عرض مشاركة واحدة
قديم Apr-13-2008, 04:38 PM   المشاركة4
المعلومات

سفيان بوحرات
مكتبي نشيط

سفيان بوحرات غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 40992
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الإمارات
المشاركات: 69
بمعدل : 0.01 يومياً


افتراضي

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
و بعد
زملاء المهنة المحترمين،،،

بالفعل إن مهنة الأرشيفي لا تحظى بالاهتمام اللائق بها في بعض المجتمعات العربية و هذا راجع إلى قلة الوعي بصفة عامة و كما قيل قديما من جهل شيئا عاداه! أليس كذلك ؟

أن الدول المتقدمة تولي الأرشيف و الأرشيفيين أهمية مؤسسة على إدراكها لدورهم الفعال في حفظ ذاكرتها و تنظيم مواردها المعلوماتية الفريدة و الثمينة و تشكيل تراثها،
و لا عجب في ذلك حيث أن تلك الدول لا تنظر إلى المهن و إلى المهنيين من زاوية الاحتقار و التهميش مهما كان المجال و مهما نزل سلم الوظيفة، ذلك لأنهم يقولون بل يعتقدون أنه ليس هناك مهنة دونية، فهل نستغني عن الخباز أو الميكانيكي أو عامل النظافة أو أو...؟ أبدا فإن المؤسسات و المجتمعات لبنات متكاملة لا يستقيم البنيان إلا بها جميعا، فما بالك بلبنة الهوية و الثقافة و التاريخ و الشخصية ؟!!!

ولكن مسؤولينا لا يعلمون !!! فلنعذرهم و لنأخذ على عاتقنا مسؤولية تعليمهم و تبيين قيمة الأرشيف و فائدة بل و فوائد مهنة الأرشيفي في أي مؤسسة كانت.

بالفعل هذا تحدي كبير و هذه مسؤولية عظيمة خاصة في زمننا هذا، زمن تكنولوجيا المعلومات و الأرشفة الإلكترونية، حيث يظن الكثير الكثير الكثير أن الكمبيوتر سيحل محل الأرشيفي و أن أقسام تقنية المعلومات ستحل معضلة الأرشيف و بالتالي لا حاجة لأرشيفيين و لا لأرشيف ورقي، و قد وقع هذا بل و تكرر. كم من مدير ردد فكرة شراء برنامج التصوير الضوئي و تحويل الورق إلى أرشيف إلكتروني؟ و كم من مدير حول قاعات الأرشيف إلى مكاتب ظنا منه أن الأرشيف الإلكتروني سوف لن يحتاج إلا لقاعة مساحتها لا تتجاوز 20 متر مربع؟ ولكن هل وصلوا إلى مطلوبهم؟ لا بالطبع و لن يصلوا حتما، لأن النظام الإلكتروني يحتاج إلى من يصممه و من يزوده و من يديره و من يقوم على صيانته.

إذا الحل بأيدينا نحن الأرشيفيون للقيام بدورنا كما ينبغي و أن نكون في المستوى تجاه التحديات و أن لا ننتكس و نضعف أمام صعوبة الوضع و النظرة السلبية التي أصبحنا نعاني منها.

إليك بعض الإرشادات، على عجل، لعلها تفيد في تغيير الوضعية بعض الشيئ:

أولا: الاقتناع الذاتي تماما بأن الأرشيفي قائم على مجال حيوي تحتاجه الدوائر الحكومية و الخاصة
ثانيا: بذل الجهود الوفيرة في القيام بدوره في إنقاذ الأرصدة الأرشيفية و لو بأدنى الوسائل المتوفرة
ثالثا: العمل على تثمين هذه الجهود بإبراز النتائج للجميع دون تردد إذ أن الفهارس و قواعد البيانات و الملفات المرتبة والمصنفة تعتبر إنجازا على حد سواء كالإيرادات المالية أو تحقيق النجاحات في المشاريع المؤسسية لأن الأرشيف هو الذي يكرس هذه الإنجازات و هو الذي يثبت و يحفظ هذه الإيرادات و هو الذي يمكن من تحقيق الأحسن حيث يصبح هو المرجع الموثوق لما يغادر صاحب الخبرة أو تخون الذاكرة البشرية!!! فلنتنبه!!!!
رابعا: متابعة جميع ما يجري في المؤسسة من مشاريع و نشاطات فلربما يمكننا كأرشيفيين أن نوفر مراجع تساعد في أداء العمل أو إنجاح المشاريع لا يفكر أصحاب الشأن في طلبها لأنهم لا يعلمون بوجودها. و كم من دراسة محفوظة في الأرشيف أعيدت و انجر من ذلك هدر للمال و الجهد و الوقت، و على ذلك فقس!!!
خامسا: العمل على توعية الزملاء و من لهم الآذان الصاغية بأهمية الأرشيف كما هي قناعتك، و سوف يسري الحديث و قد يصل إلى من لم تتمكن من الوصول إليهم من مسؤولين
سادسا: كن المثال الأعلى و القدوة الشامخة في الانضباط و الجد، فإن الأعين المراقبة لا تغفل عن ذلك و تهتم حتما يوما ما بما تقوم به

فإن لم تر النتائج فلا تيأس، لأنك :

أولا: قمت بواجبك، ثانيا : بذلت جهدك حين تأخر غيرك، ثالثا: طورت نفسك و أثرت في غيرك ممن هم مثلك أو دونك أو أكبر منك، رابعا:أنقذت وثائق كثيرة و أخليت مسؤوليتك تجاه التراث الثمين

أخيرا إن مهنة الأرشيف تتواجد في قلب العمل الإداري و الفني فلا ينبغي أن يتغاضى عنها حريص على الأداء المؤسسي، فهذه هي النقطة الأساسية في النقاش و عليها فركز.

عذرا،












  رد مع اقتباس