[عبد المالك بن ستيتي]

روى لي أحدهم الأقصوصة التالية أتمنى أن تنال رضاكم
-روي أنه في زمان ما أن الناس إذا عزموا الحج إلى بيت الله الحرام كانوا يستودعون أموالهم لمن فيهم الثقة وكان التجار أنذاك أكثر الناس ثقة في زمانهم، وهو حال أحدهم الذي عزم الج إلى بيت الله الحرام، وكانت معه خمس05 دنانير ذهبية هي كل مل يملك، فاستودعها لدى تاجر في المدينة على أن يرجعها له بعد عودته، وإن لم يعد يعهد بها إلى ورثته. بعد مدة عاد الحاج إلى المدينة وقد أدى مناسك الحج، ونسي أين ترك ذهباته فشك في تاجر آخر ضنا منه أنه هو صاحب الأمانة، فدخل عليه ووجد عنده جمعا غفيرا من التجار والزبائن وبادره بأن يعطيه ذهباته، فقام التاجر من مقامه وأحضر الذهبات وقدمها للحاج، عندئذ انصرف الحاج وراح يتجول في السوق وما إن رأى التاجر الذي استودعه المال حتى تذكره ودخل إليه وطلب ماله فأعطاه التاجر أمانته غير منقوصة.
احتار الحاج من التاجر الأول الذي أعطاه الذهبات وهو لم يترك لديه شيء، فعاد أدراجه ودخل على التاجرالأول واعتذر منه وأعاد له المال وسأله لماذا أعطاه مالا وهو لم يترك له شيئا وكان بإمكانه أن يفعل، فقال التاجر للحاج لما دخلت علي كان عندي زبائن وتجار، وأنت طلبت أمانتك فلوقلت لك ليس لديك عندي شيء لثارت ثائرتك واتهمتني بأكل الحرام وتضرب سمعتي أمام الملأ لذا أعطيتك المال، فأنا اشتريت سمعتي ب05 ذهبات.
-ما أروعه من عصر....................................ودمتم لنا جميعا