[محمد القلموني]

ترفيف الكُتب يكون وفْق أرقام التصنيف أوّلاً، ثم رموز المؤلفين وعناوين الكتب ونحوه ثانياً. فما رقمه: 001 يقدّم في الرّف على ما رقمه 002.
وإذا اتفق رقم التصنيف لعدد من الكُتب، تنظم هذه المجموعة على الرفوف وفق الأبجدية أو الرمز الذي اختارته المكتبة لتمييز الكتب والمؤلفين.
أمّا بداية الترفيف فيرجع إلى طبيعة المكتبة التي هي بلا شكّ تتأثر بواقعها.

فإذا كانت كتب المكتبة بطبيعتها يغلب عليها الطابع الأجنبي الغربي، كما هي كتب مكتبات أوروبا وأمريكا، والمكتبات الجامعية الأجنبية في بلادنا، فمن الطبيعي أن يبدأ الترفيف من اليسار إلى اليمين انسجاماً مع طبيعة الكتابة اللاتينية التي تبدأ من اليسار إلى اليمين.
أما في المكتبات التي أغلب كتبها باللغة العربية، فالأولى أن يبدأ الترفيف فيها من اليمين إلى اليسار انسجاماً مع طبيعة هذه الكتب وتنظيمها، لأنّنا لو اعتمدنا الترفيف من اليسار لوجدنا أن مجلدات الكتاب الواحد ترتّب بطريقة مقلوبة مزعجة.
بل يؤدي إلى إشكالات عملية في حال كان اعتماد نظام العهدة على الحروف العربية لعناوين الكتب وأسماء مؤلفيها.

فالنّظر إذا يكون للأعم الأغلب في المواد التي تحتويها المكتبة، والتي تحدّدها أهداف المكتبة وطبيعتها.

وهل يُنصَح بازدواجية المعايير، بحيث نرتّب الكتب العربية من اليمين إلى اليسار، فإذا صادفنا كتاباً أجنبياً رتّبنا مجلداته ورموزه من اليسار إلى اليمين؟؟؟

الجواب: لا يُنْصح بذلك لما تسبّبه الازدواجية من مشاكل

اللهم إلاّ إذا كانت المكتبة تعْتمد نظام الفصل الكلّي بين الكتب العربية والأجنبية، بحيث يكون هناك مخازن خاصة لكلّ لغة ترتب فيها الكتب وفق نظام التصنيف والترفيف المعهود، فعندها يكون الأولى والأحسن ترفيف المخازن العربية من اليمين إلى اليسار، وترفيف المخازن الأجنبية من اليسار إلى اليمين، لكن يندر أن تجد في مؤسساتنا العربية من يقوم بهذا الفصل، لما فيه من الكلفة المادّية، والتوسعة في المساحات التي تعجز عنها جلّ مكتباتنا.

وإذ أسأل الله أن ييسر لك الاختيار والتطبيق، أرجو أن أكون أصبت كبد الحقيقة فيما كتبت، وأوصلتُ ما أردتُ فيما شرحُت، ولك تحياتي وسلامي