عرض مشاركة واحدة
قديم Aug-01-2006, 02:50 PM   المشاركة11
المعلومات

كريشان
مساعد مدير المكتبات الجامعية
جامعة البلقاء التطبيقية

كريشان غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 14956
تاريخ التسجيل: Dec 2005
الدولة: الأردن
المشاركات: 117
بمعدل : 0.02 يومياً


افتراضي مثلك جدير بهذا ويستحق المزيد

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة qatr
أخي الفاضل كريشان
إليك تجربتي في قصة مفتوحة .. بدأت أحداثها الفعلية عام 1976 ، ومازالت فصولها تتابع طالما أن في العمر بقية ..وما أقدمه هنا ، هو أحد فصول القصة ، فلنقرأها معاً


في منتصف إبريل لعام 1979 ، وبأحد مدرجات مبنى قسم التاريخ بكلية آداب القاهرة ، وقفت السيدة د . نعمات مصطفى -أستاذ المكتبات- تراجع مع طلابها بالسنة النهائية بشعبة المكتبات ما حصلوه طوال العام وما غمض عليهم .. ولما أحسست بأن الجميع قال ما عنده حول المقرر والمحذوف منه وتوقعات الامتحان .. بدأت الدكتورة نعمات في لملمة أوراقها استعداداً للانصراف ..فقمت برفع يدي منادياً وطالباً الكلمة ، فالتفتت إلي قائلة : نعم .. يا قطر ، عندك سؤال ؟ فأومأت برأسي بالإيجاب .. ثم طرحت السؤال " القضية " : ما هو مستقبلنا يا دكتورة بعد التخرج من قسم المكتبات والوثائق ؟ .

سمعت همهمة من زملائي .. قطعتها بحسم –كعادتها- قائلة : ألا ترى أن هذا السؤال جاء متأخراً أربع سنوات ! يا بني كلها أيام وتتخرجون و.. قاطعتها بأدب وقلت : عفواً .. لهذا سألت ماذا سنعمل؟
فقالت بكل هدوء وجدية : أنت ونصيبك . ممكن تشتغل أمين مكتبة بمدرسة أو بجامعة أو بمركز معلومات أو بدولة عربية .. أو حتى موظف بجمعية استهلاكية .. المهم أن تنال احترام من حولك .. وفجأة قطعت الدكتورة إجابتها لتسألني هي : برأيك ما هي المهنة ذات المكانة الاجتماعية الأولى بمصر ؟ .

فأجبت ببداهة : مهنة الطب .. فأردفت الدكتورة نعمات : هل تعلم لماذا لها هذه المكانة ببلدنا . فأجبتها على الفور : لأنها مهنة تهتم بجسمنا وحمايته من المرض .. فقالت وبسرعة : بالضبط .. لأن مجتمع مثل مجتمعنا يهتم بجسمه وبمعدته ، سيهتم بمن يعتني بهما ويحترمه ويضعه في أعلى السلم الاجتماعي .. أما نحن الذين نعتني بعقله فلن نحظ بمثل هذا الاهتمام طالما أن الاهتمام بالعقل يأتي في درجة أدنى .. وحتى لا تيأس من مهنة المكتبات فعليك أن تجبر هذا المجتمع على احترامك بتفانيك في الخدمة وتطويرها .. وهذا قدرك حتى ينصلح الحال ويهتم هذا المجتمع بعقله كما يهتم ببطنه .. ثم واصلت كلامها : يا جماعة هذا السؤال إجابته بأيديكم .. أنتم الذين ستجبرون المجتمع على احترامكم .. دعوه يشعر بأهمية وخطورة المعلومات ، وأنه بالمعلومات سيملك مقادير الأمور ... بعد هذه العبارة اختتمت كلامها قائلة : استرحت الآن يا قطر ؟! .

بصراحة .. أقولها لكم .. فبعد مرور أكثر من ربع قرن على هذا السؤال .. لم أسترح .. لسبب بسيط .. لأني أسعى لمزيد من التطوير لأضلاع مثلث المكتبات (موارد بشرية ممهرة ، مقتنيات حديثة ومطلوبة ، مبنى مجهز) ، وبالتالي ..لمزيد من الاحترام .
قد يسألني بعضكم .. وماذا حصدت خلال هذه السنوات؟ بالحق أقول : حصدت الكثير من المناصب والصلاحيات والأهم .. حصدت الكثير والكثير من ثقة الرؤساء و احترامهم والذكرى الحسنة ، لأنهم تأكدوا أن نجاح "المكتبة" هو نجاح يضاف لنجاحاتهم ، ويرفع من أسهمهم ، وأسهم المكان (مدرسة ، إدارة ، كلية ..إلخ).
ولا أخفيكم سراً ، أن الحصاد لم يكن كله حلواً ، بل كان يداخله -من وقت لآخر- مرارات الحسد وعدم التعاون .. وما إلى ذلك من "بهارات" الحياة !!

مختارات من النجاحات :
أول أمين مكتبة مدرسية ينظم معرضاً على مستوى الإدارة التعليمية يضم كبار الناشرين
أصغر مدير مكتبة كلية
أصغر قائم بأعمال موجه مكتبات
أول مدير متخصص لمكتبة مبارك العامة (بالإنابة)
أول مدير عام للمكتبات الجامعية يحصل على الرخصة الدولية لقيادة الحاسوب ICDL

وكانت كلمة السر في سلسلة "النجاحات" التي من الله بها علي ، هي .. "الإدارة" ، ولهذا حديث آخر
اخي الفاضل قطر
منذ ان قرات لك مشاركاتك الاولى في هذا المنتدى المبارك عرفت اني امام انسان واسع الاطلاع قدير في تخصصه محب لعمله وللاخرين وللمنفعة العامة واني احسبك من الاخيار ولا ازكي على الله احدا
قصة شيقة وحياة عملية حافلة وروح طموحة وثابة..ارجوا ان يكون فيها العبرة والحافز لزملائنا في ميادين المكتبات والمعلومات واكثر الله من امثالكم ونفع بكم












التوقيع
ابو حامد

سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا
  رد مع اقتباس