عرض مشاركة واحدة
قديم May-30-2008, 11:41 AM   المشاركة7
المعلومات

سالم باشيوة
مكتبي مثابر

سالم باشيوة غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 37422
تاريخ التسجيل: Nov 2007
الدولة: الجـزائر
المشاركات: 44
بمعدل : 0.01 يومياً


افتراضي اغتراب تقني ام في المضمون؟

تحية أخوية،
وبعد:

من وجهة نظري أعتقد أن التقنية لا تمارس علينا ظاهرة "الاغتراب" في حياتنا كلها، بقدر ما يمارسه المضمون الذي تحمله هذه التقنيات والتكنولوجيات، والدليل على ذلك ما يمكن لهذه التقنيات أن تعمله في إنماء الحسّ الاجتماعي الأصيل للمجتمعات.

ثم ان الاغتراب هو مظهر وحالة يفقد المجتمع منظومته الوقائية والدفاع الذاتي، من خلال عدم تشبثه بالقيم الأصيلة التي تكوّنه، وبالتالي فهو يمثل معطيات بدهية في المجتمعات المعروفة بالتخلف الحضاري أو التي تعيش حالة عامة من الانسياق والتبعية المطلقة لجملة أحكام وتقاليد موروثة أو مفروضة لا قدرة لها على مناقشتها أو تغييرها".

وبدائل المواجهة:
الاستعداد للمواجهة من خلال مؤسساتنا التوثيقية والمعلوماتية، وإعادة مراجعة سياسة الخدمة ودراسة حاجيات المستفيد المتغيرة، فإذا أغلقت المكتبة الباب أمام القارئ، فالأكيد أنه سيلجأ إلى مكان آخر، ذلك أن "الطبيعة تأبى الفراغ". وإذا لم ينطلق هذا الشعور من أعماق أنفسنا فإنه مدعاة إلى الفشل.

وقد تكون عمليات "الرقمنة" التي حقّق فيها الغرب انجازات عظيمة، تعد من بين الأدوات التي مارس بها "الاغتراب" على حياتنا، فقد عمد الى اتاحة تراثه كله للبشرية جمعاء، ترتشف منه وتأخذ منه، ولكن ما هو في الحقيقة الا استهلاك "لجينات" غربــية "غريــــبة" خاصّة في ظل الضحالة الرهيبة للمحتوى العربي في شبكة الأنترنيت خاصة (حوالي %1).

وامام هروب وتراجع مؤسساتنا التوثيقية الى مخادعها، وإصابتها بفوبيا التكنولوجيا والمودا التقنية لم يبق للمستفيدين (الشعوب العربية عامة) من مؤسساتنا هذه الا استهلاك ما يجده متوفراً، ومن ثم يحدث ما يسمى "بالاغتراب".

بعبارة أخرى اذا لم تكن لنا مشروعات لرقمنة التراث العربي والإسلامي، والعمل على اتاحته للبشرية، من أجل خلق توزان استهلاكي للثقافة والأفكار، وبالتالي انتاج منظومة قيمية معنوية متجانسة، نحافظ بها على بصماتنا في التاريخ، فإن مآلنا هو تحولنا الى دمى لا حياة فيها.

لأن ما نتلقاه يوميا من قيّم و.... عبر الأنترنيت او الفضائيات... هي من صميم ثقافة وسوسيولوجية الآخر. ومع ما يمكن ان تحمله من تشابه، الا أنها سوف لن تمثل ثقافتنا، حتى وإن أحببنا.

مخرجنا تفهّم وإدراك الآخر بكل حمولته، ومن ثم العمل بناء كياننا من أعماق ثقافتنا.


تحياتي












التوقيع
****الظروف تكيفنا دائماً، ولا تستطيع ان تتلفنا أبدا****
**** ملء السنابل تنحني تواضعا *** والفارغات رؤوسهن شوامخ
  رد مع اقتباس