عرض مشاركة واحدة
قديم Mar-24-2010, 04:09 PM   المشاركة4
المعلومات

ابراهيم محمد الفيومي
مشرف منتديات اليسير
أخصائي مكتبات ومعلومات
 
الصورة الرمزية ابراهيم محمد الفيومي

ابراهيم محمد الفيومي غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 31463
تاريخ التسجيل: Jun 2007
الدولة: الأردن
المشاركات: 2,507
بمعدل : 0.41 يومياً


تعجب صلاح الدين المنجد سندباد المخطوط العربي

07 - ربيع ثاني - 1431 هـ| 22 - مارس - 2010
صلاح الدين المنجد سندباد المخطوط العربي

صفاء البيلي





صلاح الدين المنجد واحد من أهم أساطين علم فهرسة المخطوطات العربية، فقد أفنى حياته في الفهرسة وتحقيق التراث وكان له الفضل أن يقدم للأمة العربية والإسلامية أسس فهرسة التراث التي يجب على المفهرس اتباعها، حين التصدي لهذه المهمة، وعلى الرغم من أن الفهرسة في أساسها كعمل ليس جديدا أو مُبتدعا على يد المُنجد، بل بدأ على يد مصنفي مكتبة الإسكندرية في عهدها الأول، حيث استخدموا لذلك نظاما خاصا " لفائف مُرقَّمَة ومُصَنَّفَة إلى علوم وآداب تحوى كل منها تفريعات وتقسيمات في التاريخ والفلسفة والمنطق والشعر وغيرها.
إلا أن المنجد ـ يرحمه الله ـ يُعتبر ممن لهم اليد الطُولى والريادة في التعريف بالفهرسة، كعلم له أصول وقواعد في عالمنا العربي فاستحق بذلك لقب الفارس الذي لم يترجل أبدا.

ميلاده ُ
ولِد العلامة الموسوعي الدكتور صلاح الدين بن عبد الله المنجد بمدينة دمشق بحي القيمرية عام 1920 وقد لقبوه بـ "سندباد المخطوطات" أو "أبو المخطوطات العربية" الذي طاف في بلاد العالم بحثاً عن المخطوطات العربية فلم يدع بلداً أو مكتبة فيها مخطوطات عربية إلاَّ زارها، وانتقى للتصوير أحاسن ما فيها.

نشأته:
عاش المنجد في حضن أسرة شامية عريقة اُشتُهِرَت بالعلم والتدين، فوالده هو الشيخ عبد الله المنجد شيخ القراء والمقرئين في دمشق، الذي رباه وأدبه وحفَّظه كتاب الله صغيرا، فأتقن حفظ القرآن الكريم وجمع الروايات الكبرى ثم الصغرى، ودرس على أيدي شيوخ أجلاء، مثل: الشيخ أحمد البرزنجي ومحمد صالح الآمدي وغيرهما.

ثم تلقى تعليمه الابتدائي بمدرسة البحصة، أما المرحلة الثانوية فقد أكملها بالكلية العلمية الوطنية. وكان من أساتذته فضيلة الشيخ العلاّمة محمد بهجة البيطار، والشاعر الكبير خليل مردم بك.
كما التحق بعد حصوله على الشهادة الثانوية بدار المعلمين العليا.

الوظائف التي تدرج فيها:
عمل المُنجد بعد تخرجه من دار المعلمين سكرتيراً للتعليم العالي والفني بوزارة المعارف.
والجدير بالذكر أنه انتسب خلال عمله بوزارة المعارف إلى كلية الحقوق، وحصل على ليسانس الحقوق بعد ثلاث سنوات. ثم اُبتُعَثَ للحصول على شهادة الدكتوراه، وحصل عليها في القانون الدولي العام والتاريخ.
تدرج المنجد في وظائف وزارة المعارف حتى عين مديراً للعلاقات الثقافية والبعثات.
وبعدها عمل مديراً لمعهد المخطوطات العربية بجامعة الدول العربية، ثم مستشاراً به، وظل بالمعهد حتى عام 1961م.
كما شارك في كثير من المؤتمرات العربية والدولية، كما حاضر في كثير من المعاهد والجامعات، مثل: معهد الدراسات العربية العليا، وجامعة فرانكفورت، وجامعة برنستون بالولايات المتحدة الأمريكية.

ودرجة الدكتوراه التي حملها العلامة الدكتور المنجد نالها في مجال القانون الدولي العام من جامعة السوربون. وكانت رسالته للدكتوراه عن (النظم الدبلوماسية في الإِسلام)، أثبت فيها أن جميع النظم الدبلوماسية المعروفة اليوم في الغرب عرفها المسلمون قبلاً وطبقوها. ولم يكتفِ بدراسة القانون، بل درس التاريخ، وعلم الخطوط (الباليوغرافيا) والفن الإِسلامي.

لقد كافح المنجد للوصول إلى مكانته التي حصل عليها، فلم تأتِ من فراغ، فقد تخرج قبل سفره إلى باريس من دار المعلمين بدمشق، ثم من كلية الحقوق في الجامعة السورية. وعمل وعلّم في المدارس الابتدائية، ثم تنقل وترقى بوظائف عديدة ومختلفة في وزارة المعارف، ومديرية الآثار العامة. فكان سكرتيراً للتعليم العالي والخاص، ثم مديراً للعلاقات الثقافية والبعثات، وكان رئيساً لديوان الآثار، ومديراً للآثار بالوكالة.

