عرض مشاركة واحدة
قديم Feb-20-2007, 09:27 AM   المشاركة5
المعلومات

السايح
مشرف منتديات اليسير
محمد الغول

السايح غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 16419
تاريخ التسجيل: Mar 2006
الدولة: فلسطيـن
المشاركات: 1,360
بمعدل : 0.21 يومياً


افتراضي تكملة

بالإضافة إلى إثبات علامات التملك والإجازات كما وردت في النسخ المخطوطة، وتُشكل هذه العلامة أهمية كبرى بالنسبة للمؤرخين المهتمين بتاريخ القدس، كما أنها تلقي مزيدًا من الضوء على أعلام القدس ومعاهد العلم فيها خلال العصرين المملوكي والعثماني.
وقد ألحق بكل جزء مجموعة من الفهارس تمثلت في :
1- فهرس المؤلفين.
2- فهرس عناوين المخطوطات.
3- فهرس بأسماء النُساخ.
4- فهرس الأعلام.
5- فهرس دور العلم والمكتبات.
3/2/3/2 دراسة تحليلية لمحتويات الفهرس :
بلغ عدد المخطوطات المدونة في الفهرس (434) مخطوطًا، هذه المخطوطات كتبت في عصور مختلفة، وتحتوي على موضوعات مختلفة، وفي الفقرات التالية دراسة تحليلية لهذه الموضوعات وتلك العصور.
أولاً : التوزيع الزمني للمخطوطات :
يوضح الجدول رقم (2) توزيع المخطوطات زمنيًا وفق القرون الهجرية :
الجدول رقم (2) توزيع المخطوطات زمنيًا
م
القرن الهجري
عدد المخطوطات
النسبة %
1
السادس
1
0.23
2
السابع
6
1.38
3
الثامن
24
6.22
4
التاسع
43
9.90
5
العاشر
50
11.52
6
الحادي عشر
63
14.51
7
الثاني عشر
127
29.26
8
الثالث عشر
84
19.35
9
الرابع عشر
33
7.60
العدد الإجمالي
434
99.97 (*)
* توجد كسور طفيفة بها تكمل المائة.
ومن خلال تحليل بيانات هذا الجدول يمكن رصد وتسجيل المؤشرات التالية :
1- يرجع تاريخ أقدم مخطوط تقتنيه المكتبة إلى القرن السادس الهجري، ويحمل الرقم المسلسل (197) بالجزء الأول من الفهرس، وعنوان هذا المخطوط هو "تلخيص المتشابه في الرسم وحماية ما أشكل منه عن نوادر التصحيف والوهم" لمؤلفه الخطيب البغدادي (أبوبكر أحمد ابن علي ثابت) المتوفى سنة 463ه/1071م وقد تم نسخ المخطوط في شوال سنة 577ه/1181م بخط أبي الرضا أحمد بن أبي محمد بن أبي القاسم النجاد المولى، أي بعد وفاة المؤلف بأكثر من قرن من الزمن. ويستدل من علامة التملك التي في أوله أن المخطوط كان ملكًا لأحد المدرسين في المدرسة السلمية في دمشق، وأنه نقل عن نسخة المؤلف، والمخطوط بحالة جيدة، كما أشارت بياناته في الفهرس.
2- يرجع تاريخ كتابة أحدث مخطوط إلى القرن الرابع عشر الهجري، وتحديدًا سنة 1341ه، ويحمل الرقم المسلسل (186) بالجزء الأول من الفهرس، وعنوان هذا المخطوط هو "في أصول الخط" لمؤلفه عبدالسلام بن عمر بن عبدالسلام الحسيني المتوفى سنة 1333ه/1914م، وقد تم نسخ المخطوط بعد ثماني سنوات من وفاة المؤلف، بخط محمد أمين بن محمد الدنف الأنصاري، والمخطوط بحالة جيدة جدًا، كما أشارت بياناته في الفهرس.
