عرض مشاركة واحدة
قديم Jan-27-2008, 10:19 AM   المشاركة1
المعلومات

فجر
مشرفة سابقة

فجر غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 35155
تاريخ التسجيل: Oct 2007
الدولة: السعـوديّة
المشاركات: 759
بمعدل : 0.13 يومياً


افتراضي "ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا"

في ضوء القرآن الكريم والسنة النبوية
موقف المسلم من الفتن

قد يأتي لفظ الفتنة بمعني التضرع الي الله ـ تعالي ـ ألا يسلط أعداءنا علينا فيكون لهم النصر علينا‏,‏ أو أن يجعلنا منحرفين عن الحق والصدق في أقوالنا وأفعالنا‏,‏ فينصرف غيرنا عن ديننا لأنهم لا يرون فينا القدوة الحسنة‏,‏ أو السلوك القويم‏.‏
ومن الآيات القرآنية التي أشارت الي ذلك قوله ـ سبحانه وقال موسي يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين‏,‏ فقالوا علي الله توكلنا ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين‏,‏ ونجنا برحمتك من القوم الكافرين‏(‏ سورة يونس الآيات‏84‏ ـ‏86)‏
أي‏:‏ وقال موسي ـ عليه السلام ـ للمؤمنين الصادقين من قومه بعد أن رأي الظلم يقع عليهم من أعدائهم‏:‏ قال لهم علي سبيل التثبيت لهم علي الايمان‏:‏ يا قوم إن كنتم آمنتم بالله تعالي حق الايمان‏,‏ وأسلمتم وجوهكم له حق الاسلام‏,‏ فعليه وحده اعتمدوا‏,‏ وبجانبه وحده تمسكوا‏,‏ فإن من توكل علي الله واتجه إليه‏,‏ كان الله معه بنصره وتأييده‏.


وشبيه بهذه الآيات قوله ـ سبحانه ـ ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا‏,‏ واغفر لنا ربنا انك أنت العزيز الحكيم‏

ولفظ الفتنة هنا مصدر بمعني المفتون أي‏:‏ جنة المعذب‏,‏ مأخوذ من فتن فلان الفضة إذا أذابها‏.‏
والمعني‏:‏ ياربنا لاتجعلنا مفتونين معذبين لهؤلاء الكافرين‏,‏ بأن تسلطهم علينا فيفتنونا بعذاب لانستطيع صده‏,‏ ومنعه والتغلب عليه‏..‏
ويصح أن يكون المعني‏:‏ ياربنا لاتجعلنا فتنة لأعدائنا وأعدائك الظالمين‏,‏ بأن تعذبنا بأيديهم‏,‏ فيظنوا بسبب ذلك أنهم علي الحق‏,‏ وأننا علي الباطل‏,‏ ويزعموا بأننا لو كنا علي الحق ما انتصروا علينا‏.‏

ولبعض مشايخنا رأي آخر في فهم هذه الآية‏,‏ وهو أن الفتنة هنا المراد بها‏:‏ اضطراب حال المسلمين وفساده‏,‏ وكونهم لايصلحون أن يكونوا قدوة لغيرهم في وجوه الخير‏..‏

فيكون المعني‏:‏ ياربنا لاتجعل أقوالنا وأعمالنا سيئة‏,‏ فيترتب علي ذلك أن ينفر المشركون من ديننا‏,‏ بحجة أنه لو كان دينا سليما‏,‏ لظهر أثر ذلك علي أتباعه‏,‏ ولكانوا بعيدين عن كل تفرق وتباعد وتأخر‏..‏
والخلاصة أن لفظ الفتنة في هذه الآية‏,‏ وفي قوله تعالي في الآيات السابقة من سورة يونس ربنا لاتجعلنا فتنة للقوم الظالمين يحتمل معنيين وجيهين الأول‏:‏ دعاء المؤمنين بألا يجعلهم موضع هزيمة أو ضعف أمام المشركين‏..‏
والثاني‏:‏ أن يبعدهم عن كل قول سييء‏,‏ وعن كل عمل قبيح‏,‏ وعن كل فعل يتنافي مع مكارم الأخلاق‏,‏ لأنهم لو كانوا متنابذين متباغضين متنازعين بعيدين عن الحق والعدل والتعاون علي البر والتقوي‏,‏ لنفر منهم من ليس علي دين الإسلام‏,‏ ولقالوا‏:‏ لو كان دينهم دينا حقا لما كان حالهم بهذه الحال‏..‏
وقد يأتي لفظ الفتنة بمعني الشك والارتياب فيما جاء به النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ من عند ربه‏,‏ بسبب فساد قلوبهم ونفاق نفوسهم‏,‏ وجحودهم للحق‏,‏ واعتناقهم للباطل‏,‏ وإيثارهم الشرك علي إخلاص العبادة لله الواحد القهار‏.‏


المصدر:
http://www.elwaha-dz.com/din2.htm












التوقيع
أنني ذاتي
إنني فقط ذاتي
وعلى يقين بأن ذاتي تكفيني
  رد مع اقتباس