سعيا نحو توحيد العمل المكتبي ... قضية مطروحة للنقاش
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته .
لقد عرف علم المكتبات انتشارا واسعا عبر مختلف مناطق العالم ، و شهد بذلك اهتماما واضحا من طرف الدول .
و من بين أهم ملامح هذا الاهتمام هو فتح المجال للتكوين به في الجامعات و المؤسسات الحكومية من أجل إعداد الكادر البشري المؤهل للعمل في مؤسسات المعلومات المختلفة وفق التقنيات و المعايير المتعارف عليها دوليا .
لكن و بالرغم من تطور هذا العلم و انتشاره و اعتماده ، إلا أننا لم نصل بعد إلى الاتفاق نحو توحيد العمل المقنن فيما بيننا ، و نلتمس ذلك في عدة أوجه ، أهمها ما يلي :
التسمية :
حيث نجد أن تسمية التخصص تختلف من بلد لآخر ، و لم نصل بعد إلى تسوية أمر توحيد التسمية عبر مختلف دول العالم ، بل و نجد هذا الاختلاف موجود في البلد الواحد .
و هذه بعض الأمثلة لذلك : علم المكتبات - علم المكتبات و التوثيق - علم المكتبات و العلوم الوثائقية - علم المكتبات و المعلومات - علم المعلومات - تقنية المعلومات - علم المكتبات و الأرشيف - علوم المكتبات و التوثيق و الأرشيف .-، ...... إلى غير ذلك من هذه التسميات التي تتعلق بتخصص واحد .
المصطلحات :
هذا أيضا يشكل موضوعا عرف اهتماما لدى المختصين في مجال المكتبات و المعلومات ، فبالرغم من وجود القواميس و المعاجم و الموسوعات المتخصصة في مجال المكتبات و المعلومات ، إلا أنه لم نصل بعد إلى توحيد المصطلحات المكتبية ، فهناك الكثير من المصطلحات التي تختلف من بلد لآخر ، و التي تدل على مفهوم واحد .
التكوين :
فبالرغم من اعتماد هذا التكوين في مختلف دول العالم ، نجد أنه يختلف من بلد لآخر و من دولة لأخرى ، بل و في نفس البلد كذلك رغم أن الأهداف مشتركة .
فلم لا نسعى نحو توحيد هذا التكوين في هذا المجال ؟
لم لا تكون هناك مقاييس و مواد موحدة عبر مختلف دول العالم ، و خاصة بالنسبة لدول العالم العربي ، و بالتالي تكون الشهادات الممنوحة معادلة في أي دولة .
العمل الموحد :
إذا اتبع كل المكتبيين على نفس الطريقة في العمل و اعتمدوا على نفس التقنيات في الأعمال المكتبية المختلفة كالفهرسة و التصنيف و التكشيف ، .... و غيرها
هذا سيفتح المجال للتعاون فيما بين الدول و تسهيل العمل الموحد و المشترك ، منها خاصة إعداد الفهرس الموحد للرسائل الجامعية ، الدوريات ، الكتب ، أو المكتبات بمختلف أوعيتها .
كما يتيح كذلك تسهيل التشابك ، السرعة في إنجاز العمل وفق طرق و معايير مقننة و متفق عليها .... إلى غير ذلك من أشكال العمل الموحد .
هذه قضية مطروحة للنقاش حول أهم ما يمكن عمله من أجل توحيد العمل المكتبي و بصفة خاصة لدى الدول العربية .