عرض مشاركة واحدة
قديم Apr-13-2011, 09:09 AM   المشاركة5
المعلومات

محمد القلموني
مكتبي فعّال

محمد القلموني غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 41337
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: لبنـــان
المشاركات: 143
بمعدل : 0.02 يومياً


افتراضي

أختي الفاضلة: حديثك عن المشْكلات التي تواجِه الباحث عند الإشارة إلى المراجع التي استعان بها، يفيد بأنّ الأسئلة كلّها ينبغي أنْ تكون لمرحلة ما بعْد تدوين المعلومة من المصدر، أو مرْحلة طريقة توثيق هذه المعلومة في الحاشية لديه. هذا ما فهِمْتُه مِن كلامك.
ووضع عبارة: عدم المعرفة بتوثيق المصادر المرجعية. في جُملة الاختيارات التي ستجيب عليها عناصر العيّنة التي اخترتيها، هو في نظري القاصر غير موفّق، وهو الذي وضَع سدّاً أمام سائر الاختيارات التي ترغبين في تدوينها في الاستبيان، ذلك أنّ الاستبيان هو لتحديد الأسْئلة الجُزْئيّة، أوالفرْعيات الصغيرة للكلّيات الكبيرة، التي تساعِدك في تعْيين وتحديد المُشكلة التي ترغبين في البحث فيها.
والاختيار الذي كتبتيه هو عنوان كلّي، يشْمل كافّة الأسئلة التي يُمْكن أن يتضمّنها الاسْتبيان، لأنّ جميع هذه المشاكل ترجع إلى عدم المعرفة بطريقة توثيق المصادر المرجعية. ولو كان هناك معرفة قوية بطرق التوثيق هذه، ما كان عند الباحث مُشْكلة في الإشارة إليها عند كتابته.
والمفروض أنْ تُحدّدي في أسئِلتك الأمور الجُزْئيّة التي تَنْدرِج ضِمْن مفْهوم عدم معرفة الباحث بطرق توثيق المصادر المرجعية، لتصلي من خلالها إلى أسْباب هذا القصور الذي يظْهر عند الباحث.
ولا أستحي من القول بأنّني غير مُخْتصّ بكتابة الاستبيانات، والمناهج البحثية، وطرق إعداد المشاريع والرسائل العلمية، ولو وجَدتُ إجابة لك من أحد الزملاء ما تكلّفت الدخول فيما لا أحسنه، لكنْ بسبب حرصي على مساعَدتك، وإضاءة الطّريق على أفْكار قد تساعِدُك على صياغة مفردات استبيانك، سأتكلّم عن بعض المُشكلات التي واجَهتني شخصيّاً في الإشارة إلى المصادر المرجعية، أو واجَهت طلاباً أعرفهم. فما سأذكره هو شيء عشتُه بنفسي وليست أفكاراً مأخوذة من كتُب، فإنْ كان فيما كتَبْتُه فائدة لك، فالحمد لله أولاّ وآخراً، وإلاّ فأقدّم لك اعْتذاري لعدم الاختصاص، وأرجو منك السماح على إرهاقك في قراءة كلامٍ أضاع وقْتَك من غير فائدة، وأسأل الله تعالى أنْ ييسّر لك من يفيدك وينير طريقك.
وسألخّص لك بعض المشاكل التي تعْلق في ذهني الآن، مع شَرْح المراد منها بأسلوب إنشائي لا عِلْمي، عسى أنْ تجِدي في كلامي ما يُمْكن أنْ يُصاغ منه سؤال أو أكثر.