3- كان أكثر القرون نسخًا للمخطوطات المقتناة في مكتبة المسجد الأقصى هي على الترتيب : القرن الثاني عشر (127 مخطوطًا بنسبة 29.26%)، القرن الثالث عشر (84 مخطوطًا بنسبة 19.35%)، القرن الحادي عشر (63 مخطوطًا بنسبة 14.51%) . وربما يرجع ذلك إلى وجود حركة علمية نشطة خلال هذه القرون، حيث تشير دراسة حديثة إلى وجود (240) عالمًا من علماء فلسطين في القرون الخمسة الأخيرة (من القرن العاشر الهجري حتى القرن الرابع عشر) تحملوا عبء هذه الحركة العلمية، والتصدي للتدريس في المسجد الأقصى وألفوا كثيرًا من الكتب(110)، فضلاً عن ذلك أن بعض أصحاب مصادر هذه المخطوطات عاشوا خلاله تلك القرون، مما كان حافزًا لهم لاقتناء ما نُسخ فيها من مخطوطات، فقد عاش الشيخ محمد الخليلي – التي تعتبر مكتبته أحد هذه المصادر – في أواخر القرن الحادي عشر الهجري وتوفي في حوالي منتصف القرن الثاني عشر الهجري (ت 1147ه)، كذلك فإن ما يضمه الفهرس من مخطوطات هو حصيلة المخطوطات المتوارثة من العصر العثماني أساسًا.
4- وأخيرًا يلاحظ أن أقل القرون نسخًا للمخطوطات المقتناة في مكتبة المسجد الأقصى هي على الترتيب : القرن السادس (مخطوطة واحدة بنسبة 0.23%) – القرن السابع (ستة مخطوطات بنسبة 1.38%) وهذا يدل على التأثير النسبي للبُعد الزمني على عملية اقتناء المخطوطات.
ثانيًا : التوزيع الموضوعي للمخطوطات :
يوضح الجدول رقم (3) توزيع المخطوطات المقتناة في مكتبة المسجد الأقصى والمشمولة في فهرس المخطوطات بجزئيه حسب موضوعاتها .
الجدول رقم (3) التوزيع الموضوعي للمخطوطات
م
الموضوع (*)
عدد المخطوطات
النسبة
1
علوم القرآن
85
19.58
2
التفسير
14
3.22
3
الحديث ومصطلحه
49
11.29
4
أصول الدين
33
7.60
5
التصوف والآداب الشرعية
40
9.21
6
أصول فقه
32
7.37
7
فقه
76
17.51
8
الميقات (حساب – فلك)
7
1.61
9
اللغة العربية
50
11.52
10
الأدب العربي
10
2.30
11
تاريخ وتراجم (يشمل السيرة النبوية)
31
7.14
12
متفرقات (المنطق – ردود ...)
7
1.61
العدد الإجمالي
434
99.96(**)
*رتب الموضوعات في الجدول حسب ترتيبها في الفهرس.
** توجد كسور طفيفة بها تكمل المائة.
ومن خلال تحليل بيانات هذا الجدول يمكن رصد وتسجيل مجموعة الاستنتاجات التالية :
1- كان أكثر موضوعات المخطوطات شيوعًا هو "علوم القرآن الكريم" حيث بلغ عددها (85) مخطوطًا بنسبة 19.58% من العدد الإجمالي للمخطوطات، وهي نسبة مرتفعة إن دلت على شيء فإنما تدل على مدى الاهتمام بعلوم القرآن الكريم على مر العصور من قراءات وتجويد وإعجاز ... إلخ، فالقرآن الكريم هو المصدر الأول للتشريع الإسلامي.
2- جاءت مخطوطات الفقه الإسلامي في المرتبة الثانية، حيث بلغ عددها (76) مخطوطًا بنسبة 17.51% من العدد الإجمالي للمخطوطات، وهي نسبة مرتفعة أيضًا، تدل على أن الفقه كان يحظى باهتمام خاص ويحتل مقامًا مرموقًا سواء في التدريس أو التأليف، وذلك لارتباطه الوثيق بقضايا المسلمين من توحيد وعبادات ومعاملات.
3- احتلت مخطوطات اللغة العربية المرتبة الثالثة، حيث بلغ عددها (50) مخطوطًا بنسبة 11.52% من العدد الإجمالي للمخطوطات، وهي نسبة معقولة حيث تكون علوم اللغة العربية – عادة – في خدمة النص القرآني.
4- جاءت مخطوطات الحديث ومصطلحه في المرتبة الرابعة، حيث بلغ عددها (49) مخطوطًا بنسبة 11.29% من العدد الإجمالي للمخطوطات، وهي أيضًا نسبة معقولة، حيث يعتبر الحديث الشريف (السنة النبوية) المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي بعد القرآن الكريم.
