، أو أن تقتصر مشاركته في المعرض على الفعاليات؛ طالما أن هذه التيارات مقبولة، وفق السياق القانوني والسياسي العام.
وفي سياق تفاصيل هذا الحدث الثقافي الهام , فان فعاليات الدورة الأربعين للمعرض سيشارك فيها 742 ناشرًا، يمثلون 28 دولة عربية وأجنبية، فيما تشارك دولة الإمارات العربية المتحدة هذا العام كضيف شرف اختارته اللجنة المنظمة للمعرض, في تقليد بدأ منذ دورتين، اختير فيهما سابقًا دولتان أوربيتان، هما ألمانيا وإيطاليا.
وقد جاء هذا المعرض زاخرًا بالزخم الثقافي؛ حيث قررت وزارة الثقافة المصرية، وللمرة الأولى، بيعَ إصدارات المشروع القومي للترجمة، والذي تخطى الكتاب الألف؛ لتصبح الكتب المترجمة إلى اللغة العربية عن اللغات الأخرى متاحةً لعموم الجمهور, بعد أن كانت قاصرةً على عدد محدود من المثقفين.
ومن جانبه يعتزم صندوق التنمية الثقافية تخصيص جناح له في المعرض على مساحة 75 مترًا، يعرض خلاله الكتب المترجمة، بجانب آلاف الكتب والدوريات التي صدرت عن معظم قطاعات وهيئات وزارة الثقافة، وهذا يعد إنجازًا كبيرًا وخطوة رائدة لتنمية الثقافة في نفوس عامة القراء من مختلف شرائح المجتمع.
ويتضمن الجناح 157 عنوانًا جديدًا من إصدارات المجلس الأعلى للثقافة، والمركز القومي للترجمة والمركز القومي لثقافة الطفل وقطاع العلاقات الثقافية الخارجية، إضافة إلى 157 عنوانًا جديدًا تتصدر جناح صندوق التنمية بمعرض الكتاب.
ويأتي في مقدمة الكتب المترجمة- التي سيتم عرضها للبيع هذا العام لأول مرة- الإصدارات الجديدة للمشروع القومي للترجمة، ومنها:
"رحلة ضيوف الخديوي إسماعيل، المجمل في العربية الطامية، أخبار سلاجقة الروم، بوليفار" إلخ.. كما يتضمن جناح الصندوق لأول مرة إصدارات المركز القومي لثقافة الطفل، وتشمل مجموعة مهمة من كتب الأطفال.
وسيتم كذلك-لأول مرة- من خلال جناح الصندوق عرض وبيع إصدارات قطاع الفنون التشكيلية، والتي تشمل مجموعة من الأسطوانات المدمجة لكبار الفنانين التشكيليين؛ أمثال محمود سعيد، ومحمد ناجى، إضافة إلى المعارض الفنية مثل "البينالي، الترينالي، وصالونات الشباب".
وسيحتفل المعرض هذا العام بمئوية جامعة القاهرة العريقة، التي أنشئت عام 1908، بالإضافة إلي عقد العديد من الندوات واللقاءات الفكرية والعلمية التي تتحدث عن الجامعة الأم عبر مائة عام, كما سيشهد المعرض أيضًا الاحتفال بمئوية كلية الفنون الجميلة بجامعة حلوان.
وقد تمّ اختيار اسم الدكتورة الراحلة سهير القلماوي لتكون شخصية العام للمعرض؛ حيث يُخَصَّص محور من الندوات حول دورها الثقافي، يشارك فيه عدد من كبار النقاد والمفكرين بصفتها رئيسة أول معرض للكتاب أقيم بالقاهرة عام 1969 علي أرض المعارض بالجزيرة في ذلك الوقت.
وستصل مساحة المعرض هذا العام إلى 660 ألف متر مربع ، بزيادة 400 متر مربع عن العام الماضي.
وسيشهد المعرض هذا العام رجوع كثير من الدول التي انقطعت عن المشاركة، فتعود روسيا للمشاركة بعد انقطاع 9 سنوات، وتشارك رومانيا لأول مرة.
وأما الناشرون الأجانب فيبلغ عددهم 42 ناشرًا، بزيادة 7 ناشرين عن العام الماضي، وشارك العرب بـ178 ناشرًا بزيادة 60 ناشرًا عن العام الماضي، بينما يشارك من مصر 522 ناشرًا، بزيادة 8 ناشرين.
ومن الأشياء التي يشهدها المعرض هذا العام للمرة الأولى أيضًا: عقد جمعية عمومية لاتحاد الناشرين العرب؛ لمناقشة تعديل نظام ولوائح الاتحاد, فيما سيتم تشكيل لجنة برئاسة علي الديب، وعضوية كل من عاصم شلبي, والنوري عبيد, حسان النعماني، وأحمد محمد إبراهيم؛ للإشراف على عقد الجمعية العمومية.
وسيحصل كل زائر للمعرض هذا العام على خريطة مجانية لمواقع الأجنحة ونشاطات المعرض، وسيُخَصّص اليومان الأولان من المعرض لدخول الناشرين وأساتذة الجامعة، فيما يفتح المعرض أبوابه للجمهور بدءًا من الجمعة 25 يناير، وحتى 4 فبراير المقبل.
