عرض مشاركة واحدة
قديم May-29-2010, 04:18 PM   المشاركة2
المعلومات

ابراهيم محمد الفيومي
مشرف منتديات اليسير
أخصائي مكتبات ومعلومات
 
الصورة الرمزية ابراهيم محمد الفيومي

ابراهيم محمد الفيومي غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 31463
تاريخ التسجيل: Jun 2007
الدولة: الأردن
المشاركات: 2,507
بمعدل : 0.41 يومياً


تعجب

«المكتبة الوطنية» في الرباط أضحت نقطة الجذب لطلاب الامتحانات
الشباب يتمنون أن تمتد ساعات عملها لتطليق المقاهي

طلاب يطالعون الدروس داخل المكتبة الوطنية المغربية في الرباط (تصوير: عبد اللطيف الصيباري)
الرباط: لطيفة العروسني
البحث عن مكان مناسب للتحضير للامتحانات هاجس معظم الطلاب المغاربة هذه الأيام. وبطبيعة الحال تختلف عادات الطلاب كثيرا في هذا الصدد، فهناك من يفضل حفظ دروسه في غرفته داخل البيت، وآخرون يميلون إلى ارتياد المقاهي أو الحدائق العامة أو الساحات الخضراء.. أما الهدف فهو التركيز لاستيعاب المقررات الدراسية في انتظار «يوم الحسم»، الذي ارتبط بالمقولة الشهيرة التي يرددها الطلاب «يوم الامتحان يكرم الطالب أو يهان».

