عرض مشاركة واحدة
قديم Jun-02-2009, 09:27 AM   المشاركة1
المعلومات

ابراهيم محمد الفيومي
مشرف منتديات اليسير
أخصائي مكتبات ومعلومات
 
الصورة الرمزية ابراهيم محمد الفيومي

ابراهيم محمد الفيومي غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 31463
تاريخ التسجيل: Jun 2007
الدولة: الأردن
المشاركات: 2,507
بمعدل : 0.41 يومياً


تعجب مدينة العلماء والمشهورين و المخطوطات والغرائب : تريم حضرموت عاصمة الثقافة الإسلامية 2

تستعد الحكومة اليمنية ممثلة بوزارة الثقافة لاحتضان مدينة تريم الأثرية والتاريخية بمحافظة حضرموت فعاليات عاصمة الثقافة الإسلامية العام 2010 بعد اعتمادها من قبل المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "الايسيسكو حيث اختيرت تريم عاصمة للثقافة الإسلامية بعد سعي جاد من الحكومة اليمنية لإدراج مدينة تريم ضمن قائمة أبرز المدن اليمنية الأثرية في برنامج المنظمة الإسلامية وتكللت تلك الجهود بالنجاح .
و جاء اختيار تريم كعاصمة للثقافة الإسلامية للعام 2010م لتاريخها الإسلامي الحافل بالعطاء الفكري والثقافي والديني ولما عرف عنها بالوسطية والاعتدال في نشر الثقافة الإسلامية والدعوة إلى الله في أصقاع شتى من العالم بالحكمة و الموعظة الحسنة ، و لما تحتويه من معالم معمارية إسلامية بارزة لعل من أشهرها مسجد المحضار المشهور بمئذنته التي يبلغ طولها 150مترا و المبنية من الطين وبطريقة هندسية مميزة تدل على إبداع و تفوق أبناء هذه المدينة في ابتكار التصاميم الهندسية المعمارية المنسجمة وطبيعة المنطقة التي تدل على التكامل والانسجام بين الإنسان والبيئة المحيطة به ..إلى جانب أربطة العلم التي اشتهرت بها مدينة تريم و التي كانت ولا زالت مناراً للعلم يأتي إليها الكثير من إنحاء مختلفة من العالم للنهل من منابع العلم المتوافرة فيها ,, التفاصيل في التحقيق التالي