1- تقْدير موقف اللّجنة الفاحصة في طريقة ترتيب المصادر المرجعية. وقد تسبَّبت هذه المشكلة بتغيير نظام ترتيب المعلومات المراد تدوينها مرّات عِدّة، حيث تعلمين أنّ هناك عدّة نظُم في ترتيب المرجع في الحاشية، وكلّها مقبولة بشرط توحيد النظام في كافة أجزاء البحث، لكنّ بعض أعضاء اللَّجْنة الفاحصة يجعل من ذلك مشكِلة تأخُذ منه جُهداً في المناقشة، وتؤثر على نتيجة الطالب، وبذلك تكون من هموم الطّالب حال كتابته البحث، وكثيراً ما يُغيّر الطلاب هذه النّظم خلال الكتابة. وأذكر أنّ أحد الطّلاب بعد إنهاء البحث وطباعَتِه وتجليده، باتّفاقه مع المشرف على طريقة معيّنة، عرَف بطريقة ما اسم المناقشين له، فعرض ما قام به على أحد المناقشين، فاعترض على طريقة ترتيب المصادر المرجعية، وطلب منه تغييرها إلى نظام معيّن، فقام الطالب من جديد بتغيير كل الحواشي، ثمّ قدّمها للجامعة، وإذ به يفاجأ في جلسة المناقشة، أنّ المناقش الآخر يعترِض على نظامِه الجديد بشدّة، ويريد منه أنْ يغيّر ما قام به، ليعود به إلى الطريقة التي كان قد اعْتمدها في السابق.
وهذه المشكلة عنوان عام لمشاكل فرعية كثيرة يُمْكن أن يشملها الاسْتبيان لتوضيح أكثر المُشْكلات العَملية التي تعترض الباحثين، إذْ إنّ هناك اختلافات كثيرة في طريقة الإشارة إلى المرجع نفسه، ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر، ويسهل عليك معرفة كثير ممّا لم أذكره، فتقيّديه بسؤال خاص.
- طريقة الإشارة في حال الاقتباس من القرآن الكريم أو الكتاب المقدّس. ومكان هذه الإشارة إن كان في المتن أو الحاشية.
- طريقة الإشارة في حال الاقتباس من كتُب الحديث، وخاصة إذا كان المتأخِّر رواه من طريق المتقدم.
- طريقة الإشارة إلى الاقتباس بالمعنى (غير المباشر)، أو الاقتباس الحرفي. سواء كان ذلك من كتاب أو مقالة أو مادّة سمعية أو بصرية، أو مقابلة.
- طريقة الإشارة إلى مصْدر لم ينقل منه الباحث مباشرة.
- طريقة ترتيب ذكر المرجع ومؤلفه والصفحة والجزء وغيرها من المعلومات المطلوبة، سواء في ذكرها مرّة أو أكثر.
إلى غيرها من الطرق الكثيرة التي تتنازَعها الآراء، ويحْتار الباحثُ في اختيار أيّ منها.

2- كيفية تعْيين المراجع التي سيشار إليها في معلومة ورَدت في مجموعة من المصادر المرجعية: فيجِد الطالب نفسه في حيرة في أمره في تعْيين هذه المراجع، هل يدوّن كافة المصادر، أو يقتصر على الأقْدَم منها، باعتبار أنّ المتأخّر نقل عن المتقدّم. وهكذا. ولا شكّ أنّ هذه الحيرة ناتِجَة عن حِرْصِه على إظْهار تعدّد مصادر دراسَته التي تُعْطي لبحثه قيمة، في الوقْت الذي يَخاف فيه من أنْ يكون ما ينْقُله مجرّد تكرار لا قيمة له عِلْميّاً، ولذلك يجِد المتابِع للمناقشات العِلْمية اعتراضات المناقشين كثيراً على الطّلاب، تارة باتّهامهم بالقصور في نقل مصادر المعلومة، وتارة بالتّكرار الخالي عن الفائدة بتعْداد المراجِع لمعلومة تناقَلها الكُتّاب عن مصْدر واحد.

3- اتّخاذ القرار في شأن المرْجِع الذي سيشير إليه في الحاشية: وهو قريب ممّا قبْله، لكنّ الذي قبْله وضَع الباحثُ فيه الحاشية، وتردّد في بيان عدَد المصادر المرجعية فيه. أمّا هنا فالمُراد من المشكلة تردّده في توثيق المعلومة نفسها، أي الإشارة إلى مَرْجِعها، إذْ إنّ كثيراً من المعلومات تترسّخ في ذِهْن الباحِث نتيجة قراءاته لعدد كبير من المراجِع، والمعلومة التي يذكرها في بحثه مأخوذة من مجموع هذه القراءات، وليس من مصدر واحد. وبالتالي يقع في حيرة شديدة هل يذْكر هذه المراجع جميعاً حتى لا يتّهم بقلّة الأمانة، أم يتوقّف عن ذِكْر أيّ مرْجع لأنّ نِسْبَتها إلى أيّ من هذه المراجع نِسْبة مغلوطة، حيث لن تجِد كامِلة في المرجِع المشار إليه. أمْ يذكر أنّ هذه المعلومة مُسْتنْبطة من مراجعة عدد من المراجع يذكرها؟ أسئلة كثيرة تحيّر الباحث المبتدئ.












  رد مع اقتباس