عرض مشاركة واحدة
قديم Oct-03-2010, 08:40 AM   المشاركة4
المعلومات

ابراهيم محمد الفيومي
مشرف منتديات اليسير
أخصائي مكتبات ومعلومات
 
الصورة الرمزية ابراهيم محمد الفيومي

ابراهيم محمد الفيومي غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 31463
تاريخ التسجيل: Jun 2007
الدولة: الأردن
المشاركات: 2,507
بمعدل : 0.41 يومياً


تعجب

رغم المحاولات الصهيونية المتكررة لارتكاب مجزرة ثقافية جديدة..المكتبة الخالدية في القدس تحتفي بعامها العاشر بعد المئة


دمشق
صحيفة تشرين
ثقافة
الاثنين 27 أيلول 2010
أوس داوود يعقوب
يجمع المؤرخون والباحثون الفلسطينيون والعرب على أن المكتبة الخالدية هي أجلّ وأعظم المكتبات في القدس، بل في فلسطين عامةً، ويصادف هذا العام (2010م) ذكرى مرور العام العاشر بعد المئة على تأسيسها في مدينة القدس الشريف، حيث افتتحت المكتبة رسمياً عام (1318هـ/1900م)، في موقعها الحالي في طريق باب السلسلة المطل على حائط البراق، وهو الطريق المؤدي إلى أحد أبواب الحرم الشريف الرئيسة. وتعد «الخالدية» أقدم المكتبات الفلسطينية، ولعل أهم ما يميزها أنها المكتبة العمومية الأولى التي أسسها أبناء البلد الأصليون.
اللبنات الأولى.. ‏


تذكر المصادر التاريخية - عن مرحلة التأسيس - أن الأديب العلامة روحي ياسين الخالدي (1864-1913م) «همَّ بتأسيس مكتبة عمومية بالقدس الشريف، وأودع هذه الروح الشريفة في أفراد عائلته، ولكن في ذاك الوقت لم تساعده الأقدار لانشغاله في دار السعادة - أي استانبول – لتحصيل العلوم، ولكن أبقى تلك الروح تنمو في عروق بني مخزوم حتى أراد الله تعالى ويسر» وهكذا يكون المرحوم روحي الخالدي صاحب فكرة بعث مكتبة عمومية بالمعنى الحديث وقد تلقف هذه الفكرة عنه الحاج راغب بن نعمان الخالدي (1858 -1951م)، في العقد الأخير من القرن التاسع عشر الميلادي.


