عرض مشاركة واحدة
قديم Feb-16-2007, 12:44 PM   المشاركة2
المعلومات

د.محمود قطر
مستشار المنتدى للمكتبات والمعلومات
أستاذ مساعد بجامعة الطائف
 
الصورة الرمزية د.محمود قطر

د.محمود قطر غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 13450
تاريخ التسجيل: Oct 2005
الدولة: مصـــر
المشاركات: 4,379
بمعدل : 0.65 يومياً


افتراضي تاريخ الكتابة

نبذة تاريخية

يوافق تاريخ نشأة المكتبات تاريخ الكتابة في العالم، حينما حُفظت الكلمة المكتوبة على العظام والطين والمعادن والشمع والخشب والبردي والحرير والجلد والورق الجلدي والورق والأفلام والبلاستيك والأشرطة الممغنطة. وخلال كل فترات هذا التطور حفظ الناس مجموعاتهم في المكتبات.

مكتبات الطين:
بدأت في بلاد ما بين النهرين القديمة حين اكتشفت طريقة استعمال الألواح الطينية التي مازالت تُحفظ ويعمل الدارسون على فك طلاسمها. وقد وجدت آلاف الألواح في كل من نيبور وسوريا وتركيا ونينوى عاصمة آشور القديمة.

مكتبات البردي:
في الوقت الذي كان البابليون والسومريون يستخدمون الطين، كان المصريون يستعملون ورق البردي، وهو ورق نبات ينمو على ضفاف النيل. وكانت الكتابة تحفظ في لفائف طويلة، ولا تزال في المكتبة البريطانية لفافة منها طولها 41 مترًا تسمى بردية هاريس، إلا أنها سريعة التآكل لكونها مصنوعة من النبات.
انظر: البردي؛ المخطوطة. وكانت أكبر تلك المكتبات في مصر واليونان وروما.

مصر:
كانت أكبر المكتبات القديمة هي مكتبة الإسكندرية التي أسسها بطليموس الأول والثاني بعد أن حشدا لها الكتب من مكتبات أخرى، فأصبحت تحتوي على نسخة من كل ما كتب في ذلك العهد من لفائف.
اليونان. استعمل اليونان البردي كذلك، وقد أُسست المكتبة العامة في عهد بيزيستراتوس على الرغم من أنه لم يكن يعرف القراءة في ذلك الحين سوى عدد قليل من السكان.

أما مكتبة اليونان القديمة المشهورة، فقد أسسها الفيلسوف أرسطو في مدرسته الليسيوم. وقيل إن هذه المكتبة قد بيعت إلى مكتبة الإسكندرية أو نقلها أحد غزاة أثينا إلى قصره بروما.
روما. استمر قدماء الرومان فيما بدأه المصريون واليونان من تقليد إنشاء المكتبات، فبدأوا بالمكتبات الشخصية التي تحتوي على الأدب اليوناني إلى أن خطط يوليوس قيصر لمكتبة عامة بروما، ربما نمت منها مكتبة الأوكتافيان. ثم تبعتها مكتبات أخرى لكنها جميعًا اختفت كمثيلاتها من قبل، ولم تبق منها سوى واحدة يمتلكها نبيل روماني اكتشفت عام 1750م. ومازال المتحف الوطني بنابولي يحتفظ بحوالي 1,800 من اللفائف التي وُجدت بها.

مكتبات جلود الحيوانات:
اكتُشف المئات من مخطوطات جلود الحيوانات في منتصف القرن العشرين بكهف بالقرب من البحر الميت، فسميت صحائف البحر الميت. وهي تحتوي على أقدم كتابة للإنجيل. انظر: البحر الميت، صحائف. ثم طُوّر الجلد إلى ورق جلدي (رق) وقيل إن هذا التطور جاء نتيجة للمنافسة بين مكتبتي الإسكندرية وبرجاموم التركية، إذ إن مصر أوقفت إرسال البردي لبرجاموم حتى لا تتفوق عليها، فاخترع الأتراك الكتابة على الجلد المنظّف بديلاً للبردي.

العصور الوسطى:
مع تدهور الإمبراطورية الرومانية، تدهورت المكتبات بل التعليم عمومًا. وبدأت العصور الوسطى، التي تدهورت في النصف الأول منها جميع الآداب والفنون. وازدهر التعليم فقط في القسطنطينية وأوجد ذلك الصلة بين الحضارات الأوروبية القديمة والحديثة. واستعملت في ذلك الحين مجموعة من الطلاب القانونيين مواد المكتبة والموارد الأخرى منتجين دستور العدل الذي يعد من أهم الوثائق القانونية.