5- كان أقل موضوعات المخطوطات هي على الترتيب : علم الميقات وعلم المنطق حيث بلغ عدد مخطوطات كل منهما (7) مخطوطات بنسبة 1.61% من العدد الإجمالي للمخطوطات، وهي نسبة قليلة تدل على ضعف التأليف والتصنيف في هذين الموضوعين.
6- يلاحظ أن أكثر موضوعات المخطوطات المتداولة في القدس كانت شائعة في مختلف أنحاء العالم الإسلامي، وهذا مؤشر على وحدة ثقافية وتبادل ثقافي واسع، ولكن انتشار المخطوطات عينها في أزمنة متطاولة تمتد عدة قرون يدل على اعتماد متزايد على الماضي، أي الاعتماد على مؤلفات العصور السابقة.
وجملة القول إن عدد المخطوطات في كل موضوع من الموضوعات السابقة، يعكس ما كان شائعًا أكثر من غيره من هذه العلوم، حيث نظر العلماء في ترتيب العلوم حسب أقدارها وشرفها، فرتبوها علومًا دينية وعلومًا أخرى تخدمها، ومن هنا كثرت التآليف والتصانيف حول العلوم الدينية وكل ما يندرج تحتها من علوم فرعية، كعلوم القرآن والحديث والفقه وأصوله ... إلخ.
3/3 التنظيم الإداري والعاملون بالمكتبة :
تتبع المكتبة إداريًا وماليًا وإشرافيًا دائرة الأوقاف والمقدسات الإسلامية في القدس، وتتنوع أنشطة هذه الدائرة في مجالات كثيرة منها إعمار المسجد الأقصى، وصيانة المتحف الإسلامي، وبناء مدرسة الأيتام الإسلامية، وترميم المساجد وإنشاء مساجد جديدة، وفتح مدارس فرعية في الضفة الغربية، وتأسيس معهدين شرعيين في القدس وقلقيلية، وتأسيس كلية الدعوة في القدس، وبناء دور للقرآن الكريم في مختلف أنحاء الضفة الغربية، وإنشاء المؤسسات الثقافية ودعمها، ولعل أبرز الأنشطة الثقافية للدائرة هو افتتاح مكتبة المسجد الأقصى عام 1976م بعد ترميم مبناها الأثري الذي توجد فيه حاليًا، وتزويدها بالمطبوعات الحديثة والأثاث.
والهيكل التنظيمي للمكتبة يتكون من مدير المكتبة ونائبه ومجموعة الموظفين، ويقوم الجميع بكافة الأعمال الفنية والكتابية اللازمة للعمل في المكتبة، حيث لا يوجد تقسيم إداري بمفهومه الدقيق في المكتبة والذي يضم مجموعات الأنشطة مقسمة على إدارات أو أقسام أو غير ذلك من الوحدات التنظيمية، ويشرف مدير المكتبة على أمور المكتبة ويلبي احتياجاتها في نطاق الإمكانات المادية المتاحة والتي تخصصها دائرة الأوقاف الإسلامية للمكتبة سنويًا، وهذه المخصصات متغيرة من سنة لأخرى، وعلى العموم فهي قليلة لا تفي بالحد الأدنى من احتياجات المكتبة كما أفاد مديرها.
أما عن القوى العاملة في المكتبة، فهي تعتبر من العناصر الرئيسية لمقومات العمل المكتبي، وأهم مكونات التنظيم الإداري بها، حيث تقع على كاهل هؤلاء العاملين ترجمة خطط المكتبة وبرامجها إلى أعمال ملموسة وأفعال محسوسة، وتظهر مساهمتهم الفعالة في تحقيق أهداف المكتبة.
وتنقسم القوى العاملة في أية مكتبة إلى فئتين : فئة المؤهلين الحاصلين على درجة جامعية عالية، وفئة غير المؤهلين وهم الكتبة والمساعدون، ويشترط أن يكونوا حاصلين على شهادة متوسطة أو فوق المتوسطة، ويقومون بأعمال السكرتارية والأعمال المكتبية المساعدة.
ويبلغ عدد العاملين في مكتبة المسجد الأقصى – وقت إجراء الدراسة الميدانية – ستة أفراد، موزعين على فئتين : المؤهلين وغير المؤهلين على النحو التالي :
1- مدير المكتبة (أمين المكتبة) ويحمل مؤهلاً عاليًا، وقد أرسلته المكتبة إلى لندن عام 1982م للتدرب على حفظ المخطوطات وصيانتها.