كما شرُفت بدعوته جامعات كثيرة؛ ليكون أستاذاً زائراً أو محاضراً فيها. فكان أستاذاً زائراً في جامعة برنستون بالولايات المتحدة، وأستاذاً مُحاضراً في جامعة فرانكفورت بألمانية. وفي معهد الدراسات العربية العليا في القاهرة، وكلية المعقول والمنقول بجامعة طهران وجامعة الملك سعود في الرياض، وجامعة الملك عبد العزيز بجدة، وجامعة الإِمام محمد بن سعود في الرياض، والجامعة الأمريكية في بيروت، وكلية البنات فيها.

وللمنجد جهود لا تخفى وأياد بيضاء على التراث، فقد شارك في خمسة وعشرين مؤتمراً دولياً للدراسات العربية والاستشراقية والتاريخية، والسياسية المعاصرة. وألقى بحوثاً فيها، في موسكو، ميونيخ، باريس، كمبردج، توبنجن، بغداد، طهران، مشهد، شيراز، كراتشي، نيودلهي، إستانبول، لبنان، تونس، عمّان، الكويت، الرياض، جدّة. وغيرها.

وتقديرا لدوره البارز نال جائزة المجمع العلمي العربي بدمشق عن أحسن نصّ قديم محقق، هو كتاب (رسل الملوك ومَنْ يصلح للرسالة والسفارة - لأبي الفرّاء).

وقد بلغ مؤلفاته مئة وخمسين كتاباً، ما بين نصوص تراثية محقّقة، أو مؤلفات وكتب في القانون الدولي، والدبلوماسية في الإِسلام، والتاريخ، والأدب واللغة، وعلم الخط (الباليوغرافيا). والآثار القديمة التاريخية، والسياسة العربية المعاصرة، والمعاجم.
- وقد تُرجمت بعض مؤلفاته إلى الفرنسية، والإِنجليزية، والهولندية، والإِسبانية، والألمانية، والإِيطالية، والفارسية، والتركيّة.
- وله مئات من المقالات نُشرت في المجلات والصحف العربية والأوروبية، في دمشق، والقاهرة، وبيروت، وتونس، والرياض، وبغداد. وغيرها ومجلات الاستشراق، باللغة العربية والفرنسية.

ثقافته:
لم يكن صلاح الدين المنجد منذ بدايات تكوينه عاديا، كانت انطلاقته الأدبية والعلمية مبكرة، وظهر شغفه بالقراءة والمطالعة وهو في التاسعة عشر حيث كان يميل إلى الأدب، فنُشِرت مقالاته الأدبية في مجلة الرسالة والثقافة القاهرية، ومجلة المجمع العلمي العربي بدمشق، وصحف ومجلات دمشق وبيروت وغيرها من الصحف والمجلات العربية، كما ألف باكورة كتبه وهو في العشرينيات من عمره.

وعندما عاد من فرنسا اُختير مديراً لمعهد المخطوطات العربية، بجامعة الدول العربية، في القاهرة. فأتم تأسيسه وتنظيمه، ودفعه إلى الأمام، وطاف في بلاد العالم بحثاً عن المخطوطات العربية فلم يدع بلداً أو مكتبة فيها مخطوطات عربية إلاَّ زارها، وانتقى للتصوير أحاسن ما فيها. حتى سُمِّي "سندباد المخطوطات" كما سُمّي "أبو المخطوطات العربية".

وقد مضى العالم الكبير في ميدان المطالعة والبحث والتأليف. فكان واسع القراءة، خصب الإِنتاج. وعرفت المجامع والجمعيات العلمية، في البلاد العربية الإِسلامية والدولية فضله. فانتخب عضواً مراسلاً لمجمع اللغة العربية في القاهرة، والمجمع العلميّ العراقي ببغداد، والهيئة الاستشارية لجمعية المعارف العثمانية بحيدر أباد، والمجمع العلمي الهندي، والجمعية الدولية للدراسات الشرقية، والمعهد الألماني للآثار في برلين، واختير نائباً لرئيس جمعية الشيباني للحقوق الدولية، الذي كان رئيسها العالم القانوني الدكتور عبد الحميد بدوي.

أساتذته:
تتلمذ المنجد في صباه على أيدي أساتذة كبار متميزين، ربوا لديه ملكات الإبداع والابتكار والبلاغة، فتتلمذ في المرحلة الثانوية على الشيخ محمد بهجة البيطار، وفي الأدب على الشاعر الشهير خليل مردم بك الذي شغل بعد ذلك منصب رئاسة المجمع العلمي بدمشق.
كذلك من أساتذته، أستاذه كرد علي الذي اعتبر المُنجد ابنه الروحي وأوحى له تحقيق كتاب " تاريخ دمشق لابن عساكر الدمشقي" ت 571هـ
وللعلامة دكتور صلاح الدين المنجد مؤلفات تتعدى أكثر من 170 عنوانا متنوعا، ما بين تحقيق وفهرسة المخطوطات ومؤلفات في التراث والتاريخ والقانون والسياسة والسيرة، سردها هو بنفسه.

وقد توفي يرحمه الله في 19 من يناير 2010 الماضي بمدينة الرياض بعد إصابته بمرض الزهايمر، ودع حياتنا وهو لا يتذكر شيئا، بيد أنه من حافظ على ذاكرة أمته حتى لا تندثر تحت هجمات النسيان التي تحاصرها من كل اتجاه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
المراجع:
ـ صحف ومجلات
ـ مواقع على شبكة الانترنت.
ـ من خطبة ألقاها في حفل تكريمه باثنينية عبدالمقصود خوجة.
ـ من محاضرة دكتور عصام الشنطي عن المنجد.


الرابط
http://www.lahaonline.com/articles/view/18071.htm












التوقيع
إن الكل يموت ويذهب صداه
الا الكاتب يموت وصوته حي
  رد مع اقتباس