عرض مشاركة واحدة
قديم Oct-28-2009, 04:58 PM   المشاركة1
المعلومات

فاطمة الزهراء صاري
مكتبي نشيط

فاطمة الزهراء صاري غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 71864
تاريخ التسجيل: Jul 2009
الدولة: الجـزائر
المشاركات: 62
بمعدل : 0.01 يومياً


افتراضي اهمية الصورة الفتوغرافية في دور الارشيف

لم يقتصر التعريف بالأرشيف على الوثائق المكتوبة الورقية فقط، بل هي مجموعة من الوثائق تتضمن أخبارا مهما يكون تاريخها أو شكلها أو سندها المادي...( قانون 09-88 المتعلق بالأرشيف الجزائري) ويعني ذلك الأرشيف بمختلف أشكاله من سجل، دفتر، خريطة، نسخ أصلية، و صور فوتوغرافية.
عرفت الصورة الفوتوغرافية في ميدان الأرشيف تطورا ملحوظا، مع ظهور التكنولوجيات والتقنيات الحديثة في ميدان التصوير بإدخال الصورة الرقمية و ما تتطلبه من تقنيات في الحفظ و المعالجة العلمية في الأرشفة، إذ أصبحت الصورة التاريخية في معظم دور الأرشيف لها دورا وأهمية فائقة في ميدان البحث.
فأصبح الباحث يعتمد عليها لتدعيم بحثه في شتى المجالات، كما أنها الملحق والمرجع الأساسي للمكتوب ومثال لذلك : صورة لمخطط في ملف، أو نموذج أو رسومات لصناعة طائرة أو باخرة أو صور لمعركة أو لآثار تاريخية...إلخ
ومن الناحية الإدارية فهي الشاهد الذي بدونه تفقد الوثيقة الإدارية قيمتها، وبالتالي فضرورة وجودها في الملف حتمي مثلا : بطاقة التعريف أو جواز السفر بدون صورة صاحبها، تفقد مصداقيتها فهي العنصر الهام ضمن الملف الإداري أو التقني الذي يتكون من المكتوب والصورة معا.
· أنواع أرصدة الصور الفوتوغرافية في دور الأرشيف.

يحتوي الأرشيف على عدة أنواع من أرصدة الصور وهي :
1. أرصدة الصور التاريخية المدفوعة لدور الأرشيف والتي هي ( الصورة) بمثابة
ملحق للأرشيف الإداري وجزء لا يتجزأ من الرصيد، تطبيقا لاحترام نظام
الأرصدة في الأرشيف، و لا يمكن فصلها عن المكتوب حتى لا تفقد القيمة
الإدارية والتاريخية التي اكتسبتها مع النص المكتوب.
2. رصيد صور الأرشيف الخاص الذي ينتمي إلى أرشيف العائلات والخواص وصور الشخصيات، بحيث لا يمكن فصلها أيضا عن الرصيد المكتوب الأصلي حتى تصبح مرجع للباحثين، ويضاف في الفهرس الوطني للتراث الأرشيفي المتمثل في الأرشيف الخاص .
3. الصورة المنجزة من طرف مصلحة الأرشيف نفسها وهي عبارة عن أرصدة تنشئها وتنجزها المصلحة كالنشاطات والربورتاجات وصور المعارض وصور حديثة التكوين للأرصدة الجديدة، التي تدخل ضمن الأرصدة التاريخية فيما بعد سواء بالنسبة لتاريخ المؤسسة أو الوثيقة كتراث أرشيفي.
ومن خلال أنواع الأرصدة الفوتوغرافية الموجودة في دور الأرشيف، يتجلى لنا بأن الصورة في الأرشيف هي وثيقة في حدّ ذاتها، يعتمد عليها الباحث والمؤرخ من ناحية رؤيتها " كشاهد مرئي" وما تحمله من معلومات تكون أداة هامة وفعالة، لا تعوضها أشكالا أخرى، فهي بالنسبة للمؤرخ المصدر الأساسي لفهم وإعادة بناء الماضي، وما تحمله من قوة في خصوصياتها من الوضوح، والعمق والغموض، وازدواجية المعنى التي لا نجدها في النص المكتوب، ومن ناحية قراءتها ( الصورة) كما قال دانيال بورستان يمكن قراءة الكتابة ولكن الصورة دائما تفك رموزها، وفي بعض الأحيان هي معبرة عن النص المكتوب.
تكمن أهمية الصورة في الحفاظ عليها وجمعها كتراث أرشيفي في غياب الوثيقة المكتوبة وتدعيما لها ( الوثيقة المكتوبة) ، والأرشيف الجزائري يسعى للاهتمام بالتراث الثقافي والأرشيفي لإثراء مختلف أرصدة الصور التي بحوزته، حتى يتسنى له تكوين " الفهرس الوطني للصور التاريخية ".
ومن بين هذه الأرصدة :
§ أرصدة صور الشخصيات المرموقة في تاريخ الجزائر ( المجاهدين والمجاهدات والرياضيين والسياسيين...إلخ)
§ أرصدة حرب التحرير 1962-1954م
§ أرصدة الصور التاريخية للمؤسسات المنحلة " جريدة السلام".
§ أرصدة صور المدن الجزائرية وما يكتنز من معالم أثرية، وصور خاصة بالحياة اليومية والاجتماعية للمنطقة. والقائمة طويلة لا يمكن سردها كلها.
وأختم بهذه الصورة المعبرة التي وجدت ضمن رصيد المصور اليوغسلافي السيد ستيفان لابودوفيتش إبان الثورة التحريرية بالشرق الجزائري، صورة لطفلين صغيرين من الريف الجزائري، يعبران عن شعورهما و هما يلعبان بالأخشاب فسألهما المصور، أجابه الطفل بأنه هو وأخته يعيدان بناء البيت الذي دمر . "من طرف الاستعمار الفرنسي."

















التوقيع
لا تسال وطنك ما ذا قدم لك اسال نفسك ماذاقدمت لوطنك
  رد مع اقتباس