[محمد القلموني]

لا تيأسي أختي فليس اليأس من أخلاق المسلمين، وأن تضيئي شمعة واحدة في طريقك المظلم خير لك من أن تلعني الظلام سنين عديدة، وما سمعته منك لا يدعو لليأس ولا للقلق، بل هو أمر طبيعي عند العديد من الخريجين الذين لا يجدون فرص عمل، والكثيرين الذين يتقدمون للعمل بعد تخرجهم الجامعات، فيفاجئهم القيمون على المؤسسات بالشروط الجديدة، والمعارف المستجدة التي لم يكونوا قد سبق لهم أن درسوها في الجامعة.
صدقيني أخيتي، كل ما ذكرتيه يعاني منه كثير من الخريجين، بل إن من أعظم المشاكل التي يعانيها المتخصصون في المكتبات، هي استخدام المكتبات لأناس غير مختصين، ولم يسبق لهم أن درسوا هذا العلم، بحجة الخبرة، والأقدمية وغيرها من الحجج.
أما بالنسبة لمرور أربع سنوات على تخرجك فليست بالكبيرة، ولو افترضنا أنك لم تتقدمي لسوق العمل، واكتفيت بإكمال دراستك العليا لكنت ما زلت الآن في طور الدراسة.
لكن المشكلة عندك أنك جلست في هذه الفترة في منزلك تبحثين عن عمل، ولم تستفيدي فيها بزيادة معارفك من اللغة الأجنبية، وعلوم الكمبيوتر، وهذا نتيجية الإحباط الذي أصابك كما أصاب كثيراً من الخريجين، ولو أنهم لم يهملوا أنفسهم في تلك الفترة الضائعة لازدادت معارفهم، وفتحت أمامهم أبواب عمل كثيرة.
على كل حال يا أختي، لا داعي للحزن على الماضي، والبكاء على الأطلال، فما حصل أصبح من الماضي، وأؤكد لك أنك ما زلت صغيرة السن، وقادرة على تعويض ما فات بوقت قصير، فاللغة الإنكليزية، وعلوم الكمبيوتر يمكن اكتسابها في هذا العام الذي نحن فيه من خلال بعض الدورات، والبرامج التي أصبحت متاحة للجميع.
أما بالنسبة لما نسيتيه من علوم المكتبات، فإن تصفحك لهذا المنتدى وحده سيعيد إلى ذاكرتك الكثير مما غاب عنها.
ونحن إن شاء الله تعالى سنساعدك في كل ما نستطيع تقديمه لك، وستشعرين إن شاء الله معنا أنك بين أهلك وأخوتك، وأن ثقتك تعود إليك شيئاً فشيئاً.
وسندعو لك جميعاً أن يرزقك الله ما تتمنين من العلم والعمل، فعسى أن يوافق ذلك ساعة قبول يستجيب الله فيه الدعاء.
وما عليك إلاّ أن تتركي اليأس جانباً، وتعزمي على الجدّ، وسيكون لك إن شاء الله تعالى بعد مدة قصير شأن آخر.