عرض مشاركة واحدة
قديم Jan-11-2003, 03:14 AM   المشاركة17
المعلومات

عبدالله الشهري
مشرف
منتديات اليسير

عبدالله الشهري غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 2170
تاريخ التسجيل: Dec 2002
المشاركات: 2,009
بمعدل : 0.26 يومياً


افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم مع التحية والتقدير لجميع الزملاء الذين تجاوبوا مع هذه المشاركة الشيقة والتي تحتاج إلى جهد في البحث والإطلاع والفحص والتدقيق وهذا ما أسعدني في هذه المشاركة التي أرجوأن يكون فيها فائدة ، وكما تعلمون أن الإنسان يعيش منذ خلقه الله متفاعلاً مع بيئته ومع الناس ومع نفسه، يأخذ ويعطي ، يحلم ويخقق ، ينجح ويفشل .ذلك يتحقق من خلال رموز وإشارات متفق عليها بين أبناء البشرلكل فئة ما يميزها بحروف يعبرون بها عن حاجتهم ومنها اللغة العربية وطريقة كتابتها .الكتابة هي طريقة تعبير بحروف لغة يعيشها الإنسان فإذا استوت هذه الحروف ذهب الفرد يفتن في طريقة رسمها بخطوط ذات أشكال جميلة مختلفة.ومن هذا المنطلق فالخط والكتابة شيئان متلازمان لتحقيق هدف واحدهو تفاعل الإنسان مع حياته .ترتبط الكتابة العربية بالخط وتطوره وقد اختلفت الآراء حول أصل الكتابة العربية ، حيث ينظرلها البعض على أنها :1- أن الكتابة العربية توقيفية أي إنها جاءت من عند الله إلى آدم ثم توارثها البشر.2- أن الكتابة وجدت وتطورت حيث وجدت المدنية.والرأي الأخير له من القوة ما يقبله العقل ومن الواقع ما يثبت صحته، فالعرب حيث كانوا يعيشون البداوة كانت كتابتهم غير منظمة وغير منقوطه ، والآمر الذي بدأ في التحسن بعد انتشار الإسلام، واتصالهم بالأقطار وأتساع تجارتهم والتقدم الحضاري على مر العصور إلى أن أصبحت الكتابة من الفنون التي تشرح الصدر .أماصل الخط العربي فيرجع إلى مملكة الأنباط التي عاشت على الطريق التجاري بين جنوب الجزيرة العربية وبين بلاد البحر المتوسط ،حيث أغار الأنباط أول أمرهم على إقليم الآراميين وتحضروا بحضارتها واستخدموا لغتها في شؤون حياتهم وغشتقوا لأنفسهم خطاً من خطوطهم كتبوا به وعرف بالخط النبطي وأن كانوا قد احتفظوا بلغتهم العربية. وبعد أن زالت مملكة الأنباط في أواخرالقرن الثاني الميلادي ، ظلت طريقتهم في الكتابة باقية يكتب بها العرب في شمال الجزيرة العربية ما يقارب ثلاثة قرون . وعلى هذا فأن النبط استعاروا خطهم الأول من الآراميين ، واستعارالعرب خطهم الأول من الأنباط ، والصورة الأولى من الخط العربي لا تبعد كثيراً عن الخط النبطي .بعد ذلك بدأت رحلة الخط في التطور من الصورة النبطية الخالصة إلى الصورة العربية المعروفة حالياً .وقد ارتبط الخط العربي بالحركات التجارية والمدنية ، حيث كان يسمى الخط باسم الأقاليم الذي أتى منها أو انتقل منه الخط مكتسباً خواصا جديدة مثال ذلك الخط النبطي الذي جاء إلى العرب من الأنباط ثم أنتقل إلى مكة والمدينة ثم عرف بالخط المكي والخط المدني ، ثم أنتقل إلى البصرة والكوفة وعرف بالخط الحجازي أو خط الحجاز نسبة إلى المكان الذي قدم منه .وانتقال الخط النبطي إلى مكة بخصائصه وانتشاره قبل الإسلام في مكة حيث كانت مركزاً تجارياً وحضارياً . ومع ظهور الإسلام وانتقال الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة أنتقل الخط المكي إلى المدينة بصورة أكثرأتقاناً حيث عرف بالخط المدني ويتوافق مع الخط المكي في جميع خصائصه . والأساس فيه واحد وهواعوجاج الألفات إلى يمنة اليد وارتفاعها قليلاً وهذا الخط يعتبرمرحلة من مراحل تطورالكتابة العربية .