[سعاد بن شعيرة]

قسم علم الكتبات بجامعة منتوري بقسنطينة (الجزائر) :

إن وجود قسم واحد فقط لتدريس علم المكتبات بالجزائر يعد غير كاف ، لأنه يتعذر على الطلبة بعد المسافة الفاصلة بين الجزائر العاصمة و باقي الولايات الأخرى خاصة منها الشرقية و الغربية – مع وجود عائق آخر و هم عدم اهتمام الطلبة الناجحين في شهادة الباكالوريا بهذا التخصص و اتجاههم إلى تخصصات أخرى معروفة و مشهورة كالحقوق و الإعلام و الأدب و اللغات و غيرها ؛ و هذا بسبب عدم وجود إعلام كافي للتعريف بهذا التخصص.
لذلك ، ارتأت وزارة التعليم العالي و البحث العلمي فتح قسم آخر في المنطقة الشرقية للبلاد ، و كان مقره جامعة قسنطينة ، من أجل استقطاب الطلبة القادمين من الولايات الشرقية ، سعيا منها في تكوينهم لسد النقص الكبير في العاملين المؤهلين و المتخصصين في علم المكتبات – للمحافظة على التراث الوطني ، و جمعه ، و تنظيمه ، و معالجته ، و كذا إدارة و تسيير المكتبات و مراكز المعلومات و التوثيق و الأرشيف –
أنشيء هذا القسم سنة 1982 – و هذا اليوم تابع لكلية العلوم الإنسانية و الاجتماعية بجامعة منتوري بقسنطينة – و نظرا لحداثة التخصص و جهله من قبل الطلبة ، فقد تابع الدراسة فيه في السنة الجامعية 1982-1983 ، ثماني طلبة فقط .
بالإضافة إلى أنه لم يكن يتوفر على مقر خاص به ، فقد انتقل أصحاب هذا التخصص من طلبة و أساتذة و عمال من مكان لآخر بدءا بالمكتبة المركزية بجامعة قسنطينة أين كانت تعطى المحاضرات في بعض قاعاتها – عند تأسيسه عام 1982 - أما العام الموالي أي في سنة 1983-1984 . انتقل إلى المدرسة الكائنة بشارع العربي بن مهيدي في وسط مدينة قسنطينة - الأكاديمية الجامعية حاليا –
و في يوم 30 نوفمبر 1990 ، انتقل إلى مجمع كوحيل لخضر ، مع قسم الفلسفة و التاريخ.
ثم انتقل هذا القسم إلى مقر المدرسة العليا لإطارات الشباب بسيدي مبروك الأعلى ، و هذا ابتداءا من السنة الجامعية 2000-2001 إلى غاية 2008 ؛ و قد شهد هذا المقر تطور القسم في جميع الجوانب التربوية و العلمية ، بما فيها المخابر و إمكانات التدريس ، و عدد الطلبة المنتسبين إليه .
أما حاليا فقد استقر المقر الجديد الكائن بالمدينة الجديدة علي منجلي بقسنطينة .
و الجدول الموالي يوضح الانتقالات المتعددة لمقر القسم :

و قد عرف القسم في السنوات الأخيرة تقدما ملحوظا في أداء خدماته خاصة بعد إنشاء قاعة للإعلام الآلي ، و التي تضم مجموعة لا بأس بها من الحواسيب ، إضافة إلى تواجد قاعة الانترنت و فتحها لاستقبال الطلبة و الأساتذة من أجل الولوج في عالم المعلومات و المكتبات الافتراضية ، كما تجدر الإشارة هنا إلى توفر القسم على " مخبر تكنولوجيا المعلومات و دورها في خدمة التنمية " و عمله المتواصل و الدءوب في التعريف بعلم المكتبات و المعلومات ، و تطويره و تزويده ببحوث قيمة هي عصارة أفكـار الأساتـذة و المتخصصين في المجال ، و ذلك من خلال مجلته " مجلة المكتبات و المعلومات " الصادرة عن هـذا المخبـر ، إضافة إلى إجـراء العديـد من النـدوات و الملتقيات و الأيام الدراسية التي تعقد بمقر القسم أو بالجامعة المركزية ، و التي تعتبر فضاء لالتقاء المتخصصين في المجال من داخل الوطن أو خارجه ، مما يؤدي إلى تزويد الإنتاج العلمي بمقالات و بحوث قيمة تفيد الطلبة و الباحثين في تنمية معارفهم و إنجاز بحوثهم .