عرض مشاركة واحدة
قديم Jul-01-2007, 08:59 AM   المشاركة17
المعلومات

محمد حسن غنيم
مكتبي فعّال

محمد حسن غنيم غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 14959
تاريخ التسجيل: Dec 2005
الدولة: الإمارات
المشاركات: 120
بمعدل : 0.02 يومياً


قلم "جوجل" تمزق هدوء المكتبات بمسح الكتب رقمياً عبر الإنترنت

"جوجل" تمزق هدوء المكتبات بمسح الكتب رقمياً عبر الإنترنت


يثير قرار شركة البحث بوضع آلاف الكتب في صيغة رقمية حنق الدوائر الأدبية في فرنسا.

علم الناشرون الفرنسيون في كانون الثاني (يناير) أن نسخاً رقمية من بعض الكتب الفرنسية كانت موجودة على الإنترنت. وكانت "جوجل" قد صورت هذه الكتب بالمسح الرقمي، من نسخ موجودة في جامعة ميتشيجان، وحمَّلتها على الإنترنت.
وثار غضب دور النشر الفرنسية، من أمثال "فايار" و"جراسيه" و"جاليمار"، على ما اعتبرته هجوماً على حقوق النشر في فرنسا وأوعزت إلى محاميها (بدراسة الموضوع). وسيقررون لاحقاً فيما إذا كانوا سيتابعون الأمر قضائياً.
وتصف "جوجل" برنامجها المعروف باسم "بوك سيرتش" Google Book Search (البحث في الكتب) بأنه "مبادرة شركة جوجل الشبيهة بوضع إنسان على القمر. ونحن نتطلع إلى عالم تكون فيه جميع الكتب متاحة على الإنترنت ويمكن البحث في محتوياتها". وتحول الكتب إلى "صيغ رقمية" (إلكترونية) في عدد من المكتبات، وبشكل مستقل من خلال اتفاقيات مع الناشرين. ولدى شركة مايكروسوفت مشروع منافس في هذا السباق في فضاء الكتب، وللاتحاد الأوروبي مشروعه كذلك، في هذا الموضوع الذي بدأ يأخذ شكل صراع الثقافات بين الشركات الأمريكية وعدد من البلدان وعلى رأسها فرنسا.
ليست فرنسا هي البلد الوحيد الذي شعرت دور النشر فيه بالغضب من مخطط "جوجل". فهناك قضايا مرفوعة ضد "جوجل" من قبل عدد من دور النشر الأمريكية بما فيها "بيرسون"، وهي دار النشر المالكة لصحيفة "فاينانشال تايمز". وتصر "جوجل" على أن أعمالها تعتبر "استخداماً مشروعاً" للمواد الخاضعة لحقوق النشر، على اعتبار أنها لا تعرض إلا مقاطع صغيرة من نص الكتاب. وهي تشير إلى أن كثيراً من الناشرين مؤيدون للمشروع، الذي يمكن أن يؤدي إلى المزيد من مبيعات الكتب، وأن الناشرين غير الراغبين في ذلك بإمكانهم الانسحاب.
ويرد سيرج إيرول رئيس اتحاد الناشرين الفرنسيين، بنوع من الغضب: "ماذا يريدون من دور النشر أن تفعل؟ أن نمضي حياتنا في موقع جوجل نبحث عن كتبنا نحن؟" وحيث إن المباحثات للتوصل إلى حل في سبيلها إلى الإخفاق فإن من المحتمل أن تتم تسوية الموضوع في المحاكم.
وأثار تحول "جوجل" إلى الكلمة المطبوعة وتراً حساساً في فرنسا. وفي حين أن الدافع الرئيسي وراء الشكاوى- من "جوجل"- في البلدان الأخرى هو المنطق التجاري الذي لا يعرف العواطف، إلا أن الرد الفرنسي، الذي جاء على لسان كبار السياسيين وشركات التقنية وعالم الكتب، قائم بالقدر نفسه على الثقافة.
يقول جان-نويل جانيني رئيس المكتبة الوطنية الفرنسية: " حين نسمح لشيء واحد أن يحتكر كل شيء ويفرض نفسه فإن هذا أمر فيه خطورة. فحتى لو كانت خيلاء "جوجل" تملأ الكرة الأرضية، إلا أن عالمها هو عالم الناطقين بالإنجليزية، والأمريكية بالدرجة الأولى. وهدفها هو تحقيق الربح. ومن وجهة نظر التوازن العالمي، فإننا بحاجة إلى أن يكون هناك عدد من العروض بلغات مختلفة".
وكان الرد السريع والخاطف هو المكتبة الرقمية الأوروبية، وكان رأس الحربة في هذا الرد كل من جانيني والرئيس الفرنسي جاك شيراك، الذي يدعم أصلاً منافساً آخر لـ"جوجل" هو "كوايرو"، وهي آلة للبحث على الإنترنت بالوسائل السمعية والبصرية. وفي الأسبوع الماضي قالت المفوضية الأوروبية إن المكتبة الرقمية الأوروبية "آخذة في التشكل بسرعة"، وسيكون بإمكان المستخدمين الاطلاع على مليوني كتاب وفلم وملفات أخرى من خلال هذه البوابة بحلول عام 2008.
وسواء كان ذلك يعتبر تقدماً "سريعا"، أو زحفاً نحو فضاء الإنترنت بسرعة حلزونية، فإن هذا أمر يحتمل الأخذ والرد. ويقول إيرول، وهو عضو في لجنة التوجيه الفرنسية الخاصة بالمكتبة الرقمية: "على السياسيين أن ينظموا أنفسهم خلال الأسابيع القليلة المقبلة. فخلال هذا الفترة ستستثمر شركة جوجل مائة مليون دولار".