بداية يقول وزير الثقافة اليمني الدكتورمحمد ابو بكر محمد المفلحي ان اختيار تريم عاصمة للثقافة الإسلامية خطوة مهمة في طريق سعي اليمن إلى ضمها لقائمة اليونسكو للتراث العالمي لتنضم إلى جانب مدينة زبيد إحدى أهم مستودعات التراث اليمني الإسلامي، و التي أدرجت ضمن ثلاث مدن يمنية في قائمة اليونسكو للتراث العالمي عام 1993م، إلى جانب مدينتي صنعاء القديمة وشبام حضرموت التاريخيتين ، و ذلك إضافة إلى جزيرة سقطرى التي انضمت إلى قائمة التراث العالمي الطبيعي في يوليو الماضي.وأكد تواصل جهود الوزارة حالياً على صعيد الإعداد لوضع خطط وبرامج الفعاليات التي ستشهدها مدينة تريم خلال العام القادم وقبل ذلك البدء بتنفيذ المشاريع التي ستنفذ من اجل تهيئة مدينة تريم لاحتضان الفعاليات الثقافية التي ستقام فيها طوال العام القادم ، كما ستقوم وزارة الثقافة قريبا بإعداد تصورات خاصة حول حفل تدشين فعاليات تريم عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2010م بما يليق بهذه المدينة التاريخية وبدورها الفكري وبما يبرز اليمن و ارثها الحضاري . و اشار الى ان من اهم المشاريع التاهيلية للمدينة مشروع إعادة تأهيل و ترميم مكتبة " الاحقاف " بالمدينة وهي المكتبة التي تعد ثالث أهم دار مخطوطات تاريخية في اليمن ، وقال : مدينة تريم التاريخية تملك موروث ثقافي كبير ، إضافة إلى كونها احدى اهم حواضر العالم العربي بما تضمه من أزياء وفوكلور ومعمار في مدينة واحدة لا توجد في أي مدينة في العالم سيسهم الاحتفال بها عاصمة للثقافة الاسلامي في دراسة تراثها واعادة تاهيل معالمها والحفاظ على ملامحها الحضارية .
اما المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة -إيسيسكو .. عبد العزيز بن عثمان التويجري فقد اعتبر إن برنامج عواصم الثقافة الإسلامية يهدف في المقام الأول، إلى نشر الثقافة الإسلامية، وتجديد مضامينها، وإنعاش رسالتها، وإلى تخليد الأمجاد الثقافية والحضارية لعددٍ من العواصم الإسلامية التي تمَّ اختيارها وفقَ معايير دقيقة، ومراعاةً للدور الذي قامت به في خدمة الثقافة والآداب والفنون والعلوم والمعارف الإسلامية عبر مسيرتها التاريخية. مشيراً إلى ان القصدُ من هذا البرنامج استثمارُ العطاء الثقافي التاريخي لهذه العواصم ، في بناء الحاضر والمستقبل على المبادئ المستلهمة من الحضارة لإسلامية، التي هي إرثٌ مشتركٌ للإنسانية جمعاء، على اختلاف شعوبها، وتباين أجناسها، وتعدّد مشاربها الثقافية، وتنوّع عناصرها الفكرية وخصوصياتها الحضارية.
لماذا سميت بهذا الاسم ؟
بحسب المصادر التاريخية سميت تريم بهذا الاسم وفقا لما جاء في كتاب (معجم البلدان) لياقوت الحموي ،أن تريم إحدى مدينتي حضرموت.. لأن حضرموت اسم للناحية بجملتها ومدينتيها شبام وتريم هما قبيلتان سميت المدينتان باسميهما. وقال مرتضى الزبيدي في كتابه (تاج العروس): تريم سميت باسم بانيها -تريم بن حضرموت- ويؤكد المؤرخون العرب أن مدينة تريم كان اختطاطها في القرن الرابع قبل الميلاد ،وجاء في (معالم تاريخ الجزيرة العربية) للأستاذ سعيد عوض باوزير (أن تريم كان تأسيسها في عهد الحكم السبئي لحضرموت وأنها سميت باسم أحد أولاد سبأ الأصغر أو باسم القبيلة التي من تريم هذا). وهناك رأي آخر يقول: أن تريم اختطت في زمن (أسعد الكامل) من التبابعة الحميريين وهو إنما كان في القرن الرابع الميلادي ويقرب من هذا الاتجاه ما جاء في كتاب (شرح الصدور) للسيد علي بن عبد الرحمن المشهور من أن حصن الَّرناد بني قبل البعثة النبوية بأربعمائة عام.
دخول الاسلام
واعتنق أهالي تريم الإسلام عندما عاد وفد حضرموت من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة المنورة في السنة العاشرة من الهجرة وأرسل الرسول صلى الله عليه وسلم أول عامل على حضرموت من قبله وهو زياد بن لبيد البياضي الأنصاري ، وعندما جاءه كتاب الخليفة الأول أبي بكر الصديق رضي الله عنه قرأه على أهل تريم فبايعوا لأبي بكر الصديق وارتد نفر من كنده فقاتلتهم جيوش المسلمين و كان لأهل تريم ممن ثبتوا على إسلامهم دور في قتال المرتدين إذ كانت المعركة الفاصلة التي انتصر فيها جيش المسلمين بحصن النجير الواقع شرقي تريم بحوالي 30 كلم وجرح في هذه المعركة عدد من الصحابة فجاءوا إلى تريم للتداوي بها فماتت جماعة منهم ودفنوا بمقبرة (زنبل).
وتعد مدينة تريم عاصمة وادي حضرموت الدينية حيث كانت ولا تزال مركزاً يشع منه نور العلم والمعرفة ومركز إشعاع ديني منذ ظهور الإسلام، وبدأت الرحلات لنشرالدين الإسلامي من هذه الأراضي في نهاية القرن الخامس وبداية القرن السادس هجري،حيث هاجر مجموعة منهم إلى الهند وإندونيسيا وسنقافورا والفلبين لذلك الغرض.
وكان طلاب العلم يتوافدون من المناطق اليمنية والدول المجاورة والشرق الأقصى وشرق أفريقيا حيث ساعد على ذلك كثرة علمائها وزواياها العامرة بالتدريس .ومن أهم مراكزها العلمية القديمة التي لازال نشاطها مستمرا حتى اليوم (معلامة أبي مريم لتحفيظ القرآن الكريم) التي أنشئت في القرن الـسادس الهجري و( رباط تريم العلمي ) الذي افتتح في 14 محرم 1305هـ و ثم أنشئت العديد من المدارس العلمية وكان منها دار المصطفى للدراسات الإسلامية الذي أصبح معلماً وصرحاً علمياً بارزاً في البلدة.

