[Sara Qeshta]

مجتمع المعرفة ومحو الأمية المعلوماتية

*****

أ.د. أحمد نعيم البنداق

المركز القومي للبحوث

نائب رئيس أكاديمية البحث العلمي سابقا

*******

أثرت ثورتي الاتصالات والمعلومات علي المجتمعات لتأخذ بيدها علي طريق الرقي والتقدم وقد امتد دور المكتبات وتعاظم مؤخرا لمعالجة الأمية المعلوماتية ومحوها ليترسخ مجتمع المعلومات ويأخذ في التحول تدريجيا لمجتمع المعرفة والذي سيصبح واقعا معاشا ومن ثم ستتبدي ملامح مجتمع الحكمة الذي يفيض بالمعارف لتثري عقل الإنسان بالحكمة والاستنارة والعدل . تعاظمت الحاجة للمكتبة مما حدا بالمكتبيين والتربويين بالاهتمام لعلاقة الإنسان بالمعلومات وبناء المعرفة وبالتعلم المستمر ليمحو الإنسان أميته المعلوماتية
يعد محو الأمية مقياسا لإظهار قدرة الإنسان علي التكيف المجتمعي . تنوعت الأمية المعلوماتية ما بين أمية التعامل مع الأدوات ومصادر المعلومات والنشر والتكنولوجيا البارعة والنقد الموضوعي ، لذا صار من ركائز محو الأمية المعلوماتية فهم تدفق المعلومات واختيار وتقييم ورصد ومناقشة واستخلاص وترتيب وتكامل وتوثيق المعلومات . يؤدي محو الأمية المعلوماتية دورا رئيسيا في بناء القوة المعرفية وتأكيد حقوق الإنسان في الوصل للمعارف ويشجع علي تعدد الاختيارات بما يضمن دائما مقاومة الأمية المعلوماتية مع رفض احتكار وسيطرة الفكرة الواحدة أو التفسير الأوحد للأمر قيد التمحيص والمراجعة ، هنا تبرز الذكاء الجمعي كقيمة أعلي من الذكاء الفردي دون التعدي علي حرية الفكر ولملافاة ازدواجية المعرفة تحقيقا لمتطلبات مجتمع المعرفة متطلعين لمستوي مجتمع الحكمة الذي يجمع كل الخصائص الإيجابية من حالات المجتمعات السابقة