ولم يتم التوصل إلى قرار حول التخصيص الدقيق لمبالغ التمويل التي ستدفعها كل من بروكسل (مقر الاتحاد الأوروبي) والحكومات والقطاع الخاص. وتقدر المفوضية أن: "عمليات التحويل الرقمي الأساسية" للمواد ستكلف ما بين 200 إلى 250 مليون يورو (240 – 300 مليون دولار) خلال أربع سنوات، وستتحمل الدول الأعضاء معظم هذه التكاليف.
ويرى جانيني أن هذا هو ما ينبغي أن تكون عليه الحال، لأنه يعتقد أن القطاع العام هو الذي ينبغي عليه أن يتولى القيادة. ونتيجة لمشاعر القلق التي كان يشعر بها حول خطط "جوجل" في هذا المجال، فإنه ألف كتاباً عن هذا الموضوع بعنوان "حين تتحدى شركة جوجل أوروبا" When Google Challenges Europe، يتحدث فيه عن مخاوفه من أن تدار الثقافة الأوروبية من قبل شركة أمريكية همها تحقيق الأرباح.
لكن البريطانيين لا يشاطرونه هذه المخاوف، حيث تنهج لين بريندلي كبيرة المديرين التنفيذيين للمكتبة البريطانية، نهجاً أكثر عملية بخصوص المبادرات الرقمية.
وأعلنت المكتبة البريطانية، حين كانت المفوضية تطبل للمكتبة الأوروبية، عن اتفاقية لربط مقتنياتها بنتائج البحث في "جوجل سكولار" Google Scholar، وهي أداة بحث للدراسات والأبحاث الأكاديمية المتخصصة.
وليست هذه الصفقة هي الأولى من نوعها بين المكتبة وإحدى شركات تقنية المعلومات في الولايات المتحدة. إذ قالت شركة مايكروسوفت في تشرين الثاني (نوفمبر) إنها ستستثمر مبلغاً أولياً قدره 2.5 مليون دولار في "شراكة إستراتيجية" مع المكتبة للمسح الإلكتروني لما مجموعه 25 مليون صفحة من المواد، أي ما يعادل مائة ألف كتاب، ووضع النسخ الإلكترونية على الإنترنت.
وجاءت هذه الصفقة كدفعة لـ"مايكروسوفت" في سعيها لاستعادة ما خسرته من "أراض" أمام "جوجل"، التي تتعامل مع مكتبة نيويورك العامة ومع جامعات هارفارد وستانفورد وميتشيجان وأكسفورد. ولكن مشروع "مايكروسوفت"، على عكس مشروع "جوجل"، لن يتعامل مع مواد خاضعة لحقوق النشر. ومع ذلك فإن جانيني يقول: "إنني شعرت بنوع من الانزعاج لأن المملكة المتحدة سلكت سبيلاً منفرداً. وأعتقد أنه إذا لاقى مشروعنا النجاح، فإن بريطانيا ستنضم إلينا، كما جرى عليه العرف التاريخي".