مكتبة الاحقاف
مكتبة الأحقاف تتكون من مجموعة مكتبات أهلية لكل من آل الكاف وآل يحيى وآل بن سهل وآل الحداد ورباط تريم وآل الحسيني والعيدروس من الحزم ومكتبة السلطان القعيطي في المكلا ومصادر أخرى وهي تحوى أكثر من 6200 مخطوطة في التفسير والحديث والفقه والتصوف والتراجم والسير والتاريخ واللغة والطب والمجاميع (مخطوطات تحوي أكثر من نص وموضوع" يعود معظم هذه المخطوطات إلى القرن العاشر والحادي عشر الهجري ومن أقدم المخطوطات فيها نسخة من البيان في تفسير القرآن الجزء الخامس لأبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي نسخت عام 595هـ بخط نسخ مهمل ونسخة من الجزء الثاني من كتاب القانون في الطب لابن سيناء نسخت سنة 633هـ وبها حواشي منقولة من نسخة المؤلف ونسخة لخمسة أجزاء من الدر المنثور في التفسير للجلال السيوطي نسخت عام 897هـ بالخط المملوكي المذهب وعليها إجازات بخط المؤلف ونسخة من جزئين بخط بديع مذهب لكتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى للقاضي عياض نسخت سنة 763هـ إضافة إلى 1600 مطبوعة.
لقد كانت المدينة بلد العلم في هذه المنطقة كما هي زبيد قلعة الفقه الشافعي وذمار كرسي الزيدية وجبلة قلعة اللغة والأدب وذلك بسبب كثرة المساجد والأربطة فيها فقد أطلق عليها مدينة 360 مسجد أو مدينة صلاة الجماعة فكثرة المساجد فيها تقطع كل عذر لترك الجماعة ولا يزال فيها رغم صغرها أكثر من مائة مسجد تتحلق حول مئذنة مسجد المحضار وهي تشير إلى السماء بشهادة التوحيد ويصدح فيها بالتكبير من على (175) قدما أسسها على التقوى عمر بن الرحمن السقاف .
مساجد شهيرة
وتشتهر تريم بكثرة مساجدها و علمائها حيث يبلغ عدد المساجد أكثرمن 360 مسجد وذكر ابن العماد الحنبلي في كتابه شذرات الذهب الجزء الثامن ص 63 لما تحدث عن رجال سنة 914 فقال : وفيها القطب الرباني شمس الشموس أبو بكر بن عبد الله باعلوي قال في النور السافر ولد بنزيم - وتريم بتاء مثناة فوقية ثم راء مسورة ثم تحتية ثم ميم على وزن عظيم بلدة من حضرموت اعدل أرض الله هواء وأصحها تربة وأعذبها ماء وهي قديمة معشش الأولياء [ص 63] ومعدنهم ومنشأ العلماء و موطنهم وهي مسكن الأشراف آل باعلوي روى أن الفقيه محمد بن أبى بكر عباد رحمه الله تعالى كان يقول إذا كان يوم القيامة أخذ أبو بكر الصديق رضي الله عنه آل تريم كلهم قبضة في يده ورمى بهم في الجنة قال في النور ولما كانت خير بلاد الله تعد الحرمين وبيت المقدس أكرمها الله تعالى بخير عباده وأكرمهم عليه الذين زينهم باتباع السنة الغراء مع صحة نسبهم المتصل بالسيدة الزهراء ويذكر أنها تنبت الصالحين كما تنبت الأرض البقل واجتمع بها في عصر واحد من العلماء الذين بلغوا رتبة الإفتاء ثلثمائة رجل وان بتربتها ممن شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وغيرهم من الصحابة سبعين نفرا .
مدينة العلماء
