عرض مشاركة واحدة
قديم Mar-22-2008, 01:06 PM   المشاركة34
المعلومات

سفيان بوحرات
مكتبي نشيط

سفيان بوحرات غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 40992
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الإمارات
المشاركات: 69
بمعدل : 0.01 يومياً


افتراضي

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

و بعد،

أعتقد أن مسألة تكوين الأرشيفيين، على غرار التخصصات المجاورة، تعتبر من الأهمية بمكان و ذلك نظرا للتحديات التي تواجه المهنيين يوميا في مراكز الأرشيف و على كافة المستويات، سواءا الإشرافية منها المكلفة بالتصميم و التخطيط و التنظيم أم التطبيقية المكلفة بتنفيذ الخطط التشغيلية و بتنسيق استعمال الأدوات و المواصفات القياسية، و كذلك فئة الفنيين المساعدين المكلفين بالمهام الأكثر روتينية ولكنها ملئى كذلك بالمسؤولية و مطلبة بالدقة المتناهية.
هذا كله مرتبط بطبيعة المادة الموضوعة بين يدي هذه الفئات من الأرشيفيين، فهي التراث القيم و الفريد الذي لا بديل له، فالخطؤ في حقه من خلال الممارسة الناقصة غير مسموح حيث لا يمكن الاستعاضة عن وثائق ارشيفية أو ارصدة إذا ما أتلفت بالخطئ و يصعب جدا إعادة ترتيب و تصنيف الملفات و الأوراق إذا ما لم يكن العمل صائبا من البداية كما يستحيل إستعادة أرصدة تلفت من جراء سوء تدبير اشتراطات الحفظ و إدارة المخازن. هذا من جهة و التحدي التكنولوجي المتزايد يوميا يضيف إلى أهمية إعداد الأرشيفي القادر على الاضطلاع بمهامه بكل دقة و باستخدام اساليب علمية و أدوات متكاملة يدرك تماما أهداف مهنته و صعوباتها و الحلول الممكنة لكل عقبة و الالزامات القانونية المرتبطة بالمجال من قريب أو من بعيد و هي في الحقيقة كثيرة قد تشكل مجال تخصص لوحدها.

فالإشكالية في اعتقادي متعددة الأوجه كما أسلفت و لا يمكن أن يكون الأرشيفي من لا يمتلك القدرة العلمية المتخصصة أولا و كذلك و خاصة التجربة الميدانية في مجال الأرشيف و لمدة غير قليلة من الزمن تشرب أثناءها من الفنيات التطبيقية و استفاد من الصعوبات الميدانية التي قد لا تجد لها وصفا في المقالات العلمية و لا في المحاضرات النظرية و لا حتى في معظم الكتب العلمية التي غالبا ما تتوجه نحو الوصف النظري و الطرح التحليلي التفصيلي الذي قد يغرق الطالب القارئ في نقاط قد يختصرها له الأستاذ المتميز بالخبرة العملية الميدانية.

و قد جازف الكثير من المكونين الذين لم يمارسوا مهنة الأرشيفي بل ظنوا أن مجرد القرب من المجال يخول تدريس المادة و قد أتو بتناقضات عرضت علينا استشففنا منها النقص في الخبرة الميدانية، بل و قد قرأنا بعض المنشورات على الانترنت و سمعنا لبعض المحاضرات في مؤتمرات أتى أصحابها بأخطاء مثل من يذكر استخدام التصنيف العشري أو ديوي للوثائق مما يدل على أنه لم يطلع على المواصفات القياسية الأرشيفية مثل آيزو 15489.

لذا نرى أن المناهج المحبذة في تدريس علم الأرشيف، يستحسن أن تتسم بالتوجه التطبيقي باستخدام التمارين الواقعية و ورش العمل الحقيقية و كذلك التدريبات الميدانية في مؤسسات الأرشيف. ذلك لأن معظم الأرشيفيين سيقضون جل أوقاتهم في وظيفتمه يعملون على الأوراق و الملفات على إدارة المخازن و مساحات التخزين باستخدام الأساليب التقليدية و البرامج و الأدوات الحديثة والتكنولوجيات و النزر اليسير منهم فقط سيتوجه نحو البحث النظري و يواصل في مجالات التأطير و التصميم، و هنا كذلك تبرز أهمية الخبرة الميدانية. لا يتصور أن ينجح الأرشيفي النظري في تطوير علم الأرشيف او في طرح الأفكار الجديدة أو مناقشة الاشكاليات إذا كان يفتقر إلى الإلمام بتفاصيل حقيقة الميدان.

الخلاصة، لا غنى عن الجوانب النظرية و لكن الأهم هو تزويد الطالب الأرشيفي بقدرات تمكنه من إدراك كنه النظرية و الاستعانة بها لحل المشاكل الميدانية.
واقع يصفه لكم إخوتي أرشيفي تخرج من معهد علوم المكتبات و التوثيق و مارس المهنة لمدة عشرين سنة و درس المادة الأرشيفية في نفس جامعة التخرج و في معاهذ للتدريب المهني لمدة عشر سنوات، تولدت لدينا هذه القناعة فأردنا أن نتقاسمها معكم.

شكرا لكم












  رد مع اقتباس