وربما تحاول بريطانيا، متبعة العرف التاريخي أيضاً، تشكيل المشروع الجديد ليأخذ بنية أقل تشدداً مما يمكن أن يرتاح إليه الفرنسيون. وتقول بريندلي: "أعتقد أن المكتبة الرقمية الأوروبية هي مظلة ممتازة للمكتبات الوطنية الأوروبية. . . فأنا لا أنظر إليها ككيان واحد، وإنما أنظر إليها كإطار".
وتضيف بريندلي قائلة: "إن جانيني له وجهة نظر فلسفية بخصوص (عملية التحويل الرقمي)، وهي وجهة نظر لا أشاطره إياها، سواء من الناحية الفلسفية أو الناحية العملية". ومن الواضح أن كراسة (الدعاية) الفرنسية، التي تنظر إلى الجدل الدائر على أنه صراع تحاول فيه أوروبا التصدي للهيمنة الأمريكية، لا وزن لها في لندن. فالمكتبة البريطانية سعيدة بأن تكون علاقاتها مفتوحة وليست حكراً على أحد، وذلك لتأمين التمويل من موارد مختلفة.
وتقول بريندلي: "نحن (نفضل) تصوراً يضم شركاء عديدين، ولدينا الآن بالفعل شراكات مع القطاع الخاص."وتضيف بقولها إن من الممكن، بعد "مايكروسوفت" و"جوجل"، أن يكون هناك المزيد من شركات القطاع الخاص.
ولا يستبعد جانيني دوراً للشركات الخاصة، بل إنه يجري محادثات مع "تومسون"، وهي مجموعة فرنسية لوسائل الإعلام، بالإضافة إلى شركات أخرى. ولكن موضع اهتمامه هو ألاّ تؤدي المشاركة مع شركة ناطقة بالإنجليزية إلى الإضرار بالثقافة الفرنسية. والمثل الذي يحب أن يضربه في هذا المقام هو أنه إذا كانت "جوجل" تتحكم في نتائج البحث، فإن البحث عن فيكتور هوجو يمكن أن يأتيك بنتائج يكون فيها ترتيب الترجمة الإنجليزية لأحد أعماله قبل الأصل الفرنسي.
ولكن من الممكن أن يكون العالم الرقمي "أحادي الثقافة" بقدر أقل مما يظن. فحين أجريت بحثاً عن "شكسبير" في النسخة التجريبية من ENL، كانت أول نتيجة حصلت عليها هي ترجمة فرنسية، قام بها ابن فيكتور هوجو.
وفي هذه الأثناء تبدو "جوجل" وكأنها في غاية الحرص على عدم التعسف الرقابي الذي يحول دون ظهور إشارات محابية لكتب واحد من أكبر منتقديها. فحين طبعت كلمة "جانيني" Jeanneney في صفحةGoogle Book Search ظهرت لي العبارة التالية: "حساب جانيني هو حساب رسمي قطعاً".

المصدر : http://aleqt.com/news.php?do=show&id=23370
محمد حسن غنيم












التوقيع
محمد حسن غنيم
مركز جمعة الماجد للثقافة و التراث. دبي.
  رد مع اقتباس