ووفقاً لما يذكره الحاج راغب - مؤسس المكتبة - فإن «جميع المحل المتهدم الملاصق إلى تربة الأمير حسام الدين بركة خان وأولاده من أمراء المصريين هو تحت تصرف والدي الشيخ نعمان أفندي الخالدي الأزهري، وبعد وفاته بقيت على ما كانت عليه، ومنذ سنتين (أي العام 1898م) كانت توفيت والدتي المرحومة السيدة خديجة خانم بنت السيد موسى أفندي الخالدي، القاضي عسكر سابقاً، فأوصت قبل وفاتها من مالها بمبلغ لعمارة تلك الخرابة وضمها إلى التربة وجعلها مكتبة». وهكذا تكون السيدة خديجة من أبرز المساهمين في تأسيس المكتبة. وما إن توافر المال للحاج راغب لعمارة المكتبة أسرع إلى استشارة كبير العائلة الخالدية الحاج محمد ياسين وطلب معونته مادياً وأدبياً. «فشد أزرنا وأمدنا من إحساناته وإشاراته، فأسرعت لبنائها وعملت ما يلزم لها من الخزائن». ‏
وبعد أن تم ترميم مبنى المكتبة وتجهيزها أخذ الحاج راغب يودع فيها ما كان روحي قد جمعه من المخطوطات المتوارثة، ويضم إليها مما لديه ولدى سائر أفراد العائلة. ‏
تصنيف موجودات المكتبة ‏
بعيد افتتاح المكتبة الخالدية حدث أن أقبل إلى القدس العلامة الشيخ طاهر الجزائري ناظر المكتبة العمومية الدمشقية منفياً من دمشق بأمر من السلطة العثمانية، وكان الشيخ طاهر «صديقاً حميماً» للحاج راغب. فطلب منه الحاج راغب أن يساعده في تصنيف موجودات المكتبة وتبويبها، فاقترح عليه الشيخ طاهر دعوة أبي الخير محمد محمود الحبال صاحب جريدة «ثمرات الفنون» البيروتية، وذلك للقيام بمهمة وضع برنامج (أي فهرس) للمكتبة، ودعي الحبال وقام بمهمته وطبع الفهرس بالقدس في السنة ذاتها (1318هـ/1900م) بعنوان «برنامج المكتبة الخالدية العمومية». ويقول الحبال في مقدمته للفهرس إنه طلب إليه «ترتيب هذه الكتب وإفراد كل فن منها على حده، وكتابة أسمائها على ظهورها مع وضع نمر لها... وقد أتممنا هذا الأمر في وقت قصير مع كثرة أشغالنا المهمة، ولهذا وقع فيه بعض أغلاط في الطبع وهي طفيفة لا تخفى على فطن، فمن رأى فيه (أي البرنامج) سبق قلم أو زلة قدم أن يسبل ذيل الستر حلماً وكرماً». ‏
ويبلغ مجمل عدد الكتب الوارد ذكرها في برنامج الحبال 1156 كتاباً (أي مجلداً)، منها حوالي 685 مخطوطاً والباقي مطبوع، يضاف إليها 24 كتاباً خطياً جمعها الشيخ طاهر الجزائري وأثبتها الحبال في مؤخرة البرنامج. ويضيف الحبال في ذيل البرنامج أنه يوجد في المكتبة غيرها كثير (أي غير الكتب التي ذكرها) وضعناها على حده وضربنا عن ذكرها صفحاً، إما لأنها مكررة، أو لكثرة وجودها بين الأيدي، أو لفقدان بعضها وضيق الوقت عن جمعها وتكميلها وسنثبتها إن شاء الله في الطبعة الثانية. ‏
أما أقدم مخطوطة في المكتبة فتعود للقرن الحادي عشر وهي تتناول الشريعة المالكية. ويتوفر في المكتبة عدد كبير نسبياً من المخطوطات الأصلية، المكتوبة بيد المؤلف نفسه لا النساخ. ويوجد أيضا كتب مزخرفة تدعى بالمَكرُمات مُنِحت كهدايا، من بينها مكرمة منحت لصلاح الدين الأيوبي. كذلك توجد في المكتبة كتب مزخرفة في الطب الهندي من القرن الثالث عشر، ومصحف ضخم ومزخرف من القرن السادس عشر. ‏
مابعد الاحتلال.. ‏
ومنذ سقوط شرقي مدينة القدس الشريف بيد الصهاينة في حزيران/يونيو 1967م، تصبّ قوات الاحتلال جامَّ غضبها على كلّ إرْثٍ إسلامي في المدينة المقدسة، فتارةً تهدم بنيانها وتارة تقوّض معالمها وتارة تزيّف تاريخها مدعيَّة بأنّه إرثٌ يهودي، إلى غير ذلك من الاعتداءات المتتالية التي تضرب تراثنا الفلسطيني في مقتله، وقد واجهت المكتبة الخالدية منذ عام 1967م وحتى يومنا هذا محاولات صهيونية متكررة لمصادرتها أو الاستيلاء عليها، غير أن مدافعة وصمود أبناء المدينة المقدسة والقائمين على المكتبة من آل الخالدي، حال دون أن يحقق الصهاينة مآربهم العدوانية في احتلال أو تدمير مبنى المكتبة، أو نهب موجوداتها من مخطوطات نادرة وكتب قيمة، مرتكبين بذلك مجزرة ثقافية جديدة تضاف إلى سجلاتهم الإرهابية. ‏



الرابط
http://www.tishreen.info/__archives.asp?FileName=827104711201009262348233












التوقيع
إن الكل يموت ويذهب صداه
الا الكاتب يموت وصوته حي
  رد مع اقتباس