2- نائب مدير المكتبة (نائب أمين المكتبة) ويحمل مؤهلاً عاليًا، ويقوم بالأعمال الفنية.
3- كاتبان اثنان : ويحملان مؤهلين فوق المتوسط، ويقومان بالأعمال الكتابية والتسجيل، وقد لاحظ الباحث أنهما يقومان أيضًا ببعض الأعمال الفنية كالفهرسة والتصنيف.
4- مراسلان اثنان : ويحملان مؤهلاً متوسطًا، يقومان بتوصيل المكاتبات والمراسلات من وإلى المكتبة والجهات التي تتعامل معها المكتبة، وقد لاحظ الباحث أنهما يقومان أيضًا ببعض الأعمال الكتابية والتسجيل.
ولا شك أن هذا العدد غير كاف، وخاصة في مرحلة إعادة تنظيم وتسجيل مقتنيات المكتبة، والتي بدأتها المكتبة عام 1998م، حيث تحتاج الأعمال في المكتبة ضعف هذه الأعداد وخاصة من المؤهلين في مجال المكتبات للقيام بالأعمال الفنية كالفهرسة والتصنيف، وهذا ما أشار إليه مدير المكتبة.
¾3/4الأعمال الفنية في المكتبة :
يقصد بها هنا عمليتا الفهرسة والتصنيف، حيث تتبع المكتبة نظام تصنيف ديوي العشري، الطبعة العربية المعدلة التي قام بتعديلها السيد محمود الشنيطي وأحمد كابش، ويشير ذلك مدير المكتبة بقوله إنه في عام 1976م تسلمت المكتبة أكوامًا من الكتب دون تسجيل أو تصنيف، فقام بفرزها وتصنيفها وفهرستها، وأنشأ فهرسًا قاموسيًا، ولم تكتمل طباعة بطاقات هذا الفهرس، حيث يوجد بعضها بخط اليد. وكان يساعده في ذلك نائب مدير المكتبة.
ولكن لاحظ الباحث أن هناك كتبًا ليست قليلة أضيفت إلى المكتبة خلال هذه السنوات غير مفهرسة أو مصنفة وخاصة الكتب الأجنبية، وهنا أفاد مدير المكتبة بأن المكتبة في سبيل إعادة فهرسة وتصنيف وتسجيل مجموعاتها من الكتب العربية والأجنبية بطريقة حديثة وبأسلوب تسجيل حديث في سجلات جديدة لأن السجلات القديمة لا تمثل الواقع بصورة صحيحة 100%.
أما قواعد الفهرسة التي تتبعها المكتبة فهي القواعد التي قام بإعدادها السيد محمود الشنيطي ومحمد المهدي، ولا توجد قائمة رؤوس موضوعات مقننة تتبعها المكتبة في صياغة رؤوس الموضوعات، ولكن تتم هذه العملية بطريقة اجتهادية غير مقننة.
3/5 الخدمة المكتبية والمستفيدون من المكتبة:
إن الغاية المباشرة التي تنشأ من أجلها المكتبات،هي أن تقدم للمستفيدين ما يحتاجون إليه من معلومات، فالمستفيد هو قطب الرحى، به تبتدئ دورة المعلومات وإليه تنتهي. وانطلاقًا من هذا المفهوم أخذت المكتبات على عاتقها مهمة تلبية احتياجات المستفيدين من المعلومات، ويعتبر تقديم هذه الخدمة من الوظائف الحيوية والأساسية لأية مكتبة، وتتوقف فاعليتها على مدى نجاح المكتبة في تلبية احتياجات المستفيدين.
والخدمات المكتبية وإن تنوعت عددًا وتباينت شكلاً، إلا أنها تندرج تحت فئتين رئيسيتين هما : الخدمات التقليدية وتعتمد على الأدوات والطرق اليدوية في البحث عن المعلومات وتقديمها للمستفيدين، والخدمات غير التقليدية وتعتمد على النظم الآلية في البحث عن هذه المعلومات وتقديمها للمستفيدين.
والمستفيدون كذلك وإن زادوا عددًا وتباينت اهتماماتهم نوعًا، إلا أنهم ينضوون تحت فئتين متميزتين هما : المستفيد العام الذي يبحث عن المعلومات للاستزادة منها وتوسيع دائرة معارفه، والمستفيد المتخصص الدارس الباحث عن المعلومات ليشبع عناصر موضوع بحثه.