و يعتبر العلامة عبدالله بن علوي الحداد و أبوبكر بن شهاب من أشهر علمائها و الشاطري و من العلماء الحاليين السيد سالم الشاطري وعلي مشهور بن حفيظ وأخوه عمر بن محمد بن حفيظ و علي زين العابدين الجفري و الشيخ علي سالم بكير و هناك الكثير و الكثير. و قد ساهم أهل تريم بنشر ديننا الحنيف في العالم و خصوصاً جنوب شرق آسيا و الهند و أفريقيا و من أشهر العائلات فيها عائلة الكاف و التي ينتمي إليها الشاعر العملاق الفذ حداد بن حسن و حفيدة الشاعر المبدع (الذي لم يأخذ حقة من الأهتمام و التقدير )(عبدالقادر الكاف )و الحداد و ال بلفقيةو التي ينتمي إليهاالفنان الكبير(أبوبكر سالم)والكثير من العائلات مثل الكاف و الخرد والعيدروس وبن سميط وباسلمه والعطاس وباجبير وبازرعة وباشعيب والخطيب وبافضل. .
غرائب تريم
ويروي اهالي تريم ان من أكثر الأمور غرابة في المدينة ، أن الشاب منذ أن يعلن تقدمه لدى أسرة البنت تختفي البنت عن نظره بالكامل حتى وإن كان بينها وبينه قرابة صلة عائلية، بل وحتى إن كانا يعيشان في بيت واحد، فمن العيب أن يرى الخطيب مخطوبته بعد التقدّم إليها، ولا تنعم بها عيناه إلا بعد أول أيام زفافه (يوم الدخلة)، حيث تُزيّن له بأبهى حللها، وتُزف إليه بكامل جمالها.
تهور الاباء
ويقول الاهالي إن من أقسى المعطيات التي تحصل في الخطوبة والزواج بداخل تريم، هو تهور بعض الآباء الذين يزوجون بناتهم ذوات السن الصغير، ولا يأبهون للعواقب التي تتوالى على البنت نفسها وأسرتيها، ففي بعض الأحيان يخطب شاب بالغ بنتا في العاشرة أو الثانية عشرة، ويدخل بها بعد سنتين أو ثلاث من الخطوبة، ويدخل هذا الأمر في إطار الزواج المبكّر.
حجز الطباخين
ويرى الاهالي في تريم انه عند قرب الزفاف لأسرة ما في هذه المدينة، تبدأ أسرتا الشاب والبنت في حجز الطباخين والمنشدين أو الفنانين وغيرهم ممن لهم المشاركة في الأفراح أو العون للضيوف، كما تعمل الأسرتان وخاصة أسرة العريس جاهدة في بناء وتجهيز غرفة الزفاف، والتي تسمى بـ"المنزل" أو "المرواح"، حيث تجلب لها السرير وفرش الأرضية، وكل ما يزيّنه بإضاءة أو زينة لتكون ليلة الدخلة وسط أكنافه مع إصلاح وإحضار كل ما يمكن استخدامه في الزواج أو تقديمه للعروس من حلي وغيرها، كما تستعد أسرة البنت بتجهيز الملابس الخاصة بالزواج وجلب الذهب والمجوهرات التي ستُحلّى بها البنت حين زفافها.
الشوق والامل
و بعد صلاة العشاء يحضر المدعوون إلى بيت العريس لتناول وجبة العشاء ومشاركة العريس سهرته وأفراحه، إذ تبدأ السهرة بعد العشاء وتستمر إلى ما شاء ربك من الليل، وفي تلك الأثناء من ساعات الليل المتأخرة تنقل العروس من بيت أهلها إلى بيت زوجها بكامل زينتها وجمالها، لتجلس منتظرة زوجها في غرفته (المنزل)، ليعود هو الآخر من سهرته بعد تزيينه وتطييبه، وهو كذلك من قبل، فيدخلونه عليها ويغلقان عليهما باب العش الزوجي الحديث ليقضيان أول وأفضل ليلة من ليالي العُمر بينهما، في جو يسوده المحبّة والألفة، مع مشاركة شيء من رجفات الجسم اللطيفة وخفقات القلب المتلهفة إلى اجتياز ذلك الحاجز الذي يشوبه بعض من قطرات الاستحياء بتجاذب أطيب عبارات الحديث وتبادل أحلى الابتسامات والضحكات الجذابة.



الرابط
http://www.yemeneconomist.com/index.php?option=com_content&view=article&id=1104:-2010&catid=26:reportages&Itemid=30












التوقيع
إن الكل يموت ويذهب صداه
الا الكاتب يموت وصوته حي
  رد مع اقتباس