ومن جانبه قرّر فاروق حسنى، وزير الثقافة المصري, تشكيلَ غرفة عمليات لمتابعة فعاليات المعرض من وقت لآخر، ومنع دخول الكتب المزورة إلى ساحة المعرض حتى تتوفر الحماية لحقوق المؤلفين.
وستكون مهمة الغرفة تلقي الشكاوى الواردة عن وجود كتب مزورة، والتحرك فور تلقيها ما يفيد دخولها إلى ساحة المعرض، وإصدار قرارات صارمة يتم اتخاذها من قِبَل شرطة المصنفات الفنية.
ويأتي تشكيل الغرفة في إطار حرص وزارة الثقافة على خروج المعرض بالشكل الذي يناسبه، حدثًا ثقافيًا كبيرًا له شأنه وآثاره على المحيط الثقافي والسياسي والفكري المصري والعربي.
ومن المقرّر أن تناقش ندوات المعرض القضايا الثقافية والفكرية والأدبية، والتي يثار حولها الكثير من أشكال الجدل والخلاف, وفي هذا الصدد تنوي إدارة المعرض استحداث شكل جديد من أشكال الحوار أثناء مناقشة الندوات- لم تحدده- في محاولة للوصول إلى نقاط محددة في القضايا المثارة.
وحسب المسئولين، فإن المناقشات ستدخل في إطار المائدة المستديرة؛ ليأخذ الحوار أشكالاً جديدة، وأبعادًا تساعد في الوصول إلى نقاط هامة تثري الحركة الثقافية والفكرية لتكون لها بصمتها في الحياة الفكرية.
وقد وجهت الهيئة العامة للكتاب الدعوة لجميع الناشرين المصريين للاشتراك بالمعرض، الذي يجمع بين جنباته الثقافة والفن، حيث يتم إعداد نشاط ثقافي متكامل مواكبًا للمعرض، يتنوع ما بين الندوات الثقافية، والأمسيات الشعرية، والاحتفاليات الفنية، ومناقشة القضايا الثقافية من خلال المقهى الثقافي.
والناظر في أرشيف المعرض يتبين أنه من أبرز المعارض العالمية في مجال الثقافة المقروءة، إلى جانب ضمه العديد من الأنشطة المختلفة، وقد سطع نجم المعرض لامعًا في سماء الثقافة منذ عام 1969؛ حيث بدأت الفكرة مع رئاسة الدكتورة الراحلة سهير القلماوي للمؤسسة المصرية العامة للتأليف والنشر، فأُقيم أول معرض دولي للكتاب بمصر، ومن ساعتها صار المعرض حدثًا ثقافيًا هامًا يتصدر قائمة أولويات القائمين على الثقافة في مصر؛ فيقام المعرض سنويًا، وتُعرض فيه الكتب التي تغطي خريطة المعرفة الإنسانية كلها، بمشاركة من مصر والدول العربية، بالإضافة إلى الدول الأجنبية المشاركة.
ويستمدّ معرض القاهرة الدولي للكتاب مكانته العالمية من خلال تطلعه الدائم للمستقبل، حتى صار هذا الحدث المهم الذي تتسع آفاقه عامًا بعد عام، موضعَ اهتمام كبير من جانب الجمهور، وأيضًا من جانب المتخصصين من رجال الفن والأدب على السواء.
ومما يدلّ على ذلك اتساع رقعة المشاركين عامًا من بعد عام، فبعد أن كان عدد المشتركين في المعرض الدولي للكتاب عام 1969 لا يتعدى 5 دول أجنبية، صرنا إلى عهد تتسابق فيه الدول للحاق بمعرض القاهرة الدولي للكتاب.
ولهذا صار المعرض أداة لدعم العلاقات الثقافية والتجارية الدولية، ولم يقتصر دوره على عرض الكتب في فروع المعرفة المختلفة وحسب، بل تعدّى ذلك إلى النظر إليه باعتباره مناسبة ثقافية كبرى يشترك فيها كبار رواد الفكر والأدب والفن عن طريق تنظيم ملتقى فكرى وثقافي.
وقد أقيم أول لقاء فكرى عام 1982 مواكبًا للدورة الرابعة عشرة, وفى ضوء نجاح هذه التجربة عقد اللقاء الفكري الثاني عام 1983، والذي كان مظاهرة ثقافية في حدّ ذاته، فلم يجد كثير من الحضور موضعًا لقدم في القاعة التي أعدّت لهذا الملتقى بالرغم من اتساعها!
وقد كان لمنظمة اليونسكو حضورها المبكر في أروقة المعرض، وبإطلالة عام 1978 بدأ مركز تنمية الكتاب بالهيئة المصرية العامة للكتاب وبمشاركة هيئة اليونسكو في عقد حلقات دراسية مواكبة للمعرض، تميزت بالعمل الجادّ المثمر، والنقاش الموضوعي العميق، ظلّت موطن جذب لجمهور كبير من العاملين في مجال الثقافة الخاصة بالأطفال.
إن معرض القاهرة الدولي للكتاب يعتبر محطة هامة لصخب الأفكار، وجدل العقول، ووهج الثقافة، يقتبس منها العقل أنوار المعرفة والعلم، وتأخذ فيها الروح إجازةً صغيرة من دنيا الناس المشهودة إلى دنيا الناس المكتوبة!


المصدر












التوقيع
تكون .. أو لا تكون .. هذا هو السؤال
  رد مع اقتباس