ومن خلال الدراسة الميدانية – لهذا العنصر بشقيه المستفيدين والخدمات – في مكتبة المسجد الأقصى تبين أن المكتبة تخدم المجتمع المحلي في الأرض المحتلة وخاصة في مدينة القدس، وكل المهتمين والمتخصصين في الدراسات الإسلامية بجميع فروعها الموضوعية، بالإضافة إلى طلبة المدارس والجامعات.
وقد بلغ متوسط عدد المترددين على المكتبة (246) مستفيدًا في الشهر الواحد بحسب سجل زوار المكتبة، الذي لم يحدد نوعية كل مستفيد وغرضه، مما يلغي فكرة دراسة فئاتهم وتحليلها، وهذا العدد قد يزيد أو ينقص حسب الظروف والقوانين التي تفرضها قوات الاحتلال الإسرائيلي على تقييد حركة أفراد الشعب الفلسطيني في مدينة القدس من حيث إغلاق المناطق المحتلة أو السماح بدخولها.
أما عن الخدمات التي تقدمها المكتبة لهؤلاء المستفيدين فتتحوصل حول الخدمات التقليدية فقط، وتتمثل في خدمتين منها هما : خدمة الاطلاع الداخلي حيث لا يوجد بالمكتبة نظام استعارة خارجية، فلا يُسمح بإخراج الكتب خارج المكتبة لندرتها من جهة والخوف عليها من الضياع والتلف من جهة أخرى، لذا يُسمح باستعمال الكتب فقط داخل المكتبة، ويقدم المسئولون بالمكتبة كافة التوجيهات الإرشادات القرائية وخدمة الاطلاع الداخلي في حدود الإمكانات المتاحة بالمكتبة، والخدمة التقليدية الأخرى التي تقدمها المكتبة لروادها هي "الخدمة المرجعية" ويقوم بها مدير المكتبة أو نائبه لمن يحتاج إليها من المستفيدين، حيث يوجهونهم إلى المراجع التي بها الإجابة عن أسئلتهم واستفساراتهم.
أما عن ساعات دوام المكتبة فتبدأ من الساعة الثامنة صباحًا حتى الثانية بعد الظهر في الوقت الحالي (أثناء إجراء الدراسة الميدانية) حيث الظروف القاسية التي تمر بها مدينة القدس، وكانت المكتبة – قبل هذه الظروف – تفتح أبوابها للمستفيدين من الساعة الثامنة صباحًا وحتى الساعة السادسة مساءً.
هذه صورة تكاد تكون شاملة – بما سمحت به المعلومات والبيانات – عن مكتبة المسجد الأقصى، استهدفت استبصار الوضع الراهن للمكتبة، في محاولة تشخيص المشكلات التي تعاني منها سواء أكانت مادية أو بشرية، من أجل العمل على حلها، باستثارة اهتمام المسئولين عنها في دائرة الأوقاف والمقدسات الإسلامية وهي الهيئة الإدارية التابعة لها المكتبة، كل ذلك في سبيل المحافظة على هذه المنارة التليدة ذات الإشعاع العلمي، والتي كانت وستظل مرآة عاكسة لشموخ الحضارة الإسلامية وعظمتها في هذه البقعة المباركة طوال مسيرتها وسيرورتها.
الخاتمة:
الحضارة العربية الإسلامية المتنوعة والمليئة بمختلف التيارات الفكرية والخصبة بظواهرها التي امتدت في عالم واسع جدًا كانت إحدى الحضارات الإنسانية التي سادت خلال قرون عديدة من الزمن.
هذه الحضارة التي تعددت أصول نشأتها وتكاثرت مصادرها، اعتبرت الكتاب هاديًا لها وكنزًا ثمينًا، فاعتمدت عليه واهتمت به شكلاً ومضمونًا وحفظًا، بشكل فاق كل الحضارات السابقة، وكان من مظاهر هذا الاهتمام إنشاء المكتبات – بكل أنواعها – باعتبارها الموئل الأول الذي تؤول إليه الكتب وتسكن في جنباته.
ولقد تعددت عواصم الحضارة الإسلامية ومراكزها، وكانت مدينة القدس طليعة هذه العواصم ومن أهم مراكزها، على مدى عصور متطاولة، منذ انبلاج نور الإسلام فيها حتى نهايات العهد العثماني، تعاقب عليها العلماء والفقهاء والمدرسون من كل حدب وصوب، وتقاطروا إليها من شرق وغرب، ابتداء من عهد صحابة رسول الله (() ومن تلاهم من كبار التابعين حتى عصرنا هذا.