وفي القرن الأول الهجري انتشر الخط المقورأوالمستدير ويميزه بأن ألفاته تميل ميلاً خفيفاً من الأعلى إلى اليمين وهنا تطور جديد ومحاولة لاستقامة الألف وبهذا الخط أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم كتبه إلى الملوك يدعوهم فيها للإسلام ومنها كتابه إلى هرقل الروم .ثم ظهر ما يسمى بالخط اليابس وهذا الخط حروفه غليظة تميل إلى الاستقامة ويغلب هذا النوع على الخطوط المنقوشة على الصخور الحجرية حيث طبيعة الصخور لاتسمح بالخط المائل .وبعد تأسيس الكوفة ظهر الخط الكوفي وهو خط مجود وظهوره بسب حركة التجارة بين الكوفة وما حولها من البلدان.ومع بداية العصر العباسي انتقلت العناية بالخط إلى بغداد فتطورالخط الكوفي واختلفت أوضاعه في بغداد عن أوضاعه في الكوفة في الجودة والجمال والشكل. ليأتي بعد ذلك خط النسخ وهو مشتق من الخط المدني وبعد ظهوره أنسحب الخط الكوفي من ساحة الكتابة أصبحت الكتابة به قاصرة في الزخرفة ويكتب به الحليات والتواريخ ، وقمة خط النسخ كانت سنة 545هـ .مرحلة أخرى مرحلة خط الثلث يكتب بخط عريض وتميل حروفه إلى الفخامة ويفضل الكتابة به في رؤوس الموضوعات وعناوينها الجانبية ويقصد بالثلث هو ثلث الطومار وهو قلم يبلغ عرضه أربعاً عشرة شعرة . ثم يأتي خط الرقعة وهو مشتق من الخط النسخي والثلثي وهو سهل يساعد على سرعة الكتابة والحروف فيه خالية من الأسنان ويختصر النقطتين إلى شرطة صغيرة والثلاث نقط إلى رأس مثلث وهذا التبسيط ظهر في القرن الثالث عشرالهجري ثم يشتق خط يجمع بين القواعد الأساسية لخط النسخ والرقعة يسمى خط النعتاد .ثم يشتق خط أخر يسمى خط الإجازة من خط الثلث والنسخ وتتميزحروفه بالألفات المشعرة وظهورالتقويس . وتعني كلمة الإجازة الشهادة التي تمنح للمتفوقين في فن كتابة الخط.أما الخط الديواني : الذي سمي كذلك نسبة لكونه اختص بالكتابة الرسمية في ديوان الدولة العثمانية ( 857هـ) وهو أيضاً خليط من خطي الثلث والنسخ وظل يستخدم حتى القرن السادس عشر ميلادي ليخرج من هذا الخط خطوط أخرى مثل الخط الديواني الجلي الذي تميز بحروفه المزخرفة والتقويسات الجميلة .أما خط السياقات التركي فهو خط يفتقر إلى القواعد الأساسية التي بنيت عليها التركيبات الحرفية للخط على مدى رحلته على مرالعصور وهذا الخط استخدمته الدولة العثمانية ( 464- 700هـ) ومن الصعب قراءة هذا الخط ويتميز برسم الفاء بنقطة من أسفلها والقاف بنقطة من أعلاها ...أما الخط الأندلسي فيعتبره الكثير خط قيروانياً متطور ظهر خلال القرن الرابع الهجري . ليأتي بعده الخط المغربي خاصة بعد تدهور أحوال الأندلس في القرن الثامن الهجري ولم يحافظ الخط المغربي على جمال الخط الأندلسي إنما تداخلت حروفه وأحتفظ بطريقة الأعجام بوضع نقطة الفاء أسفلها ....وفي القرن السادس الهجري انتشر خط في القارة الإفريقية سمي بالخط السوداني مع انتشارالإسلام في هذه القارة ويمتازبثقل الحروف وغلظتها ووجود الزوايا . بينما في القرن الرابع الهجري سعى الفرس إلى أحياء لغتهم والكتابة بها فظهرما يسمى بالخطوط الفارسية وهي خطوط مطورة من الخط النسخي وأهم الخطوط الفارسية :خط التعليق وهو مشتق من خط النسخ والتعليق يمتازباستقلال حروفه عن أي قلم من الأقلام العربية ولاترسم له حركات وترسم تحت حرف السين ثلاث نقاط للزخرفة .أما خط النستعليق فهو خط يجمع بين خطي التعليق والنسخ ويمتازبالليونة والسلاسة في الكتابة.وهنا يمكن القول أن الخط العربي قد مربمراحل متعددة من عصر إلى عصرمتجاوباً مع حركة التاريخ والتغير الحضاري والثقافي من بلدإلى بلد ومن جيل إلى جيل مكتسباً خصائص جديدة في كل مرحلة من هذه المراحل التي تزيده رونقاً وجمالاً . وبالله التوفيق والسداد سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ












  رد مع اقتباس