ثم بدأت الجامعات الأوروبية في النمو عاكسة خروج أوروبا من العصور الوسطى إلى عصر النهضة. فانتعشت الكتابة والترجمة والأدب، وبالتالي نمو المكتبات خاصة في أوساط الطبقة الأرستقراطية. ووضع كوسيمو دي ميدتشي بفلورنسا اللبنة الأولى لإحدى أعظم المكتبات في العصر الحالي صممها الفنان المشهور مايكل أنجلو. انظر: مكتبة الفاتيكان.

الشرق:
أنشئت مكتبات الصين القديمة لاستعمال الطلاب والملوك والأرستقراطيين. وقد ساعدت تلك المكتبات على تقدم وحفظ التعاليم الصينية ذات الأثر الكبير على بلاد الشرق. ولم يمر الشرق بفترة تدهور خلال العصور الوسطى أُسوة بالغرب، ولكن المعرفة واستعمال المكتبات انحصرت في فئة قليلة.

الورق والطباعة:
اخترع الصينيون الورق الذي ناسب طباعة الكتب دون سواه حتى وصل إلى بغداد ومصر وأوروبا وصار البديل المثالي للورق الجلدي في حوالي منتصف القرن السادس عشر الميلادي. وأعقبه اختراع الطباعة التي كانت نتيجة حتمية للحاجة الملحة للمزيد والكثير من الكتب لتواكب الرغبة في العلم والمعرفة. فجاء المخترع الألماني جوهانس جوتنبرج بالطباعة المتحركة فانتشر اختراعه سريعاً. وبالتالي تضاعفت أعداد الكتب، مما جعل الحفاظ عليها ضرورة، فأنشئت مكتبة الفاتيكان كواحدة من أولى المكتبات التي استعملت الأرفف.

مكتبات شهيرة:
من المكتبات المشهورة مكتبة البودليان بأكسفورد، ومكتبة المتحف البريطاني بلندن، والمكتبة الوطنية بباريس، ومكتبات لورينشيان، والفاتيكان، والأمبروزيان، والقومية بإيطاليا، ومكتبة برلين بألمانيا، ومكتبة إم. إيه.سالتيكوف ـ تشيدرن العامة بسانت بطرسبرج في روسيا التي أسستها الإمبراطورة كاثرين الكبرى في القرن الثامن عشر الميلادي. وتعد مكتبة الدولة بموسكو، أكبر مكتبات روسيا وكان قد أسسها الكونت نيكولاي رميانتسيف عام 1861م.

أما أمريكا اللاتينية فأقدم المكتبات فيها هي المكتبات الجامعية مثل: مكتبة سانتو دومينغو ومكتبة جامعة المكسيك الوطنية ومكتبة سان ماركوس في ليما.

وأقدم مكتبات الجامعات في الولايات المتحدة مكتبة جامعة هارفارد. وقد أنشأ جيفرسون مكتبة الكونجرس التي احترقت في الحرب ثم أعيد بناؤها. وفي بداية القرن التاسع عشر الميلادي، انتشرت مكتبات الإعارة الحرة. وقد بدأ أمين مكتبة شيكاغو نظام الفهرست دليل القارئ لدوريات الأدب عام 1882م.

وقد واكبت حركة المكتبات في كندا التطور في الولايات المتحدة، فأنشئت أول مكتبة لكلية الجيزويت بكويبك. وأنشئت الجمعية الكندية للمكتبات في منتصف القرن العشرين، وفي الوقت نفسه قامت المكتبة القومية في أوتاوا.

وفي أستراليا ونيوزيلندا، نشطت المكتبات في نهاية القرن التاسع عشر وقامت أول مكتبة عامة في ملبورن ثم انتشرت المكتبات المحلية ببطء بعد ذلك.
وأول مكتبة جامعية بأستراليا هي ما تُسمّى الآن مكتبة فيشر في جامعة سيدني. وهناك مكتبتا برلمان الكومنولث وملبورن والمكتبة القومية بكانبرا.
بدأت أولى مكتبات نيوزيلندا في نهاية القرن التاسع عشر الميلادي في أوكلاند. وقامت خدمات مكتبات نيوزيلندا المدرسية في منتصف القرن الحالي، وهي جزء من خدمات مكتبة نيوزيلندا القومية التي تشمل كذلك مكتبة الإسكندر تيرنبول.

أما في الهند، فقد انتشرت خدمات المكتبات منذ بداية القرن التاسع عشر الميلادي، إلى أن تطورت مكتبات الجامعات ومكتبة الهند القومية بكلكتا في بداية القرن العشرين.

المصدر :
الموسوعة العربية العالمية
http://www.mawsoah.net/












التوقيع
تكون .. أو لا تكون .. هذا هو السؤال
  رد مع اقتباس