وكان المسجد الأقصى الذي بارك الله تعالى حوله موئلاً للعلم وأول معهد في بيت المقدس تجمّع فيه العلماء من المدرسين، والمتعلمون من تلامذتهم، في حلقات لدراسة الفقه والتفسير والحديث واللغة والشعر وغيرها من علوم الدين والدنيا، ومن ثَّم كان المسجد الأقصى جامعة إسلامية – إذا جاز لنا أن نطلق اسم جامعة على المسجد التعليمي – فقد كان عماد الحركة الفكرية آنذاك، وكانت له رسالة علمية، قام بها وأداها حقًا على خير وجه، ولا غرو في ذلك فقد كان الأقصى يمثل مظهرًا حضاريًا وفكريًا، ويمثل - في الوقت نفسه - مظهرًا من مظاهر التمدن والإسلامي، ويقوم بدوره في دراسة التراث الإسلامي والحفاظ عليه وبهذا كان له أثر كبير في خدمة الثقافة الإسلامية ورعايتها.
وكان قمينًا بأن يكون لهذا المعهد العلمي وتلك الجامعة الإسلامية مكتبة يرجع إليها المدرسون من العلماء، ويعتمد عليها الدارسون من الطلاب في التحصيل، والاستزادة من المعلومات، وعلى مدى الحقب المتعاقبة، ضمت مكتبة المسجد الأقصى أعدادًا ضخمة من أمهات الكتب ونفائس المخطوطات في مختلف فروع المعرفة.
من هذا المنطلق كانت هذه الدراسة التي اتخذت من مكتبة المسجد الأقصى المبارك موضوعًا لها، سواء في نشأتها الأولى (ماضيها) أو في وضعها الراهن في عصرنا الحالي.
وعالجت الدراسة بصورة مركزة ثلاثة مباحث أساسية تمثل أركان البحث كله، وفي الوقت ذاته تنسجم هذه المباحث الثلاثة مع الأهداف الموضوعة سلفًا، كما أنها تمثل كلاً متكاملاً لا تنفصم عراه، وعلى ذلك جاء المبحث الأول بعنوان "الحركة العلمية والثقافية في القدس" ليمثل مدخلاً لدراسة الموضوع، لذا تتضمن عنصرين رئيسيين أولهما لمحة جغرافية وتاريخية عن القدس لبيان مكانية الموضوع وتاريخه، وثانيهما الحياة العلمية والثقافية في القدس باعتبار هذه الحياة هي الأرضية التي تنشأ عليها ولها وبسببها المكتبات، تتغذى بإنتاجها وتتفاعل معها وتتأثر بها وتؤثر فيها وتشب على أكتافها. وعالج المبحث الثاني النشأة والتطور التاريخي لمكتبة المسجد الأقصى، موضوع الدراسة وبؤرة الاهتمام، محاولاً تلمس النشأة الأولى لهذه المكتبة في عمقها التاريخي البعيد، ومسايرًا مراحل تطورها حتى عصرنا الحالي وأخيرًا تعرض المبحث الثالث بالدراسة والتحليل للوضع الراهن لمكتبة المسجد الأقصى، محاولاً إعطاء صورةواقعية لهذه المكتبة، وكاشفًا عما تئن منه في ظرفها الراهن.
وحاولت واجتهدت في دراسة الموضوع لاستيفاء حقه من الدراسة والبحث، وإشباع عناصره بالبيانات والمعلومات، في ظل الظروف القاسية التي تمر بها المكتبة مما أثر على شح المصادر وندرة المعلومات عنها، ولكني بذلت ما أطقت، فإن أصبت في تحقيق الأهداف التي ترمي إليها الدراسة فهذا من توفيق الله وعونه وفضله، وإن كانت الأخرى فهو جهد












التوقيع
اقم دولة الاسلام في قلبك
قبل ان تقمها على ارضك
أبو عبدالرحمن
<a href=http://alyaseer.net/vb/image.php?type=sigpic&userid=16419&dateline=1227596408 target=_blank>http://alyaseer.net/vb/image.php?typ...ine=1227596408</a>
  رد مع اقتباس