أخي العزيز حسن عليه تحية طيبة ... وبعد
أولاً : أود أن أتقدم لك بالشكر على هذه الثقة ، كذلك أشكرك على إعادتي إلى حوض المكتبات الذي شربت منه في علمي دون أن أرتوي ، وقد أبعدني عن هذا الإرتواء المعرفي ظروف العمل الذي أمارسه في الوقت الحاضر ، حيث أركز على جانب التربية بشكل عام وعلى الدور التربوي للمكتبات المدرسية بشكل خاص ‘ إضافة إلى اهتمامي بتقنيات التعليم ( التقنيات التربوية ) لأنها مجال عملي في هذا الوقت ، وأود أن أشير إلى أن الجانب التربوي للمكتبات بصفة عامة والمكتبات المدرسية بصفة خاصة يتم تجاهله في الوطن العربي عامة والذي أنعكس بدورة على جميع المشاريع المرتبطة بهذا المكان الحيوي داخل كل مجتمع عربي ، لذا فإن اهتماماتي كانت في الفترة السابقة على إحياء هذا الدور وقد استنزف مني كل الجهود وأبعدني كثيراً عن المجال الذي حصلت فيه على الدراسات العليا في مجال المكتبات ( وهو مجال التعاون بين المكتبات ) .
ثانياً : إن مشاريع التعاون الناجحة بين المكتبات تعتمد على وجود فهرس موحد فيما بينها ، وهذا يتطلب توحيد معايير الإعداد الببليوجرافي التي أشرت لها سابقاً في المشاركة الأولى والتي تمثل جانباً من اهتماماتك واهتماماتي أيضاً ، ولاشك أن توظيف الجانب التقني في هذا المجال سهل كثيراً في نجاح المشاريع التعاونية بين المكتبات ، بل أن دخول الانترنيت يعتبر عاملاً أساسياً لنجاح مثل هذه المشاريع في الوقت الحاضر ، فتوحيد التجهيزات الآلية كما كان سابقاً في المشاريع التعاونية لم يعد مطلباً أساسياً في نجاح المشاريع التعاونية ،لأن الانترنيت ومقدرة البرامج المستخدمة في تشغيلها لم تعد تتطلب مثل هذا الأمر حيث يمكن من خلالها كسر هذا الحاجز ، بل أن المطلب هو توحيد المعايير وعلى وجع الخصوص المعايير الببليوجرافية المرتبطة بالإعداد الببليوجرافي ، وهنا أكون شاكراً لك بإرسالك المقال المقدم للمؤتمر حتى أستفيد منه ، فقد جمعت ما تشتت من مصادر المعلومات في هذا المجال وبدأت أسترجع كل المعلومات في هذا المجال بعد انقطاع عنها قرابة ست سنوات .
ثالثا: أود أن أشير إلى أن هناك مجموعة من الدراسات عن التخطيط للتعاون بين المكتبات في المملكة العربية السعودية تشكل في مجموعها منظومة متكاملة لجميع أنواع المكتبات داخل الوطن ، وهدفها هو هدف المشاريع التعاونية ، وقد سعت إلى المطالبة بتوحيد الإعداد الببليوجرافي بين كل أنواع المكتبات ومن ثم توحيد النظم المرتبطة بالإعارة وتبادل المعلومات حتى يمكن ربطها في مشروع تعاوني متكامل داخل الوطن ومن ثم ربطها بالمشاريع التعاونية بالقطر العربي وخارجه ، وقد كانت رسالة الماجستير التي تقدمت بها في هذا المجال وعلى وجه الخصوص في مجال التعاون بين المكتبات المتخصصة في المجال التقني ، لكن هذا المشروع التعاوني لم يجد الأرض الخصبة التي تساعد على نجاحة ، ولن أكون متشائماً بعد عودتي لهذا المجال ( هذا بفضلك ) ولكن أرى أن وجود مكتبة الملك فهد على قمة المكتبات في الوطن وهي المكتبة الوطنية سيساهم في نجاح هذا المشروع لو تم تبنيه بشكل فاعل ، كما أرى أن تأسيس جمعية المكتبات السعودية سيساهم في نجاح مثل هذا المشروع لو تم التعاون فيما بينها وبين مكتبة الملك فهد الوطنية ، فأعضاء هذه الجمعية ممن تخصصوا في هذا العلم ولاشك أن همومهم متقاربه ولذا لا بد أن تتوحد جهودهم في مثل هذا المجال فما فرقته المراكز والأماكن والهيئات العاملين بها تجمعه هذه الجمعية في هموم من التحقوا بعضويتها وفي تخصصهم وأهدافهم ، أضافة إلى أن اليسير الذي نشارك أنا وأنت في منتداه يعتبر لبنه من لبنات التعاون ، حيث أن هذا البرنامج خطط له أن يكون قاعدة للتعاون بين المكتبات العامة والمدرسية في المملكة العربية السعودية ، وهنا يجب أن يسعى كل من يعمل به إلى تسييره في هذا الاتجاه ، ليثبت لكل المكتبات الأخرى أنه يمكن نجاح مثل هذه المشاريع التعاونية داخل الوطن وإن تباعدت المسافات ، ولا شك أن الانترنيت ستساهم في نجاح ذلك ، كما ساهمت في التواصل معكم ومع العاملين في هذا الموقع .
رابعا: يشرفني أن يكون بيننا تعاون في المشروع الذي ذكرته خاصة بعد أن انقطعت عن مثل هذه الأعمال في مجال التخصص الذي درسته عشر سنوات وأبتعدت عنه وأعدتني إليه مشكوراً ، لذا فإنني أنتظر منك إرسال المقال الذي ستتقدم به للمؤتمر ، كما أنتظر منك المعايير التي تم من خلالها تأسيس الفهرس الموحد بين الجامعات التونسية فهذا جهد كبير قمت به .لك شكري وتقديري ، وتحياتي لك وللعاملين على نجاح هذا الموقع
أنام ملء جفوني عن شواردها ويسهر الخلق جرَاها ويختصم