هذه الأيام تشهد «المكتبة الوطنية المغربية» في العاصمة المغربية الرباط إقبالا متزايدا وارتفاعا كبيرا في عدد الطلاب بسبب موسم الامتحانات، وبخاصة أن المكتبة توفر لهم أماكن نموذجية نظرا إلى الطابع الحديث الذي شيدت به بناية هذه المكتبة التي تعتبر أكبر وأهم مكتبة في المغرب، فردهاتها فسيحة وتبدو أرحب نتيجة للاستعاضة عن الجدران الإسمنتية بأخرى زجاجية شفافة. وتقع هذه المكتبة في حي «أكدال» بوسط الرباط، على مقربة من الكليات الجامعية والأحياء الجامعية، حيث يسكن الطلاب، وهي أيضا لا تبعد كثيرا عن «مدينة العرفان» التي يوجد فيها معظم المعاهد العليا والمتخصصة.
يقول أنور، وهو طالب جامعي في شعبة العلوم السياسية بمدينة طنجة (أقصى شمال غربي المغرب)، إنه جاء لزيارة المكتبة بدافع الفضول ولتعرُّف مختلف المرافق والخدمات التي تتوفر عليها أكبر مكتبة في المغرب. ويضيف بثقة: «لقد لاحظت أن 70 في المائة من زوار المكتبة من الطلاب الذين جاءوا إلى هذا الفضاء الرحب للتحضير للامتحانات، مستفيدين من الجو الملائم الذي توفره المكتبة، والذي يتميز بالهدوء والتنظيم والنظافة».
ويشرح أنور: «غالبية هؤلاء الطلاب جلبوا معهم مقرراتهم الدراسية لمراجعتها، ولم يطلبوا كتبا أخرى من المكتبة للاستفادة منها وإغناء رصيدهم المعرفي»، ويتابع: «يبدو هؤلاء كأنهم متيقنون أن ما هو مطلوب منهم في أثناء الامتحان هو الاقتصار على ما تلقّوه من أساتذتهم. وهذه ظاهرة تلاحظ في مختلف المكتبات العامة. بيد أن ما لفت انتباهي أكثر هو أن المكان المخصّص للأجهزة المرئية والمسموعة الذي يوجد في الطابق العلوي في المكتبة شبه فارغ!». وعزا أنور ذلك إلى أن الطالب المغربي ما زال يحتفظ بفكرة نمطية عن المكتبة التقليدية التي توفر الكتب الورقية لا غير. في حين أن «المكتبة الوطنية المغربية» هي أول مكتبة في المغرب تهتم اهتماما كبيرا بهذا الجانب، على غرار المكتبات الأميركية.
ملاحظة الطالب أنور تؤكدها فاطمة جناح، رئيسة مصلحة المرئي والمسموع والوسائط المتعددة بالمكتبة الوطنية، إذ تقول إن عدد زوّار هذا المكان لا يتعدى ثلاثة أو أربعة أشخاص في الأسبوع. ورجعت جناح هذا الواقع إلى عدة أسباب، منها أن الطالب عندما يدخل إلى المكتبة لا توجد لافتات تخبره أن المكتبة تتوفر على هذا المجال الخدماتي المعرفي أو تعرّفه محتوياته. كما أن قسم المرئي والمسموع موجود في الطابق العلوي من البناية مما يجعله معزولا عن باقي نشاط المكتبة، بل إن غالبية الزوار يظنون أنه خاص بالإدارة. أضف إلى هذين السببين أن الفكرة التقليدية الموجودة في أذهان الناس عن المكتبات، أي أنها لا توفر سوى الكتب والمخطوطات للباحثين، ما زالت هي السائدة.
وتوضح جناح قائلة: «في إمكان أي شخص، سواء كان طالبا أو باحثا أو موظفا أو حتى عاطلا عن العمل، أن يزور هذا الفضاء لمشاهدة محتوياته من أفلام وثائقية وسينمائية وأغانٍ، لا بغرض إنجاز بحث فقط، بل بهدف الاطلاع والترفيه أحيانا، وهذا ما نسعى إلى تحقيقه، إذ نرغب في أن يعجّ هذا القسم بالزوار على امتداد أيام الأسبوع».
وتوضح جناح أن الفضاء المسموع والمرئي في المكتبة يتوفر على مجموعة كبيرة من أسطوانات الأغاني المغربية، وكذا الموسيقى الكلاسيكية لكبار الموسيقيين العالميين مثل موتسارت وشوبان وغيرهما، بالإضافة إلى عدد من الأفلام المغربية القديمة والجديدة، وأفلام وثائقية عن مختلف المجالات مثل العلوم والطب والطبيعة، بجانب برامج تلفزيونية مغربية نادرة. وتشرح جناح أن «الهدف من وجود هذا الفضاء هو حفظ التراث المرئي والمسموع المغربي، ولذا نراسل الكثير من المؤسسات لتزويدنا بنسخ مما لديها من أفلام أو أغانٍ، إلا أنه حتى تاريخه، مع الأسف، لم يستجب لطلبنا سوى نسبة قليلة من هذه المؤسسات، في حين يتعامل كثيرون مع هذا الموضوع بمنطق الربح والخسارة. فالمخرج - مثلا - يقول إنه لن يجني أي ربح من وراء هذه العملية». وتشير جناح أيضا إلى أن إدارة المكتبة تسعى إلى إغناء ما لديها من رصيد في هذا المجال عبر شراء مجموعات أخرى من الأفلام الوثائقية أو السينمائية أو الأسطوانات الموسيقية تبعا للطلبات التي تتلقاها من الزوار.
نادية ومنية، طالبتان في السنة الثانية الجامعية وتدرسان الاقتصاد، اختارتا الجلوس وحدهما في زاوية داخل فضاء الدوريات المخصص للصحف والمجلات، والمزوّد بعدد من المقاعد الجلدية الوثيرة والمناضد الخشبية، حيث يفضل غالبية الطلبة هذا المكان.
تقول نادية إنها تفضل المجيء إلى هذه المكتبة برفقة صديقتها «من أجل التحضير للامتحانات، لأن المكان هادئ جدا»، كما تفضلان المجيء في فترة الصباح لأن «الذهن يكون جاهزا أكثر للاستيعاب والتركيز» على حد اعتقادهما. ولكن في المقابل - حسب نادية - «يفضل معظم الطلاب فترة المساء لمراجعة دروسهم، بدليل أن عدد الطلبة يكون أكبر في فترة ما بعد الظهر في المكتبة».
وردا على سؤال حول ما إذا كانت المكتبة تغني الطلبة عن ارتياد المقاهي للتحضير للامتحانات، كما يفعل كثيرون من الطلاب، قالت منية إن «جو المقاهي مختلف عن جو المكتبة، غير أنه لا يمكن الاستغناء عن المقاهي، ففيها يتاح المجال للمناقشة بين الطلاب حول المواد بصوت عالٍ. وهذه طريقة مفيدة للفهم وتبادل الأفكار، في حين لا يسمح بالكلام على الإطلاق داخل قاعات المطالعة في المكتبة».
وأشارت منية إلى أن المكتبة تغلق أبوابها في الساعة السادسة والنصف مساء، بينما يفضل معظم الطلاب مراجعة دروسهم في فترة المساء، ولهذا السبب يلجأون إلى المقاهي ويظلون هناك إلى حدود التاسعة ليلا. ويتمنى كثيرون من الطلاب، حقا، تمديد فترة عمل المكتبة لكي يطلّقوا عادة المقاهي، وهي عادة اعتادها طلاب المغرب عقودا.
من ناحية أخرى، الطالبتان نادية ومنية تعرفان بوجود مكان فيه أجهزة مرئية ومسموعة في المكتبة، بيد أنهما لم تدخلاه من قبل لـ«ضيق الوقت»، كما تتشاركان الرأي القائل إن محتوياته لن تفيدهما في مجال تخصصهما. ورجعت نادية قلة الإقبال على ارتياد هذا الفضاء إلى كون الأفلام السينمائية والوثائقية «أصبحت متوافرة في كل مكان وبثمن بخس، وبالتالي يمكن اقتناؤها ومشاهدتها في المنزل وأنت مرتاح». بقيت الإشارة إلى أن الدخول إلى «المكتبة الوطنية المغربية»، وهي مكتبة حكومية، لا يتطلب من الطلاب سوى تقديم بطاقة الطالب أو بطاقة التعريف الشخصية، لا غير.

الرابط
http://aawsat.com/details.asp?sectio...&issueno=11503












التوقيع
إن الكل يموت ويذهب صداه
الا الكاتب يموت وصوته حي
  رد مع اقتباس